رسالة من النمر إلى اللبؤة/ قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 11/10/2013
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 11/10/2013
أتمنى لكِ
حياةً خارجَ الحياةِ
أنتِ
مغرورةٌ
لا أعتبر
رفضكِ هزيمةً لي
فالذهبُ
لا يبكي عادةً
إلا عند
وفاةِ النارِ
أرحلُ
بصمتٍ عالي الصوتِ قليلاً
أعودُ لأُكمل
ما بدأتُه من انقلاباتٍ
على قلبي الوحيد
لكِ
قلادةٌ من العاجِ
كم فيلاً
قَتَلَتْهُ أُسْرَتُكِ لئلا تتضايقي
وأنت تنامين
في أوصالِ شعوبِ الغابِ ؟
لكِ
خَدَمٌ من الثعالبِ الخائنةِ
هل فكَّرتِ
بالليلِ يغسلُ دمعَ البلحِ ؟
احتضاراتُ
الصقيعِ أقامت مصنعاً لتكرير الملحِ
على ضفةِ
دموعي
إنْ أَخُنْ
قلبي أَخسرْ وجهي
إنْ
أَعشقِ الرَّصاصاتِ
أفقدْ
لافتاتِ المجاعةِ
فعودي إلى
أسنانكِ
ونظِّفيها
بِسَعف النخيلِ
فالأرضُ
شمعةُ الغرباءِ
إذا
انطفأتْ أشعلتُها بذكرياتي
في
الممالكِ المنسيةِ
لحنٌ
خافتٌ يطلعُ من الشوكِ
والشوكُ لم
تلمسه أنثى منذ مصرعِ أُمِّهِ
ولا أذكرُ
أن أنثى لَمَسَتْني إلا البحيرة
كُنْ يا
غُبَارِي عند حُسن ظَنِّ الميناءِ المحطَّمِ بكَ
بَحَّارٌ
صُداعُ التَلِّ الحافي
والطاعونُ
يحتل ذاكرةَ القش
يسيلُ دمُ
الولادةِ
إنني
أموتُ
وقد يأتي
عمالُ مناجمِ الفحمِ إلى مغارتي
ويتناولونَ
خُبْزِي
ويسخرونَ
من تاريخِ عائلتي في الأدغالِ
وربما
ينظرون إلى قَبري باستهزاء
فهل
ستبكين عليَّ ؟
هل
ستقولين إن نمراً أحبني يوماً ما
إن نمراً
مَرَّ من هنا
وكانت
عيناه تدمعان حنيناً ؟
أيتها
اللبؤةُ
عيونكِ
تنقشُ فِيَّ رحلةَ اللاعودةِ
أريدُ
منكِ حين تصطادين السَّوسنَ المجروحَ
أن تتذكري
أحاسيسَ جذوره
لكي
تتذكري ملامحي
أنا المنسيُّ
في قائمةِ عشاقكِ الكثيرين
أصبحتِ مَرَضاً
في عروقي
أنتِ
هَوَسِي
صارت
الفئرانُ والحمائم تضحك عليَّ
أنا الأب
الروحي للباديةِ
أنا مثارُ
سخريةٍ في الغابةِ
صرتُ
نَبَاتِيَّاً
ماذا
سأقول لأبي
وأنا أرجعُ
كُلَّ ليلةٍ بدون فريسةٍ ؟
وما زادَ
لحمي ظلالاً أني استقلتُ من السِّيركِ
واعتزلتُ
الحياةَ السياسيةَ
ما كنتُ
أظن أن أنثى ستفعل بي هذا
ولكنني
سأقفُ ضِدَّ حُبِّكِ
ما دام
حُبُّكِ حَربةً تُشرِّحني
ما زال في
تفاصيلي ضوءُ تمردٍ
ورفضٌ
لسَيَّافي الأرضِ
رياحاً
تأتي أعضائي المسعورةُ
أتذكرين
لقاءنا الأول في المقبرةِ
والعناكبُ
تقفز سعيدةً بوجودنا ؟
شعرتُ أنه
حبٌّ من الرصاصةِ الأولى
فكرتُ
يومها أن أُقَبِّلَ تاريخاً حافلاً
بالمرايا
المشروخةِ في الرماد
كدتُ
أقولُ لكِ خَبِّئيني في يَدَيْكِ
من
الصَّيادين وعلماءِ الأحياء
لكنني
أدركتُ أنني حيوانٌ
وأن
الحيواناتِ ألعوبةٌ
تستمتع
بها الأرستقراطياتُ
أغارُ من
شوكةٍ تلمسكِ
أصبحت
الحيواناتُ تفاحةً بائسة
تُؤَجِّرُ
رَحِمَها للريحِ
ما عساكِ
أن تفعلي في هذا العَالَم ؟
تعالَيْ
أتزوجك فتنجبين أنصافَ نمورٍ وأنصافَ أُسودٍ
ثم نُشعلُ
الانقلاباتِ على أناشيد الغابة
نحن
خاسرون إن لم نُرسِلْ قاتلينا
إلى
أرشيفِ الهياكلِ العظمية
فلنبدأ مِن
دمكِ ودمي
مِن مَوْتي
وموتكِ
يغمرني
المكانُ فأصحو
ينتحرُ
الطغاةُ على بوابات اكتئابي
ألفُ
مستنقعٍ يَغفو في أعمدةِ انهياري
ناسفةَ
حُطامي عشيقةَ ذُبولي
مَن
الخاسرُ فينا ؟
لا
أُصَدِّقُ أنَّا جَرَحْنا أحزانَ الغصون
وتبادلنا
الدموعَ بدل الهدايا
ولم ننتبه
إلى أننا قتلنا الفرحَ في معاطفنا
وبذرنا
الكراهيةَ في طرودٍٍ ملغومةٍ تتأرجح فينا
وفجأةً
أصبحت قصتنا طُرفةً
على ألسنةِ
القُرودِ ودببةِ الباندا
إنها
الأمطارُ فيذهبُ الجميع إلى مخبئه
وأظل
هائماً مُبَلَّلاً بلا مأوى
أنالَ
عطفاً مؤقتاً من مُخرجِ أفلامٍ وثائقيةٍ
يجني
الملايين والتصفيق
ثم يرميني
في الشَّارعِ
رجولةُ
الزَّوْرقِ
وامرأةٌ
تُذبَحُ في الستائرِ الرماديةِ كُلَّ ليلةٍ
أنا
حيوانٌ
ولكنْ
لديَّ شعورٌ
أحتاجُ إلى
أنثى تشاركني مسيرةَ التوحشِ
وجنونَ
الاندفاع الشرس
ليكن
الحبُّ بَيْنَنَا حَرْبَاً تتعانقُ فيها بقايانا
لن أخرجَ
من جِلدي
لكني
سأُجَهِّزُ على شطآنه مَقعداً
يَتَّسعُ
لجثةٍ نتقاسمها وتتقاسمنا
ونضمُّ
أجسادَ موتانا ونموتُ
أَعْطَيْتِني
دمَ الفريسةِ تذكاراً
تَذَوَّقْتُه
فَوَجَدْتُه مُرَّ المذاقِ
كمساميرِ
نعشي المهترئةِ
أنا وأنتِ
قاتلان
كلانا
سَرَقَ براءةَ الغزلان
فلا تلبسي الأنوثة .
...........................
مَلِك الغابة غير المنتخَب
النمر