نقد الإرهاب الشيعي الرافضي
(الجزء السابع )
الرافع الخافض في الرد على الروافض
نحو إنهاء الاحتلال الشيعي لإيران والعراق
المؤلف : إبراهيم أبو عواد
وقال الفيض الكاشاني في الوافي المقدمة ( ص 9 ) عن اختلاف طائفة الشيعة : (( تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً ، أو ثلاثين ، أو أزيد ، بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها ، أو في بعض متعلقاتها )) اهـ .
وقال الطوسي في مقدمة تهذيب الأحكام : (( ذاكرني بعض الأصدقاء بأحاديث أصحابنا ، وما وقع فيها من الاختلاف ، والتباين، والمنافاة، والتضاد، حتى لا يكاد يسلم خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا )). [ هذه الأقوال منقولة من كتاب " كشف الجاني" ].
وهذه المقالة ليست مقالةً دينيةً في ذكر عقائد الشيعة والرد عليهم بالكتاب والسنة الصحيحة، بل هي مقالة فلسفية لنقد عقائد الشيعة ، والخلفية التاريخية والسياسية والفكرية لتكونها . وكما ذكرنا سابقاً أن عقائد الشيعة الروافض والرد عليها موجودة في الكثير من المجلدات فراجعها إن أردتَ الاستزادة . أما منهجي في هذه المقالة فهو تشريح الأنساق الدينية الشيعية فلسفياً لفهم المنهجية المضطربة التي يعتمد عليها القومُ .
وإذا عدنا إلى تشريح فلسفة خرافة عصمة الأئمة نجد أن الانحياز إلى الوهم الأيديولوجي يحمل عوامل انهيار أنويته في دواخله بسبب اتجاهات الإشارة غير المنطقية المتصادمة مع كيانات التنوع البدائي ، لأن الفارسية المجوسية كانت تميل دائماً إلى تقديس الأشخاص ، وصبغهم بصبغة إلهية ، فمثلاً رُوِيَ أن مِن ملوك فارس قد تزوج إحدى محارمه لكي يحافظ على الدَّم الإلهي الذي يسير في عروقه_ على حد زعمه_، وبما أن التشيع مصبوغ بعوامل فارسية مجوسية كثيرة فضلاً عن العوامل اليهودية ، كان متوقَّعاً صبغ أئمة آل البيت بصبغة قداسة ، ووضع برواز العصمة حولهم ، ورفعهم فوق مستوى بشريتهم . وهذه فلسفةٌ معروفة في النسق الفكري الفارسي المجوسي اليهودي .
وفي ظل زخم الانكماش المؤدلَج تسييسياً تبزغ العناصر الشاذة عن مسارات فوضى التكوين الفلسفي لميثولوجيا معيار التأريخ الذهني كحالةٍ من سقوط التقويم المنطقي لمكوِّنات شخصنة أبعاد الشروخ المخيالية في دوائر أنشطة اجتماعيات الذهن المحصور في فرضيات المؤامرة الشخصية . الأمر الذي يؤدي إلى استنباط طرز كيانية متوحِّدة في أنساق الميثولوجيا النسقية لإشكاليات التنافر في تعريفات الدلالة المركزية المتشعبة إلى مفردات متضادة تتخذ مساراً قامعاً للتنظيم العقلاني . وهذه الثغرات تقود الحسَّ المعياري باتجاه إنتاج جدلي يظل يراوح مكانه ، أو يدور في حلقات من الغبش العَقَدي . لكن السؤال المهم الذي يفرض نفسه على أنساق تكوينات مركزية الظواهر الكيانية لاجتماعيات الرموز التخييلية هو : لماذا تم بناء العقيدة الشِّيعية وفق انكماشات إطار معيارية تأطير الميثولوجيا الفارسية اليهودية ؟ . وللإجابة على هذا السؤال الحيوي ينبغي أن نربط تناقضات بنائية الوعي الدِّيني غير الواضح بالتبادل الجدلي لإفرازات الوقائع الاجتماعية ، وهذا الربط يفيدنا في تحديد ماهيات هوية التحولات الحطامية التي أفرزت مذهباً ركيكاً قائماً على إسناد الانحراف العَقَدي إلى أئمة آل البيت _ عليهم السلام _ . فصيغ التفاعل مع العقائد المنحرفة ( اليهودية ، الفارسية المجوسية ، عقائد أهل الجاهلية ) يعكس النقصَ الحاد في تأطير فلسفة متكاملة مبنية على الثبات اليقيني الحاسم . فالناقص يرفض الكاملَ ، وبالتالي فإن الناقص يسعى إلى التكامل مع النواقص لتعزيز وجوده في متواليات الفلسفة المتركِّبة من تحويلات السببية الاعتبارية ، حيث تصير الفكرةُ العِلَّةُ هي متواليات أفكارٍ معلولة ، فيتساوى الأصل مع الفرع في واقعية العصف الذهني الفوضوي ، ومن ثم يتم إسقاط عناصر عَقَدية خارجية على المذهب الشِّيعي ، وهذا ما جعل المذهب الشيعي مزيجاً من العقائد المتناقضة ، وكتلةً هجينة من صيغ فلسفات منحرِفة محيطة بنشأة أنوية التكوينات الدينية الجدلية . إلا أن السمة المستمدة من متكاثِرات تعاقب مستويات الجوهر العَرَضي تواصل التشظي في الانكماش ، وهذه إشكالية جديدة تضاف إلى تناقص حاد في منسوب الوعي المشترك بين مفردات العقيدة المؤدلَجة ظواهرياً. فالتساوي المخيالي بين الجوهر والعَرَض هو في الحقيقة متوازِيات تحطيمية لقيمة السلوك الإشاراتي في تشييد ذاكرة التفاعل الخصائصي بين متواليات النَّسق الكيفي مع انكسار المعنى في ذاتية النواة الوجودية التي يخرج منها الإحساسُ المركزي بحدود التساقط المريع في نسغ أدوات الميثولوجيا ، مما يُبرِز عملياتٍ عقلية متكسرة في التكرارات الخاضعة لإشكالية سوسيولوجيا التنافر الرمزي الدال على شروط الانكماش المعرفي المحصورة في التصورات المسبقة عن تكوين وعي غير طبيعي يخدم مصلحةَ المضامين الكلية، ومن هنا يتجذر بناء متسلسلات من التقطير الميثولوجي بُغية تفتيت تاريخ الأشكال الذهنية الشخصانية كخطوة ابتدائية لتكريس السعي الجدلي الماضَوِي كوهم مقدَّس وحداني نهائي وجذري حاسم .
