التناقض بين الأناجيل
الجزء السادس
المؤلف : إبراهيم أبو عواد
(( ثم تقدَّم التلاميذُ إلى يسوعَ على انفراد وسألوه : لماذا عجزنا نحن أن نطرد الشياطين ؟ )) [ متَّى 17: 19] .
(( وبعدما دخل يسوعُ البيت سأله تلاميذُه على انفراد : لماذا لم نقدر نحن أن نطرد الرُّوحَ ؟ )) [ مرقس 9: 28] .
[155] ذكر متَّى لفظةَ " الشياطين " ، أما مرقسُ فذكر " الرُّوح " .
[156] ذكر مرقسُ أن المسيح وتلاميذه دخلوا بيتاً، وهذه المعلومة غائبة عن متَّى.
(( أجابهم : لقلة إيمانكم . فالحقَّ أقول لكم : لو كان لكم إيمان مثل بزرة خَردل لكنتم تقولون لهذا الجبل : انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يستحيل عليكم شيء )) [ متَّى 17: 20] .
(( فأجاب: هذا النوعُ لا يُطرَد بشيء إلا بالصلاة والصوم! ))[ مرقس 9: 29].
[157] اختلافٌ فاضحٌ وتناقض مذهل بين النَّصين .
(( في تلك الساعة تقدَّم التلاميذُ إلى يسوع يسألونه : من هو الأعظم ، إذن ، في ملكوت السماوات ؟ )) [ متَّى 18: 1] .
(( سأل تلاميذَه: فيم كنتم تتجادلون في الطريق . فسكتوا إذا كانوا في الطريق قد تَجادلوا في مَن هو الأعظم بينهم )) [ مرقس 9: 33و34] .
(( وحدث بينهم جِدالٌ في مَن هو الأعظم فيهم )) [ لوقا 9: 46] .
[158] عند متَّى أنهم أقدموا على سؤال المسيح، أما عند زميليه فلم يرد أنهم سألوا المسيح ، وإنما كانوا يتجادلون فيما بينهم . وهذا تناقضٌ لا يَخفى .
(( فدعا إليه ولداً صغيراً وأوقفه وسطهم، وقال: الحقَّ أقول لكم : إن كنتم لا تتحولون وتصيرون مثل الأولاد الصِّغار فلن تدخلوا ملكوتَ السماوات أبداً )) [ متَّى 18: 2و3 ] .
(( ثم أخذَ ولداً صغيراً وأوقفه في وسطهم وضمَّه بذراعيه وقال لهم : أيُّ مَن قَبِلَ باسمي واحداً مثل هذا مِن الأولاد الصِّغار فقد قَبِلني . ومَن قَبِلني فلا يقبلني أنا، بل ذاك الذي أرسلني )) [ مرقس 9: 36و37] .
(( أخذَ ولداً صغيراً وأوقفه بجانبه وقال لهم : أيُّ مَن قَبِل باسمي هذا الولدَ الصغير فقد قَبِلني ، ومَن قَبِلني يقبل الذي أرسلني ، فإنَّ مَن كان الأصغرَ بينكم جميعاً فهو العظيم )) [ لوقا 9: 47و48] .
[159] اختلاف بيِّن بين النصوص الثلاثة .
(( فسألوه : هل يَحِلُّ للرَّجل أن يُطَلِّق زوجتَه لأي سبب ؟ ))[ متَّى 19: 3].
(( وسألوه ليُجرِّبوه : هل يحل للرَّجل أن يُطَلِّق زوجتَه ؟ )) [ مرقس 10: 2].
[160] اختلاف واضح في السِّياقيْن .
(( فسألوه : فلماذا أوصى مُوسى بأن تُعطى الزَّوجةُ وثيقةَ طَلاقٍ فتُطَلَّق ؟ ))[ متَّى 19: 7] .
(( فقالوا : سمحَ مُوسى بأن تُكتَب وثيقةُ طلاقٍ ثم تُطلَّق الزوجة )) [ مرقس 10: 4] .
