جريدة الشرق الأوسط السعودية تسرق كتابات المفكر/ إبراهيم أبو عواد .
وتنسبها إلى أبي بكر البغدادي زعيم داعش !!!
.................
نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها ( 14247 )
الصادر يوم الخميس ، 30 نوفمبر 2017، تحقيقًا بعنوان " ( الشرق الأوسط ) داخل
أوكار المتطرفين في ليبيا (5 من 5): رسائل مضطربة من البغدادي إلى ( دواعش ) ليبيا " ، بقلم : عبد الستار حتيتة ، مِن بنغازي .
يتحدث التحقيق عن رسائل مزعومة لأبي بكر
البغدادي ، قالت جريدة الشرق الأوسط إنها اطَّلعت عليها، معَ
أنها لَم تُقدِّم أي دليل على ذلك . وجاء في هذا التحقيق : [ وفي واحدة من هذه الرسائل التي أمكن لـِ (
الشرق الأوسط ) الاطلاع عليها، كان الحديث مُوَجَّهًا إلى جدل يبدو أنه عصف
بأتباعه في ليبيا حول السياق الذي وردت فيه تعليمات تحث على مواصلة القتال، وطريقة
تفسير هذا الموضوع. يقول البغدادي وقد وضع تفسيره الخاص والمغاير لرغبة بعض
القيادات في إعادة النظر في أعمال القتل والتفجير : " هذا الوهم ليس له أدنى
نصيب من الحقيقة، وهو استنتاج مغلوط ، لأنه مبني على فرضية مغلوطة " . ويُضيف
في موضع آخر كأنه يبعد أتباعه عن أي تفكير في الاستراحة من الحرب : " أعلم أن
الأعداء كانوا يُحيطون بنا من كل الجهات ... الحرب حالة طوارئ خاصة ، تستدعي شحذًا
للهمم ، وتحريضًا على القتال بكل الوسائل المعنوية والمادية، فلا يمكن أن استقبل
عدوي الذي يريد قتلي بالورود وعبارات الترحيب " ] . انتهى الاقتباس .
الغريب في الأمر أن هذه العبارات المنسوبة
لأبي بكر البغدادي في رسالته المزعومة ، هي مِن كتابات إبراهيم أبو عواد . حيث
تَمَّ انتزاعها من سياقها ، ونسبتها إلى أبي بكر البغدادي . وهذه العبارات جاءت في
كتاب " قضايا تهم كل مسلم " ، تأليف : إبراهيم أبو عواد ، دار اليازوري
، عَمَّان ، 2010 .
وقد عَلمتُ بالأمر بمحض الصُّدفة، وذلك بفضل
مقال للأستاذ سعد الشريف، بعنوان " الوهابية تتناسل ، سلالات التكفير "
في مجلة الحجاز ، وهي مجلة شهرية تصدر عن الجمعية الوطنية الحجازية . وهذا هو رابط
المقال :
يقول الأستاذ
سعد الشريف في هذا المقال : [ لا بُدَّ
مِن لفت الانتباه إلى أن بعض الرسائل المنسوبة للبغدادي والموجَّهة الى مساعديه في
ليبيا والتي نَشرت صحيفة (الشرق الأوسط) مقاطع منها في 30 نوفمبر 2017 هي منحولة،
وهي مجرد مقاطع من كتاب (قضايا تهم كل مسلم) للمؤلف إبراهيم أبو عواد ، وهو كاتب
وشاعر أردني، والتي يعود تاريخ نشرها الى مطلع العام 2010 ، ولا صلة لها بالمسألة
الليبية ، وهو يعالج قضية في الفكر الديني تتعلق بالقتل والقتال في التَّصَوُّر
القرآني، ويَنفي عن الإسلام تحريضه على القتل العبثي. وللإنصاف فإن جزءًا وازنًا
من الكتاب يدفع شُبهة التحريض على العنف في الآيات القرآنية، كما يُوضِّح ذلك بما
نصُّه : " لذلك إن رأيتَ مَن يقومون بتفجيرات عبثية هنا أو هناك، ويقومون
