تحول القصيدة إلى سلوك اجتماعي
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
جريدة العرب اللندنية 28/1/2013
https://www.facebook.com/abuawwad1982
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
جريدة العرب اللندنية 28/1/2013
لا يمكن الحصول على الطاقة الشعرية إلا عن
طريق التنقيب في اللغة الرمزية الموازِية للمشروع الثقافي الجمعي، والوصول إلى
أقاصي اللغة من أجل اكتشاف العوالم الكامنة وراء اللفظ والمعنى . وهذه العملية
الاكتشافية توفر الأساس الفلسفي لحياة القصيدة وتحولاتها، والديمومةِ الحيوية
للثقافة. مما يؤدي إلى وضع الرموز الشعرية في سياق الوضوح الاجتماعي فتحدث
الإسقاطاتُ على الواقع، ويمتزج الواقع بالخيال ، وهذا يدفع باتجاه تغيير الواقع
إلى الأفضل ، وتحويل الخيال إلى منظومة إبداعية قابلة للتطبيق تحل مشكلات المجتمع
، وترسم السياسات الناجعة على كافة الأصعدة .
ولا يكفي أن
تقوم القصيدةُ بترجمة المعاني الاجتماعية إلى صور فنية ، والغوص في أعماق اللغة
الشاعرية ، والتنقيب في أبجديات الفكر الثقافي ، والقيام بحفريات في جسد الرموز
الإنسانية ، بل عليها أيضاً _ أي القصيدة _ أن تتواصل مع الواقع وتعجنه بالأفكار
الواعية ، ولا تقيم قطيعةً مع العالَم المادي. وهكذا يتحول الفكر الشعري إلى مشروع
جماعي تساهم الجماهير في كتابته ونشره، وجعله مشروعَ خلاصٍ عابراً للزمان والمكان
. وهذا يمنح القصيدة شرعيةَ التجاوز ، والقدرة على صناعة التاريخ الإبداعي الخاص
الذي يصب في تاريخ البشرية العام . وبالتالي تتجذر عملية صهر المراحل كنواة أساسية
في الحياة الثقافية والاجتماعية ، فتولَد الحقيقة الشعرية التي تواصل النمو في
مناخات المعرفة والتقدم .
وهذا
الحراك الإبداعي الدؤوب يؤدي إلى تدعيم المنظور الشعري ، وإحالة البعد العاطفي في
القصيدة إلى تطبيقات اجتماعية ، فتصبح حركة الألفاظ والمعاني سلوكاً إنسانياً
محسوساً ، ويتحول الرمز الشعري إلى كيانات بشرية . لذا فليس من الغريب اعتبار
القصيدة كائناً حياً كامل الحياة انتزع حريته بنفسه فأصبح _ أيضاً _ كامل السيادة
.https://www.facebook.com/abuawwad1982