سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

31‏/05‏/2010

زوجة المفكر الماركسي الخائنة

زوجة المفكر الماركسي الخائنة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م
مغصٌ خفيف في ذكريات الذبابة الآلية
إن الريح المقتولة في عينيكِ برتقالةٌ نارية
لها طبول الحرب قناعاً
أنتِ الدمية لأن شاي الحزن في مرآتكِ
قهوةُ الفرح الذبيح
أنتِ الجثة التي تأكل البوظةَ الأسمنتية
لأن خصلات شَعركِ صحاري الفأر البحري
ابتعدي عن مشط جدتي
عندما يقوم اليانسون بتصفية قصيدة المستنقع جسدياً
ألواحُ صدركِ أطلالُ الكوليرا الناضجة
فاعبري زفيراً يتكدس على ثيابكِ
كحاويات الميناء الأجنبي
للضباب سُلطةٌ على جسد قوس قزح
إنني شكل دمائي السري
إنني دم للغرباء
والبضائعُ في محطة القطارات أقنعةُ المغنِّي الوحيد
رحلتْ حافلاتُ دمعي من الديدان إلى الديدان
إن في جبيني مرفأ الهجرة غير الشرعية
لكن البلهارسيا في مكياجي هجرةٌ شرعية
والمساءُ يضع ذكرياتي في علبة بيرة مخصصة
لجرذان الحقل
يكون حليبُ العشبة قهوةً للقتلى
فتمطر جثةُ النمر بنادق صيد للأرستقراطيات
مكتئبٌ طيفُكِ كقطة قتيلة
في أحداق ضابط مخابرات متقاعد
أنا وزيرة الصدى في حكومة فخامة الحزن المعظَّم
مصلوبةٌ بلا صليب لأني قناع يهوذا
مثلما يخترع ماوتسي تونغ في دورة المياه غباءَه
ويزيِّن الملوكُ مراحيضهم الذهبية
بانطفاءات الشعوب الهامشية
نرسم انتحارَنا بالأحزان المائية
على تجاعيد مومياوات رومانسية
ويصبح جسدي رسالةً عاطفية
يبعثها ماركس إلى زوجته بالبريد التابوتي
وعيوني طاولةً في فيلا يجلس عليها مع إنجلز
يكتبان صيغةَ اكتئابهما
على توابيت عمال المناجم
وأكبادِ فلاحي الموج الذي لا يخون
أنا ليلى
ولا مجنون حول أغصاني ولا ليمون
إنني ذاكرة الجنون
أتناول الاكتئاب بالملعقة البرونزية
غريبةٌ أنا كظهور بنات ليل في النهار
ما أصعب أن يعيش حطامي
في بيت ليس فيه سعال رَجُل
هي خيانتي استدارةُ القطب المتجمد الشمالي
في مقلاة الضجر
(( ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ
وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )) .

30‏/05‏/2010

البرتقال في مواسم الأحكام العرفية

البرتقال في مواسم الأحكام العرفية
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م
عندما توقف قلبُ الشجرة عن النبض
تكاثرت قبائل البندقية
تعبتْ شراييني من الركض
في مدارات الكستناء
لأن أرسطو يعمل سائقَ تاكسي
بعد انتهاء درس الفلسفة
هذه البحيرةُ مديرة أعمالي
وفي حُفر الظلال
ترتعش الطباشيرُ الخاصة بالبطريق
الوجوهُ المصادَرة
وهذا الحزنُ المجاني سيكلِّفني عظامَ البطيخ
نسلُ الحجر صهيلٌ
وسعالُ قطة مسنة في بيت الأشباح
أنا المنفى الذي يفتِّش عن دمه
داخل خوخة القتال
يا أرملتي !
أنا آسف لأن القرود أهدتْ إليكِ جثتي
في ليلة الدخلة
سواحلُ الومضة تنهش فراغَ جروحي عند سطوعي
يكتبني الترابُ شاطئاً
لزورق يتقن قراءةَ معركة ظلالي
هي لغتي تشفيرٌ لأجنحة العاصفة السرية
أنهارٌ من اللازورد تنبت في كُليتي اليمنى
لكنها تصب في مشط بحر غزة
جرذان تتزوج الصدى
في معدة الصحراء
ومضةٌ وديان الحلم القسري
محكومةٌ بالمجد أشلاؤنا المترسبة
في عضلة الصاعقة
تتكاثر النساءُ العاريات
على سواحل سرطان الجِلد
كالأوحال المستوردة ومللِ الشيوعي قبل انتحاره
وبعد مضاجعة عشيقته
وجلودُ الثعلب تقفز على سطوح وهم الياسمينة
في خليج الدمع غطستْ خناجرُ أحطاب الموقدة
لكن دموعي تقاتل كأملاح الرمال المتحركة
وستُقاتِل
لأن المذيعة المثقفة هي التي تكشف ثدييها
أمام الجمهور المثقف
يا مَن خلقتَ الموتَ ولا تموت
أنا سجادة الصلاة الراكعة في بيتكَ
وعبدُكَ الملطخ بنزيف لافتات المحاكم العسكرية
وكوكبةُ موتى مهاجرين إلى الأبدية
يا مَن تعرف ميعادَ موتي
أنا درجاتُ المنبر تحت أقدام النبي
يا مَن تُطعِم ولا تُطعَم
أنا المجاعاتُ الكوكبية
في صحاري الياقوت الأسود
يا من تجير ولا يُجار عليه
أنا الصخرةُ المنفية التي ذوَّبها الحنين
في كوب شاي
يا إله العرش
أنا المطارَد في شتاءات تخرج من الكتب القديمة
حرِّرْني من سجن عظامي البالية
أنا سجني
ولا عرش لي سوى دموعي على بابكَ
وأشلائي المنثورةِ دروعاً للأنبياء في أرضكَ
أنا مَلِكُ حطامي
وأنتَ مَلِكُ السماء والأرض
اللاشيء هذا هو أنا
وقفةُ عرفة يومياتُ أُسود
تسبح في الشفق اللوزي
أعدو في قزحيتي مثلما تعدو أسنانُ الريح
على ورقة طلاق البئر
وسجاجيدُ الأسمنت تنقِّي خيوطَ جوربي
من أدغال اليورانيوم
أسلاكٌ شائكة لمقبرة الشعراء الملحدين
لكن الكلاب المرقطة تقفز
ولا تميِّز بين لون جوارب النهر
وأشكالِ الوحل الملحد
سأهدم ظلي حجراً حجراً
وأبني نظراتي وردةً وردة
في ملعب يتسع لكريات دمي الخضراء
لا ترفع الرايةَ البيضاء كأثداء المطربات
حتى لو صار نعشُكَ رايةً سوداء
لا تستسلم كالظلال الجائعة
حتى لو هرول رأسُكَ الملتصق بفحم المناجم
على لوحات المتاحف
أنا الياسمينة المتفجرة دائمةُ التشظي
وأملاحُ دمعي أحزمةٌ ناسفة
ليت مماتي صرخة نسور تحمل ألغامَ المطر
التي تُعدُّها أمي مع الزيت والزعتر
في عيون الشوك سربٌ من الوديان
يقود قطيعَ أحجار الشطرنج
إلى نهايات الصدى
يا بناتِ أورشليم الصاعدات
إلى أجفان الحشرات
كأن مكياج الأقنعة سلطةُ فواكه
يُعِدُّها الوهم الصخري
إن يهوذا هو المصلوب الخائن الدمارُ الأفقي
وطيفُه أشكالُ مبيدات حشرية تشبه ثيابَكن
وسيوفي تتخذها الظلالُ العرجاء
عكازةً بعد انتهاء المعركة
امتصت غاباتُ دمعي حبَّ الأغيار من قلبي
وأبقتْ حبَّكَ يا سَيِّدي
يا مَن لا تحل في الأشياء
إن نزيفي يحل في مرايا الأشياء
يا إلهي البصير
إنني مرآة الأعمى
إذا لم تسكب في قلبي نورَكَ
يقاتلونني بسعال زوجاتهم الخائنات
وأقاتلهم بابتسامات الأنبياء المخلِصين
برقوقٌ جِلد الرياح الخشن
سيشرَح شاطئُ النجوم أحكامَ الحيض
للسمكات الخجولات
إنني رسول البحر إلى مَلِك الرمال المتحركة
مثلما تركض التلالُ في نعاس الحجارة الطازجة
وحدَكَ أيها العاري من امتداد فصيلة دمكَ
في جسد سنديانة
تشيخُ زفيراً للنشيد المحاصَر
وحدَكَ أيها العاري من الأوسمة والحطب
في أكواخ العشاق الخائنين
وحدَكَ أيها العاري من رسائل الأميرات العابثات
بأطياف البحارة الذين لا يعودون
سلامٌ للطالعين من خدودي
يحملون جثةَ قصيدة الحزن على نقالة
سلامٌ لأصدقائي الذين لم تعجبهم منشوراتُ أظافري
فانقلبوا عليَّ واغتالوني
سلامٌ لخلجان التين الصاعدة من مسامات جِلدي
عزلةً لأغنام المنافي
سلامٌ لحربي المقدَّسة مع ظلال الغزاة
في مكياج شرفتي
خطيبتي الرياحُ
وذكورتي نهرٌ يغيِّر مجراه حسب بوصلة البارود
ويفجِّر مصبَّه في أطلال انتظار المرافئ المسافرة
أيها الموج الزهري
يا شقيق فتوحاتي
ارحمْ أصابعَكَ التي تزوجت صنوبرَ المعارك
طعمُ دموع الفرح يشوي رائحةَ الكرز
في مكتب مجزرتي
خبزتُ حزني
وعجنتُ سيفي بأقواس النصر
على بوابات كبدي المعدنية
لماذا ترحل شطآنُ المطر إلى قزحيتي
وتنام عند شاهد حُلمي ؟
انتظرْ قدومَ سيوف الرماد من بقاياي
حين تدخل بحيرةُ قزوين في ثلاجة المطبخ
إنني فراشتان اصطدمتا في ساعة السَّحر
لا صدري بلاطُ صالة الرقص
ولا معولُ الإسفلت ماري أنطوانيت
سهرةٌ على جناح بعوضة لرجال تافهين
يتبادلون أسرارَهم الزوجية
ستتعبين يا أرملتي في تسديد ديوني
إن وجوهنا تحتفظ بحقها
في شطب البنتاغون من الخارطة .

