سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

19‏/05‏/2020

الحضارة الضائعة والبلاد القاسية

الحضارة الضائعة والبلاد القاسية

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

جريدة القدس العربي ، لندن ، 19/5/2020

...............

الحضارات القائمة على قتل البشر، تظهر فلسفتها المتغطرسة في الآثار العمرانية. الغرور قبر الإنسان وضريح الحضارة. يهدمون الإنسان، ثم يبنون المقابر بكل أناقة، وفق أحدث نظريات الهندسة المعمارية. كان الفراعنة حريصين على تشييد قبورهم. قضوا حياتهم في التفكير بموتهم. وكانت حياتهم هي فلسفة الموت. ولدوا في الموت، وعاشوا في الموت، وماتوا في الموت. فهل شعروا بالحياة؟ مات البشر من أجل حفر قناة السويس. ومات البشر من أجل بناء الأهرام. هُدِمَ الإنسان، وبُنِيَ السد العالي. فهل هذا نجاح أم فشل؟ لا أجد أفضل من مصر لاعتمادها أنموذجا. إنها البلد الوحيد المذكور في القرآن والتوراة والإنجيل. إنها البلد الذي يملك في رصيده سبعة آلاف سنة من الحضارة.
2
عندما تُحشَر الحضارة في الزاوية تبدأ بأكل نفسها. لا تحشروا القِط في الزاوية. ستأكل الثورة أبناءها. تنكمش الحضارة في الزاوية الضيقة، وتبدأ بالاضمحلال التدريجي. وحين تغيب الروافد، فإن البحيرة ستجف. الانفتاح هو القوة. سينفتح النهر على البحر، وينفتح البحر على البحيرة. قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر. وقد يتفوق التلميذ على أستاذه. إن الحركة المستمرة هي التي تمنع الدراجة من السقوط.
3
بلادنا كالطاحونة. إن أردت ألا تطحن، عليك أن تكون أكبر من الطاحونة . لا تلعب دور الضحية . لم يخلقك الله لتكون ضحية. لا تخترع مظلومية وتغرق فيها. إصنع مجدك بيديك. لا فائدة من البكاء على الأطلال. الدموع لن تعيد الموتى، ولن ترجع الأشياء التي ماتت. وظيفة الصياد أن يصطاد السمكة، لا أن يفكر في مشاعر السمكة لحظة اصطيادها. وظيفة السمكة أن تسبح وتهرب من الصياد، لا أن تفكر في أبناء الصياد الجياع.
4
الانكسار أمام الغريزة هو انكسار شامل. والانهيار ينسحب على كل العناصر. المجد وحدة واحدة، لا يتشظى ولا يتجزأ. والشخص الذي يخاف من النظر إلى وجهه في المرآة، سيخاف من كل شيء. وإذا خسر الإنسان نفسه، فسيظل خاسرًا حتى لو ربح العالَم. والقائد المهزوم سيظل غارقا في الخزي والعار، حتى لو وضع على صدره كل الأوسمة العسكرية .
5
العالم لا يعترف إلا بالأقوياء حتى لو أشفق على الضعفاء. كلمة القوي مسموعة في هذا العالم الظالم، وكلمة الضعيف تذهب أدراج الرياح. لا توجد حرب من أجل الحرب. إن الحرب من أجل الحصول على شروط أفضل في اتفاقية السلام. والضعيف هو الطرف الخاسر الذي يوقع على معاهدة الاستسلام، ولا يستطيع أن يوقع على معاهدة السلام. السلام للأقوياء والأنداد، والاستسلام للضعفاء والمهزومين. اسْعَ من أجل تحقيق أعلى ربح، وادرس احتمال الخسارة، لكيلا تُصدَم إذا حدثت. لا تترك شيئًا للصُّدفة أو الاحتمالية القاتلة.
6
المجرمون عندما يتقاعدون من مناصبهم، يصبحون مدافعين عن حقوق الإنسان. عندما يشارك الوزير في الحكومة، يصبح محاميًا للشيطان. يدافع عن أخطاء الحكومة وخطاياها، لأنها هي التي تدفع راتبه الشهري. وحين يخرج من الحكومة، يصبح معارضًا سياسيًّا، ويبني مشروعه السياسي على فضح ألاعيب الحكومة والدفاع عن حقوق المواطنين. تماما كالقِط الذي يلتهم الفئران أثناء قوته، وحين يصبح عجوزًا يائسًا، يدافع عن حقوق الفئران في الحياة الكريمة. وفي كل الأحوال، ستظل الشعوب البائسة هي فئران التجارب.
7
التصورات المسبقة عن الشيء قد تُضيِّع حقيقته. دراسة التاريخ تعني أن ندرس ما حدث على أرض الواقع، ولا ندرس الأحداث التي تدور في خيالنا، ونتمنى لو كانت واقعًا. التاريخ هو كشف الحقيقة لا كشف الخيال الذي نتمنى لو كان حقيقة. والتصورات المحيطة بالشيء قد تنسف ماهية الشيء، وتُحيله إلى هُوية مخادعة. فالشيء هو الجوهر، أما تصوراتنا المغلوطة عنه، فهي أعراض وهمية قاتلة للجوهر. هناك فرق بين الهدية والورق التي تلف به الهدية. ولا يمكن المقارنة بين اللؤلؤ والصَّدَف، أو القلب والقفص الصدري، أو البيت والسور، أو الصورة والبرواز. والشخص الغني يحمل المال الكثير في كيس تافه لا يساوي شيئًا. الجسد للتراب والدود، لأن الجسد هو الحامل. والعبرة بالمحمول. وسوف تظل روح الإنسان هي الحقيقة السامية التي لا يصل إليها التراب ولا الدود.

18‏/05‏/2020

سرقات عائض القرني

سرقات عائض القرني

.............

     المتمسلف المرتزق عائض القرني أو عايض القرني، الخادم الذليل لأبي منشار الإرهابي محمد بن سلمان، هو واحد مِن الذين حوَّلوا بِدعة السَّلفية إلى بزنس وتجارة ، تدرُّ عليه أموالًا طائلة، وأرباحًا مادية كثيرة ، وذلك بالتنسيق مع أسياده المتمسلفين عبيد آل سعود في بلاد الحرمين المُحتلة، وأيضًا باستغلال اسم الألباني الذي جَعلوه إمامًا، وهو لَيس له شيُوخ ، ولم يدرس عِلْمَ الحديث على أيدي العُلماء ، ولا يَحفظ شيئًا مِن المُتون العِلمية ، حتى إنَّه لا يَحفظ الأربعين النووية، عدا عن تناقضاته ( وهي بالآلاف ) في تصحيح الأحاديث وتضعيفها .
     وقد تحدَّث كثير من العلماء عن سرقات عائض القرني ، وأثبتوها ، وذكروا كُتبًا كثيرةً سرقها من الآخرين، واستولى عليها دون وجه حق ، وأنا أدعو إلى فضح عائض القرني المنافق ، خادم محمد بن سلمان ، ومُلاحقته في المحاكم ، وكشفه أمام تلاميذه البُسطاء المُغترين به ، وفضح المتمسلفين المرتزقة البعيدين كُل البُعد عن منهج السَّلَف الصالح رِضوان الله عليهم .

17‏/05‏/2020

سرقات محمود درويش

سرقات محمود درويش

.........

الشاعر المرتزق محمود درويش ، أفضل مَن تاجرَ بالقضية الفلسطينية ، وقد حوَّل الثورةَ إلى بزنس وأرصدة بنكية وإقامة في أفخم فنادق أوروبا، وبنى مجده الأدبي الوهمي على دعم الفاشل ياسر عرفات ، وأموال حركة فتح المهزومة في الحرب والسلام . وقد ظهرت عشرات المقالات والدراسات والكتب ، التي تُوضِّح سرقات محمود درويش بالوثائق والأدلة . لذلك ، أدعو الباحثين العرب إلى كشف سرقات هذا الشاعر المرتزق في أشعاره ومؤلفاته ، وفضحه أمام الناس ، خصوصًا أتباعه الذين يغترون به ، ويعتبرونه شاعر المقاومة الفلسطينية ، وهو الذي قضى جُزءًا كبيرًا مِن حياته نائمًا في أحضان الحزب الشيوعي الإسرائيلي رفقة صديقه المناضل سميح القاسم ! . ويكفيك أن تبحث في جوجل عن سرقات محمود درويش لتعرفها ، وهي مُوثَّقة بالرَّقْم والصفحة والكتاب ، مع أسماء الكُتَّاب والشعراء الذين رَدُّوا عليه . والمُضحك المُبكي أن عبارة / على هذه الأرض ما يستحق الحياة ،  الموجودة في شِعر درويش ، وعلى شاهد قبره ، مسروقة مِن الفيلسوف الألماني نيتشه . وهذا معروف ومشهور . وهذا على سبيل المثال لا الحصر .

