سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

29‏/09‏/2011

هل يريد الإخوان المسلمون إسقاط النظام الأردني ؟

هل يريد الإخوان المسلمون إسقاط النظام الأردني ؟
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
جريدة القدس العربي اللندنية 28/9/2011

ليس سراً أن القوة الرئيسية في الساحة الأردنية المحرِّكة للتظاهرات هي الحركة الإسلامية . وما زالت شعاراتها _ حتى الآن _ تتمحور حول الإصلاح ومحاربة الفساد. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في سياق هذه الاحتجاجات التي تعم المدن الأردنية من الشمال إلى الجنوب : هل سترفع المعارَضة شعار " إسقاط النظام " أسوةً بباقي الدول التي اجتاحها الربيع العربي ؟! .

والجواب شديد التعقيد لحساسية الوضع الأردني. فكل المعارِضين السياسيين على اختلاف أطيافهم لا يريدون إسقاط نظام الحكم، لعلمهم أن النظام _ رغم فساده _ هو الضمانة الأكيدة لاستمرار وجود الأردن. والإخوان المسلمون _ رأس المعارضة _ يدركون أن زوال الحكم الملكي سيكون كارثياً بامتياز . وهذه النقطة متفق عليها بين الجميع ، ليس استجابةً لضغوطات أجهزة الأمن البوليسية ، وإنما وفق معايير النظر إلى ما وراء الأحداث .

فالأردن لا توجد فيه قاعدة سياسية متينة بسبب احتكار العمل السياسي من قبل السُّلطة ومنافقيها . وهذا أدى إلى إقصاء منهجي للشعب وإخراجه من الساحة السياسية . خصوصاً أن الدستور الأردني الذي تم تفصيله على مقاس مُحتكري السُّلطة يُرَكِّز كافة الصلاحيات في يد الملك ويجعل الشعب ضيوفاً في بلادهم وأحجارَ شطرنج في مهب الريح. ومن هنا يتوجب الضغط على مؤسسة الحكم من أجل الانتقال إلى مَلكية دستورية تجعل الملك خادماً للشعب وليس الشعبُ عبيداً على أعتاب القصر .

وعلى الرغم من فساد النظام الأردني إلا أنه لم يُبْنَ على جماجم الشعب كما هو الحال في غالبية الدول العربية ، وهذا جعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم ليست ثأريةً أو ملطخة بالدماء أو مليئة بعناصر الانتقام والانقضاض . أضف إلى هذا أن الأجهزة البوليسية في الأردن لم تدخل في دوامة الإجرام والقتل المنهجي والإبادة _ كما نرى في دول عربية كثيرة _ .

كما أن المجتمع الأردني ذو طبيعة عشائرية يصعب تجميع عناصرها إذا تبعثرت ، ويصعب السيطرة عليها إذا سقط النظامُ، لأن الأطماع الفئوية _ عندئذ _ ستكون هي الحافز للانقضاض على السُّلطة. ولا يخفى مسألة قضية الأصول الفلسطينية والشركسية وغيرها . لذا فإن وجود النظام الملكي يُعطي قَدراً مقبولاً ( كحد أدنى ) من التجانس الظاهري بين مكونات الشعب الأردني المختلفة، رغم أن سياسات الحكم مبنية على التفرقة العنصرية والتمييز الطبقي وفق نظرية " فَرِّقْ تَسُدْ ".

والجسمُ السياسي الأردني هو كيان اصطناعي يعيش على المساعدات الخليجية والأمريكية والأوروبية ، ولا يقدر أن يقف على قدميه بسبب غياب الموارد ، وقيام الحكومات المتعاقبة بتدمير منهجي لقوى الشعب ، وتهجير الكفاءات ، ومصادرة أحلام الشباب وأملهم في التغيير ، وزراعة الفساد في أوصال المجتمع على كافة المستويات . وهذا أظهر الأردن كجسد مريض يعيش على التنفس الاصطناعي .

ومن خلال هذا المنظور يتضح أن لا فائدة من إسقاط النظام الأردني . ويتوجب على "الإخوان" _ باعتبارهم المعارضة الحقيقية _ أن يُكَرِّسوا وجودهم كشَوْكة في حلق النظام لئلا يستمر في ابتلاع أحلام الشعب وهضم المال العام ، والدفع الحثيث باتجاه الإصلاح ومكافحة الفساد وتصعيد الاحتجاجات الشعبية المنادية بالحرية والعدالة الاجتماعية ومستقبل أفضل .

27‏/09‏/2011

إمكانية انتقال الثورات العربية إلى إيران

إمكانية انتقال الثورات العربية إلى إيران
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
جريدة القدس العربي اللندنية 23/9/2011

لا يمكن إخفاء القلق الإيراني من الثورات العربية ، على الرغم من تأييد القيادة الإيرانية لما حدث في تونس ومصر . وقد تجلى هذا القلق في تصريحات مرشد الثورة علي خامنئي حول الانتخابات الإيرانية المقبلة وإمكانية حدوث اضطرابات فيها . فهناك تخوف حقيقي من حِراك شعبي قد يخرج عن السيطرة مستمداً أفكاره من ثورة الجماهير العربية. كما أن التصعيد العسكري الإيراني ضد الأكراد في هذا الوقت بالذات يعطي أكثر من رسالة للداخل والخارج . وكأنه يقول إن إيران لن تتوانى عن استخدام القوة العسكرية لإنهاء أي تهديد، ولن يوقفها أحد. فاستعراض القوة عبارة عن رسالة ردع للمعارضة الإيرانية في الداخل التي قد تفكر في استلهام السيناريو الثوري العربي.

وفي واقع الأمر فإن إيران ليست غريبة عن المنطقة ، ومشكلاتها الاجتماعية متشابهة إلى حد بعيد مع مشكلات المجتمع العربي. فانعدامُ الحريات السياسية ، والتضييق على حرية التعبير ، ومنع نقد المؤسسة الحاكمة، وعدم السماح بتشكيل الأحزاب السياسية ، وحالة الاستقطاب الشديد بين المحافظين والإصلاحيين ، وتدخل المؤسسة العسكرية ( مثل الحرس الثوري ) في رسم السياسات الحكومية ، وارتفاع نسب البطالة والفقر رغم ثروات النفط والغاز المحاصرة بالعقوبات الدولية ، وتفشي حالة الإحباط في أوساط الشباب ، حيث تزايد نسب تعاطي المخدرات والطلاق ، وعدم تمكين المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية . كل هذه المشكلات تضغط على العمود الفقري للنظام السياسي ، وتشكل تهديداً حقيقياً لوجوده .

وهذه المشكلات المتشعبة يمكن إرجاعها إلى ثلاثة مصادر رئيسية . فالمشكلة السياسية مردها إلى إقحام عقيدة " ولاية الفقيه " في صميم الحياة السياسية ، مما أدى إلى توفير حصانة لرأس النظام والمؤسسات المرتبطة به ، واستمرار حكمهم إلى الأبد . وهذا قَسم المجتمع إلى سادة فوق مستوى النقد وعبيدٍ يتوجب عليهم الطاعية العمياء انطلاقاً من القناعة الدينية " ولاية الفقيه ". وهنا تتجلى قضية توظيف الدِّين لضمان ولاء الأتباع وخضوعهم وعدم معارضتهم . أما المشكلة الاجتماعية فمرجعها إلى الضغوطات المعيشية الهائلة على كاهل الشباب ، وعجزهم عن تحقيق أحلامهم ، ورفض تمكينهم من المشاركة في الحياة السياسية وصناعة مستقبلهم ورسم معالم مجتمعهم بسبب انعدام الثقة بهم . مما اضطر قِسماً منهم إلى الهروب من واقعهم عبر المخدرات وإدارة الظهر للمجتمع بكل قِيَمه بسبب الإحباط وفقدان الانتماء. والقِسمُ الآخر يهرب من واقعه المر إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت والمدونات للتعبير عن آرائهم ، وإحداث ثورتهم الخاصة بهم في العالم الافتراضي ثم نقلها إلى الشارع _ رغم القيود الشديدة على الإنترنت ومنع العديد من المواقع_ . كما أن المرأة الإيرانية مستثناة من صناعة الفعل الاجتماعي . وما زالت إيران حتى هذه اللحظة تبحث في لون الشادور ( عباءة المرأة ) ، وهل يُسمح بالألوان الفاتحة أم يتوجب اعتماد اللون الأسود والبني الغامق كخيار وحيد ! . والمشكلة الاقتصادية يمكن إرجاعها إلى عدم تنويع مصادر الدَّخل ، والاعتماد بالكلية على النفط والغاز ، مع وجود جهاز اقتصادي بيروقراطي للغاية طارد للاستثمارات ، كما أن العقوبات الاقتصادية الدولية فاقمت الأزمة الاقتصادية .

ومن المؤسف رؤية الدول التي ترفع لواء المقاومة وتتبنى القضية الفلسطينية ، قامعةً لشعوبها ، غير واثقة بقدرات أبنائها ، ومتشككة في نواياهم وانتمائهم . وتُفصِّل القوانين التي تُضيِّق على الأفراد والجماعات وتحشرهم في الزاوية . وقد رأينا أمريكا التي تخوض حروباً في كل مكان ، وتتعرض للتهديد من كل الجهات ، لم تفرض قانون الطوارئ _ مثلاً _ على شعبها ، أو تُقيِّد حرية التعبير تحت شعار الحرب والمقاومة . وفي هذا درسٌ بليغ لكل الأنظمة التي تتخذ من المقاومة ذريعةً للقمع والاضطهاد وخنق الناس .

وما يثير التعجب أن القيادة الإيرانية لم تتخذ خطوات حقيقية لإزالة حالة الاحتقان ، وتجنب تكرار الربيع العربي على أراضيها مثلما فعلت دول الخليج التي صارت تنفق الأموال يمنةً ويسرة على شعوبها لإبعاد فكرة الثورة عن أذهانها وفق نظرية " أطعم الفم تستحِ العين " . وهذا مؤشر بالغ الخطورة يعكس غياب الرؤية الإستراتيجية للأحداث ، والاعتماد بالكلية على القبضة البوليسية .

