وأظل خارج الفنادق الراقية أنتظر سيارةَ تاكسي في ليالي الجليد توصلني إلى محطة قطار انتحاري . أحزاني فَقدتْ بكارتها فماتت في جريمة شرف . أتعبتني البحيرةُ لأني قضيتُ عمري أحفر قبرها، فلم أجد وقتاً لأحب النهر. جيوشٌ لا تنتصر إلا في غرف نوم الجواري ، حيث تصير أغشيةُ براميل النفط دستوراً للبدو الرُّحَّل . دهشةُ البغايا في ليالي الشتاءِ الوحيد . أُولِّد الكهرباءَ من احتكاكِ عظامي فأُنير حليبَ الأعشابِ المسجون في سدود الشهيقِ . أقتفي آثارَ نعال رجال الأمن في طرقات جماجم الفراشاتِ. كأني جاريةٌ فارسية في قصر خليفة عباسي يقتلني بعشقه ، وأقتله باكتئابي .
وَوَقَعَتْ ظلالُ السجان على السجين فحملتُ ظلالي على ظهري كالباعة المتجولين أبيع جماجم أسماك القرش في متاحف جثامين الأرامل . فلتبدأ المفاوضاتُ بين الأمويين والعباسيين لتتحرَّر نساءُ طهران من نكاح المتعة . كُنْ صريحاً مع الذباب الميت . كن هادئاً أمام منظر أشلائي على شاشات السينما ، ابحثْ عن امرأة تمتص عنفوانَ ضجركَ وتمتص تفاحَ عيونها وابتعدْ عن مَوْتي لأموتَ قرب مَوْتي عاريةً من جنسيةِ أدغال شهوة المنفى . وكلُّ عروقي مملكة السبايا .
خَفرُ السواحل يراقبونني لأن كبدي سيقلب نظامَ الحكم في معدتي . وما زال دمي يغسل بواباتِ المدينة الحزينة . إما أن تنشري الغسيلَ على حبالي الصوتية أو حبلِ مشنقتي أو حَبْلي الشَّوْكي ، ولا تُصَدِّقْ مساحيقَ الغسيل لأن مساحيق التجميل على وجهي كأنها فئران خارجة من معدة البحَّار القتيل المنسي على أوحال مستودعات المرفأ المهدوم . أُعبِّد الطرقاتِ بدموعي ، وأمشي حاملةً إسفلت الموانئ في مخازن صمغ أُذني . الاختفاءُ الغامض للجرذ الديمقراطي في موسم تزاوج كلاب الصيد في صناديق الانتخابات المزوَّرة. أنا سكرانةٌ بلا ويسكي، مخدَّرةٌ بلا كوكايين ، عائشةٌ في قلب ليلة الدُّخلة بلا رَجُل ، ميتةٌ بلا مَلَك الموت . قد أخترع نظريةً تخلط الرومانسيةَ بالكفاح المسلح .
كرياتُ دمي تزوِّر الانتخاباتِ في معدتي . والأجهزةُ الأمنية تُحدِّد مواعيدَ مضاجعة الرجال لنسائهم . كلما تَوَغَّلْتُ في فلسفة أعشاب العار صار الجنسُ ورقةً محروقة في حياتي المحروقة . في مطعم الوجباتِ السريعة مشادةٌ كلامية بَيْني وبين نابليون ، لكن هتلر تدخَّل لتعزيز الوحدة الوطنية في سعال بغايا برلين . أُكرِّر دَمْعي في مصفاة النفط ليفهم لغتي الحائطُ : (( أنا وضباط المخابرات والراهبات نعاني من الفراغ العاطفي )) . فيا أيها الحزنُ المتخلف عقلياً املأْ فراغاتِ جِلدي بقش الإسطبلاتِ في صراخ الأميراتِ . سجاني مثقف حصل على الماجستير في الأفيون ، والدكتوراة في الكوكايين ، وبعد تقاعده من المجزرة سيصبح مستشاراً رومانسياً لبابلو إسكوبار . سأضحك كثيراً في شتاء السعالِ البري لأن قتلة آل البيت يدافعون عن حقوق نساء نكاح المتعة ، ولا نكاحٌ بين كريات دمي ولا متعةٌ . إن زواجي حكمٌ بالإعدام رمياً بالرصاص ، لكنه أريده رمياً بالحِبر .
سأصنع معطفاً لخيول عيوني من الصدمات العاطفية لضابط المخابرات . قرب هاوية الذبابات المولودة حديثاً صوتُ المطر يتزلج في حلقومي . تقول براويزُ السجن إن الريحَ الشمالية وردةُ الذاكرة البِكر ، فخذ ما تبقى من أعضاءِ البحر . ذلك اتجاه الموتى ولي ضوءُ عيون الموتى . فلا تُصدِّق جواربَ الراهبات حينما يمشين على بلاط الدَّيْر حافياتٍ . كلُّ ورودِ المشنقةِ مقصلةٌ من الشوكولاتة . فكأن الغدَ سيفُ الذاكرة يقطع خيوطَ الفجر الأولى . هذا الليلُ حنجرة القش . هل تُصدِّق أني غائبة في حضور العَدَم وردتَيْن بلا بستان ، حكومةً بلا سيارات مرسيدس ، مجزرةً بلا ضحايا . وأنا ضحيةُ حيطان زنزانة الروح أَرِثُ وحلَ الشوارع بعد وفاة أُمِّه .
لا حجارةُ سقف حَلْقي بلاطُ صالة الرقص، ولا دفاترُ المدرسة الثانوية لقاءُ العشاق في دروب المذبحة. خُذ مذبحتي وكُن حول موتي نشيداً للذين يرمون حناجرَهم في مصافي النفط . وأنا جالسةٌ على مقاعد برودة أعصابي ، فلم يكن الحلمُ سوى نخلة تمشي على قدمَيْن وتمزِّق شراييني المعدنية ، حيث المسامير دستورُ شعب الأغنام . امنحني ضوءَ التمر في أعالي الصراخ . سأترك أهلَ الكوفة يقتسمون دمَ الحسين . في بلادٍ لا يوجد فيها بلادٌ أُزوِّر منتجعاتِ معدتي أُزوِّر انتخاباتِ أظافري ، فحكومة بناتِ آوى ليست أذكى مني .