[161] تناقض فاضح . فعند متَّى جاءت العبارةُ على شكل سؤال من الفَرِّيسيين ، وعند مرقس جاءت على شكل جواب منهم .
(( والذي يتزوج بمطلَّقة يرتكب الزِّنى )) [ متَّى 19: 9] .
(( وإن طلَّقت الزوجةُ زوجها وتزوَّجت من آخر ترتكب الزِّنى ! ))[ مرقس 10: 12] .
[162] تناقض النَّصان . فعند متَّى ذُكرت لفظة " مطلَّقة " بشكل عام ، وعند مرقس تم التحديد والتخصيص في حالة الزوجةُ التي تُطلِّق زوجَها .
(( دَعُوا الصِّغارَ يأتون إليَّ ولا تمنعوهم لأنَّ لمثل هؤلاء ملكوت السَّماوات ! )) [ متَّى 19: 14] .
(( دَعُوا الصِّغارَ يأتون إليَّ ولا تمنعوهم لأنَّ لمثل هؤلاء ملكوتَ الله ! )) [ مرقس 10: 14] .
[163] عند متَّى " ملكوت السماوات " ، وعند مرقس " ملكوت الله " .
(( وإذا شابٌّ يتقدَّم إليه ويسأل : أيها المعلِّم الصالح ، أيَّ صلاحٍ أعمل لأحصل على الحياة الأبدية ؟ )) [ متَّى 19: 16] .
(( وبينما كان خارجاً إلى الطريق أسرعَ إليه رَجُلٌ وجثا له يسأله : أيها المعلِّم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياةَ الأبدية ؟ )) [ مرقس 10: 17] .
[164] أورد متَّى لفظة " شابٌّ " ، في حين أن مرقس أورد لفظة " رَجُل " .
[165] تفرَّد مرقسُ بزيادة عبارة " وجثا له " ليُضفيَ هالة القداسة والأُلوهية على المسيح . كما أن هناك تناقضات عديدة واختلافات شديدة في السِّياقين .
(( فأجابه : لماذا تسألني عن الصالح ؟ واحدٌ هو الصالح ))[ متَّى 19: 17] .
(( ولكن يسوع قال له : لماذا تدعوني الصالح ؟ ليس أحدٌ صالحاً إلا واحدٌ وهو الله )) [ مرقس 10: 18] .
[166] تناقضات شديدة بين السِّياقين .
(( إنه من الصعب على الغني أن يدخل ملكوت السماوات )) [ متَّى 19: 23].
(( ما أصعب دخول الأغنياء إلى ملكوت الله ! )) [ مرقس 10: 23] .
[167] أورد متَّى لفظةَ " الغني " بصيغة المفرد ، أما مرقس فأوردها بصيغة الجمع.
[168] عند متَّى " ملكوت السماوات " ، وعند مرقس " ملكوت الله " .
(( ها نحن صاعدون إلى أُورشليم حيث يُسلَّم ابنُ الإنسان إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت، ويُسلِّمونه إلى أيدي الأمم فيسخرون منه ويجلدونه ويصلبونه )) [ متَّى 20: 18و19] .
(( ها نحن صاعدون إلى أُورشليم وسوف يُسلَّم ابنُ الإنسان إلى رؤساء الكهنة وإلى الكتبة فيحكمون عليه بالموت ويُسلِّمونه إلى أيدي الأُمم فيسخرون منه ويَبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه)) [ مرقس 10: 33و34] .
(( ها نحن صاعدون إلى أُورشليم وسوف تتم جميع الأمور التي كتبها الأنبياءُ عن ابن الإنسان : فإنه سيُسلَّم إلى أيدي الأُمم فيُستهزأ به ويُهان ويُبصَق عليه . وبعد أن يجلدوه يقتلونه )) [ لوقا 18: 31و32و33] .
[169] اختلافٌ مُدهِش بين الصِّيغ الثلاث . فعند متَّى " فيسخرون منه ويجلدونه ويصلبونه " ، وعند مرقس " فيسخرون منه ويَبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه " ، وعند لوقا " فيُستهزأ به ويُهان ويُبصَق عليه . وبعد أن يجلدوه يقتلونه " .