فعلى إيران أن تعيد حساباتها ، وتبني دولتها على الحق والحرية واحترام الكرامة الإنسانية ، وتقف إلى جانب الشعوب المقهورة، ولا تدعم الأنظمة القمعية التي تظلم المواطنين . خصوصاً أن صانعي السياسة الإيرانية قد رسموا شرعيتهم الثورية والاجتماعية حول الإمام الحسين الذي ينظرون إليه على أنه الشهيد المظلوم الذي وقف في وجه الظلم ، وأن الدم انتصر على السيف .

26‏/09‏/2011

حكومة الثقافة

حكومة الثقافة
للكاتب / إبراهيم أبو عواد
جريدة العرب اللندنية 26/9/2011

كلُّ منظومة ثقافية هي _ بالضرورة _ نسقٌ ناقدٌ للانهيار المجتمعي الذي تعززه هيمنةُ المفاهيم السُّلطوية النابعة من أيديولوجية القهر الحاكم. وهذا النسق الناقد للسلبيات يعكس موقف الثقافة الداعم للإنسان المحاصَر بالأزمات المعرفية والضغوطات المعيشية والأسئلة المصيرية . وحينما يتلاحم النسقُ الفكري لمنظومة الإنقاذ الاجتماعي مع موقف الأفق الثقافي من قضايا الإنسان فإن النتيجة هي تحرير الفرد من الخوف والملل والشعور بالهزيمة . وعمليةُ التحرير تجعل الفرد يشعر بأهميته وجدوى وجوده ، وأنه ليس حجراً على رقعة شطرنج تتلاعب به الأيدي القادمة من الأعلى، أو دميةً في مسرح للعرائس تحركها الأيدي المختفية وراء الستار . فلا يمكن للمجتمع أن ينهض إلا إذا تم تأسيسه على قواعد الثقافة والمعرفة الشاملة، وهذا لا يتأتى إلا في ظل وجود أفراد يملكون قرارَهم وغير قابلين للتدجين . ومن هنا تنبع حتمية شعور الأفراد بكيانهم ودورهم المحوري كخطوة أساسية لنقل تطبيقات العقل الجمعي إلى الواقع .

لكن المشكلة الاجتماعية التي تحاصر المجتمع وثقافته تكمن في قناعة صناع القرار في الدول البوليسية بأن العقل المفكِّر يُشَكِّل خطراً على نظام الحكم ، وبالتالي يجب محاربة الإبداع بشتى الطرق. فالحكمُ الاستبدادي لا يريد شعباً حياً ، بل قطيعاً من الكائنات الميتة يُساق إلى الذبح دون اعتراض من أجل تفادي المعارضة والمساءلة والمحاسَبة .

وفي ظل هذا التحدي الصارم يتضح دور الثقافة كرأس حَربة في مقاومة المشاريع القمعية الرامية إلى إقصاء الشعب وعدم الاعتراف به. ولن يصل المجتمع إلى حالة التوازن العاطفي الراقي، والتطور الشامل في كل المجالات، والنهضة المعرفية المتفجرة ، وتوليد الأنساق التنموية المنعكِسة على وقائع الحياة الاجتماعية بكل تشعباتها ، إلا إذا صارت الثقافةُ حكومةً قائمة بذاتها تنتشل المجتمع من فخ التخلف والتبعية ، وتزرعه في فضاءات الحرية والازدهار .

إذ إن تحول الثقافة من نظرية مجرَّدة إلى جسم سياسي فاعل هو الخطوة الأساسية لكسر عزلة الفرد والجماعة ، وصناعة دولة الحق والعدالة والتقدم . فكلُّ دولة تبني وجودها على المادة وتُقصي الثقافة ستسقط _ لا محالة _، لأن الخواء الروحي هو العدو الأول للحضارة ، ولا يمكن القضاء عليه بالترسانة العسكرية أو القوة الاقتصادية ، وإنما يُواجَه بالقوة الثقافية المدعومة بالاستثمارات المالية . ومن هذا المنطلق يتضح أن الإنفاق على الثقافة ليس ترفاً أو إضاعة للوقت والمال. بل هو استثمار ضروري للحيلولة دون انهيار الدولة الداخلي وسقوطها الخارجي .

25‏/09‏/2011

موت لاعبة الشطرنج ( 4_ 4 )

موت لاعبة الشطرنج ( 4 _ 4 )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .

أخدع نَفْسي . ستجدني في مملكة العشاق سَبِيَّةً ، وتلمحني في مدن الاغتصاب دميةً في مسرح للعرائس العوانس . إنني في الحب ملكةُ الفشل وراهبةُ الغبار المبتل بالدمع البرتقالي . هو وطني مات . ومات حبي الأولُ . فاتركْ قبري الأولَ يَسْبح في أجفان حطب يَذوب في شاي المواقد . واشكرْ راقصاتِ الفلامنغو اللواتي حَرَّرْنَ الأندلسَ . اسمحْ لي يا موجَ الدموع الجالس على صخور الشتاء أن أمشيَ في جنازتي ، وأَخرجَ من منفى الطوب الأحمر لكي أتزوجَ أزقةَ وحشة المطر الحمضي . أختارُ أسماء المدعوين في الاحتفال الوطني بمناسبة جنازتي كما يختار المشنوقون نوعيةَ حبال المشانق ونوعيةَ الذكريات . خذوا قفصي الصدري واتركوا لي سرطان الثدي أُرضِع سنديانةَ الألم تينةَ المستحيل . أظلُّ أدور في الشوارع أُؤسِّس مملكةَ العوانس ، وأنا إمبراطورةُ السَّبايا المشرَّدة لأن النهر المشلول يجلس على مكتبي .

خسرتُ البطولةَ ولم أتمكن من الفوز بالمباراة النهائية . إن ليلة الدخلة هي المبارة النهائية ، وأنا لاعبة مبتدئة ، وجثتي هي اللاعبة المحترفة . والراياتُ السوداء ترفرف على سطوح خدودي ، وثيابُ الحِداد طَلَّقَتْ عشبَ الصدى وتزوجتْ جسدي النحاسي الذي لا يَرِنُّ. كأنني أتصدَّق على الملكة فكتوريا ، والملكاتُ الفاشلات في الجِمَاع يفتتحنَ معرضَ الضحايا .

أنا وماما الفاتيكان دخلنا في نادي العنوسة والفشل العاطفي . هذه حياةُ المرابين غداءُ عمل مع الشيطان . لا تُخَيِّرْني بين ذكريات الشحاذين على الأرصفةِ وأحلامِ العوانس. لقد اخترتُ الإعدامَ بالكرسي الكهربائي كسراً للروتين . أُمٌّ باعت ابنها الأول لتطعم ابنها الثاني . كأنني أتعاطى كوكايين السياسة أو أفيونَ الذكريات العاطفية الخانقة .

قفزتُ في رومانسية ضباط المخابراتِ تفاحةً عمياء أُرتِّب أثاثَ عُزلة الفراشات حينما استلم الذبابُ سلطاته الدستورية . لم تستشرني ديانا في الزَّواج من دودي ، لكنَّ السناجب استشارت سجاني في تغيير الصور التذكارية على حيطان الزنزانة .

أرشيفُ الموؤدة هو البنية التحتية لعنوسة البحيرة ، والبنيةُ الفوقية للملل الجنسي . نبيع بناتِنا لرجال الأعمال وأمراءِ الحرب لنؤسس البنية الفوقية للصدمات العاطفية . وليكن المطرُ طريقاً للحلم . ماذا فقدنا يا أُمِّي في موسم هجرة السناجب إلى ضفائري المرمية في سلة القمامة ؟ . كيف أجد اسماً للورد لا يعرفه جلادي ؟ .

خذوا بقايا أنهار جنوني في أدغال سجوني ، ولا تتذكروا درباً رسمه نحيبي على أوراق سعالي . هذا الكابوس برتقالةُ المذبوحِين فاذبحني بين زهرتَيْن تصيران بسطاراً للجندي الراكض بين ليلة الدخلة ودستورِ لوردات الحرب. أكلتُ العارَ وشربتُ أنخاب الهزيمة . وقلاعي مقهى الفئران الطريدة . فيا أيها المخبِرون الجالسون على كراسي معدتي ، أنا الملكة المخلوعة ، فخذوا عرشاً يصير نعشاً للورد المسجون في نشيد الموتى الواقفين على طابور الخبز أو المنتظرين في سراديب البوليس السياسي . إن عَرْشي هو نَعْشي .

زَوَّجْتُ صَليباً لمقصلةٍ لتحسين النَّسل ، فَوُلِدَ حبلُ المشنقة مشلولاً جالساً على عرشي متوحِّداً مع بخار قلبي المفتوح لأنابيب الصرف الصحي . أنا وجارنا ضابطُ المخابرات وبابا الفاتيكان لم نتزوج لأننا نريد التفرغ لحوار الحضارات في محاكم التفتيش .

الملكاتُ العوانسُ ، والذكرياتُ العوانسُ ، والطابورُ الخامسُ العانسُ . إن دماء الشعب فياغرا لأن جارنا ضابط المخابرات عاجزٌ جنسياً . كأن حزنَ الوحل زيرُ نساء متقاعد في وطن متقاعد ، حيث الحاكم والمحكوم متقاعدان .

من عَرَق زيتونة الموتى إلى الموتى السائرين بين خِيام الغجر الراحلين . هذه حياةُ سناجب أحزاني ، فَخُذ اكتئابي هديةً في أعياد الحطب . وأكلتُ لونَ الورد ، وخبزتُ ذاكرتي المفتوحة لشظايا الحِبر . هذه أسناني حقلُ رصاص . وحبلُ مشنقتي قلمُ رَصاص . مطراً يَزور اليتامى كانت أظافري المرميةُ في الريف الدموي .

