الشاعر هايدنستام وفرح الحياة
للكاتب / إبراهيم أبو عواد
جريدة رأي اليوم ، لندن ،23/7/2016
.....................
للكاتب / إبراهيم أبو عواد
جريدة رأي اليوم ، لندن ،23/7/2016
.....................
إنَّ الشاعر السويدي فرنر فون هايدنستام ( 1859_ 1940 ) يُعتبَر من أعمدة الأدب السويدي . التحق
بالأكاديمية السويدية عام 1912 ، وحصل على جائزة نوبل للآداب عام 1916.
تمتلئ قصائده بالبُنى الشعورية
الإنسانية ، ويبرز فيها المسار النثري مع الفرح العظيم بالحياة وللحياة. وهذه
القصائد مُشَرَّبة في بعض الأحيان بحب تاريخ السويد وتعظيمه،وممزوجة بالذكريات
الآتية من المناظر الطبيعية ، ومُعتمِدة على الجوانب المادية للطبيعة .
لقد كانت القصيدة في حياة
هايدنستام عالَماً من الأحاسيس والمشاعر المرتبطة بالواقع المعاش ، وهذا الواقع
يتحول إلى شعور غامض لذيذ ، له انعكاسات على طبيعة الوجود الإنساني بِرُمَّتِه .
وتقديمُ النثر في الإطار الشعري دليلٌ على التمازجِ المعرفي ، واختلاطِ الأنماط
الإبداعية في بَوتقة واحدة ، وهذا يُساعد على تحقيق الهدف الفكري المرسوم في ذهن
الشاعر .
كما أن قيمة الفرح المنتشرة في
أعمال الشاعر ، هي تعظيم للحياة بكل أحلامها وآمالها وذكرياتها . وهذا الفرح ليس
ساذجاً أو تفاؤلاً أعمى ، بل هو احتفال بالحياة باعتباره القيمة الوجودية الكبرى ،
والفرصة الوحيدة الممنوحة للإنسان كي يَبنيَ الحضارةَ ، ويصنع التاريخ .
وُلد الشاعر في مقاطعة أوريبرو لعائلة نبيلة . درس تاريخ اللوحات
الفنية في أكاديمية ستوكهولم، ولكن سرعان ما غادر بسبب سوء حالته الصحية . ثم سافر
في أوروبا وإفريقيا والشرق . وقد نشر مجموعته الشعرية الأولى " الحج "
في عام 1888م . وهي عبارة عن مجموعة من القصائد مستوحاة من تجاربه في الشرق ،
ورحلاته المتعددة ، وجَولاته في الأمكنة والأزمنة المختلفة . وهذه التجربة الشعرية
تُمثِّل تَخَلِّياً عن المذهب الطبيعي الذي كان مُهيمناً على الأدب السويدي .
ويظهر حُب هايدنستام للجمال في قصيدته الطويلة هانز من مجموعة ( قصائد /
1895 ). وفي عام 1897 قدَّم سلسلةً من الصور التاريخية للملك تشارلز الثاني عشر
مُحاطاً بالفُرسان المخلصين له ، وهذا العمل يُظهِر عاطفة قومية قوية . وفي عام
1905 ، قدَّم قصة ملحمية عن زعماء السويد في العصور الوسطى .
وفي عام 1910 احتدمَ الجدل في الصحافة السويدية بين عدد من الأدباء
السويديين بسبب موضوع تدهور البروليتاريا في الأدب . وانقسم الأدباء السويديون إلى
معسكرين متضادين ، وقد ساهم هايدنستام في هذه المعركة الأدبية ، فألَّف كُتَيِّباً
يشرح وجهة نظره في موضوع انحطاط وسقوط فلسفة البروليتاريا في الأدب .
جمع هايدنستام إنتاجه الفلسفي ، ونشره في عام 1915 . وهو يشتمل على موضوعات
فلسفية تتمحور حول البُنية الطبقية البشرية، والرُّقِيِّ الإنساني، وماهية العزلة،
وطبيعة العلاقات الاجتماعية .
من أبرز أعماله : صُوَر من السَّفر ( 1888 ) ، تشارلز ( 1897 ) ، الملك
ونشطاء حزبه (1902) ، الغابة ( 1904) .