[170] تفرَّد لوقا بزيادة عبارة غريبة شاذة " وسوف تتم جميع الأمور التي كتبها الأنبياء عن ابن الإنسان " . بالإضافة إلى تناقضات عديدة تظهر في السياقات .
(( فتقدَّمت إليه أمُّ ابني زَبَدي وهما معها وسَجَدَت له تطلب منه معروفاً . فقال لها: ماذا تريدين ؟ أجابت : قُل أن يجلس ابناي هذان : أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك في مملكتك )) [ متَّى 20: 20و21] .
(( عندئذ تقدَّم إليه يعقوبُ ويوحنا ابنا زَبَدي ، وقالا له : يا معلِّم نرغب في أن تفعل لنا كلَّ ما نطلب منك . فسألهما : ماذا ترغبان في أن أفعل لكما ؟ قالا له : هبنا أن نجلس في مجدك : واحد عن يمينك وواحدٌ عن يسارك ! )) [ مرقس 10: 35و36و37] .
[171] ذكرَ متَّى أن أمَّ ابني زبدي هي التي طلبت من السيد المسيح ، أما مرقس فيذكر أن ابني زبدي هما اللذان طلبا من السيد المسيح .
[172] تفرَّد متَّى بزيادة شاذة من عنده " وسجدت له " في محاولة منه لإضفاء الألوهية على المسيح، وهذه العبارة غائبة تماماً عن مرقس . أضف إلى ذلك تناقضات واضحة تتضح لمن يقرأ النَّصين .
(( وفيما كان يسوع وتلاميذُه يُغادرون أريحا تبعه جمعٌ كبير . وإذا أعميان كانا جالِسَين على جانب الطريق )) [ متَّى 20: 29و30] .
(( وبينما كان خارجاً من أريحا ومعه تلاميذُه وجمعٌ كبير كان ابنُ تيماوس ، بارتيماوس الأعمى جالساً على جانب الطريق يستعطي )) [ مرقس 10: 46] .
(( ولَمَّا وصلَ إلى جوار أريحا كان أحدُ العُميان جالساً على جانب الطريق يستعطي )) [ لوقا 18: 35] .
[173] ذكر متَّى أنهما أعميان ( مُثنَّى )، أما مرقس ولوقا فذكرا أنه أعمى واحد ( مفرَد ) .
[174] ذكر مرقسُ أن اسم هذا الأعمى هو بارتيماوس في حين أن هذا الاسم غاب عن لوقا .
(( صرخا : ارحمنا يا رب يا ابن داود ! )) [ متَّى 20: 30] .
(( أخذ يصرخ قائلاً : يا يسوع ابنَ داود ارحمني ! )) [ مرقس 10: 47] .
(( فنادى قائلاً : يا يسوعُ ابنَ داود ارحمني ! )) [ لوقا 18: 38] .
[175] عند متَّى" صرخا " أي إنهما اثنان ، وعند مرقس " أخذ يصرخ " ، وعند لوقا " فنادى "، يعني هناك شخص واحد فقط .
[176] زاد متَّى عبارةً شاذة من عنده وتفرَّد بها وهي " يا رب " ، في محاولة منه لإضفاء الأُلوهية على المسيح .
[177] عند متَّى " ارحمنا " ، وعند مرقس ولوقا " ارحمني " .
(( ووصلوا إلى قرية بيت فاجي عند جبل الزيتون )) [ متَّى 21: 1] .
(( وصلوا إلى قرية بيت فاجي وقرية بيت عَنيا عند جبل الزيتون ))[ مرقس 11: 1] .
((ولَمَّا اقترب من بيت فاجي وبيت عَنيا عند الجبل المعروف بجبل الزيتون))[ لوقا 19: 29].
[178] لم يذكر متَّى " قرية بيت عَنيا " التي ذكرها زميلاه .
[179] استخدم متَّى ومرقس الفعل" وصلوا "، أما لوقا فاستخدم الفعلَ " اقترب" وكما هو معلوم أن الوصول شيء والاقتراب شيء آخر. كما أن متَّى ومرقس تحدَّثا عن جمع لأنهما استخدما " وصلوا "، أما لوقا فيتحدث عن مفرَد " اقترب ".
