زوجة المفكر الماركسي الخائنة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م
مغصٌ خفيف في ذكريات الذبابة الآلية
إن الريح المقتولة في عينيكِ برتقالةٌ نارية
لها طبول الحرب قناعاً
أنتِ الدمية لأن شاي الحزن في مرآتكِ
قهوةُ الفرح الذبيح
أنتِ الجثة التي تأكل البوظةَ الأسمنتية
لأن خصلات شَعركِ صحاري الفأر البحري
ابتعدي عن مشط جدتي
عندما يقوم اليانسون بتصفية قصيدة المستنقع جسدياً
ألواحُ صدركِ أطلالُ الكوليرا الناضجة
فاعبري زفيراً يتكدس على ثيابكِ
كحاويات الميناء الأجنبي
للضباب سُلطةٌ على جسد قوس قزح
إنني شكل دمائي السري
إنني دم للغرباء
والبضائعُ في محطة القطارات أقنعةُ المغنِّي الوحيد
رحلتْ حافلاتُ دمعي من الديدان إلى الديدان
إن في جبيني مرفأ الهجرة غير الشرعية
لكن البلهارسيا في مكياجي هجرةٌ شرعية
والمساءُ يضع ذكرياتي في علبة بيرة مخصصة
لجرذان الحقل
يكون حليبُ العشبة قهوةً للقتلى
فتمطر جثةُ النمر بنادق صيد للأرستقراطيات
مكتئبٌ طيفُكِ كقطة قتيلة
في أحداق ضابط مخابرات متقاعد
أنا وزيرة الصدى في حكومة فخامة الحزن المعظَّم
مصلوبةٌ بلا صليب لأني قناع يهوذا
مثلما يخترع ماوتسي تونغ في دورة المياه غباءَه
ويزيِّن الملوكُ مراحيضهم الذهبية
بانطفاءات الشعوب الهامشية
نرسم انتحارَنا بالأحزان المائية
على تجاعيد مومياوات رومانسية
ويصبح جسدي رسالةً عاطفية
يبعثها ماركس إلى زوجته بالبريد التابوتي
وعيوني طاولةً في فيلا يجلس عليها مع إنجلز
يكتبان صيغةَ اكتئابهما
على توابيت عمال المناجم
وأكبادِ فلاحي الموج الذي لا يخون
أنا ليلى
ولا مجنون حول أغصاني ولا ليمون
إنني ذاكرة الجنون
أتناول الاكتئاب بالملعقة البرونزية
غريبةٌ أنا كظهور بنات ليل في النهار
ما أصعب أن يعيش حطامي
في بيت ليس فيه سعال رَجُل
هي خيانتي استدارةُ القطب المتجمد الشمالي
في مقلاة الضجر
(( ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ
وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )) .