سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

08‏/10‏/2011

قلب امرأة بين الأضرحة

قلب امرأة بين الأضرحة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
كأن رئتي مستودعاتُ الإسمنت المسلَّح فيدخل إليها يورانيومُ الكراهية ولا يدخل أكسجينُ الحب . خجلُ الفتيات في ليلة الدُّخلة أَجمعه في أكياس الإسمنت ، وأُزوِّج براري السُّل لذكريات الكوليرا . تُعرِّفني الأمراضُ على بوابة الجنازة ، والمجزرةُ المتكررة في خيام نخاعي الشوكي تسأل الرياحَ عن عنوان سكني . أسكن في حطب الذكريات ولا أسكن في شاطئ النسرين . خيمتي الناطقُ الرسمي باسمي ، ولساني سَلَطةٌ بالجراد . أنا الجرادة الفضية في موسم البحث عن الذهب . فاعبرْ عبرتُ طريقاً يدل على ضياعي فضعتُ وجدتُ طريقي في الإبادة . إنني أعيش في ضوء التابوت. ورؤوسُ أصابعي شموع تنزف نفطاً في غابات البرونز . أيتها الفراشة المحنَّطة في برميل نفط ، هل تعرفين أن لحمي أحفورةٌ لوهم قديم يمشي في شوارع المدينة الخرساء ؟ . هل تعرفين أن اكتئابي رصيفٌ مشلول على كرسي متحرك ؟ . بابلو إسكوبار يتزوج الكوكايين في عيد الموتى . وهؤلاء الأيتام يَرمون ذكرياتِ المرافئ في أفواه السمك الجائع . أيها النخاسون الواثقون من الأرصدة البنكية ، فرِّقوا بين جمجمتي وكرةِ الغولف . وسيداتُ المجتمع المخملي رَمَيْنَ عشبَ الملاجئ على مجاعات الوداع . والديدانُ تعانقني في حفلات الخشب. كأنني عاريةٌ والعارُ ثيابي . اصْدُقْني القول أيها الدمارُ ، إن جسمي سجني، فأين المفتاح يا سجَّاني ؟ . الحزنُ مدير أعمالي الذي يتحرش بي . نحن عاشقان والانتحارُ يعشقنا، ولحمي مفتوحٌ للدود البرونزي . أنا سوايَ ، وأمشي في احتضار الهيدروجين . أنا غَيْري ولا أمضي إلى مطر الجروح . يا جرحنا الخشبي الذي لا يلتئم، يا دبابيس يورانيوم تَزفُّ اليبابَ إلى رقبتي ، والقنابلُ ترقص في مساء الوداع . إن اكتئابي بطعم الأناناس ، وأحزاني بطعم الفراولة . فهل أشتري الفاكهةَ من غرفة الإعدام بالكرسي الكهربائي ؟ . كأن العُمُرَ نائمٌ على ملابسي في حقيبة سَفري . خُذ جثتي تذكاراً أو طابعَ بريد لعل الرؤوس المتدحرجة على الجسور تتذكرني . لعل الأكفان المفروشة على طاولات مطاعم الوجبات البطيئة تعرف وجهي المحروق بالانتخابات المزوَّرة . هذه الرياح التي أَطفات الشموعَ لم تترك فرصةً لتجار الأسلحة لتصفية حساباتهم . انطفأ العالَم . جئتُ في عصر الانحطاط ، فلا تسأل المخبِرِين عن لون البلاط . كُوني يا نار القبيلة المهزومة نظيفةً كعظام الزنزانة المغسولة بدماء الشعوب الخرساء . ثقيلةٌ حركةُ المقاصل على خدودي . رميتُ عمودي الفقري في سلة القُمامة . وطني على كرسي متحرك ، والشفقُ افتتح مركزاً للمشلولين في تاريخ الفهود المعدَّلة وراثياً . هذه