خذ كوخي طابعَ بريد على رسائل حبنا يا جسدي المنشور من مثلث برمودا حتى صفحة الوفيات. وامتد بيننا انقلابٌ عسكري صنعه الأطفالُ الرُّضع في معدة العشب المبتل بالجماجم . وكنتُ قرب جثث عائلتي تاريخاً للأحجار غير الكريمة بلا تاريخ .

إنها محرقتي هذه الأرض ثلاجة الموتى . ودمعي حبالُ غسيل أمام طابور الزوجات الخائنات في عواصم اغتصابي . فلا تنتظر مايكل أنجلو ليزرع كاتدرائية الاكتئاب في مناديل الوداع . لم يعد في دمي موانئ لاستقبال الملوك المخلوعين والملكاتِ الغارقات في دم الحيض . وطنٌ للموتى مات ، وأظافرُ البنات الذبيحات أظافرُ الماعز الجبلي الذي أضاع بوصلةَ جنون الأسر الحاكمة على بنكرياسِ البحيرة المسيَّجة بخاتم الخطوبة . حلمتُ أني أموت مسمومةً ، وأحلامي بطيخةٌ تتخذها السكاكينُ طاولةَ مفاوضات . إنني الذبيحة والمذبح . وآبارُ النفط هي أغشية بكارة السبايا .

الزواجُ مقبرتي، والطلاقُ مقبرتي ، والعنوسة مقبرتي. كيف الخلاص يا راقصات الباليه التائهات في كواليس المسرح كما تضيع الراهباتُ في كواليس الدَّير المتوحش ؟ . عدتُ إلى مستودعات الميناء الباردة بلا صيد ثمين أجرُّ توابيت القطط الضالة . والأُسَرُ الإمبراطوريةُ المقدَّسةُ تتشمس في ضوء شموع الجنازات البحرية .

هذا الكلورُ في مسابح الحطب يحرق مكياجي . فأنا صانعةُ مجد هذا الغبار . وفقراتُ ظهري علبُ سردين فارغة . حبي الأولُ سيكون أولَ رَجُل يَزور قبري . كنيسةُ الحزن جيشُ السبايا ، وبكائي مملكةُ الوهم . فلا أرى في عَرَقي سوى أهرامات دمعي . ولم أجد الملوك المرتزقة لكي يدافعوا عن أملاح دمعي . رومانسيةُ تزوير الانتخابات نشيدُ هذا الشوارع الموبوءة .

أتيتُ أيها الفجرُ الكاذبُ وفي جفوني تتزاوج السلاحفُ. والليلُ تفاحة الملكاتِ العاجزاتِ عن الحب الغارقاتِ في طابور الاكتئاب . فلا وطنٌ مَرَّ في مقابر السلاطين المهجورة ولا برقوقٌ عاش في فلسفة دموعي ، حيث الفياغرا تصير نشيداً وطنياً للمرفأ الوحيد . فَخُذْ منديلَ أحزاني خارج نفوذ مراكب الصيد بعد احتضار الصيادين في مساءات جبهةِ الرياح . فأصعدُ نحو ما تساقط من ذكورة أنوثتي . هذه أنوثةُ السنابل قوانينُ الطوارئ في حكومة الوحدة الوطنية التي لا تتوحد إلا على لحمي المنثور لبنات آوى .

لعيونِ جُروحِ الطرقات بلادي . وأحزانُ القش توراةُ الضائعين . في صدري أعوادُ المشانق ، وطلاءُ الأظافر حارقٌ فاحرقْني بالحب أو الكراهية . بلادي عمياء لا تُميِّز بين حبل الغسيل وحبلِ المشنقة . والأميراتُ العابثات بظلال الجيش المهزوم في صدمة الجنس حافياتٌ على سطوح القطارات البخارية . صَدِّقْ جنونَ حفار قبري ولا تنسَ موقعَ قبري على الإنترنت . نسوةٌ في براميل النفط منقوعاتٌ بالعار . وأحزاني أضاعتْ غشاءَ بكارتها في دهاليز الغيوم . إن احتضارَ التفاح مثل ضحكِ البطيخ ، كلاهما يغتصبني ، وأنا الوحيدة في السلك الدبلوماسي أو الأسلاكِ الشائكة على أسوار رئتي المفتوحة _ رغماً عني _ لضيوف الشيطان . الأثداءُ النحاسية لبغايا مدينتي الحزينة . إنني في ضوءِ زنازين برتقالةٌ . تحت جفوني أقمارٌ تجوع . والعطشُ اسم الكاتدرائية النازفة نملاً على أظافر ضحايا محاكم التفتيش . وهذا قلبي سكةُ حديد مهجورة ينام عليها الجنودُ الذين بالوا على أنفسهم في المعارك .

أُحِبُّ لكي أنسى الحبَّ. ضفدعةٌ أُصيبت في ليلة الدُّخلة بالمغص . يا من بِعْتم ذكرياتِ النسور لتشتروا حبوبَ الفياغرا ، وبِعْتم دموعَ الفراشات لتشتروا مضاداتِ الاكتئاب للجنود المهزومين . لقد بعتُ رموشي لأشتريَ حبوبَ منع الحمل لقطة جارتنا السجينة . وجمجمتي قلعةُ اللصوص ، وجثمانُ الغاباتِ هو سريرُ ليلة الدُّخلة لكل الراهبات المغتصَبات في ظلام الأديرة . وعرباتُ نقلِ الجنود تغتصبُ أرصفةَ لقائنا الرمادي .

أنا الدمارُ يا دماري . أنا الكراهية الأولى يا حبي الأول . يا صديقة الموتى في براري النعنع المشنوق . يا أحطاباً تتجول في ثلاجة الموتى . والحزنُ برقوقُ الإبادة خيمةٌ تمشي بين جُثَّتَيْن ، وتخيطُ أنسجةَ جروح المطر. إنني الناجحةُ في دخول الليل ، الفاشلةُ في ليلة الدخلة . وذلك الشفقُ المجروح طريقُ اغتصابي ، فَخُذْ أجفاني بعد وفاتي دستوراً لدولة البلوط البوليسية. وطنٌ للمومسات مات . فلماذا يركل لاعبو كرة القدم جماجمَ الصبايا في المكتبة العامة ؟ .

أيها الرعد ، أُعلن انتحاري أمام نحاس أعصاب رياح الخماسين. هؤلاء الموتى يتبادلون النكات الجنسية في ليلة دخول الحزن في سرير غرفة النوم . فهل ستحزن الأمطارُ الجالسة على شاهد قبري وهي تشرب النسكافيه ؟ . يا مذيعةً تلعب كاميراتُ السُّل بثدييها أمام الشعب الميت في الوطن الميت الذي يحكمه الجنرال الميت . قولي كم سِعْرُكِ ، كم ثمنُ نهود الكوليرا ؟ . ناديتُ على كوخي فلم يأتِ ، وَصَلَبَتْني الخرافةُ فصلبتُ قرميدَ المنافي .

بيعوا أعضائي في السوق السوداء ، ولا تنتظروا انتحاري لكي تنقلوا أعضائي لجسد الأنهار الخشبية . تَاجَروا بجسدي في حياة السناجب الشاهدة على إعدامي أمام الرُّتب العسكرية لبنات آوى . كأني أبيع الأسلحةَ النووية على إشارات المرور . ولحمي بلاطُ الزنازين . هذا انتحاري قصيدة كتبها الأرقُ ليتخلص من الاكتئاب . أنا مكسورةٌ كزجاج سيارات المرسيدس العابرة على جثامين السنونو . مِتُّ ملايين المرات ، وبقيتُ قرب جنون سكك الحديد ذبابةً عرجاء أكسر علبةَ مكياج . لماذا أتزين لاحتضار الغابات ؟ . لماذا ألبس قميصَ النوم في حضرة قطتي العمياء ؟ . لماذا أستحم باليورانيوم المخصَّب وأنا أحمل في أحشائي بويضةً غير مخصَّبة ؟ .

21‏/09‏/2011

موت لاعبة الشطرنج ( 3_ 4 )

موت لاعبة الشطرنج ( 3 _ 4 )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .

يا وطناً يسكب العسل على لحوم المشنوقين ، اشنقني. أنا ضوء الذكريات الإلكترونية المفروش على السجاد الأحمر ، ولستُ غيرَ سَبِيَّةٍ لجيش مجهول . أنا حديدُ الباستيل، والأرضُ حزبٌ سياسي من الخيول الذبيحة يحرق إسطبلات دمعي . خذني إلى معنى خيانة رئتي لأدرك إخلاص السجان للراتب الشهري ، وإخلاصَ النساء المغتصَبات لفترة الحيض . هذه رموشي الدامية ، ورأسي تفاحةٌ أمام فوهة البكاء. على جثةِ أَوَّلِ راهبة مُغتصَبة يضع رملُ البحر الحجرَ الأول في كنيسة الاكتئاب. عَلِقَ في حَلْقي فيلُ الذاكرة أو برميلُ النفط الأنثوي . لحومُ بنات القياصرة مفروشةٌ على سكك الحديد ، وقطارُ البلاشفة يعبر مشنقةَ سَيْبيريا . ها هو شعبُ الانطفاء صنمٌ يعبد صنماً بشرياً .

بين حزني الآلي وذكرياتي الإلكترونية أبني خِيامَ نصل مقصلتي أعلى من الجريمة المقدَّسة . دفنتُ إيليوت في الأرض اليباب . طلبتُ الطلاق من مقاعد الغيوم ، وتزوجتُ اكتئاب الضفادع التي تمص غبشَ الألوان على حيطان غرفة التحقيق فضعتُ . أنا الضائعة يا بلادي الضائعة .

