اكتئابُ شابة يهودية في أحد مسابح نيويورك
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
أجدادي قتلوا الأنبياء
ونحن قتلنا ضياءَ عناصر دموعنا
هذا جسدي براميلُ
لانهيارات يهوذا الإسخريوطي
هذه مرآتي يوميات الكلور المرتعش
في مياه الصدمة
آتيةً من كل دهشة الدجاج
صاعدةً من القشعريرة المصطنعة لأسماك القرش
لا دمعي ندم امرأة العزيز
ولا سيارتي الرياضية
مطبعةٌ لشرائع التطهير العرقي في التوراة
إنني شبق البراويز
قرب عري مارلين مونرو
في سرير انتحارها
إن لاعبي التنس الأرضي
يُحضرون صديقاتهم للتشجيع
وأنا أشجِّع نَفْسي
على منصة الإعدام اليومي
اكتئابي كالبيات الشتوي للفيضان
كلاهما متحد بأحادية الهيدروجين
ومدامُ كوري تسكب سرطان الجِلد
وعينيها المذبوحتين في إلحادها
اعتبرْني زيتاً في صخور جرح الحمامة
لا بجعةٌ ستزرع الإجاص
في شاهد قبري
ولا سَفرٌ
قد أصبح بعد انتحاري سِفراً مقدساً
تضيفه محاكم التفتيش
إلى تاج القديس يهوذا الإسخريوطي
وتخبِّئ سيداتُ أثينا في خزانات المطبخ
أنوثتهن المفتتة
وما زال الموج يتهرب من دفع الضرائب
تابوتٌ جفني
لأني سَلَّمْتُ جمجمتي لتأملات البروق الرعوية
في تواريخ ميلاد الماء الفسفوري
هي مرآةُ أنوثتي الغامضة
رائحةُ السيليكون في مفاصلي
كأنها فضلات طائر قديم
مرَّ على مشط عشيقة أبي
عقلنةُ جنوني هي سجوني الفارغة
أين أنا الأخرى
أين شظاياي المنتفخة كأفخاذ صعق الدجاج ؟
مقصلتي تعمل بالطاقة الشمسية
عصفورٌ مذبوح في قفصي الصدري يُغنِّي سيفاً
تقطفني سنابل المستحيل الراكض
في شوارع الوباء
كوني يا خشبة صليبي
أكثرَ نعومةً من رمل يلبس سارتر
حين يحوِّل طالباتِه إلى عشيقات
والثلجُ البنفسجي يبيع العلكةَ
على إشارات المرور
تخرَّج التين من جامعة الغضب
حاملاً شهادة الرفض
إنني الرفض
عكازةُ الشاطئ اسمٌ سري للوداع
لستُ الوداع
ولا أجمل الطلقات في جِلدي المطلي بالكروم
لكنني الرفض أو الرفض
انتظرْ أطيافي المسلوخة
تحت مدخنة سعال البلح
لحظة توغل الإعصار في اليابسة
المنافي الخشبيةُ وبطيختان في يد الشاطئ
وأرواحُ الضائعات أخشاب مقشرة
في مخازن الحبوب
أريد حزناً بطعم الموز
لأعتنق انحناء الألم
سقط في تقلبات مزاج القش قلبي المشوي
يا مقبرةً متحضرة
تدهن جربَ أفخاذ لاعبات التنس الأرضي
باليورانيوم وتوقيعِ النخاس
أنتِ زورق حربي لذبابة ترتدي تنورةً قصيرة
أو شواهد قبور تركض بين جمجمتين
النمشُ في وجهي بقع نفط
قرب مضيق الخيبة
هو جسدي استفاقة نورس
لا يفيق إلا مع الدم
ورموشي المهجورةُ رقائق بطاطا
يفترسها الصخر الوردي
وجدتُ عقلي في أقصى جنوني
فصُلبتُ على الماريجوانا
عيوني فارغة كمدرسة ثانوية بعد انتهاء الدوام
أو زنزانة بعد شنق السجين وتقاعدِ السجان
يقتلون أنوثتي
ويدافعون عن أنوثة كلبتي
أتعطر بالدماء لئلا تشم الحمى عَرَقي الشمعي
إنها المقابر البلاستيكية العابرة
في مرآتي آثارَ ضِباع
على أعضاء الإناث النحاسية
عشيقَ انهياري
وعشاقَ أنقاضي
لا تنتظروني في كنيسة للبِيض
لا يقدر الزنوج أن يدخلوها
لأن جسدي على شطآن الطاعون
عارٍ كالصخب
ويابس كالتلمود.