إنه يجمع الياقوت في الوطن الحجري
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " كلام الفراشة الناعمة"
دار اليازوري ، عَمَّان 2007 م
سأنتظر أن تنموَ أسوار الخوخ على فوهة مدفع ملقى
في غابة من فوضى البلور إبرةِ الضباب القرمزي
لي عاجُ الطوفان وتحتَ أُذني أدغال حروف الضوء
مثلما تحبل نخلة الذاكرة بالديناميت والغزلانِ البرية
أنثر سحنتي على صنوبر المقابر
وأحمِّل أكياسَ ذكريات الشمس على ظهور الخيل
قالت أنثى الشلال :
(( سيأتي الحصار من هناك ))
وأشارت إلى أبجدية النحاس الخام
ذكِّريني يا مدينة الموج بألقاب التلال في أكتاف القلب
نافذتان متوسطتا الحجم في كف إحدى اليتيمات
حيث يعيش فرخُ السكوت مع رائحة السيليكون البري
زنزانتي الانفراديةُ وطنٌ عاصمته الفراشة الصارخة
وممالكُ الشبق تغزلها ابتسامة تلة
على ظهر عنكبوت المنافي
يا صياح جدار الشعير في دم زهرة اللوتس
ذكِّرني باسمي فوق منحدرات البكاء
وكنْ وجهاً خامساً للعشب حين يزأر التوت
لم أحمل جثمان أبي في حقيبة سَفري
ولم تأخذ القبراتُ أكفانَ البوسنيات تذكاراً
سلاماً أيها البرق الذي يستأجر ظل السنونو
إن السفرجل الصناعي على سبورة الحصار
لكن رئات النخل تقاسمتها حراب الأمويين
كفنُ عصفورة يقود دراجةً طينية
في أرياف الرئة الجنوبية
لأن نومي عُقاب لا تدعوني قلاع الكرز
لحضور جنازتها غير الموسمية
والغرباءُ يحتفلون بغربتهم
صحراء في مساحات أقمار الجراح
للضياع مناديل جدة الموج
بطيخةٌ تحتسي ضوء المشانق ودرجَ النهر
تكلمت أنفاقُ عمري هذي غابات الصدى
والوردةُ طابور من حَمَامات التجنيد الإجباري
سأمسح اسم القمر من هوية الليلك
عودي إلى كهوف الدمعة لأتذكر اسمي
عند نمو الغروب على كراسات الرعد
والبرقوقُ غدُ من ليس له شاهد قبر
في حافلات النرجس
فانهضْ شجراً خالياً من قرميد الشلالات الدامعة
وكنْ صديقَ الغيم يوم يموت الغيم الأخضر
في روابينا الثائرة موزاً
ويسجل سقفُ النزيف أبناءه
في مدرسة الديناميت
نهضتَ فلتبكِ لأن حنين أشجار الملاحم هباء
وخوخةٌ للطوفان القادم
ليت الأرض تستلقي في كريستال الحرف
وسجاجيدِ الصاعقة
فالمساميرُ تثبِّت آذانَ العاصفة
على جدار آخر أيامي
لم أعد غير ترنيمة عابرة ترددها تلميذاتي
في ليلة عيد ينتظره الفقراء تحت أعمدة الضياء
وبغايا بلادي يتبوَّلنَ على أضرحة الصنوبر
شعبٌ من اللبؤات المحتضرة
متى يولد من عشب المراعي ؟
بحيراتٌ لا تعرف إلا الجنس فلتمت
لأن الغاب نوافذ القلب الأخيرة
للحصار أعضائي ومشمش المقصلة
هجم علينا تراب الغرباء
بين اسمي والكستناء عود مشنقة عابرة
فاعبرْ شجركَ الميت
وقبِّلْ زهرةَ الثلج المشتعل زعتراً وليلاً
أيها الطفل المسلوخ على ربطة عنق الشلال
ستقتحم ضوءَ الغبار وردةُ القتيلة
وينير مغارةَ الأمواج حطبُ الرعشة
اتلُ وصيةَ البيلسان على مسامع زيت الزيتون
أهازيجُ الرمل ذبابة جرح
يا شجرة الموتى
اجمعي ثيابكِ وارحلي من نشيدي
تحمل الأمطارُ أغاني الرعاة
إلى معسكرات الرماد المخمور
عُدْ إلينا يا سمكَ الثورة
نحن المعلَّقين على الشفق كتاباً مفتوحاً
للبعوض السكران
لنحاس يتقمص حشائشَ البروق
في أمعاء الرمال
لحديد يَزور غروبَ البحر الساقط
في دفاتر عَرَقي تولم الصاعقة
التصق الدمعُ بالهواء المار
في أكباد سيارة يركبها الموج
والمحارِبُ وضع رمحَ الذاكرة
على طاولة تمشي في توقيت السيوف
وجعُ المذنَّب رأى جثثَ الملوك
على فوهات مداخل البار
والغريبُ يمشي على معدته المنثورة
على الشاطئ الوحيد
عشبةٌ نسيها مؤرخو الجليد
أنيابُ جدار من البلاتين
تهاجر الحيتانُ من بنكرياسي
لتفتش عن حبها الأول
والغيمةُ تشرب قهوتي في حصون الليلك
وفي زحمة زيجات المتعة
لم تعد الشيعية تتذكر من مزَّق غشاءَ بكارتها .