(( ادخلا القريةَ المقابلة لكما تجدا في الحال أتاناً مربوطة ومعها جحش )) [ متَّى 21: 2] .
(( اذهبا إلى القرية المقابلة لكما وحالما تدخلان إليها تجدان جحشاً مربوطاً))[مرقس 11: 2].
(( اذهبا إلى القرية المقابلة لكما وعندما تدخلانها تجدان جحشاً مربوطاً ))[ لوقا 19: 30] .
[180] ذكر متَّى أن هناك أتاناً ( حمارة ) ومعها جحش ، في حين أن زميليه لم يذكرا الأتان .
[181] ذكرَ متَّى أن الأتان هي المربوطة ، في حين أن زميليه ذكرا أن الجحش هو المربوط .
(( أفما قرأتُم ما قيل لكم على لِسان الله )) [ متَّى 22: 31] .
(( أفما قرأتُم في كتاب موسى، في الحديث عن العُلَّيقة ))[ مرقس 12: 26].
(( فحتى موسى أشارَ إلى ذلك في الحديث عن العلَّيقة )) [ لوقا 20: 37] .
[182]تفرَّد متَّى بعبارة شاذة" لسان الله " مؤسساً بذلك عقائد التشبيه والتجسيم ومشابهة الخالق للمخلوق، وهذه العبارة المنكَرة لم ترد عند زميليه . أضف إلى ذلك تناقضات في النصوص الثلاثة.
(( فأجابه : أحِبَّ الرَّبَّ إلهكَ بكل قلبكَ وكل نفسك وكل فكرك ! )) [ متَّى 22: 37] .
(( فأجابه يسوع : أولى الوصايا جميعاً هي : اسمع يا إسرائيل ، الرَّبُّ إلهنا رَبٌّ واحدٌ_ فأحِبَّ الرَّبَّ إلهكَ بكل قلبك وبكل نفسك وبكل فكرك وبكل قُوَّتك )) [ مرقس 12: 29و30] .
[183] لم يذكر متَّى عبارة " الرب إلهنا ربٌّ واحد"، لكن مرقس ذكرها. وقد يدل هذا على محاولة متَّى إغفال وحدانية الله تعالى لكي يُحقق أهدافه في تأسيس عقائده الباطلة في التثليث وتعدد الآلهة .
(( فصَلُّوا لكي لا يكون هربُكم في شتاء أو في سبت )) [ متَّى 24: 20] .
(( فصلُّوا لكي لا يقع ذلك في شتاء )) [ مرقس 13: 18] .
[184] زاد متَّى " أو في سبت " ، وهذه العبارة غير موجودة عند مرقس .
(( ولولا أنَّ تلك الأيام ستُختَصر )) [ متَّى 24: 22] .
(( ولولا أنَّ الرَّبَّ قد اختصر تلك الأيام )) [ مرقس 13: 20] .
[185] اختلاف واضح بين النَّصين .
(( أجابهم : ادخلوا المدينةَ واذهبوا إلى فلان وقولوا له : المعلِّم يقول إن ساعتي قد اقتربت وعندكَ سأعمل الفصحَ مع تلاميذي )) [ متَّى 26: 18] .
(( فأرسل اثنين من تلاميذه قائلاً لهما : اذهبا إلى المدينة وسيلاقيكما هناك رَجُلٌ يحمل جَرَّة ماء فاتبعاه . وحيث يدخل قولا لربِّ البيت : إن المعلِّم يقول : أين غرفتي التي فيها سآكل الفصحَ مع تلاميذي ؟ )) [ مرقس 14: 13و14] .
[186] ذكرَ متَّى أن المسيح أرسل التلاميذ، والدليل هو استخدام الأفعال" ادخلوا "و" اذهبوا". لكن مرقس يقول إنه أرسل اثنين من تلاميذه . وهذا تناقض لا يَخفَى .
[187] اختلاف التفاصيل وتناقضه بين النَّصين .