16‏/05‏/2020

السلوك والوجود والنظام

السلوك والوجود والنظام

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد

.............

     يمتلك السُّلوكُ الإنساني قوةً ذاتية قادرة على تحويل الكَينونة إلى فِكرة ، أي : تحويل الوجود الاجتماعي المادي والمعنوي إلى منهج فِكري قابل للتطبيق في الأمكنة والأزمنة المتغيرة . وهذه الصَّيرورة هي المنظومة الفلسفية التي تُفسِّر العلاقة المصيرية بين السُّلوك الإنساني والوجود الاجتماعي ( الترابط بين الجُزء والكُل ) . وإذا حدث توافق وجداني بين الفرد ومُحيطه الاجتماعي ، زالَ التناقضُ في شخصية الفرد ، وزالت التناحرات في المُحيط الاجتماعي . وهذا التوافق لا يعني تكريس سياسة القطيع ، أوْ سَحق وجود الفرد لصالح وجود الجماعة ، أوْ صَهر الهُوِيَّات المختلفة في بَوتقة هُوِيَّة واحدة. إن مفهوم التوافق الوجداني في السياق الاجتماعي يقوم على مبدأ فكري ثابت ، وهو احتفاظ الفرد بصوته الخاص وأفكاره الذاتية وشخصيته الاعتبارية ، واحتفاظ المُحيط الاجتماعي بإطاره الخاص ومصلحته الوجودية وماهيته المركزية ، وإيجاد نُقطة مشتركة بين الطرفَيْن في مُنتصف الطريق ، وتكوين علاقة تكاملية بين الفرد والمُحيط الاجتماعي، تُحقِّق مصلحة الطرفَيْن، وأحلامهما، وطموحاتهما. وهكذا ، يتَّضح المسارُ الفكري نحو مُستقبل مشترك ، دُون الحاجة إلى سَحْق الهُوِيَّات ، أوْ تذويب الفُروقات الاجتماعية، أوْ إلغاء الصوت الذاتي. والتكاملُ علاقة بين خصائص مختلفة ، وأشياء مُتباينة ، لتكثير نِقاط القُوَّة ، وتقليل نِقاط الضَّعْف ، والتكاملُ يظهر في حالة الاختلاف ، ولا يظهر في حالة التَّشَابُه .
2
     المشكلةُ المنتشرة في النسق الاجتماعي تتجلَّى في اختراع لوازم ذهنية لَيست بلازمة على أرض الواقع . على سبيل المثال لا الحصر ، كثيرٌ مِن الناس يعتقدون أنَّ بناء المجتمع وتقدُّمه لا يتحقَّقان إلا بوجود دَولة الدِّين الواحد ، والمذهب الواحد ، والحِزب الواحد ، والفِكر الواحد . وهذا وَهْمٌ كبير ، واعتقاد خاطئ . إنَّ توحيد الجُهود لا يَستلزم توحيد الأفكار ، لأن الجُهود سلوك بشري يَضمن مصالح جميع الأطراف ، أمَّا الأفكار فهي بُنى ذهنية تُشكِّل منظومةً معرفية داخل الفرد . وأيضًا ، تماسكُ المجتمع لا يستلزم توحيد الأديان والمذاهب. تُوجد مجتمعات كثيرة متماسكة وقُوَّية ، معَ أن أفرادها ينتمون إلى أديان مُتعدِّدة ومذاهب مُختلفة . والأمرُ يُشبِه وُجود بَحَّارة على ظَهْر سَفينة ، كُل بَحَّار لَدَيه دِينه ومَذهبه وعقائده الخاصَّة به ، ولكنَّ هذا الأمر لَيس له أيُّ دَور في عُبور البحر ، الذي يَقوم على خِبرة البَحَّار ومهارته وكفاءته والأخذ بالأسباب . وجميعُ البَحَّارة يَعرِفون هذا الأمرَ ، لذا يُوجِّهون طاقاتهم نحو هدف مُشترك ، وهو الوصول إلى بَر الأمان، وهذا يُحقِّق مصلحةً للجميع ، ويَجلب منفعةً للكُل ، بعيدًا عن الصِّراعِ الديني والتناحرِ المذهبي والصِّدَامِ الأيديولوجي .
3
     بناءُ الأنظمة السياسية في الدُّوَل المتماسكة ظاهريًّا ، المُفكَّكة باطنيًّا ، قائم على الولاء ، وليس الكفاءة . وهذا الولاء المُتجذِّر يعتمد بالدرجة الأُولَى على العصبية الدينية المشتملة على روابط المذهب والقرابة والحِزب، وجميعُ الدُّوَل يُوجد فيها حِزب حاكم، سواءٌ بمعناه اللغوي أَم الاصطلاحي ، وسواءٌ كان ظاهرًا أَم مَخْفِيًّا . وكُل بُنية سياسية تستبعد أصحابَ المواهب والكفاءات ، بحُجَّة التركيز على الولاء والانتماء ، هي منظومة طائفية مُنغلقة ومُنكمشة، تُشكِّل خطرًا على نَفْسها ، وهي أكبر تهديد لوجودها ، لأنَّ النهر لا يَقْدِر على الاستغناء عن روافده،فهي الضمانة الأكيدة لحياته وحيويته وحركته،وبدون الروافد سيجف النهرُ معَ الزمن. وكُل نظام سياسي مُنغلق ، هو بالضرورة نظام معزول عن المجتمع ، ومُنفصل عن الواقع ، وعائش في عَالَمه الخاص ، وهذا سيُؤدِّي إلى شيخوخة النظام ، وتآكله مِن الداخل ، وسُقوطه عاجلًا أوْ آجِلًا . وكما أن الحفاظ على حياة النهر ، لا يكون إلا بكثرة روافده واستيعابها ، كذلك الحفاظ على حياة النظام السياسي ، لا يكون إلا بكثرة المُبدعين وأصحاب الكفاءات ، واحتضانهم في بُنية السُّلطة ، كَي يُمارسوا دَوْرَهم في البناء الحقيقي على أرض الواقع، ولَيس كتابة الشعارات، وترديد عبارات الوطنية،وتغيير المواقف تحت ضغط الراتب الشهري.

15‏/05‏/2020

سرقات أدونيس

سرقات أدونيس

..........

النصيري المرتزق أدونيس ، علي أحمد سعيد النصيري ، شاعر البراميل المتفجرة ، الذي يدعم _ النظام النصيري الذي يحتل سوريا _ في قتل الشعب ، بنى مجده الأدبي الوهمي على سرقة أشعار وأفكار الآخرين . وقد ظهرت عشرات المقالات والدراسات والكتب ، التي تُوضِّح سرقات أدونيس بالوثائق والأدلة. لذلك ، أدعو الباحثين العرب إلى كشف سرقات أدونيس في أشعاره ومؤلفاته، وفضحه أمام الناس ، خصوصًا أتباعه الذين يغترون به ، ويعتبرونه زعيم الحداثة !. ويكفيك أن تبحث في جوجل عن سرقات أدونيس لتعرفها ، وهي مُوثَّقة بالرَّقْم والصفحة والكتاب ، مع أسماء المفكرين الذين رَدُّوا عليه ، خصوصًا الذين يُتقنون اللغة الفرنسية ، التي يسرق أدونيس مِن شعرائها وأدبائها ومُفكِّريها ! .

14‏/05‏/2020

الرد على الألباني

الرد على الألباني

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد

...............

