مقالة في نقد الإنجيل
المؤلف : إبراهيم أبو عواد
[1] إن التجسيم من أُسس العقيدة النصرانية الفاسدة . كما أن تشبيه الخالق بالمخلوق موجود بكثرة ، حيث يتم نسب الأعضاء إلى الذات الإلهية . (( أفما قرأتُم ما قيل لكم على لِسان الله )) [ مَتَّى 22: 31] .
وأيضاً الاعتقاد بأن الله محصور داخل المكان، وأنه تعالى يشغل حيزاً مثل باقي المواد والأجسام : (( فإن داود نفسه قال بالروح القدس : قال الرب لربي : اجلس عن يميني )) [ مرقس 12: 36] . (( وجلس عن يمين الله )) [ مرقس 16: 19] .
[2] المحاولات الحثيثة الفاشلة لتأليه السيد المسيح ، وذلك عن طريق نصوص تالفة تزعم أن الناس كانوا يسجدون للمسيح ويسعون إلى ذلك الأمر . (( جاء إلى أورشليم بعض المجوس القادمين من الشرق يسألون : أين هو المولود ملك اليهود ؟ فقد رأينا نجمه طالعاً في الشرق فجئنا لنسجد له )) [ متى 2: 1و2] .
وقال _ هيرودس _ : (( لأذهب أنا أيضاً وأسجد له )) [ متى 2: 8] . مع العلم أن المسيح يقول : (( فقد كتب : للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد ! )) [ متى 4: 10] .
[3] من النصوص التي تُفَنِّد أكذوبة أن المسيح إلهٌ : (( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعرفهما أحد ، لا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب )) [ مرقس 13: 32] .
فهذه الآية تدل على أن المسيح لا يعرف متى يوم القيامة ، مما يدل على أنه ليس إلهاً . إذ إن الإله لا بد أن يكون علمه كلياً وشاملاً لكل شيء .
(( وبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً )) [ متى 4: 2] .
فهذه الآية تنسب للمسيح الصوم والجوع . فما هذا الإله الذي يصوم ويجوع ؟! .
(( ثم صعد الروح بيسوع إلى البرية ليُجَرَّب من قبل إبليس )) [ متى 4: 1] . فما هذا الإله الذي يُجربه إبليسُ ؟!.
(( ويسلمونه إلى أيدي الأمم فيسخرون منه ويجلدونه ويصلبونه )) [ متى 20: 19] .
(( فبدأ بعضهم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلطمونه ويقولون له : تنبأ ! ))[ مرقس 14: 65].
فما هذا الإله الذي يُسخَر منه ويُجلَد ويُصلَب ؟!. كيف سيدافع عن عبيده وهو غير قادر على الدفاع عن نفسه ؟! .
(( أرسل يسوع اثنين من تلاميذه ، قائلاً لهما : ادخلا القرية المقابلة لكما تجدا في الحال أتاناً مربوطة ومعها جحش فحلا رباطهما وأحضراهما إليَّ . فإن اعترضكما أحد ، فقولا : الرب بحاجة إليهما )) [ متى 21: 1و2].
ما هذا الإله الذي يحتاج إلى حمار وحمارة ؟! .
(( وبصقوا عليه وأخذوا القصبة منه وضربوه بها على رأسه . وبعدما أوسعوه سخرية نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه وساقوه إلى الصلب )) [ متى 27: 30و31] .
ما هذا الإله الذي يُبصَق عليه ويُضرَب ويُسخَر منه ويُساق إلى الصلب ؟! .
ومن النصوص التي تُبطِل ألوهية المسيح : (( لا يمكن أحداً أن يكون عبداً لسيدين )) [ متى 6: 24] .
فهذا يعني استحالة وجود إلهين : الله والمسيح . بل هو إلهٌ واحد : (( ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله )) [ مرقس 10: 18] .
وهذا معناه أنه ليس هناك أحد يصلح لأن يُعبَد إلا الله تعالى وحده : (( فإن الله واحد وليس آخر سواه ))[ مرقس 12: 32] .
[4] من أكاذيب أصحاب الأناجيل هذه النصوص التي تلهث من أجل تأليه المسيح : (( لكي تعلموا أن لابن الإنسان على الأرض سلطة غفران الخطايا )) [ متى 9: 6] .
فهذه محاولة لإقناع الساذجين أن المسيح قادر على غفران الخطايا ، مع أن هذا الأمر لله تعالى وحده .
وإليك هذا النص الذي يزعم أن للمسيح ملائكة : (( يرسل ابنُ الإنسانِ ملائكته )) [ متى 13: 41] .
فلستُ أفهم كيف يسيطر ابنُ الإنسان الكائنُ البشري على الملائكة عليهم السلام ! .
ويستمر التجديف والكفر من قبل أصحاب الأناجيل:(( فابن الإنسان هو رب السبت أيضاً ! ))[ مرقس 2: 28] .
