الأمنية الأخيرة للمحكوم بالإعدام / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 20/9/2013
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 20/9/2013
سقطتُ في قاع نَفْسي
وَقَعَ الليلُ في بئر شهيقي
يُقاتِل قلبي في الصحراء
بلا رايةٍ ولا طبول
بكائي طَبْلُ الحرب
ولا فراشاتٌ في الصدى الوحشي
كي تنظِّف ثيابَ الريح من الملاريا
ولا حجارةٌ تبكي على هَوْدجِ الغريبةِ
أذهبُ إلى معتقلاتِ سيبيريا
تاركاً وجوهَ القوقازياتِ على حيطان زنزانتي
فيا وحشتي
تتكاثرُ في السجون أهدابي
وتتكاثرُ السجونُ في شفتي
ظلالُ النهر على مشطِ الزوبعة
فيا وردةَ اللهب
صغيرةٌ أنتِ على الحب يا قاتلتي
وكبيرةٌ على المِقصلة يا صغيرتي
أظل في الورد والشوكِ غريباً
مطروداً من دمائي
هكذا تُولَد الفراشاتُ على أكتاف الأرامل
وتبقى الجثثُ المتحللة في عصير الليمون
ويصبحُ ذبولُ النساءِ أقواسَ نَصْرٍ
في المدن المهزومة
فاحملي جثمانَ البحيرةِ
على ظهر حصاني
إن بوصلةَ ضريحي
تتَّجه نحو الحزن في عينيكِ
لا شيوخُ القبائل ينتظرونني
في حرب البسوس
ولا الهنودُ الحمر يَحفظون جدول الضرب
لِيُحصوا قتلاهم
خطبتُ الأمواجَ تزوجتُ الشطآنَ
أنا الصحراءُ التي تنتظر المطرَ
وتشربُ الأحلامَ الضائعة
وتأكل الطفولةَ المهشَّمة
أنا صخرةُ الرحيل
التي تنتظر زَهْراً يُفَتِّتها
وسوفَ أُدفَن تحت الشجرةِ
التي كنتُ ألعبُ تحتها
لا نساءُ الإنكا ينتظرنَ اكتئابي
تحت أقواس النصر
ولا الراهباتُ يُوَزِّعْنَ الخِيامَ على اللاجئين
فانصبوا الخِيامَ بين شراييني ونعناعِ المقابر
ستذهب اللبؤاتُ إلى احتضارِ البحيرة
وتبقى الأُسودُ في جنوبِ الأغنياتِ
أيها الحزنُ التائهُ في عُروقي كُحْلاً لليمام
سنظل واقفين تحت المطر
ننتظر أحلامَ الطفولة
والسناجبُ تقلي حبلَ مِشنقتي بزيت الزيتون
أَخرِجوا رفاتَ الياسمين من عطشي
سأغرقُ مع السفينة التي أحببتُها
يا قلبي البعيدَ
هؤلاء الأراملُ يفتحنَ قبورهنَّ أمام السائحاتِ
ويغلقنَ قلوبهنَّ أمام السُّنونو
فكن يا صديقي أنيقاً
عندما تنقرُ العصافيرُ جماجمَ الأسرى
لن أصرخَ في زنزانتي
فلتسمع الحيطانُ صوتَ المطر
أشمُّ أجفانَ الرعد
وأنامُ في حُفرتي
وينامُ حصاني في الفراغِ العاطفيِّ
يَرمي البرقُ قبعاتِ الجنود الهاربين من المعركة
والوحلُ يسيل على قارورةِ العطر .