خواطر جندي فرنسي / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
..................
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
..................
يا قَائِدي
لا تَنْسَ أن
تُمَثِّلَ بِجُثتي
لترتاحَ نفسُكَ
النَّازفةُ عُشْباً للأضرحةِ
وتتأكَّدَ أنَّكَ
مِن الغُزاة
وَلْتَفْرَحْ
بَناتُ بَاريس حِين يَتذكرنَ انكساري
وَيَذْهبنَ إلى
حَفْلةِ الجماجم
في أُمسياتِ لاس
فِيجاس
كُنتُ في الحانة
الرَّمْلية مَعَ عَشيقتي
نَشْربُ هَزائِمَ
نابليون
ونأكلُ منافي
فيكتور هوغو
فيا كَتيبةَ
الدِّيدانِ
اذْهَبي واسْرِقي
الجزائرَ
عِنَبُ الجزائرِ
نَبيذُنا
وَنَحْنُ شَوارعُ
الضَّجرِ
يَا زَوْجاتِ
الجنودِ السَّميناتِ
أَجِّلْنَ الخِيانةَ
الزَّوْجيةَ قليلاً !
لا تُسْرِعْنَ في
المشي على الأكفان
لَدَيْنا الوقتُ
الطويلُ لإِحراقِ المحاصيلِ الزِّراعية
دِيغولُ يا رَمزَ
الجريمةِ المرصَّعةِ بأوسمةِ الفِيتو
تَقَدَّموا يَا
شَبابَ هَوَسِ القَتْل
اسْحَقُوا جِرَارَ
الماء لِيَعْطشَ أطفالُهم
اشْرَبُوا
بَحْرَهم لتُصَابَ سَوَاحِلُهم بالجفاف
أَحْضِروا عُكَّازاتِ
العجائز إلى مَتاحفنا
أيها الجنديُّ
النُّحاسِيُّ
يَا ذَا الأصابعِ
الحاقدةِ
كَرِّرْ
أَوهامَكَ حتى تُصَدِّقَها
كَرِّرْ
إِجْرامكَ حتى تَراه حُرِّيةً
مَزِّقْ ذاكرةَ
الأشجار
واغْرَقْ في
ألحانِ دُموعِ المتوسِّط .