تتبوَّل النارُ على النار . يا أيها الحزنُ البحري الذي عَلَّمَني اصطيادَ الأسماك بالمسدَّسات، إن الغزال الكهربائي يصطادني في براري السيانيد . لا تقلقوا يا إخوتي ، إن اكتئابَ الجيوش سيُحرِّر الأندلس. أبقارٌ ترعى الغنمَ في برلمان رُعيان الغنم. إن الشطآنَ تلميذتي الفاشلة في العلوم السياسية.

لن أرى وجهي في المرآة إلا إذا غابت النسورُ عن رفوف مكتبتي . لقد صلبتُ الصليبَ ، فلا داعي يا أدغال المجزرة أن تذهبي إلى عُرسي . سأتزوَّج ماما الفاتيكان ، فكيف أثق بجنون شواهد قبور الحِبر ؟ . والحروبُ الصليبية أَخذت الكنيسةَ أسيرةً . وورقُ الأناجيل يحترق في موقدة حجرة نوم الكاردينال البنفسجي . وقبل أن يأتي الغزاةُ ليسحقوا الشموسَ ، صلى ذلك الفارسُ الأندلسي العصرَ في الشَّفق ، وصُلِبَ متوضِّئاً أمام دموع راهبةٍ تَنتحر. لقد تجسَّد زنجبيلاً وبراكين . ورصفَ مستنقعاتِ القمر بعَرَق السكاكين . سائراً على خطى صقور قريش ، القتال حتى انفصال الرأس عن الجسد . لقد تجسَّد .

أهرب إلى النوم لكي أراكَ في منامي لأن جنوني هو سجوني . أُهنِّئ الموتى بزواج الليلك من دم البحيرات . ضفدعة دميةٌ محترقة في مسرح للعرائس الخشبية الغارقات في دم الحيض ، ومات في عَرَق جنوني النبضُ . أُهيِّئُ أثاثَ معدتي لاستقبال الحشرات . فشكراً للباعة المتجولين الذين يبيعون الجماجم أمام المحاكم العسكرية . تحت إبط الريح بطيخةُ القتلى فاقتلني بذكرياتِ البابونج . هائمةً في دماء جفوني ، والليلكُ هويةُ المنفيين في شرايين رقبتي الموزَّعة بين مقاصل الغيم وأعوادِ المشانق عودَ ثقابٍ في كوخ عشقنا المحترق . والريفُ إشارة مرور في مدن نزيفي .

بِعْنا الوطنَ لدعم الوحدة الوطنية . بصقنا على المرأة لدعم حقوق المرأة . قتلنا الإنسانَ لدعم حقوق الإنسان . إن الأرض التي فتحها الصحابة صار يحكمها رعيان الغنم ، ونحن قطيع الغنم بلا نبي يرعانا . لستُ أنا يوشع ليحبس اللهُ الشمسَ من أجلي . إنني حفرة المجاري النهائية . فاصعدْ نحو شتاء الأرامل سيفاً يمسكه الرعدُ الجبلي ويحزُّ به ضفائري اليتيمة ، وأنا اليتيمة داخل مسارات الموؤدة .

جفوني قصيدةُ الهلوسة ، ودماغي مملكةُ السبايا ، إنني سِبِيَّةٌ في زخارف القمر الكحلية ، وثيابُ الحِداد اسمُ أُمِّي في نشيد شواهد قبور اليورانيوم . هذه أنا ، لستُ امرأةً دلوعة ، إنني الملكة المخلوعة .

أصعد إلى رومانسية الكفاح المسلح . تاريخي يشنقُ تاريخي فصرتُ تاريخاً للرمل المشنوق في عيون البحيرات الاستوائية . لم أجد ليلاً تكدَّس على هاوية الحلم ، فَخُذْ بيدي نحو جنوني لأتذكر ورقَ الأمطار الأصفر في صحراء اللازورد . اكْتَشَفوا بئرَ نفط في صُلبان العَوْسج فاكتشفتُ في رئتي مصفاةَ نفط ، وصدري رمالُ خليج أكابولكو . أسرارُ الدم تَصْعد فتكون كرياتُ دمي كراتِ تنس أرضي. وما حزني سوى نشيد احتضار أخشاب دماغي. أُهيِّئ لجلود الأمطار تابوتَ الزنجبيل.

يا كل المخيمات الصاعدة من دمعي اللاجئ . والوطنُ تفاحةُ الموت . ارتمت الأحزانُ على صدري وماتت . وما زلتُ حزينة . فاحزنْ على أضواء الحزن على نصال المقصلة ، وكن نصلاً سائراً نحو أغنيتي . أنا أغنيةُ مَن مَرُّوا على الصليب الخديعة فخلعوا أنفَ النار. ولاعباتُ التنس الأرضي يشاهدون مأساة رموشي على سَرج حصان دخل في الشفق .

أدخل في معنى ما ليس له معنى لأنسى معنى صحرائي تنبح بين قضبان قفصي الصدري . هل آخذ إذناً من أنهار الحطب لأَزُور جثمانَ السنونو في الزنزانة الانفرادية . هي السناجب تقضم تضاريس خارطة أعصابي . فلماذا يأخذ الموجُ عظامي سكةَ حديد لنحاس أشجار الموتى السائر على خطى معدتي المنثورة للقطط الشريدة أرصفةً وقوارب غارقةً ؟ .

أنا البدوية المصلوبة على الصُّبار. زَوَّجَتْني القبيلةُ للشيطان لتحافظ على شرف العائلة والوحدةِ الوطنية لكنَّ وطني يموت . ولستُ بأكثر من فأرة تجارب في مختبَر مُعقَّم بالجثث الطازجة كالبارود النقية كملح الدموع البنفسجية . أنا المصروعة لأن الريح فَرضت الإقامةَ الجبرية على أعمدة كهرباء دماغي . أُقبِّل يَدَ الطوفان لكي يسمح لي أن أنتشل جثةَ أُمِّي في شتاء المذابح .

كأن الرمل فضَّ بكارةَ البحيرة. قميصُ نومٍ أحمر فارغ لكائنة دموية انتحرت . يا غرفة النوم ، إن العروس قد ماتت . لأن كرياتِ دمي حديقةُ طيور وَصَلَني حكمُ إعدامي عن طريق الحمَام الزاجل . تعودتُ على العيش في المقبرة التي يسميها الوهمُ وطناً فمزَّقتُ جواز سَفري وكرهتُ منفى الظلال . أُوزِّع وقتي بين المشانق والمقاصل كسراً للروتين . ويَزورُ احتضارَ الأنهارِ الشفقُ فاشفق عليَّ . هل أنتَ برتقالة الموتى لتدرك ملحَ المنفى الذي يستأجر عيوني في مآتم السنونو ؟ . لم أكترث بعزلة البحر خارج أظافر ثلاجة الموتى . وتناولَ جِلدي البوظةَ مع النساء المغتصَبات العائدات من مناديل الكستناء .

الجماجمُ حطبُ المواقد . والكوخُ الريفي بين كريات دمي مستعد لاستقبال العشاق العاطلين عن العمل ، فاحترقْ بالصدى تَكتشفْ صوتَ الضحايا خارج مذكرات الضحية . وأنا ضحيةُ اللوز . أرسلَ رملُ البحر ورقةَ طلاقي إلى شاهد قبري بالبريد الإلكتروني . والغرباءُ على مائدة المذبحة لم يستمعوا إلى دقات قلب العاصفة ، فاجعلْ حُبَّكَ لأعشاب الرئتين عاصفةً من التفاح المستورَد من جثث البحَّارة على أرصفة الموانئ أثناء عطلة عمال النظافة . ادخلْ في دم الإسفلت اخرجْ من إسفلت الدم . وبين وردتَيْن على جثمان البحيرة تتزوجُ بناتُ آوى . ولم أجد طيناً آوي إليه سوى ما تساقط من ذكورة تابوتي وأنوثةِ جبهتي .

سكاكينُ المطر تنام في سريري ، فكيف أتزوج صوتاً أَعدم صدى شراييني داخل حنيني ؟ . بحيراتٌ تفتح شراييني للرعد ، فيسقي أسماكَ حُفر المجاري دمي المعلَّبُ في جمجمة الحطب . وأنتَ وردةُ ثلاجة الموتى فاخفضْ حرارةَ مكياجي على نصل مقصلتي . ها هو الحزنُ يتقدم جنازةً لوقت السنابل . وأظافرُ القمح شعيرٌ نابت على حواف رقبتي . هل أُغنِّي للمشنوقين الجالسين على أزرار قميص الحقول ؟.

أخذت حفاراتُ القبور إجازةَ أُمومة. ومقبرةُ الحيتان الزرقاء بوظةُ رملِ الشمالِ رعشةِ الجنوبِ حزنِ الشرقِ جثةِ الغربِ . غَنَّيْتُ لأكسر عُزلةَ خواتمي وأُزوِّج ذكرياتِ الجيش المكسور لرومانسية الزنزانة الانفرادية أو فحولةِ الكفاح المسلح أو نعومةِ وجوه الغيم خارج منافي الحِبر .

في طحالي وردةٌ مسحوقة تحت بساطير الجنود فأخرجُ من دهان سجن دماغي إلى ألغاز المقصلة لكنَّ المجازر التي تمشي على سطوح جِلدي وطنٌ للغرباء العابرين بين عتمة معدتي وحبلِ المشنقة على سطوح القطارات . حبلُ الغسيل على سطوح جثث الأرامل . وَرَّثَني الغبارُ البرتقالي جيناتِ اللجوء السياسي فأضعتُ خيمتي . بَيْني وبين جنوني زواجٌ مُؤَبَّدٌ ، فكيف الخلاص يا كل العابرات في نحيب الشعير الزئبقي ؟ .