بلادي امرأةٌ باعت طهارتها في ملهى ليلي . السناجبُ الواقفة في مُدرَّجات الضباب . وراقصةُ الفلامنغو مقتولةٌ في حلبة مصارعة الثيران . كما يتحول اسمُ السجين إلى رقم على البوَّابة . أنا أرقامُ قطرات المطر عند السَّحَر . لم أجمع دمعي في علب المشروبات الغازية . تركتُ ندمي لكي أندم . عَلَّمْتُ ترابَ حديقتي البكاءَ على صدر السنديان ، وهو عَلَّمَني البكاءَ على صدر الشجر السجَّان . تسجنني هذه الغابة في مدارات فاكهة الإعدام . ستظل هناك تفاحةٌ شاهدة على مأساة البرتقال . في مزارع ذبح الوطن يُولَد وطنٌ . أحملُ على ظهري مضاداتِ الاكتئاب ، وأحملُ على رأسي اكتئابَ الحقول الجرداء . أنا ملكةُ عصر السقوط. ولا أَسقط إلا في آبار دماء العصافير . وجمجمتي عرشي المخلوع. مذبوحةٌ يا أحلام الطفولة على سطوح المسدَّسات المطلية برعشةِ اليمام والفضةِ الدامعة. تصهل عظامي في إسطبلات الموج . مطحونةٌ يا زهرات المجاعة . وَحْدَهم الجوعى الجالسون تحت مظلات شراييني يأكلون شراييني . وَحْدَهم الفقراء الذين يَركضون عُراةً في نخاع الأنهار الحافية يتزوجون رمالَ القلب المنثور على خريطة الرئة المثقوبة . في الأوحال النحاسية وَقَعَتْ جدائلي الذهبية . كُحلي رصاصاتٌ سَقَطَتْ في قَعْر دمي . بؤبؤ عيني أرشيفُ الانقلابات العسكرية ، ولم أجد أحداً ينقلب عليَّ غير رقم زنزانتي ، فانقلبتُ على نَفْسي. إن تاريخي نقَّالةٌ محمول عليها الرصيف المتوحش. كأنني أُطْلِقُ على قطط الشوارع الرصاصَ الحي مع أنني أموتُ على صدر قلم الرصاص . تقول للحزن يا ضوءَ المسدَّسات النقية ، خُذ ما تساقط من شرايين زفيري ، واترك الغريبَ للغريبة . سيخترع الغرباءُ طقوسَ زواج اليانسون. والثلوجُ تقصف النوافذَ بدماء الشاعر الوحيد . يا وحشةَ عُروقي في ممالك سُعالي ، ما لون غثياني النائم على سطح البحيرة الأرملة ؟ . وحيدةٌ يا أسماء الذكريات في مدن الإبادة ، حيث قطيع الغنم ليمونٌ يَجْدل حبلَ المشنقة أو ضفائري . كأن أجسادَ الشحَّاذين مشطٌ أمام المرايا المكتئبة . لم أتذكر اسمي إلا حينما رأيتُ حفارَ القبور مديرَ أعمال الشاطئ . أنا مَن ركضت السواحلُ إلى جبينها المشقَّق تحت شمسِ الحِبر . أعتنق الكفاحَ المسلَّح لأُفكِّك عُقدي النفسية . أنا العُقدة التي تكافح نفسها . أحزاني مُشفَّرة . كأن الاحتراق بالحب أجمل من الحب . يا محرقتي الخارجة على قوانين أكذوبة الهولوكوست . إنني الأكذوبة الراكضة على رقاب المرايا الخشنة . أريدُ عصيرَ الذكريات بطعم المانجا لكي أتذكر السجناءَ الذين يحرثون خدودي. ذلك جبيني ثلوجُ سيبيريا الأسيرة. يا وحشة السجين على صدر زوجته السجينة. يا أُمَّنا القاتلة ، فرِّقي دماءَ أبنائكِ على بنات آوى . إن الجنسَ مزاجٌ . ومزاجي متعكر منذ ولادتي حتى انتحاري . أبيع قفصي