24‏/05‏/2010

جارتي تشتري حق النقض الفيتو من بائع الخضراوات

جارتي تشتري حق النقض الفيتو من بائع الخضراوات
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
أنا زلزال خارج نفوذ مقياس ريختر
على سطوح الصنوبر
غطسُ زوجة الوحل في زجاجة نبيذ
للكلور خشبُ خزانة الخمر الأقل حمرة
من سجاجيد مكتب الكاهن
وجهي إجازةُ التفاح المدرسية
هكذا يحتفل الضيوف بالضيوف
راهبةٌ إيطالية شابة
تنظر إلى صورة الإمام الغزالي
على جدران إحدى كنائس فينيسيا
أيتها الوردة اللازوردية الذبيحة كضجيج الحيطان
يا أجمل القرابين على المذبح الواثق
مواطنٌ عاطل عن الوطن
إن لم تُلقِ وجهكَ في أفواه ثورتنا الفضاء
فلن تجد وجهكَ أو وطنكَ
أعيش قرب لغتي التي تدفنني لتسطع
أمعائي عائلةٌ مالكة تتصارع
على احتكار أشعاري
قمعتُ ظلي فشعرتُ باستبداد الأعشاب
هو الشاطئ واحدٌ من تلاميذي
ولمعانُ أظافر الأنبياء
يهبط في عيوني فراشاتٍ ثائرة
تعبِّد طريقَ الشموس حتى فتح لندن
صقورٌ تسبح في زجاج الحافلات العمومية
ارتديتُ السقفَ
تقمصتُ عمودي الفقري الكراسي الجِلدية
كان في جبهة الغسق
أحافيرُ ديناصورات حالمة لم تنقرض
لأول مرة سينام الضبابُ بدون حبوب مهدئة
جسمي صدمةُ المعنى
ما تبقى من معنى الغابات المحروقة
البطيخُ من وجهة نظر المشنوقين احمرارٌ ساحق
سيِّدَنا المسيح الذي لم يُخلَق الصليبُ له
طهِّرْ شَعري الملوث بتيجان الجراد المتكرر
يسأل الجليدُ شرطي السير :
(( أين ستذهب المومسات اللواتي كنتُ أشاهدهن
بعد انصراف الشجر من صلاة العشاء
في قبو الزمهرير ؟ ))
لن يستطيع القفصُ منعَ عصفور
من خلع جِلده غناءً
أنا معلَّق على أعواد الثقاب
أو معلقةٌ هرَّبها القمر
بعيداً عن استخبارات القبيلة
يصب التفاحُ في دمه كتاباتِ الرمل
ليتخلص من الاكتئاب
إنني إعصار مداري
لا يعرف موعدَ التفجير المفاجأة
ودمي زمانٌ ينتعل إغفاءة حكوماتِ المومياء
إن المجاهد أطياف البراري الراحلة
إلى قميصي الأرجواني .

23‏/05‏/2010

نار أبدية لضياع سدوم وعمورة

نار أبدية لضياع سدوم وعمورة
( إلى جرذان الفرنجة من الأعراب المتصَهْينين )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
كلبُ الإمبراطورة مصابٌ بالاكتئاب
فليمت الشعبُ ليشعر الكلبُ بجدوى الحياة
وحشةَ راهبةٍ مبتدئة في حفرة الكهنوت
كانت عواصمُ الرعشة
تتذوق جثتي حفرُ المجاري
أنا الرصاصة المنطلقة من خد القمر
وجدتُ حدائق رغبتي على أراجيح القتال
فلبستُ سيفي
ولم أفترس طالباتِ جامعة كامبردج
لأن سجاد المسجد يغطي جدرانَ أوردتي المقاوِمة
لدماء لوردات الحرب
(( رُبَما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
ذَرْهم يأكلوا ويتمتعوا ويُلههم الأملُ فسوف يعلمون ))
يُحوِّلون الزنزانةَ إلى بورصة لبيع النساء
المعبدُ الذابح داخل أمعاء المطر الحمضي
والنخاسُ يمسك بشَعر فتاة شقراء
تُستعمَل كمرآة سيارة
ويقول إن هذه الفتاة من سلالة قياصرة
قادوا حملاتِ الإبادة
هي المخابراتُ الأجنبية تسعى لإسقاط نظام أفريقي
رافضٍ لأوامرها
وإغراقِ البلاد بمنتجات مصانع الأسلحة الديمقراطية
سلامي للطالعين من سلالات الشفق
النازلين إلى قصائد المرعى
أُفَلْسف النباتاتِ لأضع عقلي في أقصى مداه
حدودُ الليلك شراعي الوحيدُ
والجيوشُ تحرس بابَ أُذني اليمنى
للصاعدين من خيانة يهوذا
دودٌ ينخر نيرانَ الظل الزجاجي
ولي فضائي أعلى من انتصار حُلمي على حُلمي
في أرض الطوفان
لهبي أجملُ فتوحاتي
في مدن صفارات الإنذار
خرجنا من المجزرة إلى المحكمة المتجمدة
شمالَ ذكريات الأرامل
لنشكوَ الجلاد إلى الجلاد
في دمنا تتناسل أشعارُ مجرات
وعلى مسلات أكبادنا ثلوجٌ دبلوماسية
لعريِ أحطاب الموقد نقدٌ سينمائي طالعٌ كالغربان
من قمصان النوم الشفافة لإناث الضفادع المتحضرات
مملكةُ الأرق الأغبر
لها وجهٌ لا يشبه زجاجَ مقبرة الشجيرات
سأفرض على أعشاب الجسد شروطَ الصهيل
جوارحي أعشاشُ الطيور الجارحة
وعيونُ الملوك المخلوعين لها رائحة القش الأخضر
لحمي ضوءُ براويز المجاهدين
يتشظى في دبابات العار حرائقَ شلالات
أُطلق على الرصاصة قلبي
كي نولد معاً من موت أقمار الطين
أوزِّع كبدي في ضحكات الميرمية
إذا افتخرت الكلابُ البوليسية
بلعب القمار في لاس فيجاس
فسأفتخر بصلاة الفجر في شمال قوس قزح
وإذا افتخر ممثلو هوليود بحجم أثداء عشيقاتهم
فسأفتخر بحجم مشنقتي
التي تُغنِّي في حفل زفافي
وتترجم أنوفَ السيول إلى أدغال
وإذا افتخر اللصوص بتشكيل حكومة وحدة وطنية
فسأفتخر بتشكيل نزيفي
لمجلس قيادة ثورة اليمام
وإذا افتخر أدونيس بسرقة الشِّعر الفرنسي
فسأفتخر بسرقة النهر من جدته
وإذا افتخر شعراء الحداثة الرجعية بإلحادهم
فسأفتخر بحداثة أبي بكر الصديق
وإذا افتخرت غادة السمان
بالسطو على أفكار سيمون دي بوفوار
فسأفتخر بالسطو على مؤلفات العشب الجوي
وإذا افتخرت مراهقاتُ طوكيو بملابسهن القصيرة
فسأفتخر بملابس الشمس الطويلة
وإذا افتخرت حكومةُ الرمد بالوزيرات العاريات
فسأفتخر بأعاصير القلوب العارية .

20‏/05‏/2010

عن الضفادع البشرية وفقهاء البلاط الإمبراطوري

عن الضفادع البشرية وفقهاء البلاط الإمبراطوري
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
إذا سَمَّيْتَ الرمل أمير المؤمنين
فسأُسَمِّيه لصَّ بيت مال المسلمين
إذا سميتَ المتاجرات بأثدائهن المستهلكة مثقفات
فسأسمِّيهن جواربَ أنيقة لحذائي الرياضي
إذا سميتَ الأعراب اللاهثين وراء نوبل أدباء
فسأسميهم فئران سُفن نسيها القرصانُ الشاذ جنسياً
الثوارُ يقرأون القرآن قبل ساعة الصفر
جسدي هو العد التنازلي أو التصاعدي
إن دمي زعتر التشابه
فلا فرق بين وجهين كسرا القناع
ما الفرق بين رأس ماركس ورمالِ الطاعون
إذا قال النهرُ الحقيقة ؟
في دويلات التطهير العِرقي
يضربون نساءهم ثم يضاجعونهن
لأنهم كلام مومياء مسروقة
فالزوبعةُ لا تعرف موعد التقاء الرصاصة بالنفط في رحمها
وسحب صوتَ الموقدة حاملاتُ طائرات راسية
في مياه المعدة الخاوية
احتضارُ مدن الغزاة
يسيل على قبعة ترتديها كرة السلة
لستُ الزبد ولا قوس قزح
أنا صوتُ رُبان مر قبل ألف عام
على حِبر الطرقات
جاهليةُ شعراء نوبل وعشيقاتهم الدمى
التي يحركها الوحل الجنسي
في طريق كنائس القرون الوسطى مذبحةِ الفلاسفة
أيها الإسلام الضوء
انزعْ قلبي واغسلْه ثم أعده إلي
لأشعر بحركة الغابات بين أصابعي
إن ديني هو المعنى
وما سواه رماد إغفاءة الرعاش
يا قمر اللاخسوف الصاعدَ
في ليلة الإسراء والمعراج
أعلى من القمر التقليدي وذكرياتِ الغزاة
أنا عاشق أزهار الديناميت
حتى نخاع شجرتي الجالسة
في حديقة شراييني
حتى خشبة صليبي
أنا الميتُ المهرول في أفلاك ثلج أَسْود
والفاتحةُ أحيتني
أنا غربةُ السنونو
وعاشقُ المآذن المتوَّج على عروش التمرد
لأنني عائش في ظل مجد الرب
إنها شجيرات ياقوت الغروب
على رصيف اللانهاية
جادلتُ ظلالي العارية من مخطوطات الفسفور
إن الصلوات الخمس أزمنةُ الورد المتمرد
في خلايا أبديتي
كلما نظرتُ في المرآة رأيتُ أُمي
تغرس في شظيات مجدي زيتونَ مجرات
لأن كلاب الحراسة تتشمس
في خلايا أدمغة دمى رملية
يعطين الشرفَ إجازةً مفتوحة .

19‏/05‏/2010

نكبة الضحية و"استقلال" الجلاد

نكبة الضحية و" استقلال " الجلاد
إبراهيم أبو عواد
جريدة القدس العربي
لندن ، 19/5/2010م .
تمر في هذه الأيام ذكرى النكبة ( 15 أيار 1948م ) التي كانت وصمة العار في جبين الأمة العربية والإسلامية ، وأدَّت إلى تعرية الأنظمة الرسمية ، وإثبات عجزها التام _ بل وتواطؤها أحياناً _ حيال قضية فلسطين المركزية ، وكشفت عن هشاشة البنى الاجتماعية العربية الغارقة في الشعارات والأغاني الوطنية دون تطبيقات على أرض الواقع . وقد ارتكبت مؤسسات الحكم العربية خطايا كارثية عبر مراحل القضية الفلسطينية المختلفة بدءاً بنكبة 1948م وانتهاءً بنكبة أوسلو 1993م ، من أهمها : 1) عدم تسليح الشعب الفلسطيني لكي يدافع عن أرضه بنفسه، ويثبِّت وجوده . فهي اكتفت بإرسال بعض الجيوش من باب العصبية القبلية ورفع العتب ، وحماية صورة الأنظمة أمام شعوبها . فهذه الجيوش _ بالأصل _ غير مؤهلة لخوض حروب ، وغير قادرة على مجاراة العصابات الصهيونية المدربة بشكل احترافي. وبعد كل ما جرى بدأ كل جيش يقدم إنجازاتِه " الأسطورية " في الدفاع عن فلسطين ، وصونِ شرف الأمة . لكن هذه الإنجازات الوهمية تظل جعجعة بلا طحن رغم تضحيات الشرفاء الصادقة . 2) تحويل القضية الفلسطينية إلى فلكلور شعبي ، واختزال الثقافة الفلسطينية التاريخية في الدبكات الشعبية في الأعراس والمهرجانات الخطابية. ونحن لا نقلِّل من أهمية الرموز الثقافية العليا، ولكنْ ينبغي أن توضع في إطار الصراع الشامل بين قوة احتلال مدعومة غربياً ، وبين شعب تحت الاحتلال يتآمر عليها القريب قبل البعيد ، ومن حقه الشرعي أن يقاوم الاحتلال بكل الوسائل . 3) النظر إلى الشعب الفلسطيني في الشتات على أنهم خلايا نائمة وقنابل موقوتة في المجتمعات الحاضنة لهم، والتعامل معهم بالعقلية الأمنية المخابراتية القامعة. فيجب أن يعيشوا ويموتوا في مخيمات بائسة بحجة عدم التوطين ، وأن يُحرَموا من العيش بكرامة بدعوى حق العودة ، وأن يتم استغلال معاناتهم لتحقيق مكاسب شخصية للزعماء العرب السائرين على خطى صلاح الدين الأيوبي ! . 4) قيام الحكام العرب بالاختباء وراء قُدسية القضية الفلسطينية ، لكي يُلمِّعوا صورتهم ، ويُقدِّموا أنفسهم كحارسين لشرف العروبة ومجد الإسلام . مع أن الجميع يعلم أن الكيان الصهيوني ما كان ليجد له موطئ قدم في فلسطين لولا الخدمات الجليلة من بعض الحكام العرب الذين ساهموا في بيع فلسطين لتثبيت أنظمة حكمهم . خاصةً أن المتاجرة بقضية فلسطين تدر أرباحاً مادية طائلة تُمكِّنهم من العيش في القصور الفخمة ، وسيارات المرسيدس الفارهة ، والتصدق على الشعب بحفنة قمح أمريكي . وكما هو معلوم فالصهاينة ومن زرعهم في فلسطين قادرون على الدفع فوراً وبدون تقسيط ، وبالعملة الصعبة أيضاً . ولو جئنا إلى الجهة الأخرى من الصورة لوجدنا أن ما يسمى بدولة إسرائيل تحتفل في يوم النكبة بِ "عيد استقلالها " . وهذه المسرحية الكوميدية تنطوي على جوانب فلسفية عميقة في الفكر الصهيوني متماهية مع الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي الذي مارسه الصهاينة بكل رومانسية وحضارة . كما أن تعبير "عيد الاستقلال" في الكيان الصهيوني يثير عدة ملاحظات : 1) الكيان الصهيوني ليس دولة، بل هو قاعدة عسكرية تابعة للغرب الإمبريالي ( أمريكا ، بريطانيا ، ... ) . وتعبير "عيد الاستقلال " لا ينطبق على القواعد العسكرية. فلم نسمع_ مثلاً_ أن القاعدة العسكرية الأمريكية في اليابان قد احتفلت بعيد استقلالها . حتى الصهاينة أنفسهم لا يعترفون بدولتهم المزعومة ، لأنهم لم يُثبِّتوا لها حدوداً ، وكل كيان سياسي ليس له حدود لا يُعتبر دولةً ، فلا داعي لكي يطلبوا من حماس أو الدول العربية الاعتراف بهم، فهم _ أصلاً _ لا يعترفون بأنفسهم . 2) الصهانية لا يتمتعون برومانسية الوفاء والإخلاص ، فهم يعضون اليد التي ساعدتهم . فبدلاً من أن يشكروا بريطانيا التي زرعتهم في فلسطين لكي تتخلص أوروبا منهم، ها هم يعتبرونها قوة احتلال كانت تسيطر عليهم ، لكنهم استطاعوا أن يتحرروا منها ، ويعلنوا "استقلالهم" بعد تضحيات عصابات الإجرام والتطهير العِرقي والإبادة الجماعية مثل الإرجون والهاجاناه . 3) قيام بعض أبناء جلدتنا عبر كل طبقات هرم السلطة بتهنئة الكيان الصهيوني بمناسبة " عيد استقلاله " . وهذا يدل على وفاء العبد لأسياده الذين أحضروه إلى الحكم . وفي ظل هذه الأحداث الجسام التي تحدث في دنيا الغاب ، حيث " العالم الحر" يشرب الأنخاب مع الجلاد ، ويحاكم الضحية ، لا بد من الاعتماد على الكفاءات الداخلية في ممارسة فعل التحرر من قوى الاحتلال ، وعدم التعويل على مساعدة الأنظمة الغربية وراء البحار ، لأنها جزء من المشكلة لا الحل ، ولن تساعد إلا نفسها في عالم محكوم بمنطق القوة لا قوة المنطق .