كيف يَزورني الليلُ وقد التهم كوخي الطوفانُ ؟. فلم يبق على أرضية بنكرياسي غير سجاجيد أنوثة الغابات المحروقة . لماذا فاز الجنونُ بضفائر الأرصفة ؟ . إن لم تُصدِّق رموشي على رفوف برتقال البازلت فَصَدِّقْ جثماني على أغصان النيازك . بلادي بطيخةٌ على طاولات الغزاة . وأنا البائعة المتجولة في مخيمات قفصي الصدري أبيع حزنَ الشوارع على إشارات المرور ولا أَمُرُّ . كأني أَمُرُّ بين مذبحتين قطةً تتبختر في الزمهرير ، والضحايا يتساقطون مثل مكياج العوانس .

وأرملةُ الإسفلت تنتظر ميناءَ المناديل المنسية على الرصيف. يا أُمِّي ، كيف كان شعورُكِ عندما وَأَدني أبي ؟. ما جنسية الرمل الذي مَرَّ على أجساد العبيد تحت شمس يَثرب ؟ . وكلُّ حُفرةٍ مكياجٌ للغريبة . دخلتُ في عنوسة الأدغال تاريخاً يشطب تاريخي، وجهاً يخلع وجهي. وأعضائي متورطةٌ في حرب أهلية بين شراييني . والليلُ يدخل في تعاليم العوانس. كلُّ عضو في جسمي ذهب في طريق . فَاسْأَلْ غبارَ عمودي الفقري أيها النسيان : لماذا جثة المطر مصلوبةٌ على الحيطان ؟ .

لا حِبرُ المجرات يسقط على ليمونة الأسرى ولا وردةُ الفيضان تتزوج أظافرَ الشمس الراحلة . اكتشفنا مقصلةً بطعم النعنع ، ولمحنا مجزرةً بطعم المانجا . أَحْضِروا دستورَ الوحدة الوطنية لتتوحد الفئرانُ على جثث الفقراء . إن دمي الملوَّث بثلاجات الموتى يُنظِّف الشوارعَ القذرة . هذه الأزقة العمياء الصارخة في عروقي تنادي على الجليد . لا حياة لأعمدة الكهرباء بلا حُفر المجاري . فَكُنْ يا حُزني مَلِكاً على طحالي لأكون ولي العهد في الدولة البوليسية . امرأةٌ في عَرَق حقول الشوفان تغار مني لأن حبل المشنقة اتَّخذني عشيقةً دائمة . والملوكُ العاطلون عن العمل يتزوجون احتضارَ الجواري على نصل مقصلة البابونج .

دهنتُ مشنقتي بالخوخِ ولحستُها فصارت دروبُ جنازتي ملتقى العشاق الخونة ، ومؤتمرَ الأكاسرة العاطلين عن العمل . دَخَلْنا في رومانسية الكفاح المسلح . أجفاني تحرقُ أجفاني . بلادي امرأةٌ مُغتصَبة ، وذكرياتي فراشةٌ ضيَّعت غشاءَ بكارتها . قليلٌ من الرومانسية الخام، كثيرٌ من الكفاح المسلح . وفي طرقات أوردتي حروبٌ أهلية ، ولم يعد هناك أهلٌ للغرباء العابرين في ضوء الشظايا . عظامي مملكةُ الوسواس القهري ، وأحزانُ الزَّبد مشعوذةٌ تتبختر في مجزرتي .

20‏/09‏/2011

القوة الدافعة للنص الشعري

القوة الدافعة للنص الشعري
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
جريدة العرب اللندنية 19/9/2011

مما لا شك فيه أن عنفوان التحولات المجتمعية في عوالم القصيدة يدفع باتجاه مزيد من الانسجام بين جزيئات اللغة المتأججة . وأيضاً فإن مفاهيم بناء المعنى الشعري تدفع باتجاه توليد تطبيقات إنسانية داعمة لتكامل الوعي بالذات ومحيطها. الأمر الذي ينقل النص الشعري إلى العالمية ، ليس بالمعنى الجغرافي فحسب ، بل أيضاً بالمعنى الفكري التثويري . وإن عالمية النَّص تستلزم أن يكون مستوى الوعي الفكري والعملي ضمن منهجية محددة السُّبل والأهداف لئلا تغرق الكتابةُ الشعرية في جدليات النفي والنفي المضاد، والتي تؤثر على مستويات الأبنية المعرفية في جسد المجتمع وكيانِ الأبجدية .

والنواةُ المعرفية للقصيدة _ بكل امتدادها الجوهري والشكلي _ تستمد شرعية وجودها واستمرارها من القدرة على طرح أسئلة مستقبلية دائمة البحث والتشظي. وبالطبع لا بد أن تكون الأسئلة طموحة تكشف أهميةَ الدلالات البشرية في التعامل مع العناصر الثورية للكلمة ذات الجذور الاجتماعية المتمردة على القوالب الجاهزة التي تروجها أيديولوجياتُ القمع السياسي في المجتمعات المكبوتة . فالأسئلةُ المركزية التي لا تستسلم هي القوة الدافعة للنص .

وكما أن احتكاك عظام الإنسان يُولِّد الحركة ، فإن احتكاك القصيدة مع عناصر المجتمع الواقعية والخيالية يُولِّد حركة أبجدية التغيير في أوصال الجماعة البشرية . وكما أن الاحتراق في محرك السيارة يُولِّد الحركة ، فإن احتراق المستويات الشعورية في قلب القصيدة يُولِّد حركة الثقافة الشعرية في مسارات الفكر الإنساني الطامح للتغيير وانتشال المجتمع من مأزقه الوجودي الحاد . ووفق هذا المنظور يتجذر الاحتكاك والاحتراق كقوة دافعة للمجتمع، تنطلق من كيان النص الشعري ، ولا يمكن إيقافها ، ولا يمكن رسم حدود لها ، لأن القوة الدافعة هي اشتعال متواصل ومنضبط ضد الانكماش والفوضى .

إن الكتابة الشعرية هي نقد النقد . إنها القوة التحليلية للتساؤلات المصيرية التي تتعامل مع الإنسان بوصفه صانعاً للأحلام وحاملاً لمشعل الطموحات الإنسانية المندفعة. لكنَّ درب القصيدة نحو اكتشاف قوة التغيير الإنساني ليس مُعبَّداً بالورود . فالمحاولات الثقافية الرامية إلى تنقية العقل الجمعي والوجدانِ البشري الإبداعي من متواليات الفراغ ستصطدم بالسُّلطات القمعية التي تُرغِم الشعبَ على الرقص وفق إيقاع واحد. وواجبنا تجاه هذا التحدي أن نوجد زخماً فكرياً مبنياً على ثورية اللغة الناقلة لتدفق الأحاسيس والرؤى . وهذه المحاولات يجب أن لا تنحصر في دائرة رد الفعل ، بل علينا نقلها إلى أنساق الرؤية الشاملة لمصير الرمزية الثورية الذي ينحت في القصيدة رؤيةَ المعنى وآفاقَ اللفظة .

وهكذا تبرز الفلسفة الكامنة في الأفق الشِّعري كدليل جديد على قدرة الأسئلة المصيرية على توليد حيوات متجددة . ومن هذا المنطلق فإن الشاعر _ في حقيقة الأمر _ لا يموتُ، وهو متواجد عبر الحقب الزمنية المختلفة وفق مسار متواصل لا ثغرات فيه، لأن نهاية جسد الشاعر بداية جديدة لروحه ، وموته _ بالمعنى المادي الظاهري _ يُعطي حياةً جديدة لقصيدته . فالشِّعرُ قادر على توحيد الزمان والمكان في كيان واحد، وهذا الكيان يتحد مع الشاعر ليُكَوِّنا كائناً حياً خالداً لا ينتهي ولا ينفصل.

وسوف نؤسس ثورةً اجتماعية حقيقية من خلال توظيف الاستعدادات الفلسفية لفهم طبيعة الزمكان ( الزمان / المكان ) وعلاقته بالقصيدة القادرة على جعل الزمان مكاناً ، والمكان زماناً . وذلك لأن القصيدة وعاء ضخم يتفجر فيه الزمان أو يقف ليحبس أنفاسَه ، ويتحرك فيها المكانُ ليُلامِس طبيعةَ الإشارات الفلسفية لقوة الرمز المعبِّر عن كينونة الإنسان وأحلامه القريبة والبعيدة.

19‏/09‏/2011

موت لاعبة الشطرنج ( 2_ 4 )

موت لاعبة الشطرنج ( 2 _ 4 )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .

وأميراتُ أوروبا قدمن استقالتهن من الأنوثة لماما الفاتيكان. صعود المكياج على جثث جواري الملوك المخلوعين. تعلمتُ أبجدية جلي الصحون من مطر الجروح العتيقة . كلُّ ما حَوْلي يراقبني . أمعائي دولةٌ بوليسية. كأن أُمِّي ضابطةُ مخابرات . ووالدي سجانٌ عاطفي . ومخدتي تتجسس عليَّ . أحمل على ظهري أدغالَ الحزن الملوَّث بالصدمات العاطفية، وكلُّ الطيور المهاجرة تصلبني في طريق عودتها من شراييني البلاستيكية . ديمقراطيةٌ على مقاس زواج المتعة .

لا تخذل امرأةً مخذولة ، ولا تجرح امرأةً مجروحة ، ولا تذبح امرأةً مذبوحة . فادفن امرأةً ميتة في نخاع عظم البكاء . أنا موؤدة منذ ولادتي وانتظرتكَ لكي تحييني . أخذتُ إجازةً من الأحزان لأقضيَ وقتاً في الاكتئاب . هذا العارُ يصنع من ضفائر الراهباتِ صليباً ترسمه أنَّا كارنينا على صدرها قبل انتحارها وولادةِ الضفادع في السم الملتصق على بوابات قفصي الصدري . ولا أقواسُ نصرٍ حول رموشي ، ولا مساءاتُ القش تتزوجُ بطيخَ هلوستي . حتى كرياتُ دمي تتجسس على نبضاتِ قلبي الشريد .