أصابَ الناسَ قَحْطٌ في زمن عُمر، فجاء رَجلٌ إلى قبر النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم، فقال : يا رسول الله ، اسْتَسْقِ لأُمَّتك فإنهم قد هَلكوا، فأُتِيَ الرَّجُل في المنام، فَقِيل له: (( ائتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السلامَ، وأخْبِرْهُ أنكم مَسْقِيُّون )).
[ رواه ابن أبي شَيبة (6/ 356)برقم(32002 )، وصحَّحه ابن كثير في البداية والنهاية( 7/ 92 )، ووافقه الحافظ في الفتح ( 2/ 495) ].
     قال الألباني محاولًا الطعن في هذا الحديث ( لأنَّه يُخالِف هواه ) في كتابه التَّوَسُّل (1/120       و121و122 ) : (( قلت : والجواب من وجوه : الأول : عدم التسليم بصحة هذه القصة لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط،وهذان شرطان أساسيان في كل سند صحيح كما تقرَّر في علم المصطلَح )) اهـ .
     قلتُ : إن هذا الحديث صحَّحه ابن كثير ووافقه على التصحيح ابن حجر ، وإذا كنتَ لا تعرف مالك الدار ( مالك بن عِياض) من حيث العدالة والضبط، فاترك العلماء الذين يعرفون ذلك يَحكمون على الحديث ، فَمَن يَعْلم حُجَّةٌ على مَن لا يَعْلم . وإذا لَم تَرَ القمرَ بازغًا ... فَسَلِّمْ لأناسٍ رَأَوْهُ بالأبصارِ .
     وتابعَ الألباني : (( وقد أورده ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل )، ولم يذكر راويًا عنه غير أبي صالح هذا ، ففيه إشعار بأنه مجهول ، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نَفْسه _ مع سعة حفظه واطلاعه_ لم يحكِ فيه توثيقًا، فبقي على الجهالة )) اهـ .
     قلتُ : قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 213) : (( مالك بن عِياض مولى عمر بن الخطاب روى عن أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب _ رضي الله عنهما _ روى عنه أبو صالح السمان )) اهـ . وبالتالي فإن كلام الألباني الذي رمى به مالك الدار بالجهالة غير دقيق، لأن ابن أبي حاتم لم يقل لَم يَرْوِ عنه إلا أبو صالح ، وإنما ذكر أحد الرواة الذين رَوَوْا عنه . لذلك قال المِزِّيُّ في تهذيب الكمال  ( 22/ 624 ) عن مالك الدار : (( روى عنه الحسن بن الحَرِد، وعبد الله بن لَهيعة ، وعُتَبة ابن أبي حكيم، وفُلَيح بن سليمان، ومحمد بن إسحاق بن يسار )) اهـ .
     وهكذا ترتفع الجهالة عنه لا محالة، ويتَّضح ضَعْف اطِّلاع الألباني ، ولا نريد أن نقول سُوء نِيَّته ، حيث عَمَدَ إلى كتاب الجرح والتعديل ، وتجاهلَ تهذيب الكمال ، لأن فيه أسماء مَن رَوَوْا عن مالك الدَّار ، وهذا ما لا يوافق هواه . وقد رمى الألباني مالك الدَّار بالجهالة تقليدًا لابن المديني [ انظر تهذيب الكمال 22/ 624] . لكنه تجاهل حقيقة أن ابن حِبَّان ذَكَره في كتاب الثِّقات [انظر المرجع السابق بنفْس الجزء والصفحة] . وقال عنه الذهبي في الكاشف ( 2/ 110) : (( وُثِّق )) اهـ . وهذا كله ينسف ما قاله الألباني .  
     وتابع الألباني : (( ولا ينافي هذا قول الحافظ ( ... بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان ..) لأننا نقول: إنه ليس نصًّا في تصحيح جميع السند بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لما ابتدأ هو الإسناد من عند أبي صالح ، ولقال رأسًا : ( عن مالك الدار ... وإسناده صحيح ) ولكنه تعمَّد ذلك ليلفت النظر إلى أن هاهنا شيئًا ينبغي النظر فيه ، والعلماء إنما يفعلون ذلك لأسباب منها أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله لما فيه من إيهام صِحَّته لا سِيَّما عند الاستدلال به ، بل يُوردون منه ما فيه موضع للنظر فيه وهذا هو الذي صنعه الحافظ رحمه الله هنا ، وكأنه يشير إلى تفرد أبي صالح السمان عن مالك الدار كما سبق نقله عن ابن أبي حاتم ، وهو يُحيل بذلك إلى وجوب التثبت من حال مالك هذا ، أو يشير إلى جهالته )) اهـ .
     قلتُ : قال الحافظ في الفتح ( 2/ 495 ): (( وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الداري وكان خازن عُمر )) اهـ .
     وهذا الكلام واضحٌ في تصحيح السند كاملًا لعدة أسباب : أ) إن الحافظ لَم يذكر أي انقطاع في السند، ولَم يقل إنه منقطع . ب ) الحافظ لَم يقل : بإسناد صحيح إلى أبي صالح وسكت ، ولو فعل هذا لطعن في مالك الدار بكل وضوح، وإنما قال : بإسناد صحيح من رواية أبي صالح، وأكمل السند بقوله عن مالك الدار ، وأعطى معلومة بأنه كان خازن عُمر ، لذلك فكلام الحافظ يسير بسلاسة لا تشير إلى انقطاع بالسند أو عدم تثبت من مالك الدار . ج) لقد أثبتنا أن مالك الدار ليس مجهولًا كما زعم الألباني ، وذلك عن طريق ذكر من رَوَوْا عنه بأسمائهم ، وهذا يدحض كلامَ كل من رماه بالجهالة . د ) والحُجَّة الدامغة في تأييد ما ذهبنا إليه أن الحافظ في الفتح ( 11/ 96 ) قال بالحرف الواحد:(( ولمسلم من رواية أبي صالح عن أبي هريرة ... )) اهـ . وما قصده الحافظ ابن حجر هو حديث في صحيح مسلم ، فانظر إلى عبارته " من رواية أبي صالح عن أبي هريرة " ولَم يقل " عن أبي هريرة رأسًا " ، وهذا ينسف كلامَ الألباني من جذوره . وانظر إلى أسلوب الحافظ في الفتح( 1/ 373 ) على سبيل المثال : (( ثبت في الصحيح من رواية أبي عثمان النهدي عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق_رضي الله عنهما_)) اهـ . قلتُ: ولم يقل : ثبت في الصحيح عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رأسًا . وهذا يعكس لنا أسلوب الحافظ في كلامه حول صحة السند . هـ) وماذا تقول عن ابن كثير الذي أورد الحديثَ في البداية والنهاية ( 7/ 92 ) وقال عَقِبه : (( وهذا إسناد صحيح )) ؟! .
     وتابع الألباني : (( بل الأثر ضعيف مِن أصله لجهالة مالك الدار كما بَيَّناه )) اهـ .
     قلتُ : لم تَقْدِر أن تقيم الحُجَّة على جهالة مالك الدَّار ، بل على العكس فقد أقمنا عليك الحُجَّة بعدم جهالة مالك الدَّار بذكر أسماء الرُّواة عنه . 
     وتابع الألباني : (( الثاني : أنها مُخالِفة لِمَا ثبت في الشرع من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنْزال الغيث من السماء ، كما ورد ذلك في أحاديث كثيرة ، وأخذ به جماهير الأئمة )) اهـ .
     قلتُ : ليست مُخالِفة للشَّرع، لأنَّ فِعْلَ الشيء لا يَنفي ما عداه كما هو مُقرَّر، كما أن التَّرك ليس من دلائل التحريم أو الكراهة . فإذا ثبت استحباب صلاة الاستسقاء ، فهذ لا يعني أن التوسل أو الاستغاثة بالنبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم مِن أجل استنْزال الغيث ، أو طلب الدعاء من الصالحين بنية الاستسقاء يُعتبَر مخالفةً شرعية. والدليل أن عُمر بن الخطاب استسقى بالعباس _ رضي اللهُ عنهما_ كما في صحيح البخاري. فلماذا لَم يَشْرَع عمر بن الخطاب _ رضي اللهُ عنه _ في صلاة الاستسقاء مباشرة دون الحاجة إلى التَّوَسُّل بالعباس _ رضي الله عنه_ ؟! .
     وتابع الألباني: (( بل هي مُخالفة لِمَا أفادته الآية من الدعاء والاستغفار وهي قوله تعالى في سُورة نُوح :
 } فقلتُ اسْتَغْفِروا ربَّكم إنه كان غفارًا يُرسل السماءَ عليكم مِدرارًا  { . وهذا ما فعله عُمر بن الخطاب حين استسقى ، وتوسَّل بدُعاء العباس ، كما سبق بيانه ، وهكذا كانت عادة السَّلَف الصالح كُلَّما أصابهم القَحْط أن يُصَلُّوا ويَدْعُوا ، ولم ينقل عن أحد منهم مُطْلَقًا أنه التجأ إلى قبر النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، وطلب منه الدُّعاء للسُّقيا ، ولو كان ذلك مشروعًا لفعلوه ، ولو مرة واحدة ، فإذا لم يفعلوه دَلَّ ذلك على عدم مشروعية ما جاء في القصة )) اهـ .
