أسبح في دمي ضد التيار / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
جريدة رأي اليوم ، لندن ، 5/ 9/ 2017
..................
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
جريدة رأي اليوم ، لندن ، 5/ 9/ 2017
..................
عُشْبُ المقابِرِ يُغَيِّرُ مَجْرَى دَمِي
كَمَا تُغَيِّرُ الذِّكرياتُ مَجْرَى
النَّهْرِ
افْتَخَرْنا بِحُرُوبِ القَبائلِ تَحْتَ
الأعلامِ الْمُنَكَّسَةِ
العَصَافيرُ الْمُلَوَّنةُ تَنْقُرُ جُثَثَ
الأطفالِ في القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ
وسَوْفَ تَظَلُّ جُمْجُمتي في مِخْلَبِ
نَسْرٍ أعْمَى
لا يَكُفُّ عَن الطَّيَرَانِ
لماذا نركضُ يا أبي إلى قَبْرِ أُمِّي في
لَيالي الصَّقيعِ ؟
عِظَامُ الضَّحايا عَلى أراجيحِ الحديقةِ
الخاليةِ
وأجنحةُ النُّسورِ تُغَطِّي جُثَثَ الأطفالِ
الباردةَ
اغْتَصَبَ الإعصارُ أشْرِعتي
فَاجْمَعي حُطَامَ سَفينتي يَا كُرَيَاتِ
دَمِي تِذْكَاراً
سَرَقَ القَرَاصنةُ أشلائي
فَاكْتُب النَّشيدَ الوَطَنِيَّ عَلى عِظَامِ
النَّوارسِ يا نَهْرَ المساءِ
أَكْتُبُ عَن الْحُبِّ
والآخَرُونَ يَعِيشُونَهُ
فَعِشْ حَيَاتَكَ كالنَّسْرِ الجريحِ في
غَابةِ الجثامين
وَلا تَجْرَحْ أحاسيسَ الثلجِ عَلى أكواخِ
الصَّفيحِ
وَلا تَكْسِرْ أثاثَ الْمَنَافي في لَيْلِ
الخريفِ
وَلا تَحْزَنْ عَلَيَّ حِينَ تَسْرِقُ دَمِي
أحزانُ الطفولةِ
طُيُورُ البَحْرِ تَبْكي بَيْنَ الحواجزِ العَسكريةِ
وَمَلاقِطِ الغسيلِ
فَكَيْفَ نَصِلُ إلى البَحْرِ أيَّتُها
البُحَيرةُ اليَتيمةُ ؟ .