لم أساعد زوجةَ السلطان في غسل الصحون . بعد رحيلكَ صارت حوافُّ رئتي أكثرَ خشونةً ، ومرآتي أكثرَ وحشية . أُعطي للقطط الشريدة حقَّ تقرير مصيرها في آبار ثلاجة الموتى. تزوَّج المرأةَ التي رأت دموعكَ ، ولا تتزوَّج الحزنَ في عينيها . الانقلابُ العسكري علاقة غرامية مع أظافر البحيراتِ . أجفاني مملكةُ اليانسون فاشربْني بعيداً عن الأفيون . وطني مصلوبٌ على جسدي ، وأنا مصلوبةٌ على صهيل النار . مطرٌ ناعمٌ على جلود المشنوقين الخشنة .

إن الراهبات وضباط المخابرات زملاء في الاكتئاب . أنا الوريثة غير الشرعية لشرعية أحزان الراهبات . وأجفاني هي الوريثة الشرعية لدستور الزنابق الذبيحة . المايسترو مشلولٌ ، فسقطت العصا . أنا مكسورة عاطفياً ، ورجالُ الأرض عاجزون عن ترميمي .

كان من المفروض أن نُعلِّق على حبل الغسيل جماجِمَنا لكي تتشمسَ كرياتُ دمائنا المهجورة في شتاء المجازر . أنا دائرةُ مخابراتٍ متنقلة ، وملكةٌ مخلوعة ، وحزبٌ محظور ، وكوفي شوب للأرامل . إن عرشَ الحاكم بأمر الشيطان كرسيٌّ كهربائي سَيُعْدَمُ عليه . إن شهوتي الجنسية ورقةٌ محروقة ، إذا لعبتُها أكون قد قامرتُ بحياتي . أستغربُ أن يُحِبَّني أحدٌ ، فأنا شخصياً لا أحب نَفْسي . ولو كنتُ غَيْري لما نظرتُ إلي . ضباطُ مخابرات مبتدئون يجلسون على جمجمتي في مطاعم الوجباتِ السريعة .

هذه أنا . ضفائري مشنقةٌ في أعلى سقف ليلة الدخلة مركزيةِ الدموع . ولحمي منثور في سيانيد الحقول . وعمودي الفقري سريرٌ للديناصورات في موسم بياتها الشتوي . وخدودي كوفي شوب للطيور المنبوذة في موسم هجرتها إلى هلوستي . كأني أبكي على صدر سَجَّاني ، والسَّيافُ يناولني مناديلَ الشوك لأمسح قطاراتِ دمعي السُّكري .

سَكِرْتُ بأملاح الدمع . وكوكبُنا مقبرة المعنى . فكيف أتجول بسيارتي المرسيدس بين جثث الفقراء والأرامل ؟ . كيف أتزوج الإسكندرَ المقدوني والعوانسُ حول جثماني ينتظرن الخاطبين في عتمة مرايا الغرف المجلَّلة بالستائر الرمادية ؟ . كيف أضع التاجَ على رأسي ونحيبُ النساء يقضم خلايا دماغي ؟ . كيف أمشي على السجاد الأحمر أمام جيوش السبايا والأطفالُ لا يجدون شيئاً ينامون عليه سوى صفائح جماجمهم ؟ . كيف أضحك أمام الكاميرات والراهباتُ يتزوجن الدموعَ في سراديبِ الكنيسة ؟ . كيف أدافع عن حقوق المرأة وأبي قد وأدني في رمال يَثرب ؟ . كيف أتزيَّن في ليلة الدُّخلة ورأسي مقطوعةٌ تدور كالمروحة في سقف غرفة النوم ؟ . كيف أنتظر ابنَ عَمِّي لينزلني عن ظهر الفَرَس وأُسْرتي مصلوبةٌ على أعمدة الكهرباء ؟ .

على رموشي تقفز أعوادُ المشانقِ كالسمك المنفي كالديناصوراتِ المجرَّدة من جنسية السبانخ العارية من جواز السفر . في وديان جفون الصحاري تغدو أبراجُ الكنائس شواهدَ قبورٍ وحيدة ، والليلُ وِحْدةُ المجروحين خارج سدود الصدمات العاطفية . فاصطدمْ بالأرق يا أرقَ جبيني حفاراتِ خدودي داخل تفاح المجازر .

أنا الملكة المخلوعةُ . وعرشي هو الكرسيُّ الكهربائي . والإعدامُ دستورُ عظامي. وَفِّرْ لي دعماً لوجستياً لأدخل غرفة الإعدام واثقةً من نظافة حبل المشنقة . وَفِّرْ لي غطاءً دولياً لأدخل في هلوسة مقصلتي واثقةً من لمعان النَّصْل . كوكبُ الأرض طاولةُ قِمار وكلُّ الأوراق عليها محروقة. تاجٌ لهذه البدوية الراحلة في أمطار الفجر . فليكنْ شجرُ المقاصل رَجُلاً أضع على صدره رأسي وأبكي حتى يخرج الديكُ من جِلْد الليل . كأن أحد زعماء المافيا الإيطالية يعشق راهبةً في أحد أزقة ميلانو. فاصنعْ من جلود الخيول الميتة دستوراً لإسطبلاتِ انتحار المعنى .

دخلتُ في ممالك الأرق . عقاربُ الساعة مسامير على حيطان نخاعي الشوكي . ورموشي زنزانةُ مضادات الاكتئاب . جثامينُ الفقراء ملتصقةٌ على زجاجات العصير أو زجاجِ سيارات المرسيدس . والخدودُ الضامرةُ مرايا أحزان شتاء مصافي النفط .

حلمتُ أني سأموتُ مسمومةً . لم أعرف الوجوهَ التي تمشي في جنازتي ، ولن أكون تحفةً تحت نافذة الكاتدرائية . ملحُ خبزي الجائع يتزوج ملحَ دموعي العطشى فهل سأموتُ غريقةً لكي يتزوج ملحُ المحيطات جفوني الكلسيةَ ؟ .

على جثة راقصة عمياء ذبابةٌ تتزوج صدى البنادق وتُطلِّق اسمَ المطر . وفي لون النيازك طفلٌ يحمل على رموشه البلاستيكية جثةَ أُمِّه الفسفورية . طحالبُ على قميص نوم السجانة . أكلتْ عمودي الفقري الكلابُ . خيانةُ الأصدقاء لها مذاق القش المذوَّب في ليمون المجازر . اذكرْ دماء عائلتي على سطوح القطارات ولا تنسَ وجهاً تمر عليه أشعةُ الدبابيس كضفدعة غَرِقتْ في كوب يانسون. هل تذكر غضاريفَ عمود الفقري البلاستيكي وهو يَذوب تحت شمس مساءات الدمع ؟.

تزوجتُ نَفْسي وقضينا شهرَ العسل في قفصي الصدري . هذه ورودُ خدودي المسمومة تهاجر من الزنازين الانفرادية إلى الإعدام بالكرسي الكهربائي . وأنا زنزانتي . فَخُذْ عِظامي مسحوقَ غسيل ، واغسلْ أكفاني في شمس المذابح لعل دودَ وشاح الأرملة يتزوج جثةَ البحَّار الباردة .

كلُّ كريات دمي دمىً محروقة في مسرح للعرائس العوانس . أخرجُ من جِلد الليل حافيةً . وفي نخاع عظمي مسامير البرتقال . هذه ليلة الدخلة تفاحةٌ على الصليب. قد رأى جنونُ رموشي تحوُّل رعيان الغنم إلى آلهة .

كُنْ محايِداً بين سكاكين تمص كحلَ جفوني وكرياتِ دمي البيضاء . ارمِ عمودي الفقري للكلاب . انصبْ خيمةَ اليانسون في كوب شاي المنافي . فابدأْ بدأتُ والليلُ بوابة المقتولين . يا أُمَّنا الأرض التي وَأَدَتْني . أنا الموؤدةُ على صَدر أبي المصلوبةُ على صدر أُمِّي . فهل أُزوِّج شجرَ أدغال الدمع لفرشاة أسناني ؟ .

سلامٌ للموتى الذين يرمون جماجمهم إشاراتِ مرور لموكب الأميرات السبايا . لم أفرش عظامي شَعراً مستعاراً للبطريق . وأبوابُ الكنيسة حِبرُ الفطر السام . لا تخجلْ من ضفائري المرمية في طرقات اليورانيوم . إن الغرباء ينشرون الغسيلَ الجاف على أعصابي المبتلة بالقهوة المذبوحة . فانتظرْ مطرَ الكلمات الحارقة على جلود المنفيين في خيام عَرَقي . ومررتَ كي تمر فينا الذكرياتُ فلا تتذكرني. لماذا تتذكر وجهاً في الرعد فتميل الذكرياتُ نحو بوصلة بحَّار ذبيح لم يبق على رموشه سوى منديل أرملته ؟ . نحو برقٍ يمر في حِبر القصيدة تمشي سياراتُ عظامي في الفجر الدامي .

وشوارعُ معدتي حلبةُ مصارعة الثيران بعد موت الثيران وتقاعد المصارِع . فصرعتُ نفسي لأتزوجها. فلم أجد المخبِرِين لكي يرقصوا في عُرسي مأتمِ شموسِ الإبادة ، ولم أجدني في فستان العار لأني أنا كعكة العار النهائية ، والبجعُ الراقص على قبري شفافيةُ ثياب راقصة الباليه حينما تغيب شفافيةُ الحكومة على جدار انتحار الشعوب في الزنازين الانفرادية الإلكترونية . أنا من تعبرُ مركباتُ الجنود على جدائلها ، وتُلْقَى مخلفاتُ الجيوش المهزومة في مستودعات طحالها .