     قلتُ : هذا الكلام احتوى على مغالطات مقصودة أو غير مقصودة : أ ) ليست مُخالفة لِمَا أفادته الآية من الاستغفار ، لأن التوسل أو الاستغاثة بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم يشتمل على معنى الاستغفار والتوبة النصوح، والتوسل إلى اللهِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، لأن يَقبل اللهُ التوبةَ والاستغفارَ، بدليل قوله تعالى : ] وَلَوْ أَنهم إِذ ظَلموا أَنفُسَهم جاؤوك فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رحيمًا [[ النِّساء: 64]. فقد عَلَّق اللهُ قَبولَ استغفارهم باستغفاره صلى الله عليه وسَلَّمَ ، وذلك صريح في الدلالة على جواز التوسل به كما يُفهم من قوله تعالى: ]لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رحيمًا [ . وصريح كذلك بأن التوسل يشتمل على معنى الاستغفار . والآية واضحة وقاطعة في طلب المجيء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، إذْ إن ( جاؤوك ) واقعة في حَيِّز الشَّرْط مما يدل على العموم ، وهي غَير مُقيَّدة بحال حياة النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، بل النص عام ، والعِبرة بعُموم اللفظ لا بخُصوص السبب ، والتخصيص بحال الحياة يحتاج إلى دليل ، ولا دليل . كما أن الأنبياء أحياء في قبورهم وعند ربهم .
     ب) قولك " وهذا ما فعله عمر بن الخطاب حين استسقى وتوسل بدعاء العباس " حُجَّةٌ عليك لا لك ، وتنسف بنيانك الفكري ، لأن الله تعالى قال : } فقُلتُ اسْتَغْفِروا ربَّكم إنه كان غفارًا يرسل السماءَ عليكم مدرارًا { ، ولم يقل : فقلتُ اسْتَسْقَوْا وتوسَّلوا بدُعاء الصالحين من أجل استنْزال الغيث، فها أنتَ اعتبرتَ الاستسقاء والتوسل بدعاء العباس ضَرْبًا من الاستغفار، وهذا ما نقوله ، لذلك فقد دعمتَ دليلَنا من حيث لا تدري ، وهدمتَ بنيانك بنفْسك .
     ج) أمَّا قولك "ولم ينقل عن أحد منهم مُطْلَقًا أنه التجأ إلى قبر النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، وطلب منه الدُّعاء للسُّقيا، ولو كان ذلك مشروعًا لفعلوه ، وَلَوْ مرة واحدة ، فإذا لم يفعلوه دَلَّ ذلك على عدم مشروعية ما جاء في القصة " . فهو يعكس انهيار المنهج العِلمي الذي تعتنقه لاعتماد الأدلة الشَّرعية . فالأحكام الشرعية لا تُؤخَذ من أفعال السلف الصالح ، لأنَّ قَوْلَ السلفِ أو فِعْلَه ليس حُجَّةً مِن حُجَج الشَّرع . وحُجِّيةُ قَولِ الصحابي أو فِعْلِه فيها كلام كثير، كما أنَّ ترك النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم أوْ صحابته_ رضوان اللهُ عليهم_ لشيء ما، لا يستلزم التحريمَ أو الكراهة ، لأن الأحكام الشرعية ينبغي أن تُؤخَذ من نصوص شرعية واضحة وحاسمة لا تحتمل التأويل. فالتَّرك هو محل الاحتمال ، وما طَرَأ عليه الاحتمال سقط به الاستدلال. وكل ما له مُستنَد من الشَّرع فليس بِبِدعة، ولو لَم يعمل به السلف،لأنَّ تَرْكَهم للعمل بِه قد يكون لِعُذْر قام لهم في الوقت، أو لِمَا هو أفضل منه ، أو لعله لَم يبلغ جميعهم عِلْم به. كما أن الصحابة ابتدعوا أشياء رَأَوْها حسنةً لَم تصدر عن النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، وهو الإنسان الوحيد الذي يملك حق التشريع، مِثْل : جمع القرآن ، وتأخير عمر بن الخطاب لمَقام إبراهيم صلى الله عليه وسَلَّمَ ، وزيادة الأذان الأول يوم الجُمُعة ، وزيادة ابن عُمر لعبارة " وَحْدَه لا شريك له " في التشهد .
     وتابع الألباني : (( هَب أن القصة صحيحة ، فلا حُجَّة فيها ، لأن مدارها على رَجل لم يُسَمَّ فهو مجهول أيضًا، وتسميته بلالًا في رواية سيف لا يساوي شيئًا ، لأن سيفًا هذا_ وهو ابن عمر التميمي_ متفق على ضعفه عند المُحدِّثين، بل قال ابن حبان فيه : " يروي الموضوعات عن الأثبات ، وقالوا : إنه كان يضع الحديث " . فمن كان هذا شأنه لا تُقبَل روايته ولا كرامة لا سِيَّما عند المُخالَفة )) اهـ.
     قلتُ : هَبْ أن ما تقوله صحيح ، فالعِبرة ليست هنا ، والحُجَّة لا تتوقف على تسمية الرَّجل من عدمه ، بل تتوقف على وجود الصحابة_ رضي الله عنهم _ في مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، وهُم يشاهدون هذا الفِعْل، ولم يقم أحد بالإنكار عليه مُطْلقًا. وَلَوْ كان هذا الأمر شِرْكًا أو تطاولًا على النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، هل سيصمتون على وجود مُشرك داخل المسجد ، يُترَك يَفعل ما يشاء ، ويقول ما يشاء في حضرة النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، دون أن يتفوه أي صحابي بكلمة ؟! . ومن قال بهذا ، فقد طعن في الصحابة بشكل واضح ، ورماهم بالذل والمهانة والخيانة. فالذي يقتحم المعارك مُقبِلًا على الموت غير خائف ، هل سيخاف من الإنكار على رَجُل أمام قبر النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ؟! . كما أن سند الحديث عند ابن أبي شيبة هو : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار وكان خازن عمر. فإذا أردتَ الطعن في الحديث فأمامك المتن والسند، ولا تذهب إلى أمور التفافية لا علاقة لها ببحثنا. ونقول لك : أثبِت العرش ثم انقش، ولا تكتب على الماء .
     وتابع الألباني:(( الفرق بين التوسل بذات النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، وبين طلب الدعاء منه.الوجه الرابع أن هذا الأثر ليس فيه التوسل بالنبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، بل فيه طلب الدعاء منه بأن يَسقيَ الله تعالى أُمَّته ، وهذه مسألة أخرى )) اهـ .
     قلتُ : إن التفريق بين ذات النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، والإيمان به ، أو الدعاء منه ، تفريقٌ بِدْعي لا دليل عليه البَتَّة .
فكلمة التوحيد : لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ الله ، أُضيف اسم " محمد " وهو اسم عَلَم يدل على ذات النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم إلى اسم الله تعالى . أي أُضيفت ذات النبيِّ إلى الذات الإلهية . وقد قال تعالى : ] وَلَوْ أَنهم إِذ ظَلموا أَنفُسَهم جاؤوك فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رحيمًا [ [ النِّساء : 64]. والمُخَاطَب هو ذات النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ ، والأمر بالمجيء إنَّما هو لذات النبيِّ صَلى الله عليه وسَلَّم . والآياتُ القُرآنية متضافرة حول ذات النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ . وبالتالي فَبِدعة التفريق بين ذات النبيِّ وأفعاله لا وزن لها لأنها لا دليل عليها ، وإنما اخترعها ابن تيمية ، وتابعه الذين ينسخون أقوالَه دون إعمال عقولهم ، وهي ضد الشرع تمامًا ، وقد تُوصِل إلى الكُفر ، لِمَا تحمله من تجاوز بحق ذات النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، التي كَرَّمها الله تعالى، وجعلها أفضل ذوات المخلوقين .
     وفي صحيح البخاري ( 1/ 342 ) : عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال : سمعتُ ابن عمر يتمثل بِشِعْر أبي طالب : وأبيضُ يُسْتَسْقَى الغمامُ بِوَجْهِهِ        ثِمالُ  اليتامى  عِصْمةٌ  للأراملِ
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه:ربما ذَكَرْتُ قَوْلَ الشاعر، وأنا أنظرُ إلى وجه النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ يستسقي فما يَنْزِل حتى يَجيش كُلُّ مِيزاب . اهـ . وقد حسَّن الألباني الحديثَ في سُنن ابن ماجة ( 1/ 405) ، ولكنْ يَبدو أنه لا يَعرف معنى الحديث.فالغمام يُسْتَسْقَى بوجه النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، الذي هو جُزْءٌ مِن ذاته الشريفة ، وهذا دليل ساطع على أن الاستسقاء بذات النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ مشروع ، ويَنسف بِدعة التفريق بين ذات النبيِّ ودعائه أوالإيمان به . كما أن مجيء الرَّجل إلى قبر النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ بعد وفاته ، ومُخاطبته للنبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ واقفًا أمام قَبْره الشريف بلا نكير من الصحابة الموجودين دليل باهر على جواز الاستغاثة بالنبيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ في حال وفاته، لأن الأنبياء كلهم أحياء يَسمعون ويَرَوْنَ ويُغيثون ، ويقضون الحوائج بإذن الله تعالى ، ويُطلَب منهم الدُّعاء أحياءً وأمواتًا ، ودعاء الأنبياء مُستجاب . [ ثِمالُ اليتامى : مُطْعِمُهم والقائمُ بأمورهم . عِصْمةٌ للأرامل : حافظُهنَّ ومانعُهنَّ مِن الضَّرر ].