[5] أصحاب الأناجيل ينسبون الكفر والوقاحة إلى سيدنا المسيح : (( إنه لم يظهر بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا المعمدان . ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه ! )) [ متى 11: 11] .
فهذا النص يَزعم أن الأصغرَ في ملكوت السماوات هو أعظم من النبي يحيى ( يوحنا المعمدان ) ، فالكل يعرف أن الأنبياء أعظم المخلوقات .
وتستمر الوقاحةُ : (( أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك حجبت هذه الأمور عن الحكماء والفهماء وكشفتها للأطفال ! )) [ متى 11: 25] .
فالعلماء والحكماء والفهماء محجوبون عن أمور كُشفتْ للأطفال !. إذاً ، ما الفائدة من دراسة الكتب السماوية والعلوم الشرعية والمعارف الإنسانية إذا كان الأطفالُ أعلم منا ؟! .
(( فإنه ليس بإله أموات بل هو إله أحياء )) [ مرقس 12: 27] . وهذا النص الكُفري قبيح للغاية ،إذ إن الله إله كل شيء ، فكيف لا يكون إلهاً للأموات ؟! .
[6] فساد اعتقاد النصارى حين يعتبرون أن المسيح ابن الله حقيقةً لا مجازاً .
وإليك هذه النصوص : (( وإذا صوت من السماوات يقول : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررتُ كل سرور ! ))[ متى 3: 17] .
(( وأبوك السماوي الذي يرى في الخفاء هو يكافئك )) [ متى 6: 4] .
(( أبانا الذي في السماوات )) [ متى 6: 9] .
فلو أردنا المضي مع النصارى في اعتقادهم لكان كل الناس هم أبناء اللهِ تعالى ، وليس المسيح وحده ، وفق هذه النصوص . إذاً ، هذه البُنُوَّة مجازية تُفيد الرحمة والمحبة وليست على وجه الحقيقة .
[7] أصحاب الأناجيل يصفون المسيحَ بسوء الأدب . فنسبوا للمسيح أنه قال : (( يا أولاد الأفاعي )) [ متى 12: 34] .
فما هكذا تكون الدعوة ! . أين الأسلوب الحسن والطيب في دعوة الآخرين ؟! .
(( فقال له واحد من الحاضرين : ها إن أمك وإخوتك واقفون خارجاً يطلبون أن يكلموك ! فأجاب قائلاً للذي أخبره : من هي أمي ؟ ومن هم إخوتي ؟ )) [ متى 12: 47و48] .
بالله عليكم ، هل هذا تعامل الابن مع أمه وإخوته ؟! ، وأين الاحترام المفقود بالكلية ؟! .
(( فالتفت يسوع إلى بطرس وقال له : اغرب من أمامي يا شيطان ! )) [ متى 16: 23] . هل هكذا يتعامل المعلمُ مع تلاميذه ؟! .
[8] من العجيب أننا نجد نصوصاً تورد أوقاتاً محددة . مثل : (( ثم خرج إلى الساحة أيضاً نحو الساعة الثانية عشرة ظهراً ، ثم نحو الثالثة بعد الظهر )) [متى 20: 5]. (( وكانت الساعة التاسعة صباحاً )) [ مرقس 15: 25].
وهذا يدل على أن الأناجيل كُتبت بعد المسيح بعدة قرون ، إذ إن تقسيمات الساعة الزمنية لم تُعرَف إلا في وقت لاحق .
[9] المسيح يُشير إلى رفعه وعدم صلبه . (( ولكن ستأتي أيام يكون العريس فيها قد رُفع من بينهم )) [ مرقس 2: 20].
[10] إنجيل لوقا يعترف بأن الخمر مذمومة وأن شاربها مذموم : (( وسوف يكون _ المعمدان _ عظيماً أمام الرب ولا يشرب خمراً ولا مُسكراً )) [ لوقا 1: 15] .
[11] ورد في إنجيل لوقا 1: 33 : (( فيملك _ المسيح _ على بيت يعقوب إلى الأبد ، ولن يكون لملكه نهاية )) .
ونحن نعلم أنه لم يملك إلى الأبد حيث كان لملكه نهاية ! .
[12] ورد في إنجيل لوقا 2: 36: (( وكانت هناك نبية )) .
ونحن نعرف أنه ليس بين النساء نَبِيَّات .
[13] هناك تناقض بين مرقس 10: 45 : (( فحتى ابن الإنسان قد جاء
لا لِيُخْدَم بل لِيَخدم ))، ومرقس 15: 41 : (( اللواتي كن يتبعنه ويخدمنه _ أي يخدمن المسيحَ _ عندما كان في الجليل )) .
[14] هناك تناقض بين متى 1: 21:(( فستلد ابناً وأنت تسميه يسوع))، ولوقا 1: 31: (( وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع )).