زميلي القديم الدكتور عبدالإله النجداوي
مدرسة الكلية العلمية الإسلامية
...........
التحقتُ بمدرسة الكلية العلمية الإسلامية /
جبل عمان ، في الفصل الدراسي الثاني عام 1998 ، وتعرَّفتُ على طُلاب ممتازين في
هذه المدرسة العريقة ، ومِن هؤلاء الطلاب : عبد الإله النجداوي ، وقد كان طالبًا
مجتهدًا، يملك قدرات فائقة على الحفظ والتذكُّر. وكان أستاذ اللغة العربية نعيم
خاطر يسأله دائمًا عن مسائل الإعراب ، وكان عبدالإله النجداوي يُجيب بكفاءة عالية
، وكنتُ أعجب من قُدرته على الإعراب بشكل ممتاز، وكثيرًا ما رأيتُه يحمل كتاب جامع
الدروس العربية ، للشيخ مصطفى الغلاييني ، وهو كتاب ضخم في النَّحْو ، وهذا يدل
على حرص زميلي القديم على المراجع غير المُقرَّرة ، والاستفادة من الكتب غير
المدرسية .
كان عبدالإله النجداوي طالبًا نشيطًا ،
ومسؤولًا عن الإذاعة المدرسية ، وقد دعاني في أحد الأيام إلى الاشتراك في الإذاعة
المدرسية ، وإلقاء بعض الكلمات الصباحية على الطلاب ، وبالفِعل، حَضَّرْتُ كلمةً
مُوجزة عن أحد المواضيع، واطَّلعَ عليها الأستاذ خميس عايش ( نائب مدير مدرسة
الكلية العلمية الإسلامية ) قبل إلقائها، وقد اعترضَ على لفظة وردت في بَيت شِعر ،
وتناقشنا معًا حول هذه اللفظة ، ثُمَّ حذفتُها ، وألقيتُ الكلمة على الطلاب لأوَّل
مَرَّة ، وشعرتُ برهبة في بادئ الأمر ، لكنِّي واصلتُ الإلقاءَ بصوت ثابت ، مع أن
نبضات قلبي كانت تتسارع . وذلك الشعور لا يُمكن أن أنساه ، ومنظري أمام الطلاب
وأنا أُلقي عليهم الكلمة الصباحية حقَّق لي شُهرةً بين أوساط الطلاب ، وإنني أشكر زميلي
القديم عبد الإله النجداوي ، الذي دعاني للاشتراك في الإذاعة المدرسية ، وشجَّعني
على المساهمة في هذا النشاط ، رغم أنَّني كنتُ بعيدًا عن كافة الأنشطة .