13‏/05‏/2020

الرد على إحسان الفقيه

الرد على احسان الفقيه

الرد على ابن تيمية

.............

    نشرت الكاتبة إحسان الفقيه مقالًا في جريدة القدس العربي اللندنية ، بعنوان : " محاكمة ابن تيمية : حَلْقة في مسلسل التجديد المزعوم " بتاريخ 11/5/2020 م . وقد عظَّمت ابنَ تيمية ، ووصفته بشيخ الإسلام ، ودافعت عنه ، وقدَّمته كحمل وديع ، بعيد كُل البُعد عن الفتاوى المتطرفة والأفكار الشَّاذَّة ، وأن داعش التي تعتمد على أفكار ابن تيمية قد ظَلَمَته ، وأساءت فَهْمَ كلامه ! .
     والمشكلةُ الجذرية أن الكاتبة إحسان الفقيه غير متخصصة في العلوم الشرعية ، وهي تكتب في مواضيع دينية اعتمادًا على عواطفها ومشاعرها بأسلوب حماسي جذَّاب ، لكنَّ المواضيع الدينية لا تقوم على مشاعر الحُب والكُره ، وإنما تقوم على الأدلة المُعْتَبَرَة شرعًا ، والبراهين النقلية والعقلية معًا . وحُب إحسان الفقيه لابن تيمية وتقديسها له ، قادها إلى أخطاء كثيرة ، وأحكام غير منطقية . والحُب أعمى ، وحُب الشَّيء يُعْمِي ويُصِم .
     لقد رَدَّ كثيرٌ مِن العلماء قديمًا وحديثًا على ابن تيمية، وبيَّنوا انحرفاته وأخطاءه وعقائده الباطلة في التَّجسيم والتَّشبيه ومُخالفته لإجماع المُسلمين . وأنا طالبُ العِلم الصغيرُ رددتُ على ابن تيمية في كتابَيْن مَطبوعَيْن : 1_ حقيقة القُرآن ، 2_ بحوث في الفِكر الإسلامي . ولا أُريد الدُّخول في تفاصيل كثيرة ، لأن الموضوع متشعب . ولكنِّي سأنقل كلامًا لواحد مِن أكبر علماء المسلمين في التاريخ ، وهو الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في عِلم الحديث.وهذا الكلام رَد على ابن تيمية، ورَد على إحسان الفقيه،في آنٍ معًا.
     قال ابن حجر في كتابه الدُّرر الكامنة ( 1/ 179و180 و181و182 ) تلخيصاً لأهم العقائد التي أخطأ فيها ابن تيمية : (( وقال الأقشهري في رحلته في حق ابن تيمية : بارع في الفِقه والأصْلَيْن والفرائض والحساب وفنون أُخَر ، وما مِن فن إلا له فيه يد طُولَى ، وقَلمه ولسانه متقاربان. قال الطوفي: سمعتُه يقول : مَن سألني مستفيدًا حَقَّقْتُ له ، ومَن سألني مُتَعَنِّتًا ناقضتُه فلا يلبث أن ينقطع فأُكفَى مُؤنته . وذكر تصانيفه . وقال في كتابه إبطال الحِيَل : عظيم النفع ، وكان يتكلم على المِنبر على طريقة المفسرين مع الفقه والحديث فيورد في ساعة من الكتاب والسُّنة واللغة والنظر ما لا يَقْدر أحد على أن يورده في عِدَّة مجالس كأن هذه العلوم بين عينيه فأَخذ منها ما يشاء ويَذَر ، ومِن ثَمَّ نُسب أصحابه إلى الغُلُوِّ فيه ، واقتضى له ذلك العُجْب بنفْسه ، حتى زها على أبناء جِنسه واستشعر أنه مجتهد فصار يردُّ على صغير العلماء وكبيرهم قَوِيِّهم وحديثهم ، حتى انتهى إلى عُمر فخطَّأه في شيء ، فبلغ الشيخ إبراهيم الرقي فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر ، وقال في حق عليٍّ أخطأ في سبعة عشر شيئًا ، ثُمَّ خالفَ فيها نَصَّ الكتاب ، منها : اعتداد المُتَوَفَّى عنها زوجُها أطولَ الأجلَيْن ، وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة ، حتى إِنَّه سَبَّ الغزالي فقام عليه قوم ... فذكروا أنه ذكر حديث النُّزول فنزل عن المِنبَر درجتين فقال كَنُزولي هذا، فنُسِب إلى التجسيم ، وَرَدَّ على مَن توسَّل بالنبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم  أو استغاث ... ، وافترق الناس فيه شِيَعًا ، فمِنهم مَن نَسَبَه إلى التجسيم لِمَا ذَكَرَ في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقَوله إن اليد والقَدَم ... والساق والوجه صفات حقيقية للهِ، وأنَّهُ مُسْتَوٍ على العرش بذاته ، فقِيل له يلزم من ذلك التَّحَيُّز والانقسام ، فقال أنا لا أُسلِّم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام ، فأُلزم بأنه يقول بتحيُّز في ذات اللهِ . ومِنهم مَن يَنْسِبُه إلى الزَّندقة لِقَوله إن النبيَّ صلى الله عليه وسَلَّم لا يُستغاث به ، وأن في ذلك تنقيصًا ومنعًا من تعظيم النبيِّ صلى الله عليه وسَلَّم ، ... ، ومِنهم مَن يَنسبه إلى النفاق لِقَوله في عليٍّ ما تقدَّم ، ولقوله إنه كان مخذولًا حيث ما توجَّه، وإنه حاولَ الخلافةَ مِرارًا فلم يَنَلْها ، وإنما قاتل للرئاسة لا للدِّيانة ، ولقَوله إنه كان يُحب الرئاسة، وإن عثمان كان يحب المال ، ولقوله أبو بكر أسلم شيخًا يدري ما يقول ، وعليٌّ أسلمَ صَبِيًّا ، والصبيُّ لا يَصِحُّ إسلامُه على قَوْل ، وبكلامه في قصة خِطبة بنت أبي جَهل... وقصة أبي العاص بن الربيع ، وما يُؤخَذ من مفهومها فإنه شَنَّع في ذلك فألزموه بالنِّفاق لِقَوله صلى الله عليه وسَلَّم _ في عليِّ بن أبي طالب : (( ولا يُبْغِضُكَ إلا مُنافق )) [ صحيح مسلم ] . ونَسَبَه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى فإنه كان يَلْهَج بِذِكْر ابن تومرت ويُطريه ، فكان ذلك مُؤكِّدًا لِطُول سِجنه ، وله وقائع شهيرة ، وكان إذا حُوقِق وأُلزم يقول : لَم أُرِدْ هذا ، إنما أردتُ كذا ، فيذكر احتمالًا بعيدًا )) انتهى.
     وبالإضافة إلى ما سبق ، ينبغي أن يُعلَم أن ابن تيمية مُتعصِّب بشكل أعمى للمذهب الحنبلي ، أو بشكل أدق : مُتعصِّب لِمُجَسِّمة الحنابلة . والحنابلةُ عُمومًا معروفون بالغِلْظة والقَسوة والشِّدة والتَّعصب المَقيت . وإِلَيْكَ هذا النص الذي ننقله بِطُوله بسبب أهميته الكُبرى ، مِن كتاب : تاريخ المذاهب الإسلامية ، للشيخ محمد أبو زهرة ، مِن كبار عُلماء الأزهر الشريف في القرن العشرين :
     (( معَ قوة رجال الفِقه الحنبلي لم يكن انتشارُه متناسبًا معَ هذه القوة واتساع الاستنباط فيه ، وإطلاق فقهائه حرية الاجتهاد لأهله ، فقد كان أتباع المذهب من العامة قليلين ، حتى إِنهم لَم يكونوا سَواد الشعب في أي إقليم من الأقاليم ، إلا ما كان من أمرهم في نَجْد، ثم في كثير من الجزيرة العربية بعد سيادة حُكم آل سُعود في تلك الجزيرة . ولماذا كانت تلك القِلَّة؟ والجواب عن ذلك أن عدة أسباب تضافرت فقلَّلت من انتشار هذا المذهب )) . مِن بين تلك الأسباب : (( شِدَّة الحنابلة وتعصُّبهم، وكثرة خِلافهم معَ غَيرهم ، لا بالحُجَّة والبُرهان، بل بالعمل ، وكانوا كُلما قَوِيَتْ شَوْكَتُهم اشتدُّوا على الناس باسم الأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنكَر ، واقرأ ما كتبه ابن الأثير في الكامل: (( وفيها أي في سنة 323 هـ ، عَظُمَ أمر الحنابلة ، وقَوِيَت شوكتُهم ، وصاروا يَكْبِسُون دُورَ القُوَّاد ( القادة ) والعامة ، وإن وجدوا نبيذًا أراقوه ، وإن وجدوا مُغَنِّيةً ضربوها ، وكسروا آلةَ الغِناء، واعترَضوا في البيع والشراء،ومشي الرجال مع النساء والصِّبيان ، فإذا رَأَوا ذلك سألوه عن الذي معه مَن هُوَ ؟ ، فأخبرَهم ، وإلا ضربوه ، وحَمَلوه إلى صاحب الشرطة ، وشَهِدوا عليه بالفاحشة ، فأزْعَجوا بغداد ... )) . وبهذه الأعمال وغيرها ، نَفَرَ الناسُ مِنهم ، وقَلَّ أتباعُهم .

