مَاتت الدَّولةُ /
وَبَقِيَتْ مَحكمةُ أَمْنِ الدَّولةِ / والأطفالُ يَلْعَبُونَ كُرَةَ القَدَمِ في
أرْوِقَةِ المَحَاكِمِ العَسكريةِ / مَاتت المرأةُ / وَبَقِيَت الذِّكرياتُ
تَغسِلُ صُحُونَ المطبخِ في لَيالي الخريفِ / والجيوشُ البَدَوِيَّةُ تَسْتَعِدُّ
لِتَحْرِيرِ الأندَلُسِ/والأوسمةُ العَسكريةُ الصَّدِئَةُ في حَاوِيَاتِ
القُمَامَةِ / والنَّهْرُ الحزينُ نَسِيَ جُثْمَانَ أُمِّهِ في ثَلاجَةِ
المَطْبَخِ / والأيتامُ نَسُوا البُوظَةَ في ثَلاجَةِ المَوْتَى /
أيَّتُها
الشَّرْكَسِيَّةُ التي تَمْشِي في غَابَاتِ القُوقازِ / تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ
الذي سَيَمُوتُ / أحزاني بُحَيْرَةٌ مِنَ الدَّمِ والفِضَّةِ / وَجُمْجُمتي كُرَةُ
غُولف / وأنا وَحِيدٌ في أدغالِ دَمعاتي / وَحْدَهُ لَمَعَانُ عُيُونِكِ يُحْيِي
قَلْبي المَيْتَ /
أحلامُ
الطُّفولةِ الضَّائعةُ تَتساقطُ في ثُقُوبِ جِلْدي كَقَطَرَاتِ المَطَرِ /
والنِّساءُ مُلَوَّثاتٌ بالذِّكرياتِ في مُدُنِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ /
انكَسَرَتْ قَارُورةُ العِطْرِ بَيْنَ الفَرَائِسِ والعَرَائِسِ/ وَسَقَطَ
الكُحْلُ بَيْنَ الكَنائسِ والعَوَانِسِ / ونَسِيَت الرَّاهباتُ حُبُوبَ مَنْعَ
الحَمْلِ عَلى مَقَاعِدِ الكَنيسةِ /
العَناكبُ
الأُرْجُوَانِيَّةُ تُزَيِّنُ أمعاءَ السَّبايا / الثلجُ عَلى أعشابِ المقابرِ /
والنَّدى عَلى أغصانِ قَلبي المهجورِ / أرى الشَّرْكَسِيَّاتِ فَأشْعُرُ أنَّنِي
أَسْبَحُ في الغُيُومِ / لَكِنَّنِي أركضُ تَحْتَ أشجارِ المقابرِ في السَّحَرِ /
وأعيشُ مُرَاهَقَتِي المُتَأخِّرَةَ بَيْنَ شَوَاهِدِ القُبورِ وجَدَائِلِ
الغَزَالاتِ المَقصوصةِ /