أرجوك يا حزني ، لا تحزنْ عليَّ . يخبط دمُ الراهبات في زجاج ناطحات السحاب . تخبط الضفادعُ في منافي الدمع . جسدي مطبخٌ بعد انتهاء الحفلة . ذبابٌ مزروع تحت إبط الشمس . فلا تكن أيها الشعيرُ ناقداً أدبياً فاشلاً في شوارع الأنوثة . إن ذكرياتِ الحشرات أبقارٌ في حظيرة الدموع . أنا وحدي مَن مشيتُ في جنازة البحر الميت .

فلتكن أجفاني زجاجاً يكسر أدغالَ الأصنام ، فأنا الأرصفة النيئةُ والمدنُ الكئيبةُ والسجونُ الحبيسة. اترك استراحةَ لحمي المحارِب بعيداً عن الملكات السبايا المحارِبات في فراش الزوجية . أيتها الأميرة المثقفة في سوق النخاسة ، إن أهلكِ باعوكِ لمن دفع أكثر . لكن هدوء الخلفاء بعد الجِمَاع لن يحميهم من الانقلاب العسكري . وشوارعُ الكابوس فِطْرٌ سام . بَدْو رُحَّل يبيعون رمالَ الشَّفق على إشارات المرور ؟ .

هكذا ينهمر حليب الراهباتِ في حفر المجاري بعد اغتصابهن في سراديب الدَّير . أكتافي إسطبلاتُ الخديعة . وقلبي مرزعةُ خشخاش . هل أدخل في نشيد الاحتضار أم أكسر ظلالي احتجاجاً على انتحار حواجبي ؟ . لا أريد رموشي المكسورة المرمية تحت أقدام الجيش المكسور العائد من ألوان الرايات المكسورة . أعصابي صارتْ زجاجةَ شمبانيا مكسورة في مرقص الوحدة الوطنية . فيا عطرَ المهرِّج ، متى سَتُفْرِجُ عن رموشي في سجونكَ الإلكترونية ؟. متى ستبيعني في سوق النخاسة سبيةً بعدما بعتَ الوطنَ في السِّيرك ؟ . هذه مشنقتي أستاذتي في الكيمياء . وغرفةُ الإعدام بالغاز عَلَّمَتْني جدولَ الضرب .

إن ليلة الدُّخلة زنزانتي الانفرادية . ورموشُ النباتات حربٌ أهلية بين كريات دمي . كأنني شرطيةُ سَيْر متقاعدة أمام موكب الملكات السبايا . أنتحل شخصيةَ النهر ، وأطلب الطلاقَ من دم الرمال. وهذه راقصة الباليه تفتتح كازينو الوحدة الوطنية . فلتكن زوجي لأَشنق الحزنَ في عينيكَ، وأكسرَ ألوانَ زجاج الكاتدرائية . إن حزني قد صعد على جثة الأمطار . ما هذا العالم المجنون ؟ . إن نباحَ الغابات أكثر عدداً من جواربي . وأمراءُ الحرب أكثر عدداً من سعال الكلاب البوليسية .

يا مُعَلَّقةً على الصليب ، متى تكسرين الصليبَ ليرتاح العبيد في درب الهجرات ويقضي أطفالُ الزنجبيل شهر العسل في منافي الحليب ؟ . هذا نعشُ البحيرة تجرُّه الكلابُ البوليسة . والقياصرةُ فئران الذكريات . ودفنتُ آلهةَ الأعراب في صحراء القمر ، وارتديتُ الزي العسكري للجيوش المهزومة حِداداً على موت النهر. وجماجمُ السلاطين تتدحرج على رقعة الشطرنج.

انتهت لعبةُ الوحدة الوطنية ، ومات الوطن . فارقصن يا راقصات الباليه على جثث الشهداء. نحن قطيعُ السبايا ، والراعي مصلوبٌ على أعواد الثقاب على حِبر دستور الخيانة. نسينا رجالنا في المقابر الجماعية، وصارت النهودُ الملوَّثة بكبريت حرية المرأة تقود قطيعَ الغنم . ما رقم الحفرة التي دفن النخيلُ فيها الرومانسيةَ ؟ . إنني واقفةٌ على الرصيف . والنخيلُ يمشي إلى المئذنة . اكتشفتُ الجيناتِ الوراثية للعوانس لمحتُ الحمضَ النووي للمشانق لمستُ جيناتِ المقصلة . أنا الاكتشاف الأرجواني تحت أشجار المذبحة . والمراعي تتخذ من حنجرتي إسطبلاً لخيول الخليفة .

18‏/09‏/2011

موت لاعبة الشطرنج ( 1_ 4 )

موت لاعبة الشطرنج ( 1 _ 4 )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .

فلتمتْ قرب مَوْتي لتعرف كَم سأبكي عليكَ . أصير ملكةً على عرش الصدمات العاطفية نشيداً وطنياً لإمبراطورية العوانس . ونخترع نشيداً للبجع في دروب هجرتنا إلى قلوبنا النائية . قُل إنكَ دمُ البحور، وضَع استقالتكَ على مكتب النهر، ولا تُدِر ظهركَ للطوفان يأتينا من قلوب الإوز المقلي بماء العيون . نحو موتِ الأغنياتِ في ذكريات الصبايا الواقفات على بوابات حنجرتي تمشي أدغال دمع بناتِ طروادة ، فلماذا يبكي الموتى على الموتى؟ .

لم أعد غير سَيْلٍ من أغاني الرعاة . والمزاميرُ مطرُ الجراحات الطازجة . هذا جواز سفري موؤدة تشرب الترابَ ، وتحتسي كوباً من الهديل الساخن . كأن هاويةَ الياقوت فضةُ الغرباء ، وأنتِ الغريبة يا رئتي في مدني السجينة . معدتي الحزينةُ ، والدمُ المخملي ، والسُّمنةُ في سجاجيد الراكضين في الأغاني الراكضة . نسوةٌ للضياع في دستور الإبادة ، أُفتِّش عن أنفي بين أعضاءِ السجيناتِ ، وأدور في أرض المعركة أبحث عن جثتي المنسية بين أسئلة الجثث .

حينما تدق بابَ قلبي أمطارُ الجثث المقلية أكسر بابَ سجني وأخرج إلى الزنزانة . للموجِ الغارق في حنجرتي ضوءُ المشانق النهائية . وَقَفْنا في بداية المقصلة ، وكانت الجثامين تتطاير كرسائل العشاق العاطلين عن العمل تحت جسور الإبادة . نحو الضوء يسير ضوء حكومة اللصوص الديمقراطية . أكفانٌ في آخر النفق . فلتذهب مطراً يحرق صفائحَ رئتي . كيف أضحكُ ودبابيسُ الحلم تمصُّ حنجرتي في المدن الكئيبة ؟ . بلادي امرأةٌ في أحضان زوجٍ تكرهه . ستنمو على جثتي الغاباتُ القرمزية . وقفتُ على قبر الصنوبر في طريق الشمس . إن حبل المشنقة هو الرجل الوحيد في حياتي .

كنتُ الظل يوم ماتت ظلالُ حقائب المسافر . بعيداً عن الذاكرة يا أمي نلبس منفى هزائم أبي، ونرحل باتجاه الصهيل. ابق حيثُ أنتَ يا قلبي. لا تتقدم تفاحاً للجائعين لا تتأخر برتقالاً للعطشى .

يعصرني الندى الرخامي فيأكلني الليمونُ الناري لأني وردةُ الجنازة السائرة نحو الجنازات الجديدة . كأن غبارَ العابرِين يُعلِّق اكتئابَ الراهباتِ أجراساً للكنيسة . تخرج من الانطفاء وتمضي نحو عالم يحترف الانطفاء . فلتمتْ إلى جانب انطفاءاتِ الكون . ولا وجهٌ للمطر سوى البندقية ، ولا بندقيةٌ لوجوه اليتامى سوى ظلال القمح . فكن بين القمح والشعير خَوْخاً محايِداً . فلتعقدْ بين التفاح والبرتقال جولةَ مفاوضات ، وخُذ شعباً من الأغنام يحمل أشلاءه على ظهر سمكة قِرش ، ويغازل رمالَ المحيطِ طاولةَ مفاوضاتٍ إذا تقاعد النجارون أو ذهبوا يَجْمعون سوسنَ الاغتيالاتِ .

كن نزيهاً كالعاهرة التي لا تأخذ أكثر من أُجرتها . وحينما تمر الأسلاكُ الشائكة في عيون العوانس سأنتظر تعاليم الجراد خلف الزجاج المبتل بدماء الضحايا. كن الضحيةَ الصامتة لكي تنجوَ من شوارع المجزرة . خذ احتضارَ شجر بيروت سريراً للأنهار واتركْها تَنَم لئلا يسمع الجنودُ صراخَ زوجة الرمل قرب موعد ولادتها في شمال موتها . لكن الجنينَ زهرةُ الصخور البعيدة . هوايةُ الرياح في جمع السبايا كهواية جارتنا في جمع العملات النادرة .

وآلهةُ الأعراب يصنعون من ضفائر البناتِ المغتصَباتِ حكومةَ وحدة وطنية . اسرق الشعبَ وكن أنتَ الشعب ، فلن تكون أَوَّلَ لص في الوطن الجميل ولا آخر لص . واخترعْ حكومةً رشيدة من اللصوص الشرفاء . فلا ربطات العنق هدنة الماعز ، ولا مكاتب البوليس السياسي وطن الضحايا . اخترع أسماءً جديدة للضحايا ، وارمِ اسمكَ في قائمة البحر فإذا قرأت الحيتانُ الزرقاء اسمكَ ستعرف أنكَ مررتَ ذات مساء على نعش أُمِّكَ في قاع المحيط عندما جفَّ الماء .

سأضع عقاربَ الساعة في حديقة الحيواناتِ . أشدُّ البحيرةَ من جدائلها، وأقول للسنجاب الواقف في طابور الخاطبين : (( هذه دمائي المسفوحة في شوارع السُّل ، تَزَوَّجْها بلا عُرس يحضره القرصان ، ولا حفلة جماجم يرقص فيها الياقوتُ )) .

