وحدة الجسد القصائدي
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 26/8/2013
https://www.facebook.com/abuawwad1982
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 26/8/2013
إن القصيدة هي حالة الصراع بين ثورة اللغة
ولغةِ الثورة . وهذه الحالةُ تستند إلى فلسفة غامضة لا مُبهَمة ، لأن الشعر _
بطبيعته _ لغة مُشَفَّرة. والفلسفةُ الغامضة واللغةُ المشفَّرة هما الجناحان
اللذان يَطير بهما المشروعُ القصائدي . إنهما عمودا الارتكاز اللذان تقف عليهما
شرعيةُ الثقافة الشعرية . وإذا رَسخت هذه الشرعية في النسيج الاجتماعي فإن المعاني
سوف تتفجر بصورة ديناميكية ، والألفاظ سوف تتأجج بشكل ثوري . وعندئذ ستندلع الصور
الفنية التي لا يمكن تأطيرها داخل قالب محصور . وهذا الحراك الثقافي مرجعه إلى
التكثيف اللغوي الذي يجتاح ذاتيةَ الشَّاعر الرائي ، ويقتحم الرؤيةَ الفلسفية
للمجموع الإنساني الكلماتي، ويهاجم السلبياتِ المجتمعية القائمة على أرض الواقع .
ولأن
القصيدة تقاتِل على أكثر من جبهة ، استحقت نيل شرعية الخروج على القيم الواهمة السجينة
داخل الأطر الفوضوية. فالتأطير ينبغي أن يكون منهجياً يعتمد على الموازنة بين
الأسلوب الصانع والكلماتِ الشاعرة . وفي كل طبقة شِعرية تتدفق أساسات تجريبية كقوة
ذاتية حركية قادرة على صناعةِ حِراك اجتماعي كلماتي كاسر للقوالب الجاهزة ، وهدمِ
الأسوار العازلة التي تقطِّع أوصالَ جسد القصيدة ، وتمزِّق التدفقَ الشاعري .
ووَحدةُ
الجسد القصائدي أمرٌ حتمي ومصيري . فالقصيدةُ ينبغي أن تكون مفتوحةً على كامل
مساحتها . وهذا لا يتأتى إلا بمنع إقامة حواجز في النص الشِّعري ، وذلك من أجل
الحفاظ على تماسك النسيج الشعري ، والحيلولة دون تفكك النص وفقدانه السيادة على
كامل أجزائه .
ومن الخصائص
الرئيسية للقصيدة انفتاحُها على كل تفاصيلها ، ووجودُ جزيئاتها على مساحة متصلة
كاملة السيادة. وهذه السيادة يجب أن تضم التاريخَ الرمزي للثقافة الشعرية ،
والجغرافيا الكلماتية للفكر الاجتماعي . وهذا الفكر الثقافي المركزي _ بكل أركانه
_ يتولد من أجزاء المجتمع البشري ، ويرمي إلى تكريس واقعية الفعل الاجتماعي الذي
يُثبِّت الحقائقَ الشعرية الاجتماعية كمنظومة حياتية .
وعلى
الرغم من تعدد البناءات المعرفية ، وتشابكِ خيوط المجتمع الشعري والمجتمعِ البشري
، إلا أن الفوضى لا يمكن أن تتسلل إلى هذه الحركة الإبداعية ، لأن التلاقح بين
الأفكار ( الشعرية _ الاجتماعية
) سيظل خاضعاً للأبجدية اللفظية ذات الامتداد المعنوي. https://www.facebook.com/abuawwad1982