جارتي الكاثوليكية تتعاطى الأفيون
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " كلام الفراشة الناعمة"
دار اليازوري ، عَمَّان 2007م .
ضفدعةٌ عرجاء ترتدي تنورة فوق الركبتين
إذا نكح الطوفانُ ابنةَ الزئبق تناثر فينا رَحِم الشجرة
امرأةٌ تلتحف ألواح اليورانيوم وتتشظى حطباً
أيها الساكنون في قبو جثتي والنعنعِ المستورَد
جارتي انطفاءاتُ زجاجات النبيذ
في مقر الحكومة العلمانية
إن جسدها منقوع في ثعالب الأفيون
كالمذياع القديم وجهُها المحفور بالسناجب
وعمالُ المناجم يلمحون أمواج انتحارهم
في ضربات الفؤوس الضاحكة
تاريخُ الضباب يشنق نفسَه
في خيوط السجاجيد الحمراء اختناقاً
كلُّ النخاسين ذهبوا إلى طعام الغداء
وتركوا الجواري يبعن حليبهن
مثل الباعة المتجولين
وتحلَّق العبيدُ حول أفكار المداخن
يرتعشون من شدة النسيان الرمادي
ويَدُلون السياحَ على مواقع قبورهم
في شرفات أشعة النزيف
والفيضانُ يتعلم الأكل بالشوكة والسكين
رعشةٌ راحلة أنا
وخدودي فلافل في علبة السردين
أحمل اسمَ زوجي كالأثاث المنزلي
في أنقاض أمعائي
وكلابُ الحراسة تحمل أسماءَ القطط الضالة
يحلق البركانُ شَعرَ رأسه
استعداداً لزواجه من نعشي
كنا في الحب كالبدو الرُّحل
إنني قصيدة أضاعت قافيتها
فالعشبُ جنسية اليمام
قد متُّ قبل قرون
وأنا شبحي ما تبقى من أحجار العتمة .