إن سعالي بصمةُ غزلان المنفى . تعلمتُ من البنادق رومانسيةَ الأدغال . زَوَّجْتُ التفاحةَ للبرتقال . سَتُفَتِّشُ في جوارب الفيضانِ عن دلافين الذهول . يا أسماك القِرش السابحة في شراييني، ارحميني. خذي دمائي علبةَ ميكاجي ، واتركي أعوادَ المشانق أو دهشةَ نعاجي . لم أركض حول أكفاني يوم مرَّ الهديلُ على ضفائر العاصفةِ . أقول للموتى انتبهوا لموعد القطار لئلا تفترس دمعَ الأرامل دهشةُ مفاجأة الطوفان .

دخلتُ في بريق أشجار الحِداد . إنني موظفة في مكتب جباية الضرائب في مملكة العوانس . أدخلُ في موسم المجازر. الكونُ نعشٌ ، والجثثُ حَوْلي تتطاير كرومانسية الحمَام الزَّاجل . أخجل أن أكون وردةَ الأنوثة ، وأقدامي في مقبرة أنوثة الأرض . أنا دجاجةُ الرماد أعيش حلاوةَ الروح، وأغرس أوتادَ خجلي في وسادة الماء ، فاتركني _كالضفدعة _ عاريةً تحت أوحال سيارات الجيب العسكرية . كنتُ رومانسيةً أكثر من اللازم ، فلم أُصدِّق محاولاتِ خاصرتي لقلب نظام الحكم في أجفاني. لم أعرف أن وطني هو سَجَّاني، وأن حارسي الشخصي هو قاتلي. هجرةُ الحشرات إلى تمثال الحرية ، ولا تمثالٌ ولا حرية .

لرمالِ الكواكب مذاقُ الموج ، فابدأْ نهايةً للسفرجل في مستودعات جثث الميناء. تقول للبحر إنكَ زوجُ البحيرة . هل يُصدِّقكَ الرمادُ بعد تقاعد النار ؟ . أَجِبْ عن أسئلة القتيلة في الحديقة الخلفية لسرطان الرئة . بيننا قراصنةُ الشَّفق يبيعون المحيطَ الأطلسي في المزاد العلني، فاشترِ لي هرماً بمناسبة عيد زواجنا من هلوسة الشموع المطفأة . لستُ سونيا غاندي لكن حارسي الشخصي أَطلق عليَّ النار . وَحْدَها قطة جارنا من تحتفل بعيد ميلادي .

أحبكَ وأعرف أنكَ قاتلي ، فهل أنا أذكى من دم الفراشات على حبل الغسيل أم أغبى من ارتباك السجان أمام برودة أعصاب الضحية ؟ . أيتها المصابةُ بالوسواس القهري سترتاحين حينما يعبر موكبُ جثمانكِ أمام عدسات المصورين، كالأميرة ديانا على مذبح العشق البنفسجي ، كدماء أرامل الجنود الألمان في برودة نهر الفولغا . إنني أَشْرح نظريةَ الأعشاب في تبرئة الدماء من قتل شطآن الخوخ الحارق. وتظل العوانسُ خلف زجاج القطاراتِ في انتظار الرِّجال الجالسين على شواهد القبور .

أَسُدُّ الفراغَ العاطفي بالكفاح المسلَّح . وطني جرَّدني من كل شيء ، أخذ مني المنفى ، فلم يَعد للموقدة جَوازُ سَفرٍ يسافر في حطب الرئة الديمقراطي . أحرق أنهارَ الماريجوانا في طحال الفضة ، لكن غاباتِ العشق تحترق في رئتي اليمنى ، وتظل اليسرى تتفرج عليها . أُخطِّط للحب كما يخططون للانقلاب العسكري . أمنيتي أن أجد أحداً أبكي على صدره غير سَجَّاني . إن عيونكَ يا جلادي العزيز كنصل مقصلتي ، كلاهما يَلْمع في موانئ شراييني الهاربة من بحيراتِ الماريجوانا . إن ليلةَ الدخلة غرفةُ الإعدام بالغاز . وحفلةُ زفافي إعدامٌ بالكرسي الكهربائي .

رائحةُ جدائل الراهباتِ في صيف المشانقِ . هذا اكتئابُ آبار الدمع طلَّق الخادمةَ السيريلانكية وتزوَّج الملكةَ فكتوريا. طردتُ اكتئابَ ماريجوانا الحجارة من وظيفة حزن أظافري. أرعى قطيعاً من الصدمات العاطفية في سفوح العار . وأطردُ رموشي من الوظيفة الحكومية ، إنني حكومة الألم . أسأل غاباتِ أحمر الشفاه : (( ما فائدة الحب الثاني إذا قتلنا الحبَّ الأول ؟ )) .

يا من تصلبون نساءكم على أجسادكم وتهتفون للقيصر المهزوم . عيني اليمنى تبكي على عيني اليسرى . ورئتي اليمنى تطلق النارَ على رئتي اليسرى. اخرجي من قفصي الصدري يا نيران القبائل الراحلة . أُشنق مرتين كي أَستكمل دائرةَ الروتين. فكن يا اسمي ضوءاً عابراً فوق شموع عيد ميلاد حفار القبور لكي تفتخر بكَ أرملتكَ بين الأرامل . قتلناكَ يا عماد الفايد ثم أقمنا على ضريحكَ طاولاتِ مطاعم الوجبات السريعة لاستقبال العشاق الفاشلين في الجنازات الإلكترونية . هل نحن سبايا مرمياتٌ في الزاوية خائفاتٌ من التحرش الجنسي ؟ . ورعيانُ الغنم يتعلمون الديمقراطية في بيوت الشَّعْر ، ويُعلِّمونها للماعز الراجع من منافي خلخال الصحراء . مليونُ صليبٍ يمر على جسدي وما زلتُ أمشي إلى صليبِ ابن الزُّبير . وأنا السجينة في قفصي الصدري . لا يوجد دمعٌ دبلوماسي. وكلُّ لمعان المقاصل العابر فوق ضفائر راهبات الشاطئ غزالٌ يُحتضَر. لم أمارس الحبَّ إنني أمارس الكراهية .

تَعَلَّمْتُ الرومانسيةَ من حفارات القبور ، فكسرتْ قفصي الصدري أضرحةُ نهايات خريف جِلدي . والبدو الرُّحَّلُ في صحراء الشفق اكْتَشَفوا في صدور زوجاتهم حقلَ نفطٍ فباعوا زوجاتهم، وضاجعوا براميلَ النفط . سنحتفل بعيد الحب بعد مقتل عماد الفايد مباشرةً ، فلتأخذ حكومةُ الزبد مجدَها في تزوير انتخابات أعشاب قبري . وطنٌ في علبة سردين ، فافتح قبورَ أجفاني للشفق الغريب . كأني نجارٌ يعمل حَدَّاداً في يوم العطلة . وَأَدْنا بناتِنا ثم احتفلنا بعيد الحب مع دجاجات الجيران . دودٌ يرضع من ثدي الزنزانة ، وأسماكٌ تتزلج في حليب السجون .

بقيتُ وَحْدي في صحراء رموشي بعد هجرة البدوياتِ من رعي الغنم إلى جامعة هارفارد . كلما مشَّط المساءُ شرايين ضجري تساقطتْ من ضفائري الديناصوراتُ . حبلُ مشنقتي يغازلني ، ومقصلتي تغار مني ، ومشنقتي تغار عليَّ ، فماذا أفعل يا غريبةً تمشي على أسلاك جدائلي كلاعبة سيرك مبتدئة ؟ .

سلاماً أيها الرملُ الذي يتزوجُ راهبةً إيطالية ليصنع معها حوار حضاراتٍ على شطآن الإسكندرية . من حسن حظ النار أن ماء عيوني قد تبخر في صيف اليانسون . أرخبيلُ الماريجوانا هذا جسدي يحرثه الضوءُ الشمعي الأرقُ الفضي البرتقالُ الناري ، فلتنطفئ أعقابُ السجائر في فقراتِ ظَهْري. هذه ضفائري إشارات مرور خضراء أمام السيول. والليلُ نهارُ الفقراء بِرْكةُ الجنس المنطفئ .

دخلتُ في مدارات الاحتراق الذاتي تاريخاً للجوافة الثورية ، فصار الجنسُ ورقةً محروقة ، احرقْ حواجبي يا مطرَ الكلمات البعيد ، ولا تتذكر الموتى الخارجين من جنازتي إلى مباريات كرة القدم . هذا الحزنُ يُغطِّي عورةَ العشب ، فلا تحزنْ عليَّ قرب أعياد ميلاد براويز سجوني في أملاح دموعي . الزنازينُ تُنظِّف معدتي من مخلَّفات الجيش المهزوم . وخصلاتُ شَعري هي معسكراتُ السبايا. حفظتُ قلبي عن ظهر قلبٍ . حَمَّلْنا الجثثَ المضيئة في الشاحناتِ العمياء . ضابطُ مخابراتٍ رومانسي يستمع لأغاني جورج مايكل بينما البلاد تغرق في رومانسية الانقلاب العسكري . وطنٌ رومانسي في أغاني الأمواتِ مصلوبٌ على أجساد الشحاذين معلَّقٌ على رعشةِ اغتصاب الراهباتِ.

الخيولُ التي تنام في قفصي الصدري هي أمهاتُ الشاطئ اليتيم . تَزَوَّجْني يا اكتئاب الحقول لكي أُنجبَ خريفَ جلود البحيرات الاستوائية . خُذ قلبي واتركْ جسدي تحت المطر الحمضي . خضتُ حربَ استنزاف عاطفية فخسرتُ آخرَ حصوني قرب جنوني . ورفعتُ الرايةَ البيضاء على الأوحال الشقراء . كملكة السبايا رجعتُ ، وكلُّ أعضائي أسرى . إنني أُعلن انتصارَ شموس الدمع على شراييني المعدنية .