لكن المشاكل الهيكلية تتجذر بشكل أساسي في جعل متوازِيات أنظمة التهميش الذهني دلالةً ملتصقة مع إطار العلاقة السياقية التي تتسم برضوخها لتيارٍ موغل في تناثر المتمركِزات المعنوية داخل الالتصاق التلقائي مع أيديولوجية الترتيب العلاقاتي المتهاوي. أي إن تأريخ الأحداث النَّفسية في محيط من الزخم الميثولوجي يُحال إلى أشكال أكثر تطرفاً تهدف إلى تفريغ مستويات النَّص التاريخي من قوته الواقعية المتجذرة على أرضية الحامل والمحمول ، وإحالةِ الظواهر الاجتماعية إلى نزعاتٍ تعيد تشكيل التاريخ عنصرياً ، بمعنى أن متواليات تطابقات عقلنة رموز الدلالة المتمركزة في أنوية العقيدة المتصادمة مع ذاتها ، والرافضةِ للتصالح مع أنساقها ، هي بالأساس رسوبيات المناحي الغارقة في ماورائيات تأطير انهيارات نقد التفاعلات الرمزية في وحدة إحلال إجمالية المنظورات العناصرية التجريدية محل وحدة الاستقطاب المضموني المتَّجه نحو تفتيت شرعية الأسطورة على أرضية الخرافة ، وهذا التحطيم الداخلي يقتل روحَ النَّص ، وهذا ما يحصل في تفكيكات اللاتجانس في تكنولوجيا المسار الأيديولوجي المضاد للمسار الإنساني المستقيم .
غير أن معقولية البناء على مساحات الغموض الشكلاني لن تحصل على قيمة وعيها بالسمات الطبيعية لأنسنة مسارات التأريخ العقلي لأنها ساوت بين الجوهر والعَرَض ، وأوصلت التيارَ الدِّيني المتآكل إلى تأصيل فكرة التعادل بين الحامل الأيديولوجي والمحمول الإنساني في أعنف صور تشكلاته ، وهذا قاد الانبعاثَ الفكري إلى انتكاسة جديدة ، لأنه بتساوي الجوهر والعَرَض تم القضاء على ديمومة النَّسغ الشيعي،مما سبَّب عجزاً دينامياً في طبيعة تشكل أنساق جوهرية الأشكال الدينية ، وهذا الذي أفقد صيغَ مشاعر الفرد العمومية أنطقة مفاهيم شيفرة ولادة الطلاسم الدينية خصوصاً تلك المستمدة من اليهودية والفارسية والجاهلية . فاستمر وعي الأضداد في تداخلات ميثولوجيا التماهي مع مصدرية التشتيت الاصطلاحي في تركيز عناصر أنوية تكسر التحليل الناقد في تموضعات متعاكسة مع مسار العقيدة الشِّيعية التوسعية، فظهرت الانقسامات الحادة في الموروث الشِّيعي الرافضي ، وتفرقت طائفة الشِّيعة إلى عشرات الطوائف. وبالتأكيد فإن انفصال الإسماعيلية عن الإمامية الاثني عشرية في تعيين الإمام المعصوم من وجهة نظر الميثولوجيا الرافضية ، قاد حركة الانفصال الشديد بشكل يتكون من تماهيات انفصال البروتستنتية عن الكاثوليكية على يد مارتن لوثر . وهكذا تستمر متسلسلات الالتصاق العقدي مع نصرانيةِ الأنساق المعرفية السلبية ، لأن العناصر الوجودية الشِّيعية المفتقِدة إلى منطقية المسار البنائي لا بد أن تلجأ إلى العقائد الخارجة عن كيانات واحدية شرعيتها الواهمة من أجل إثبات قوة أساطيرها في عالَم فكري يقدِّس خرافاتِ الواحدية الرمزية مثل عقائد أهل الكتاب الوضعية ، وعقائد الفُرْس المجوس .