18‏/05‏/2010

قانون طوارئ أم تزوير إرادة الشعب ؟

قانون طوارئ أم تزوير إرادة الشعب ؟
إبراهيم أبو عواد
جريدة القدس العربي
لندن ، 14/5/2010م .
تقوم فلسفة قوانين الطوارئ وفق قاعدة سياسية ضد أحلام الشعب ، وهي تثبيت وجود النظام الحاكم وإفرازاته حتى الرمق الأخير ، وترحيل القضايا الكبرى العالقة إلى الأجيال القادمة لكي تغرق في معاناتها الشخصية ، وتقلع شوكها بيدها ، وتواجه مصيرها المحتوم المفتوح على المجهول والمغامرات الخطيرة . وفي هذا السياق تأتي عملية تمديد قانون الطوارئ في مصر الذي أدى إلى صناعة الدولة البوليسية القامعة لحرية الجماهير ، وعسكرةِ المجتمع بشكل خانق للحريات . فأضحت مفاصل الدولة كلها محكومة بقبضة حديدية، وكل الوظائف الحكومية لا بد أن تمر عبر البوابة الأمنية ، وهذا يعكس الطبيعة الأمنية المخابراتية للنظام السياسي الذي اتخذ من عملية اغتيال السادات ذريعة لتحويل مصر إلى كيان مخنوق في قبضة أمنية شديدة على الرغم من سياسة الانفتاح الوهمية التي بشَّر بها صانعو اتفاقية كامب ديفيد . وقد قال السادات في البرلمان المصري في نهاية سبعينات القرن العشرين _ في معرض تسويقه لمعاهدة السلام _ إن المليارات ستنزل على الشعب المصري. لكن المليارات لم تنزل ، بل نزل عليهم قانون الطوارئ ! . وقيام الأنظمة السياسية بتوظيف الذرائع ، وانتهاز الفرص ، واختراع الظروف التاريخية ، شائع للغاية في الدول السائرة بدون بوصلة ، لأنها تؤمن بأهمية توظيف كل لحظة زمنية لتثبيت نظام الحكم وإقصاء المعارضة . فتوظيف اغتيال السادات لشرعنة قانون الطوارئ في عهد حسني مبارك ، توظيف مغرض بدون سند قانوني أو أخلاقي . فقد تم اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي ( 1963م ) في ذروة المواجهة بين الشرق والغرب ( الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي ) ، ومع هذا لم تقم أمريكا بسن قانون طوارئ رغم الأحداث السياسية الجسام التي كانت في تلك الفترة مثل قضية خليج الخنازير ، وأزمة الصواريخ الكوبية ، وبناء جدار برلين . وقد يعتقد البعض أن أمريكا زعيمة العالم الأول تختلف عن مصر ( دولة في العالم الثالث ) من ناحية التشريعات الديمقراطية وثبات النظام السياسي ، وبالتالي لا تجوز المقارنة . لكن هذه الفكرة لا تعني شرعنة قوانين الطوارئ والالتفاف حول حرية الشعب . فقد حدثت اغتيالات في دول أقل شأناً من مصر ، فقد تم اغتيال ملك الأردن عبد الله الأول بن الحسين ( 1951م ) ، وملك السعودية فيصل بن عبد العزيز ( 1975م ) . ومع هذا لم نسمع بسن قوانين طوارئ أو إجراءات خاصة لقمع الشعب بخصوص هذه الأحداث . وهذا يدل على أن النظام المصري يتخذ من اغتيال السادات ذريعة لإضفاء طابع أخلاقي على قانون الطوارئ ، وذلك من أجل تصفية المعارضة ، ومصادرة الحقوق السياسية لأفراد الشعب ، ومحاولة الالتفاف حول الإرادة الشعبية الرافضة للتوريث ، والتمهيد لتزوير الانتخابات عبر كل أطوارها الزمنية ، وبكافة أشكالها . وقد تم تقديم هذا القانون المثير للجدل كسياج يحمي أمن المصريين ، ويحافظ على حياتهم ضد الأخطار المختلفة . وهذه دعوى عريضة فارغة . فهذا القانون لم يقدر على منع تعاطي المخدرات أو الاتجار بها . بل على العكس ، فقد زاد من تعاطي الشباب لهذه السموم هروباً من الواقع السياسي المصري الخانق ، والأوضاع الاجتماعية الخاضعة للقبضة الحديدية المخابراتية . كما أن هذا القانون الجائر لم يستطع مكافحة " الإرهاب " . فهناك أحداث قتل جسيمة حدثت أثناء التطبيق الفعلي لهذا القانون . فقد تم اغتيال الدكتور رفعت المحجوب ( 1990م ) رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق . كما حدثت مذبحة الأقصر ( 1997م ) التي أسفرت عن مصرع عشرات السياح . وفي ( أكتوبر 2004م ) وقعت تفجيرات طابا في سيناء التي قتلت 34 شخصاً . وحدثت تفجيرات شرم الشيخ ( 2005م ) التي ضربت قلب السياحة المصرية في أهم منتجع سياحي بالمنطقة، وتفجيرات منتجع دهب على البحر الأحمر ( 2006م )، وتفجير في حي الحسين بالقاهرة ( 2009م ) . فلماذا لم يقدر قانون الطوارئ على منع هذه العمليات ، وحماية أرواح المصريين والأجانب ؟! . إن النظام الذي لا يقدر على الحكم إلا من خلال قانون الطوارئ ، هو نظام غير مؤهل لقيادة البلاد والشعب نحر بر الأمان ، وعاجز عن صناعة مجتمع المواطنة الصالحة ودولة القانون والمؤسسات . كما أن النظام السياسي الذي لم يقم بأية عملية إصلاح طيلة ثلاثين سنة ، لن يقدر على الإصلاح في الوقت الضائع . ومما يثير الضحك أن أمريكا أعلنت عن " خيبة أملها " تجاه تمديد قانون الطوارئ سنتين إضافيتين ، وذلك لخداع الرأي العام العالمي عبر تصوير أمريكا كداعمة للديمقراطية في البلاد العربية ، مع العلم أن أمريكا أكبر داعم للأنظمة العربية القمعية . ولو أرادت أمريكا أن تلغيَ قانون الطوارئ المصري لقامت بذلك بجرة قلم ، وضغطت على الحكومة المصرية كما ضغطت عليها في موضوع الجذار الفولاذي الخانق لقطاع غزة . لكن لعبة القمع السياسي متبادلة بين أمريكا والأنظمة السياسية الدائرة في فلكها . وترمي عملية تمديد قانون الطوارئ إلى تزوير الانتخابات المقبلة _ كالعادة _ ، واستخدام شعار "الحرب على الإرهاب " من أجل تصفية المعارضة ، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين ( الجماعة المعارضة الأولى ) . وذلك عبر شَيْطنتها ، ووصفها باللاشرعية والتطرف ، واتخاذها فزاعةً لبث الخوف في نفوس الآخرين على عدة مستويات . فالنظام المصري يُقدم الإخوان المسلمين كصانعي الدولة الدينية لإخافة الأقباط وجعلهم يلتفون حول الحزب الحاكم، وكأعداء لحرية الفكر والتعبير لإخافة المثقفين اليساريين والعلمانيين، وكأعداء للمصالح الأجنبية لإخافة الغرب، وكمجاهدين يحملون السيوف لإخافة الصهاينة المحتلين لفلسطين . ورغم هذه الهالة الإعلامية الشعواء فالحكومة تسمح بنسبة من الإخوان المسلمين في البرلمان لصناعة ديكور ديمقراطي ، وتصوير الدولة كحاضنة لأبنائها كلهم ، موالاة ومعارضة . وكل هذه الأحداث تحدث تحت مظلة قوانين الطوارئ الضاغطة على مناحي الحياة المصرية ، ضمن فوضى سياسية عارمة محصورة في قبضة العسكر ، لأن النظام السياسي تم نقله إلى المخفر ، والبرلمان تم نقله إلى مباحث أمن الدولة . وهكذا أصبح الاستثناء هو القاعدة ، والقاعدة هي الاستثناء .