بقتل مَعصومي الدم، فاعلم أنهم مُخالِفون للقرآن الكريم، حتى لو رأيتهم يتلون بعض
الآيات التي توهَّموا أنها تدعو إلى ما يدعون إليه ، فليس كل مَن هَبَّ ودَبَّ صار
قادرًا على تفسير القرآن الكريم، وليس كل من يرتدي ثوبًا أو يطلق لحيته أو يُصلِّي
في الصف الأول صار مجتهدًا قادرًا على الاستنباط من كتاب الله تعالى " . وفي مكان آخر يقول : " إن النَّفْس
الإنسانية داخلة في ذِمة الله وحِفظه،
إذ إنه سُبحانَه حرَّم قتلَها دون وجه حق، وهذا التحريم يهدف إلى منح هذه اللطيفة
الرحمانية وهي النّفْس ، حرية الانطلاق والإبداع وعمارة الأرض دون ضغوطات خارجية،
أو تهديدات من أي طرف تعيق النمو الوجداني والواقعي لهذا الكيان الإنساني النبيل
" . في تفسيره لآية : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ } [ الأنفال : 65] . كتب إبراهيم أبو عواد : " وقد يظن بعضُ المغرِضين أو العوام في الشرق أو الغرب بأن الآية الشريفة
تدل على أن الله تعالى يأمر النبيَّ بالكراهية والعنصرية تجاه الآخرين، وبث الحقد
والقتال في النفوس دون وجه حق. وهذا الوهم ليس له أدنى نصيب من الحقيقة. وهو
استنتاج مغلوط لأنه مبني على فرضية مغلوطة ، تُغفِل السياقَ التاريخي للنص. واعلم
أن الأعداء كانوا يحيطون بالدولة الإسلامية من كل الجهات، فقد قضى المسلمون جزءًا
كبيرًا جِدًّا من أعمارهم، وهم في حالة حرب. فلا يجوز إخراج الآيات التي تتحدث عن
حالات الحرب، ومحاولة إسقاطها على أوضاع السلم ، والأوضاع الطبيعية. فالحرب حالة
طوارئ خاصة تستدعي شحذًا للهمم، وتحريضًا على القتال بكل الوسائل المعنوية
والمادية. فلا يمكن أن أستقبل عدوي الذي يريد قتلي بالورود وعباراتِ الترحيب
والاستقبال ". ( وهذه الفقرة التي نسبتها صحيفة (الشرق الأوسط) لرسالة
للبغدادي الى مُساعديه في ليبيا ، هي في الأصل مثبتة من كتاب إبراهيم أبو عواد
سالف الذِّكر ] . انتهى الاقتباس .
إن قيام جريدة الشرق الأوسط بالسَّطو على
كتاباتي ، وانتزاعها من سياقها ، ونِسبتها دون وجه حق إلى أبي بكر البغدادي في
رسالة مزعومة له ، يُعتبَر انتهاكًا صارخًا لحقوق الملكية الفكرية ، وتشويهًا
لسيرتي الأدبية وسُمعتي ككاتب ، عِلْمًا بأنني وَضَّحْتُ الرؤية الإسلامية في
تحريم قتل الأبرياء والمدنيين والعُزَّل ، فأنا ضِد الإرهاب مهما كان مصدره ، وضِد
استهداف الأبرياء مهما كان دينهم وجِنسهم وعِرقهم في أيِّ مكان على وجه الأرض .
لقد قامت جريدة الشرق الأوسط بانتزاع
كتاباتي من سياقها، والزَّج بها في الحالة الليبية ، معَ أنني لا ناقة لي ولا جمل
في ليبيا ، ولا علاقة لي بالتنظيمات المتطرفة ولا غير المتطرفة ، كما أن كتاباتي
تَدعو إلى احترام النفس الإنسانية وتحريم قتل الأبرياء. لذلك، فإنني أحتفظ بحقي
القانوني في مُقاضاة الجريدة في المحاكم المختصة . وقد وَكَّلْتُ فريقًا من
المحامين بهذه المهمة .
إبراهيم أبو عواد
مفكر وشاعر من الأردن