12‏/05‏/2020

سرقات سليم الهلالي

سرقات سليم الهلالي

............

     المتمسلف المرتزق سليم الهلالي ، الذي يُسمِّي نَفْسَه سليم بن عيد الهلالي ، ليخدع البُسَطاءَ ، ويُقدِّم نَفْسَه على أنَّه شخص مُهِم ، ذو حَسَب ونَسَب ، ينتمي إلى أئمة المسلمين ، ومُتمسِّك بسيرة السَّلَف الصالح، هو واحد مِن الذين حوَّلوا بدعة السَّلفية إلى بزنس وتجارة ، تدرُّ عليه أموالًا طائلة، وأرباحًا مادية كثيرة ، وذلك بالتنسيق مع أسياده المتمسلفين عبيد آل سعود في بلاد الحرمين المُحتلة، وأيضًا باستغلال اسم الألباني الذي جَعلوه إمامًا، وهو لَيس له شيُوخ ، ولم يدرس عِلْمَ الحديث على أيدي العُلماء ، ولا يَحفظ شيئًا مِن المُتون العِلمية ، حتى إنَّه لا يَحفظ الأربعين النووية، عدا عن تناقضاته ( وهي بالآلاف ) في تصحيح الأحاديث وتضعيفها .
     المتمسلف المرتزق سليم الهلالي الذي يُقدِّم نَفْسه على أنَّه السلفي الأثري صاحب التصانيف والمؤلفات، والمشرف العام لمركز السَّلَف الصالح للبحوث التحليلية والدراسات الإستراتيجية ! ، ورئيس التحرير لمجلة الصحيفة الصادقة ! ، حوَّل السلفية إلى تجارة رائجة ، وبزنس كثير الأرباح ، لزيادة رصيده في البنك عبر استغلال الطلاب والجُهَّال والسُّذج .
     وقد تحدَّث كثير من العلماء عن سرقات سليم الهلالي، وذكروا كُتبًا كثيرةً سرقها من الآخرين، واستولى عليها دون وجه حق ، وأنا أدعو إلى التحقيق في هذا الموضوع بشكل عِلمي مدروس ، وفضح سليم الهلالي إنْ ثبتت خيانته وسرقته ، ومُلاحقته في المحاكم ، وكشفه أمام تلاميذه البُسطاء المُغترين به ، وفضح المتمسلفين المرتزقة البعيدين كُل البُعد عن منهج السَّلَف الصالح رِضوان الله عليهم .

11‏/05‏/2020

سرقات علي الحلبي

سرقات علي الحلبي

...........

     المتمسلف المرتزق علي الحلبي ، الذي يُسمِّي نَفْسَه علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي السلفي الأثري ، ليخدع البُسَطاءَ ، ويُقدِّم نَفْسَه على أنَّه شخص مُهِم ، ذو حَسَب ونَسَب، ينتمي إلى عشيرة كبيرة وقبيلة عظيمة، هو واحد مِن الذين حوَّلوا بِدعة السَّلفية إلى بزنس وتجارة ، تدرُّ عليه أموالًا طائلة، وأرباحًا مادية كثيرة ، وذلك بالتنسيق مع أسياده المتمسلفين عبيد آل سعود في بلاد الحرمين المُحتلة، وأيضًا باستغلال اسم الألباني الذي جَعلوه إمامًا، وهو لَيس له شيُوخ ، ولم يدرس عِلْمَ الحديث على أيدي العُلماء ، ولا يَحفظ شيئًا مِن المُتون العِلمية ، حتى إنَّه لا يَحفظ الأربعين النووية، عدا عن تناقضاته ( وهي بالآلاف ) في تصحيح الأحاديث وتضعيفها. ومعَ هذا ، فقد اشترك علي الحلبي مع صاحبه مشهور حسن في تأسيس مركز الإمام الألباني ، للاستحواذ على بزنس السلفية ، والمتاجرة بها ، وتحقيق الأرباح المعنوية والمادية من ورائها ، وقد استلزم هذا الأمر تنحية محمد إبراهيم شقرة ، وإسقاطه ، وإبعاده ، معَ أنَّه مؤسس بدعة السلفية في الأردن .
     وقد تحدَّث كثير من العلماء عن سرقات علي الحلبي ، وذكروا كُتبًا كثيرةً سرقها من الآخرين، واستولى عليها دون وجه حق ، وأنا أدعو إلى التحقيق في هذا الموضوع بشكل عِلمي مدروس ، وفضح علي الحلبي إنْ ثبتت خيانته وسرقته ، ومُلاحقته في المحاكم ، وكشفه أمام تلاميذه البُسطاء المُغترين به ، وفضح المتمسلفين المرتزقة البعيدين كُل البُعد عن منهج السَّلَف الصالح رِضوان الله عليهم .

10‏/05‏/2020

سرقات مشهور سلمان

سرقات مشهور سلمان

..............

     المتمسلف مشهور حسن سلمان ، الذي يُسمِّي نَفْسَه مشهور بن حسن آل سلمان ، ليخدع البُسَطاءَ ، ويُقدِّم نَفْسَه على أنَّه شخص مُهِم ، ذو حَسَب ونَسَب، ينتمي إلى عشيرة كبيرة وقبيلة عظيمة ، هو واحد مِن الذين حوَّلوا بِدعة السَّلفية إلى بزنس وتجارة ، تدرُّ عليه أموالًا طائلة، وأرباحًا مادية كثيرة ، وذلك بالتنسيق مع أسياده المتمسلفين عبيد آل سعود في بلاد الحرمين المُحتلة، وأيضًا باستغلال اسم الألباني الذي جَعلوه إمامًا، وهو لَيس له شيُوخ ، ولم يدرس عِلْمَ الحديث على أيدي العُلماء ، ولا يَحفظ شيئًا مِن المُتون العِلمية ، حتى إنَّه لا يَحفظ الأربعين النووية، عدا عن تناقضاته ( وهي بالآلاف ) في تصحيح الأحاديث وتضعيفها. ومعَ هذا ، فقد اشترك مشهور حسن مع صاحبه علي الحلبي في تأسيس مركز الإمام الألباني ، للاستحواذ على بزنس السلفية ، والمتاجرة بها، وتحقيق الأرباح المعنوية والمادية من ورائها، وقد استلزم هذا الأمر تنحية محمد إبراهيم شقرة ، وإسقاطه ، وإبعاده ، معَ أنَّه مؤسس بدعة السلفية في الأردن .
     وقد تحدَّث كثير من العلماء عن سرقات مشهور حسن سلمان ، وذكروا كُتبًا كثيرةً سرقها من الآخرين ، واستولى عليها دون وجه حق ، وأنا أدعو إلى التحقيق في هذا الموضوع بشكل عِلمي مدروس ، وفضح مشهور حسن إنْ ثبتت خيانته وسرقته ، ومُلاحقته في المحاكم ، وكشفه أمام تلاميذه البُسطاء المُغترين به ، وفضح المتمسلفين المرتزقة البعيدين كُل البُعد عن منهج السَّلَف الصالح رِضوان الله عليهم .