16‏/05‏/2010

مسدسي المطلي بالأشجار وأحزان الراهبة العمياء

مسدسي المطلي بالأشجار وأحزانُ الراهبة العمياء
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
أسقطتُ عاصمةَ الحطب
فصرتُ عاصمة العشب
أينما تجدني أحفرْ ظلي
وأصعد من انتحاراتي قذائف
لأنني أشرف على رسالة الدكتوراة للصراخ
سأصعقكم لأني أحبكم
فلا تصدقوا ما يقوله الثلج الأخضر عني
تدق الليلَ أبوابي
ولغتي وسَّعْتها بدمي
هي امتداد رموشي العنيفة
شكراً لكِ يا كاترين
لأنكِ قصفتِ قلبي بالمنجنيق ورحلتِ
وجهكِ صار صليباً
يحفر في خوخة الصقيع منافي الكوميديا
كلما طوَّقتني بعشقها غزالة
رحلتُ إلى تسبيح الزنابق آخر الليل
محكمةُ الثلج في برودة أعصاب الليلك لهبٌ
سألتُ الزنزانة :
(( لماذا تجلسين على خاصرة البحر المتعرجة ؟ ))
يرتاح الثوار على مدرجات البنكرياس
كأنني السيوف التي تبكي
كلما ابتعدتْ عن أصابع الصحابة
وعلى طاولتي ارتجاج خفيف في مخ الشجر
دموعُ الأنبياء في السَّحر شرعية ثورتي
صافحتُ أرملتي في حفلة زفاف سَيْفي
الذي أعدم غمدَه
بالكرسي الكهربائي بكهرباء التلال المائية
أيها المسلمون الذاهبون إلى فتح أزمنة الكواكب
خذوا خلايا دماغي معكم
لأتنفس أشكالَ الرماح زعتراً
في رئتي اليمنى حوافر خيولكم
وفوق شَعري مسافة طيفكم الحديدي
مُذْ عانقنا وجهُ النبي
ألغينا الهزيمةَ من معجم الريح
مثلما يلغي المصوِّرُ الكاميرا المكسورة
من حسابات المعركة
نحن الواقفين في طرقات جماجم المحيطات
نزيِّنها بأقواس النصر
ونحرسها من الفرنجة القادمين فحماً صاعداً
على أشلاء الزنوج في المناجم الغارقة
كخدود الراهبات العجائز
إن الغزاة يقيسون حجوم نعالهم بحجوم صدور نسائهم
ظلالي سجاجيد فلتمشوا يا أنبياء الرؤية عليها
وعيونُنا داليةٌ تظلِّل ابتساماتكم
أيها المهاجرون إلى الله
شررٌ يولد من احتكاك عظامي
غطَّيْتُه بأدغال جناح يمامة
حطَّتْ على كتف قارئ القرآن
المجدُ لكَ أيها الإله الذي لا تموت
أنا قتيل المحاريب
لأنني أعلنتُ ولائي لكَ
يا إسلامنا المخلِّص
عروقي تُرمى في شعاب التفاح لأنني أعتنقُكَ
ولا أعتنق أسفارَ إبادة الحلم المقدَّسة
بين جفوني ورموشي تركض غابتان
وسيوفُ البرتقال
ذابت خلايايَ في أصوات التكبير صباح العيد
ومساءَ وأد الجروح المعدنية
لا تتنازل عن حب الإله
حتى لو أُخذتْ جمجمتي مدخنةً
لقصر في الريف الإنجليزي
ادفنِّي في أقرب غيمة حمراء
أعطِ أرملتكَ نصيبها من الثورة
وانتشرْ في وضوء النار سنابل
لا يحلق شَعرَها السيدُ الأبيض
كنْ نخلةَ المعنى في ظل مئذنة
تزف الريحَ إلى خنجري
لا تسأل :
(( كيف ألغتْ فاطمةُ الزهراء الأمَّ تيريزا ؟ ))
قرآنُنا مجد هؤلاء المقاتِلين شرعيةُ وجود أرواحنا
خارج مذكرات يهوذا الإسخريوطي
التي ينتف الظلامُ الرخامي أطيافَها
ويجز أنوفَها مناجمُ الماس المحاصَرة بالأغراب
احملْني لهباً في جفنيكَ
أو دَعْني لأسراب الطيور تهزني
أو تحملني إلى بقاياي المقاتِلة
أسمع الأشجارَ تردد الشهادتين
في خلايا قزحيتي
إسلامُنا يمحو
تنفستُ وجوهَ الأدغال لا أقنعتها
بايعتُ مَوْتي على الحياة
في جبين رمح الصنوبر
اتخذتُ السنديانة في حديقة المجرات عشيقةً
واتخذتْني أسيرَ حرب
يا خالقي أهرب من مجدي إلى مجدكَ
إنني براويز الثائرين على حيطان الوقت .

10‏/05‏/2010

الديمقراطية البدوية

الديمقراطية البدوية
إبراهيم أبو عواد
جريدة القدس العربي
لندن ، 10/5/2010م .
ما زالت العقلية السياسية العربية محصورة في بدائية ردود الأفعال الارتجالية دون وجود منظومة تخطيط متكاملة . وهذا يعود إلى عدم وجود دولة عربية على الأرض الواقع . فهذه الكيانات السياسية المنتشرة من الخليج إلى المحيط عبارة عن قبائل تتقمص قناعَ الدولة المدنية المتحضرة . وفي ظل هذه التداعيات السياسية السلبية يتكرس الحاكم العربي كشيخ قبيلة معصوم محاط بالحاشية المنافقة الموالية له . مما أدى إلى فراغ موحش في المناصب الحكومية ، وغياب الكفاءات القادرة على خدمة الأمة ، لأن التعيين يتم اعتماداً على الولاء الأعمى وليس الكفاءة والإخلاص. فأضحت الدولة العربية الكرتونية مزرعة للحاكم وأتباعه العائشين في الأبراج العاجية ، والمعزولين عن الشعب اللاهث وراء كسرة الخبز . فانتقل الفكر السياسي البدائي من الحزب الحاكم إلى العصابة الحاكمة ، ومن النظام الحاكم إلى الفوضى الحاكمة . ومن دولة القانون والمؤسسات إلى حكم القبيلة ، ومن البرلمان المشتمل على المعارضة إلى بيت الشَّعر الذي لا يقبل إلا بالموالين للعصبية القبلية دون تمييز بين الحق والباطل . وبالتالي فالدولة تُدار كإقطاعية للحاكم الذي يتصرف في موارد الدولة على أنها مُلْك شخصي . فتصبح مسألة إطعام الشعب أو تجويعه حقاً طبيعاً لرأس الهرم السياسي _ من وجهة نظره _ . فالسلطة السياسية تريد مجتمعاً من الأغنام يُقاد معصوب العينين إلى الذبح دون أن يعترض . وفي هذا السياق الاجتماعي المتزامِن مع انهيار مركَّبات الوعي الحتمي ، اعتاد المواطن العاطل عن الوطن على فوضوية المؤسسات الرسمية الغارقة في الفساد والنفاق والروتين الوظيفي، فدخل الفردُ في التدجين الرسمي الشامل ، فأمسى كائناً فارغاً مُجَوَّفاً لا تاريخ له سوى الخضوع والاستسلام ، يحلم بمستقبل مجهول شديد المخاطر ، لأن سياسة الأنظمة الحاكمة محصورة في اللحظة الآنية ، أي تثبيت حكم الزعيم القائد حتى الرمق الأخير ، وليكن الطوفان بعد ذلك . وهذه مسألة بالغة الخطورة لأنها تشتمل على ترحيل مشكلات الشعب المصيرية لا حلها ، ودفنِ النار تحت الرماد لا إطفائها . لذلك ظهر المواطن العربي بلا حول ولا قوة . كأنه كائن مُعَدَّل وراثياً . فصار انتحاره البطيء هو النواة المركزية والغلاف الفلسفي لحياته ، فهو لا يتخيل حياته بدون موت بطيء . وهكذا حصل النظام الحاكم على مراده بأن صنع كائناً خائفاً من الحرية والشورى ، مما جعل الفرد عدو نفسه ، وضد الآخرين . وهذا هو هدف الديمقراطية البدوية التي ترسم السياسة العامة للبلاد حول مركزية رأس العشيرة الحاكم المطلق . والإشكالية الصادمة في الفوضى السياسية العربية أن الدولة الشكلية تم نقلها إلى القبيلة . فلم تعد القبيلة وحدة اجتماعية فحسب ، بل صارت نظاماً سياسياً له دستوره الخاص المفروض على كل أنساق المجتمع . وهذا التسييس القاتل للمكونات الاجتماعية أدى إلى تغييب عناصر الولاء والانتماء للدولة الأم الحاضنة لجميع أطياف الشعب . فالمواطن يشعر بغربة شرسة في بلاده، لأنه يعتقد أن وجوده كعدمه، وأنه موضوع في الهامش، وسواءٌ حضر أما غاب فلن يعبأ به أحد. فصوته مصادَر في مسرحيات تزوير الانتخابات، وحياته الاجتماعية محصورة في عوالم رغيف الخبز، وحقوقه السياسية مهدورة لأنه تربى على عدم الكلام في السياسة خوفاً من المشاكل الأمنية في ظل الدول العربية البوليسية . فصار الشباب العربي طوابير طويلة أمام السفارات الأجنبية هروباً من مجتمعاتهم الفاسدة من الرأس حتى القاعدة . والبعض يحاول الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر فيصبحون طعاماً للأسماك . وهذا يعكس حجم التحولات الكارثية في البلاد العربية . فمثلاً ، أثناء الحربين العالميتين كان الأوروبيون يهربون من جحيم بلادهم لكي يأتوا إلى مدينة كالإسكندرية لكي ينعموا بالثقافة والرفاهية والأمان . أما الآن فصار الشباب العربي يضع الهجرة على رأس أولوياته ، فهو ينظر إلى بلاده كسفينة تغرق ويريد أن يقفز منها، أو كشقة مفروشة سرعان ما يغادرها دون شعور بالانتماء الحقيقي، لأن السياسات الرسمية الفاشلة تقوم بالقتل المنهجي لروح الانتماء والمواطنة . فلا يمكن إقناع الفرد بحب الوطن وهو لا يجد رغيف الخبز. وبالتالي فقد تكرس الخلاص الفردي ، فكل مواطن يريد أن ينجوَ بنفسه . إن الأنظمة المخابراتية في الوطن العربي أسَّست مجتمعاً متخلفاً ، ومنهاراً على جميع الأصعدة . فالمجتمعات التي تعاني من القمع السياسي والكبت الجنسي هي نتاج الأنظمة البوليسية التي تنتهج سياسة " جَوِّع كلبَكَ يتبعك "، فهي لا تحترم آدمية المواطنين، بل تعتبرهم مجرد كلاب حراسة لحماية قصور شيوخ القبائل الحاكمين ، وحماية الحاشية العائشة كالذباب على نزيف الشعوب اللانهائي . لذلك تكرست فوضى المصطلحات . فصار ما يسمى بالوطن عبارة عن شعارات جوفاء ، وأغنيات في الأعياد ، واختراع إنجازات في الهواء . فمصطلح " الوطن " تم أدلجته لترسيخ حكم الطغاة، وشرعنة الفساد المتجذر، وإضفاء غطاء شرعي على عمليات استغلال الشعوب وسحقهم لصالح الطبقات المتنفذة في ظل غياب العدالة الاجتماعية . مما أدى إلى صناعة مجتمع الكراهية والعنف وانعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم . وهذه المجتمعات المفرغة من المعنى ، والمصابة بالشطط الطبقي ، تصنع عوالم اللاانتماء ، حيث يصير الأمين خائناً ، والخائن أميناً . ويصبح ما يسمى بالدولة إسطبلاً لعلية القوم الذين يذبحون الوطن باسم الوطن ، ويتاجرون بشعارات الوحدة الوطنية ، ودولةِ القانون والمؤسسات، والتنمية الشاملة . أضف إلى هذا أن النظام السياسي القمعي في أي مجتمع إنما يعمل من أجل تثبيت وجوده لا وجود الشعب ، وزيادة دخله لا زيادة دخل الشعب ، وتحسين مستواه وحماية أرصدته البنكية عن طريق توظيف المؤسسات الأمنية لقمع الشعب لا حمايته . وهكذا تتأسس الدولة البوليسية البدوية التي تفكر نيابةً عن الشعب ، وتتخذ قراراتها باسم الشعب ، والشعب آخر من يعلم ! .

