قُلُوبُ
السَّبايا حَبَّاتُ كَرَزٍ في مُدُنِ السَّرابِ / وأنا المُهَرِّجُ الذي يُضْحِكُ
قُطَّاعَ الطُّرُقِ / وَيَبكي في الغُرفةِ وَحِيدًا/ سأبكي أمامَ مَرايا الخريفِ
أنهارًا بِلا ضِفَافٍ / مَاذا يَفعلُ المُهرِّجُ بَعْدَ إغلاقِ السِّيرك ؟ / أنا
التَّائهُ بَيْنَ كُرَياتِ دَمي وَصَفَّاراتِ الإنذارِ /
عِندَما
يَأتي المساءُ / يَتفجَّرُ الحُزْنُ في أظافري المُضيئةِ / وأرى وُجوهَ الأمواتِ
عَلى زُجاجِ نافذتي / وأرى جُثتي المُتَعَفِّنَةَ عَلى زُجاجِ القِطاراتِ /
رَائحةُ البُرتقالِ عَلى حَبْلِ المِشنقةِ / وَنَصْلُ المِقصلةِ بِطَعْمِ
التُّفاحِ / والسَّمكةُ ابْتَلَعَت الطُّعْمَ في خَريفِ الذِّكرياتِ الحامِضِ /
أشلائي
تَدُورُ مَعَ مِرْوَحةِ السَّقْفِ بِعَكْسِ عَقاربِ السَّاعةِ / وقُمْصَانُ
النَّوْمِ على حِبَالِ الغسيلِ أوْ حِبَالِ المشانِقِ / وأكفانُ الفَراشاتِ عَلى
بَلاطِ السُّجونِ الباردِ/ والزَّوابعُ تَغتصِبُ سُطُوحَ البُيوتِ أوْ سُطُوحَ
الوَداعِ / انكسرَ التاريخُ في أحضانِ عَشيقاتِ مُلوكِ الطوائفِ / انكَسَرَت
الجُغرافيا في آبارِ نِفْطِ شُيوخِ القَبائلِ / وبَقِيَ دَمُ الحَيْضِ عَلى
دُستورِ الدَّولةِ البُوليسِيَّةِ /
كُلَّمَا
مَاتَ جَسَدِي انْبَعَثَ في جَسَدِ الرِّياحِ / حُطَامُ الرُّوحِ في أرضِ الطاعون/
شَظايا الجماجِمِ في مَملكةِ السَّرابِ/ والأطفالُ في الخنادِقِ/ وجُثَثُ
الرِّجالِ في حَاوِيَةِ القُمامةِ عَلى رَصيفِ المِيناءِ / أعِيشُ في نَفْسِي مَعَ
نَفْسِي ضِدَّ نَفْسِي / دَمْعُ النِّساءِ عَلى زُجاجِ القِطَاراتِ / وَمَناديلُ
الوَداعِ في أزِقَّةِ المَرْفَأ اللازَوَرْدِيِّ / وتُسْحَقُ رُمُوشُ النِّساءِ
تَحْتَ بَساطيرِ الجُنودِ /
كُلَّمَا
جُعْتُ رَأيتُ دِمَاءَ أُمِّي في صَحْنِ العَدَسِ في شِتَاءِ الوَداعِ الغامضِ/
أنا غُربةُ الفِضَّةِ في النُّعوشِ الذهبيةِ/ سَأقُولُ للأمواجِ النُّحَاسِيَّةِ /
إنَّ أظَافِرَ القَتيلِ تَلْمَعُ كالمطرِ في الخريفِ البَعيدِ / وأظلُّ أبكي في
طُرُقَاتِ المَوْجِ الأخضرِ / فِئرانُ السَّفينةِ تأكلُ جُثمانَ الرُّبَّان / والسَّفينةُ
تَغْرَقُ في دِمَاءِ النَّوارسِ / والرِّيحُ تَكْسِرُ الأعشابَ حَوْلَ شَاهِدِ
قَبْري / وَحَفَّارُ القُبورِ نَسِيَ استلامَ رَاتِبَهُ الشَّهْرِيَّ /
وَالفَتَيَاتُ المَجروحاتُ عَاطِفِيًّا يَقِفْنَ بَيْنَ بَوَّابةِ المقبرةِ
والحَاجِزِ العَسكريِّ / وَدَمُ الحَيْضِ السَّاخِنُ عَلى بَلاطِ السُّجونِ
الباردِ / والضَّبابُ الأسْوَدُ يُحَاصِرُ دَمِي الأخْضَرَ في أبْجَدِيَّةِ
البُكَاءِ /