08‏/05‏/2020

الضوء الاجتماعي والمصير المشترك

الضوء الاجتماعي والمصير المشترك

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد

..............

   التعاملُ مع الحقائق الاجتماعية هو في الحقيقة تعاملٌ معَ أساليب التفكير البشري ، ومصادرِ المشاعر الإنسانية ، لأنَّ الحقائق الاجتماعية لَيست كُتُلًا صَمَّاء ، ولا كيانات معزولة ، ولا قوالب جامدة ، بَل هي حقائق معرفية ذات جُذور راسخة في بُنية المجتمع ، تُمثِّل انعكاسًا للحُلم الإنساني على الصعيدَيْن : الفكري والشُّعوري . وكُل عملية انعكاس في المنظومة الاجتماعية تدفع باتجاه البحث عن مَصدر الضَّوء الاجتماعي الأساسي، لأن وُجود الضَّوء سابق على انعكاسه ، وماهية الشيء سابقة على تأثيراته في عناصر البيئة المُحيطة .
2
     الضَّوءُ الاجتماعي هو طبيعة التأسيس الشُّعوري على قاعدة الفكر الإنساني ، وكُل ضَوء يجب أن يكون واضحًا في ذاته ، وقادرًا على توضيح الطريق للآخرين . ووفق هذه المُعادلة ، يتحدَّد منهجُ نجاة الفرد المرتبط بالخلاص الجماعي،لأن الجُزء والكُل في قارب واحد،وهذا يجعل مصيرهما مُشتركًا.ولا يُمكن للقارب أن يصل إلى بَر الأمان في ليل العواصف ، إلا إذا اتَّجَهَ نَحو ضَوء المَنارة بأقصى سُرعته . وكما أن ضَوء المَنارة هو أمل النَّجاة للقارب ، كذلك الشُّعور الإنساني النبيل المُشيَّد على الفكر الإبداعي ، هو أمل النجاة للفرد والجماعة.
3
     المَصيرُ المُشترك لَيس شعارًا عاطفيًّا للاستهلاك اليَومي ، وإنَّما هو أساس وجودي متين في صميم العلاقات الاجتماعية ، لأنَّ المصير المُشترك هو الإطار الذي يُوحِّد كافةَ الجُهود البشرية ، ويَفرِض على الأنساق الاجتماعية المتحركة نحو المستقبل أن تتعاون مِن أجل تحقيق الهدف المنشود . وبما أنَّ أقصر طريق بين نُقطتَيْن هو الخط المستقيم، كذلك أقصر طريق بين الوسيلة والغاية هو المَصير المُشترك ، لأنَّه الضمانة الأكيدة لرص الصُّفوف، وتوحيد الجُهود ، وحَشد الموارد ، وتوفير الوقت . وهذا يَمنع إضاعة الجُهود وبَعثرة الموارد في طُرقات جانبية مُتشعِّبة ، ويَجعل جميعَ طاقات قوى الشعب في طريق واحد ، تمامًا كالنهر الكبير الذي يشقُّ مَجراه الأساسي ، ويَحفر طريقَه الرئيسي ، بكامل قُوَّته وتركيزه ، دُون إضاعة اندفاع مياهه الهادرة في روافد جانبية وأنهار صغيرة هامشية .
4
     رِحلةُ البَحث عن الحقائق الاجتماعية في ضَوء المَصير الإنساني المُشترك ، تُمثِّل وُجودًا مُكتمل الأركان ، وحياةً قائمةً بذاتها ، لأن البَحْثَ عَن الحياةِ حياةٌ ، والسَّعْي نَحو الضوءِ ضَوْءٌ ، وما دام المجتمعُ يسير نحو ضَوءِ النجاة وأملِ الخلاص ، فهو مُجتمع حَي مُتحرِّك ، يمتلك تاريخه الحضاري ، وذاكرته الإبداعية ، وأحلامه الشخصية ، وقادر على الوصول إلى النتيجة المَرْجُوَّة والغاية المنشودة . ومَن واصلَ قَرْعَ باب المُستقبل بقُوَّة وإصرار ، بلا مَلَل ولا يأس ، سيُفتَح له في الوَقت الذي لا يتوقَّعه ، كما يُفتَح بابُ المغارة التي تَحتوي على الكنز ، ولكنَّ الشَّجاعة صَبر ساعة ، والتاريخ الإنساني _ بشكل عام _ مِثل لُعبة عَض الأصابع ، مَن يَصرخ أوَّلًا يَخسر اللعبةَ ، ويَخرج مِن التاريخ ، ويَسقط في الفراغ ، وهذا يدل على أهمية القُوَّة والثبات في وجه الأزمات ، وضرورة التَّحَلِّي بالقُدرة على التَّحَمُّل ، والعمل تحت الضغوطات الشديدة . والألمُ يُصِيب الناسَ جميعًا، لكنَّ القَوِيَّ مَن يتحمَّل ويَصبر ويحاول إزالته بهُدوء وتركيز، لأنَّ الصُّراخ والارتباك والفوضى نِقَاط ضَعْف، تُفاقم حجمَ المشكلة ، ولا تُسَاهِم في الحَل . والمجتمعُ في الأزمات مِثل السَّابح في البحر ، كِلاهما إذا ارتبكَ غَرِقَ .

06‏/05‏/2020

رامز مجنون رسمي

رامز مجنون رسمي

محطة إم بي سي الصهيونية

...............

 برنامج رامز مجنون رسمي الذي تبثُّه محطة إم بي سي الصهيونية ، المُعادية للإسلام والمسلمين ، والداعمة للاحتلال الصهيوني لفلسطين، قائم على الفبركة والاتفاق المسبق مع الممثلين المرتزقة والممثلات الفاشلات . وهؤلاء باعوا أخلاقهم وكرامتهم مقابل الدولارات ، وقد أظهروا استعدادًا لتقبُّل الإهانات والسُّخرية والاستهزاء والبهدلة أمام ملايين المشاهدين مقابل المال ، مِمَّا يدل على مستواهم الحقيقي ، وأنهم مِن حُثالة المجتمع ، ليس لهم شرف ولا أخلاق،وهُم مستعدون لبيع كُل شيء لمن يدفع المال،وخصوصًا دولارات صهاينة الأعراب.

05‏/05‏/2020

الإرهابي النصيري رامي مخلوف

الإرهابي النصيري / رامي مخلوف

لص الاقتصاد السوري

.............

يبدو أن العلاقة بين لص الاقتصاد السوري رامي مخلوف ، الذي سرق الشعب السوري ، واستولى على ممتلكاته ، بالتعاون والتنسيق مع رئيس النظام النصيري بشار الكيماوي ، قد وصلت إلى طريق مسدود ، فالنظام النصيري الذي يحتل سوريا مُفلِس ، ويحتاج إلى أموال كثيرة لتغطية نفقاته ، ودعم ميليشياته . وبعد هروب رؤوس الأموال من سوريا ، بقي اللص النصيري رامي مخلوف هو صاحب المليارات ، وبالتالي يجب أن يدفع لابن عَمِّته النصيرية أنيسة مخلوف . والرئيس الروسي بوتين هو الحاكم الفِعلي لسوريا ، ويُريد السيطرة على كافة المجالات الاقتصادية في سوريا ، كما أنه يحتاج إلى قبض الثمن من النظام النصيري العميل . لذلك، فإن الصراع سيكون على أشده في الطائفة النصيرية الكافرة التي سقط احتلالها لسوريا .