09‏/05‏/2010

اكتئاب شابة يهودية في أحد مسابح نيويورك

اكتئابُ شابة يهودية في أحد مسابح نيويورك
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
أجدادي قتلوا الأنبياء
ونحن قتلنا ضياءَ عناصر دموعنا
هذا جسدي براميلُ
لانهيارات يهوذا الإسخريوطي
هذه مرآتي يوميات الكلور المرتعش
في مياه الصدمة
آتيةً من كل دهشة الدجاج
صاعدةً من القشعريرة المصطنعة لأسماك القرش
لا دمعي ندم امرأة العزيز
ولا سيارتي الرياضية
مطبعةٌ لشرائع التطهير العرقي في التوراة
إنني شبق البراويز
قرب عري مارلين مونرو
في سرير انتحارها
إن لاعبي التنس الأرضي
يُحضرون صديقاتهم للتشجيع
وأنا أشجِّع نَفْسي
على منصة الإعدام اليومي
اكتئابي كالبيات الشتوي للفيضان
كلاهما متحد بأحادية الهيدروجين
ومدامُ كوري تسكب سرطان الجِلد
وعينيها المذبوحتين في إلحادها
اعتبرْني زيتاً في صخور جرح الحمامة
لا بجعةٌ ستزرع الإجاص
في شاهد قبري
ولا سَفرٌ
قد أصبح بعد انتحاري سِفراً مقدساً
تضيفه محاكم التفتيش
إلى تاج القديس يهوذا الإسخريوطي
وتخبِّئ سيداتُ أثينا في خزانات المطبخ
أنوثتهن المفتتة
وما زال الموج يتهرب من دفع الضرائب
تابوتٌ جفني
لأني سَلَّمْتُ جمجمتي لتأملات البروق الرعوية
في تواريخ ميلاد الماء الفسفوري
هي مرآةُ أنوثتي الغامضة
رائحةُ السيليكون في مفاصلي
كأنها فضلات طائر قديم
مرَّ على مشط عشيقة أبي
عقلنةُ جنوني هي سجوني الفارغة
أين أنا الأخرى
أين شظاياي المنتفخة كأفخاذ صعق الدجاج ؟
مقصلتي تعمل بالطاقة الشمسية
عصفورٌ مذبوح في قفصي الصدري يُغنِّي سيفاً
تقطفني سنابل المستحيل الراكض
في شوارع الوباء
كوني يا خشبة صليبي
أكثرَ نعومةً من رمل يلبس سارتر
حين يحوِّل طالباتِه إلى عشيقات
والثلجُ البنفسجي يبيع العلكةَ
على إشارات المرور
تخرَّج التين من جامعة الغضب
حاملاً شهادة الرفض
إنني الرفض
عكازةُ الشاطئ اسمٌ سري للوداع
لستُ الوداع
ولا أجمل الطلقات في جِلدي المطلي بالكروم
لكنني الرفض أو الرفض
انتظرْ أطيافي المسلوخة
تحت مدخنة سعال البلح
لحظة توغل الإعصار في اليابسة
المنافي الخشبيةُ وبطيختان في يد الشاطئ
وأرواحُ الضائعات أخشاب مقشرة
في مخازن الحبوب
أريد حزناً بطعم الموز
لأعتنق انحناء الألم
سقط في تقلبات مزاج القش قلبي المشوي
يا مقبرةً متحضرة
تدهن جربَ أفخاذ لاعبات التنس الأرضي
باليورانيوم وتوقيعِ النخاس
أنتِ زورق حربي لذبابة ترتدي تنورةً قصيرة
أو شواهد قبور تركض بين جمجمتين
النمشُ في وجهي بقع نفط
قرب مضيق الخيبة
هو جسدي استفاقة نورس
لا يفيق إلا مع الدم
ورموشي المهجورةُ رقائق بطاطا
يفترسها الصخر الوردي
وجدتُ عقلي في أقصى جنوني
فصُلبتُ على الماريجوانا
عيوني فارغة كمدرسة ثانوية بعد انتهاء الدوام
أو زنزانة بعد شنق السجين وتقاعدِ السجان
يقتلون أنوثتي
ويدافعون عن أنوثة كلبتي
أتعطر بالدماء لئلا تشم الحمى عَرَقي الشمعي
إنها المقابر البلاستيكية العابرة
في مرآتي آثارَ ضِباع
على أعضاء الإناث النحاسية
عشيقَ انهياري
وعشاقَ أنقاضي
لا تنتظروني في كنيسة للبِيض
لا يقدر الزنوج أن يدخلوها
لأن جسدي على شطآن الطاعون
عارٍ كالصخب
ويابس كالتلمود.

05‏/05‏/2010

الصقر عرينه الشفق

الصقرُ عرينه الشفق
( إلى الطيار المقاتِل فراس العجلوني )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
صلاةُ البحيرات في جفون بنات الجيران
وهنَّ يمشين في جنازتكَ العسكرية
ترجمةُ حزنكَ النبيل تقتل حزنكَ
فاضحكْ بلوطَ قلوب غريبة
إنها قبيلة النار ستعبر عما قليل
في مواكب النهر المسافر
بلا حقائب أو منديل سيدةِ الموانئ
قصيدتي ألغامٌ فَجِّرْها في صمت الديناصورات
غير المنقرضة
الدولفين يمتص ضوءَ جفونه
من أعمدة الكهرباء
التي بصقها المخبِرون في مقاهي الباركنسون
وجلدُكَ خاشعٌ في حضرة كلام الله
تركتُ قلبي يهز جذوعَ نخيل العراق
وذهبتُ أُلملم جبيني المنثور
على زجاج قصر الحمراء
نعطي لعظامنا فلسفةَ الرميم
وتعطيها سِفر الأبدية
لكننا نذوِّب أكتافَ الصاعقة
في كوب بابونج
ونتحد بطيفكَ التاسع
فوق ذرى مناديل الطوفان
لم أرمِ نزيفي على سطوح حنين الميناء
مُلصقاً لفيلم التايتنك
أو تذكرة لمبارة تنس أرضي للسيدات
ركعتْ لله أشجارُ بريق أظافري
إني ذاهب لتبليط المحيط الأطلسي
كي تمشيَ عليه خيولُ شَعرنا الفاتحِ
أنا الانقلاب الذي لا يقدر الزيتون
أن ينقلب عليه
أعضائي زفيرُ المراكب
تسقط في قاع الشفق ولا تعود
نقاوةُ الفيضان
وأميراتُ أوروبا سبايا
انسَ النظريةَ النسبية
حين يرمي آينشتاين ابنته غير الشرعية
وكُنْ أنتَ النظريةَ النسبية الشرعية
حبيبتي القدسُ
قَبِّليني قبل استشهاد المجرات
في أفواه الزيتون تسبيحُ الله
وفي دورتي الدموية يزرع أطفالُ غزة الألغامَ البحرية
كي يعبر جيشُ طارق في تفاصيل المد
تقمَّصتْ وريدي نافذةٌ لامرأة الطوفان
وأشعلتني شرفةٌ لبنت
من حقبة عشق النيازك
يا أمي عائشة بنت الصديق
متصالحٌ أنا مع ظلي غير المكسور
لأن البروق تصنع من جِلدي نعالاً للأنبياء الواثقين
فلم يعد البرقُ يتيماً بعد اليوم
فتح لي بابَ السنبلة نهرُ الظلال
فبصقتُ على قلب الرعب
أنا استقالة الخوف من وظيفة الخوف .

03‏/05‏/2010

الأسد الهاشمي يضيء أكسجين رئتي في صِفين

الأسد الهاشمي يضيء أكسجين رئتي في صِفِّين
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمَّان 2009م .
أبا الحسن
ضعني على ميمنة الجيش الفضاء
للموج العابر فوق خيول القصيدة
أهازيجُ مؤرخي الرعد
أبا تراب
انفض الحطبَ عن أرواح الخارجين
من جلودهم إلى تاج الزبد
أخلع ألواحَ صدري نسراً نسراً
ولا أخلع الشموسَ الأربع
التي وأدت الكسوفَ
أُسقط دهانَ جدران أمعائي أبجديةً أبجدية
ولا أُسقط ملامح وجوههم من عيون رقبتي
استفاقةُ أدخنة هواجس الأعشاب المارة
إنني وطن لكل توابيت الحلم المنفي
وظلي خالٍ من الكولسترول
مثل ركب العاصفة
أرى وجه النبي يوم بدر
يلغي الأقمارَ ويَصْعد
والرايةُ تصعد على أكتاف الزيتون السائر فينا
كدماء الصحابة تسقي غاباتِ الشفق الحر
وُلدتم أحراراً كالسماء الواثقة من عُلوِّها
الصاعدةِ إلى سجودها
ومِتُّم أحراراً كالمجرات الخالية
من أحطاب الليالي
لو كنتُ قميصاً يرتديه الرعد
لأخرجتُ وجهي من وجهي
كي أصير حبةَ عَرَق
على جبهة نبي السلام والحرب
رئتي الأولى هي جبل أُحُد
والثانيةُ هي غارُ حراء
أبا بكر الصديق
يا موجاً طالعاً من قلوب النوارس المخلِصة
ذوِّبْني في حرب المرتدين ولا تتذكرني
أُسقط أقنعةَ السيانيد
عن وجوه الأُسود الأليفة
سأضع قلبي في دماغ كشمير
تاريخاً لفلسطين التاريخية
أمدد عظامي وذكرياتِ البحر سجادةً
يجلس عليها النبي وصاحبه
امتدادُ عمري في هضاب الغيم الضاحك
ومعنى أجفاني تفاحاتِ القتال
لهما فلسفة آثار الأقدام الشريفة
التي تعلِّمني الفلسفةَ
أبا عبيدة
اقتلْ أباكَ
وادفنه في الوهم الرصاصي
سأقتل ظلالي التي لم تُقاتِل معي
في قاع الحلم
لكم كل هذا الفضاء
خالياً من الطائرات الأمريكية
لكم كل هذا المدى
خالياً من الأحزاب اليسارية
لكم كل هذا الأفق
خالياً من زبائن كنائس القرون الوسطى
لكم كل هذا الجَمال
خالياً من مكياج عارضات الأزياء
لكم كل هذا الحق
خالياً من كوميديا قرارات مجلس الأمن
لكم كل هذا الكوكب
خالياً من الآلهة المحترقة
لكم كل هذا الندى الجبلي
خالياً من هذيان كارل ماركس
لكم كل هذا العشق النقي
خالياً من إبادة شَعر الغابات
لكم كل هذا العطر السماوي
خالياً من مزيل العَرَق للاعبة الجمباز
ولنا امتداد خشوعكم في سعف النخيل
الذي يظلِّل أقفاصنا الصدرية .