01‏/05‏/2020

متى تكتشف الحضارة سر الإنسان ؟

متى تكتشف الحضارة سر الإنسان ؟

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     معرفةُ روافد النهر لا تُغني عن معرفة مَنبعه ، وتحليلُ التغيرات الاجتماعية لا يُغني عن تحليل المنهج الفكري الذي يُمثِّل النَّواةَ المركزية لحركة الأفراد والجماعات . وفلسفةُ البناء الاجتماعي المتماسك تقوم على المعرفة وتحليل المعرفة معًا ، ولا يُقْبَل أحدهما بدون الآخَر ، لأنَّ المعرفة سِلاح خطير قَد يَقتل صاحبه ، وتحليل المعرفة يعني إيجاد الطريقة المناسبة لاستخدام هذا السلاح . وامتلاكُ الإنسان للآلة لا يَعْني شيئًا ، وليس له أيُّ فائدة ، بَل إن امتلاكه للآلة قد يكون وَبَالًا عَلَيه، وسببًا في تعاسته وشقائه وهلاكه ، لذلك تقوم الشَّركة المُصنِّعة بإرفاق " كتالوج" مع الآلة، يُوضِّح تركيبها وطريقة تشغيلها وكيفية صيانتها . والمشكلةُ أن كثيرًا مِن الناس يَفرحون بجَمَال الآلة ورَوعة تصميمها ومنظرها الجذاب، ويُهمِلون الكتالوج، ويَعتبرونه مِن الكماليات، وتحصيل حاصل ، ومُجرَّد كتاب أنيق للزِّينة الظاهرية لإظهار رُقِيِّ الشَّركة المُصنِّعة . وهذا خطأ قاتل ومُتكرِّر ، وسببه يعود إلى عدم التفريق بين السَّيطرة والقِيادة، فالشخصُ الذي يَمتلك الآلةَ، ويُسيطر عليها، يستشعر القُوَّةَ والنُّفوذَ والسُّلطةَ، ويظن أن الموضوع تَمَّ وانتهى، وقُضِيَ الأمرُ وحُسِمَ ، وكل شيء على ما يُرام. وهذا الإحساس الوهمي بدائي وساذج وناتج عن عَمَى السُّلطة ، لأن العِبرة تَكمن في تَشغيل الآلة ، والاستفادة مِنها في توفير الوقت والجُهد ، وليس في امتلاك الآلة ، وجَعْلها جُزءًا مِن الديكور الجميل . ولا يَخفى أن أهمية الكتاب تكمن في المعلومات التي بداخله ، وليس في وجوده على رَف المكتبة المنزلية في صالون أنيق يتكوَّن مِن قِطَع الأثاث الفاخر. والزِّينةُ الظاهرية عَرَض زائل ، وقِناع وهمي، والتَّعويلُ إنَّما يكون على الجَمَال الداخلي الجوهري الدائم. والمكياجُ يَختفي مَعَ غَسْل الوَجْه، لكنَّ الوَجْه يَبقى معَ صاحبه إلى المَوت ، تمامًا كما يَبقى طابع البريد مُلتصقًا بالرِّسالة حتى الوُصول إلى الهدف. وهذه المبادئ المركزية تُمثِّل الأساسَ الفكري للتفريق بين ماهية العَرَض وماهية الجوهر، وبين النظام الاستهلاكي والنظام الإنتاجي، وبين العقل الاتِّباعي والعقل الإبداعي .
2
     الأصلُ واحد لا يتكرَّر ، لكنَّ الفُروع كثيرة ومُتعدِّدة . وجَذرُ الشجرة واحد ، لكن الأغصان كثيرة ، والأب واحد ، لكن الأبناء كثيرون . والأصلُ هُو المُسيطر على الفُروع ، ولَيس العَكس . وهذا يَدفع باتجاه تكوين فلسفة اجتماعية تُحدِّد طبيعةَ العلاقة بين الأصل والفَرْع، التي تقوم على المصلحة المشتركة والمنفعة المُتبادلة. والأبُ هو السبب المادي لوجود الابن ومجيئه إلى هذا العَالَم . وفي نَفْس الوقت ، إن الابن هو امتداد أبيه واستمرار اسمه وخُلود ذِكْره في هذا العَالَم . والأبُ مَنَحَ الابنَ شرعيةَ وجوده ، والابن مَنَحَ الأبَ شرعيةَ بقاء اسمه بعد المَوت. وهذا المثالُ يُلخِّص العلاقةَ بين الأصل والفَرْع، ويُمكن تعميمه على جميع العلاقات الاجتماعية المُتحركة أفقيًّا ( الهُوِيَّة المُختارة ) وعموديًّا ( الهُوِيَّة المَوروثة ) . والتكاملُ بين الأصل والفَرْع قائم على المنفعة المُتبادلة ، وهذا ليس عيبًا ، لأن كُل إنسان يَبحث عن مَصلحته الشخصية ، وصناعة اسمه ، وتَكوين عَالَمه ، وإسعاد نَفْسِه، وهذا حَقُّه الطبيعي، ولكنْ يجب أن لا تتعارض مصلحته الشخصية معَ مصلحة الجماعة،ويجب أن لا يَبنيَ سعادته على شقاء الآخرين. ومَن أرادَ أن يَكون شخصًا محترمًا وكريمًا في المجتمع، فليُنفِق مِن ماله الخاص ، ولا يُنفِق مِن أموال الناس . ومَن أرادَ الوُصول إلى ضَفَّة النهر الأُخرى ، فَلْيَصْنَعْ جِسرًا بمهارته الذاتية وموهبته الشخصية ، ولا يَجعل أشلاءَ الضَّحايا وأحزانَ الضائعين جِسرًا للعُبور . والعاقلُ لا يَجعل مَوْتَ الآخرين جِسرًا إلى حياته ، ولا يَبني مَجْدَه على جماجمهم .
3
      كما أن النهر لا يعود إلى المَنبع، كذلك عقارب الساعة لا تَعود إلى الوراء. ومعَ هذا ، يَستطيع الإنسانُ السيطرةَ على الزمن ، عن طريق تحويله إلى مكان للإبداع ، ومُساعدة الآخرين، وإدخال السعادة إلى قلوبهم. وهذا الكلام يَبدو رومانسيًّا وحالمًا ومثاليًّا ، ولا علاقة له بالواقع . وهذه المثاليةُ لا تَنفي حقيقة أن الحُلم أساس الواقع ، وأن الخيال هو الخُطوة الأُولى لتغيير الظروف المادية المُعاشة . ومهما كانت الأمور صعبة ومُعقَّدة ، إلا أنها تشتمل على حُلول في داخلها ، لأن الحياة لا تتوقَّف عِند مَوت شخص ولا سُقوط دَولة ولا انهيار حضارة . ومهما كانت أعدادُ الغرقى كثيرةً، إلا أن النهر يستمر في الجَرَيان، ويشقُّ طريقَه بلا توقُّف، وُصولًا إلى المَصَب . وإذا أردنا معرفةَ طبيعة نهر الحياة المُتدفِّق ، ينبغي تفكيك الرُّموز المعرفية في لُغة الخِطاب الاجتماعي ، للوقوف على نِقاط قُوَّة المجتمع ، ونِقاط ضَعْفه. وهذا الأمرُ في غاية الصُّعوبة ، لأن لُغة الخِطاب الاجتماعي المُسيطرة على تفاصيل التفكير الفردي والأداء الجماعي، لها مَستويان: واضح وغامض . واللغةُ الواضحة يُمكن تفسيرها وتحليلها بسهولة ، لكن اللغة الغامضة التي تتجلَّى في المشاعر الدفينة والأحاسيس المُختبئة ونظرات العُيون والصمت الرهيب والعُقَد النفسية العميقة ، يَصعُب تفسيرها وتحليلها . وهنا ، تبرز أهمية الحفريات الفكرية في ذاكرة المجتمع وتاريخه وأحلامه وبُنيته النفسية وتركيبه الثقافي ، كما تبرز أهمية إنشاء منهج تحليلي دقيق، يقوم على الحَفْر في أعماق الوجود الإنساني، ولا يَكتفي بمُلامَسة السطح ، والمُجاملات، والأحكام العامَّة ، والانطباعات البسيطة ، والنقد السَّطحي. وكما أن الوُصول إلى اللؤلؤ يستلزم الغَوص في أعماق البحر، كذلك الوُصول إلى حقيقة الإنسان ، يستلزم الغَوص في أعماق كيانه . والإنسانُ الحقيقيُّ ما زال مُختبئًا خلف الإنسان الظاهري . وسيظل الإنسانُ سِرًّا عميقًا حَتَّى تنجح الحضارةُ في صناعة الأدوات الفلسفية التي تَكشف ماهية هذا السِّر وتفاصيله، وعِندئذ ، سوفَ يَسقط القِناعُ ، وتَظهر حقيقة الجوهر الإنساني . ولا بُد أن تظهر الشمسُ ، وتزول سَحابةُ الصَّيف.