الصدري في السوق السوداء لأدفع تكاليفَ علاج الفشل الكلوي . معنوياتي منخفضة ، لكن معنويات قماش أكفاني عالية . فقدتُ ثقتي في رومانسية عمودي الفقري ، وألقيتُ معدتي في سلة القمامة لأني مملكة المجاعات القرمزية . أنام في الأرق ، وأبني مملكةَ السراب على تلال الأكذوبة . كتبتُ وصيتي الأخيرة وأنا في بطن أمي . هذه قرقعة عظامي بين أسنان الدود تصرخ في صحراء بلعومي مثل ساونا في منتصف الليل ، مثل قهوةٍ على حدود الدول المنهارة . كالسنجاب الأعمى الذي يتوكَّأ على عكازة عصير البرتقال ، خضتُ حربَ استنزاف في عواطفي فخسرتُ آخر معاقلي. سَلَّمْتُ لجيش النحيب الغازي مفاتيحَ قلاعي. إنني الملكةُ المخلوعة التي تبحث في سعال الشحاذين عن عرش ، وجبيني رايةٌ بيضاء ترفرف على حِبر الهزيمة . إن وجهي مثل البابونج كلاهما تزوَّج الهزيمةَ في مطبخ الذاكرة . جسمي دولةٌ بوليسية ، وجوارحي مُخبِرون . كيف أهرب من رموشي ، والزئبقُ العاشق بنى مملكته بين جفوني ورموشي ؟ . أتعاطى الذكرياتِ بالْحُقَن ، والثقوبُ على جِلدي آبارُ نفط ، فاستثمر ما تساقط من أنوثة العواصف في نشيد عظامي المتحارِبة . أَشكرُ رياحَ الخماسين لأنها نجحت في عقد هدنة بين قلبي ورئتي . عَشاءٌ على ضوء الشموع احتفالاً بانتحار الرومانسية في أحضان العشاق العاطلين عن العمل الناجحين في الفشل . إنني ملكةُ السبايا المتوَّجة على عروش رماد المدفأة . أين أنتَ يا قمحَ النيازك لكي تدافع عن شرف الضائعات ؟ . أسير على رمال المعنى المكسور ، وأصابعي غبارٌ يحترق في عيد ميلاد الشعير . كعودِ الثقابِ ليلةُ الدُّخلة : (( شُعلةٌ مؤقَّتة ثم انطفاء دائم )) . كلُّ شيء ينطفئ . في غرفة التحقيق يتحدث السَّجانُ باسمي وأتحدث باسم السبايا. فزتُ في انتخابات الرقيق الأبيض وشَكَّلْتُ حكومةَ الجواري . يقول لي الحائطُ إن في جهازي العصبي ضوءاً آخر النَّفق ، لكني أسأل وحلَ الشوارع : أين النفق ؟ . صِهْريَ اليورانيومُ . وشجرةُ نسبي زيتونةٌ ملقاة على الرصيف . اذهبْ إلى حفار القبور ، وسأُوفِّر لكَ الدعمَ اللوجستي . في المرفأ المحروق بالمطر الحمضي ، تَزوَّجتُ ذهولَ اليتامى أمام جثامين أمهاتهم. أيها الوطن المنثور على موائد المقامِرين ، ارمِ الورقةَ الأخيرة في جنازة الصنوبر ، وسأرمي أوردتي في آبار عَرَقي . كأن بناتِ مدير المخابرات العوانس يتزوَّجن المخبِرين في مقاهي البنكرياس الممزَّق . أَعطيتُ ظَهْري لبنات القياصرة وشربتُ عصير الأبقار . إن كنتَ صديق الأموات ، فَتَذَكَّرْ بريقَ عيون حفار القبور على فأس الذكريات . أفكارُ الشجرة مطرقة ، ورموشي مسامير . لم أزرع نباتاتِ الويسكي لأن حديقتي أضاعت عنوان قبري ، ولم يعرفْ طريقَ الهزيمة غيرُ جيوش السبايا . اعتزلتُ العشق. هذا تاريخي نجارٌ مبتدئ. وقلبي كرزٌ مُسيَّجٌ بالإسمنت المسلَّح فلا يَدخل العشاقُ . حَاصِرْ ضوءَ الياسمين في المشنقة المشنوقة تجدني حول جنازة أَمَةٍ موؤدة بلا تراب . فيا وحلاً يتزوجُ كُحلي ، لا تُصدِّق هزيمةَ الإسفلت على شَعر الجنود العائدين. عودةً إلى مساءات الخريف كان رحيلُ الزيتون المعبَّأ في شراييني . لم أزرع اسمي في حديقة الباستيل ، فَعِشْ لكي تموت قرب فأس العاصفة . أنتَ العاطفةُ فاعطفْ على المسبيَّة الوحيدة في القلعة . كانوا يمرُّون في أناشيد الرُّعاة ماعزاً بلا تاريخ . خُذي حباتِ الرمان المتساقطة من ثقوب نخاعي الشوكي جوازَ سَفر لهؤلاء المنفيين بين تاريخ الشطآن المنتحرة وأجندةِ الكفاح المسلَّح في ريقِ الشفق المملَّح . بلادي أرملةٌ باعت شرفَها في ملهى ليلي لتطعم أبناءها . وحينما يصير الشعبُ فئران تجارب، أزرع كيمياءَ جسد المطر في حديقة الحيوانات، وأفتح قفصي الصدري لتخرج منه التماسيحُ وعُلبُ السردين الفارغة . إِنَّ نَعشي عَرشي ، فَكُن مَلِكاً على قطيع الغنم أيها العابرُ بين الحزنِ والرصاص. عاش بين الموتى ، ومات بين الأحياء . ذلك قلبي الموزَّعُ على رقعة دهشة السلاحف البحرية . حَلِّلْ شخصيةَ الضحايا ، وكُنْ صديقَ السَّجان المسجون في عيون الأسرى. يا أُمَّنا الأرض ، خُذي ما تناثر من رايات الجرح على قصدير المعنى ، إنني أعود إلى المنفى بوصلةً للتائهين في متاهاتي . رَمَيْنا الرومانسيةَ على طاولات المقهى الذي قَصَفَتْهُ الطائراتُ ، وعاد العشاقُ إلى بيوتهم المهدومة. يا جسداً يمرُّ بين سكاكين المطبخ ولا يمر بين القصبات الهوائية ، لماذا أضاع ساعي البريد عنوانَ سُعالي في سقف الزنزانة واكتشفت المجزرةُ عنواني في الأغاني المرهَقَة ؟ . إني ذاهبةٌ إلى الانتحار في ليلة الدخلة ، وفِّر لي الدعمَ اللوجستي . رَكِّزْ في البنية التحتية للمشانق اللازوردية . وأنا الضحيةُ الضوئية بين الطغاة والغزاة . ذاكرتي منقسمةٌ بين حضارة الفئران وحضارةِ الجرذان . أرى أعمدةَ الكهرباء حبالَ مشانق ، فأمشي في الطريق بدون عمود فقري . في دماءِ اللبؤات طريقٌ للذُّكورة . فأين أنوثة المقصلة يا جمعيات حقوق المرأة ؟ . إن اكتئابي مثل البيات الشتوي، أَدخل فيه بإذن السناجب ، وأخرج منه بموافقة مجلس قيادة ثورة اليمام . أمشي ولا أعرف لماذا أمشي . هذه الدروب التي تتشابك في أحزاني كالماريجوانا التي يُدخِّنها نزيفُ البحَّارة المقتولين بأمر الرجل الأبيض . سلاماً أيها الرصاصُ الحي على جسدي الميت . من ضوءِ رعشة الراهبات في صقيع الذكريات يُولَد احتضارُ النباتات . أنا هنا لأني أموتُ هناكَ ، وهنا جثماني ، وهناك تابوتي . كيف يبني مطرُ الأشعار الممنوعة قلاعَ البرتقال المسموم ؟ . أرجوكَ أيها النوم، صَادِقْني. اتَّخذني عشيقةً لكَ. أريد أن أنام ، كأنني لم أدخل في جاذبية الحلم منذ قرون . خُذ الحبوبَ المنوِّمة وأعطني نشيداً للأحلام المطرودة . خُذ أَرقي وأَعطني ما تساقط من ديدان حُنجرة الصنوبر المشنوق . وَحْدي الغريبةُ في المدينة المحاصَرة بالزئبق . كأن أعمدة الكهرباء تفرض على قطط الشوارع الإقامةَ الجبرية . فصاحةُ غرفة الإعدام بالغاز ، وأنوثةُ حيطان السجن ، ودبلوماسيةُ زنزانة الياسمين . بشرٌ يستثمرون في السائل المنوي. بشرٌ يستثمرون في حِبر الفراشات. بشرٌ يستثمرون في دماء العاصفة. وأنا أستثمر جهازي العصبي في الزئبق . عجنتُ فطيرةَ الاكتئاب وشربتُ عصيرَ الندم . سأخترع سِفْرَ خُروجٍ خصوصياً للهرب من ليلة الدخلة كابوسي النحاسي. يا شعباً يغطس في الملوخية والرومانسية، لقد اكتشفتْ سواحلُ الغروب في حنجرتي تاريخَ إبادتي الرومانسي. خلعتُ رومانسيةَ أنوثة السنابل واعتنقتُ رومانسيةَ الكفاح المسلَّح في جهازي الهضمي . قبل أن أنتحر سيكتب وصيتي المكياجُ . وبعد أن أنتحر سَيَرِثُني المكياجُ . إنني رئيسة جمعية حقوق النعاج . إخوتي ضباط المخابرات ، اعْتَنُوا بقطتي بعد انتحاري الرومانسي ولا تُرشدوا المخبِرين إلى موقع جثماني . تشريحُ جثة السنديان . نحن سبايا يا زهرَ الجريمة . قمحةٌ فَسخت خطبتها من الشعير . رَمَيْنا جثثَ مقاتلينا في المقابر الجماعية وتَبَادَلْنا النكاتِ مع الجواري وذهبنا نلعب التنس الأرضي مع راقصات الباليه . أنتَ الشيء الوحيد اللامع في ظلام عمودي الفقري يا خنجر العشق العاطل عن العمل . إن رمال قفصي الصدري مدمنةٌ على حبوب منع الحمل . وتاريخي بطيخةٌ تتقاسمها مسدساتُ اللقاءِ الأولِ المذبحةِ الثانيةِ الرئةِ الثالثةِ . وَقِّعي على شهادة وفاتي يا حياتي . يا خادمتي ، إِنْ سَألتْ عني الأميرة ديانا فأخبريها أنني ذاهبة إلى مَلَكِ الموت لا عماد الفايد . خَسِرْنا حُروبَنا على الأرض ، ونَقَلْنا الحروبَ إلى غرف النوم . كأنني بِعْتُ جهازي العصبي في السوق السوداء لِيُسَدِّدَ دُيوني ضباطُ المخابرات . أفتتح سوقاً للمتاجرة بالاكتئاب الطبيعي كجِلد الثعالب المسلوخ . هناك ، عند قلب الشفق، ستجد دموعَ لاعبةِ تنس صربية تُغطِّي ذبولَ أزهار مجزرة سربينتشا. لم أكتب قصائدَ الحب تحت جسور سراييفو لأن العسكر زَوَّجوا أوحالَ الشرايين المعدنية لبلعومي المحنَّط في شاي العاصفة الأخير. ماذا أرى في حِبر الفيضان ؟. ضِباعٌ تبيع العلكةَ في طرقات سُعالي، وشحَّاذون واقفون على أرصفة أوردتي . زرع العارُ على أبواب حنجرتي إشارةَ مرور حمراء لئلا تَدْخل مركباتُ نقل الجنود . أَتزيَّنُ لسجَّاني الذي يدعم الوحدةَ الوطنية نهاراً ، ويدافع عن حقوق المرأة ليلاً . مكياجي عصيرُ عمودي الفقري الذي مَرَّتْ عليه خيولُ الشَّفق . سأعتزلُ الوحدةَ الوطنية وأتفرغُ لشهر العسل في ثلاجة الموتى . خارجَ السجنِ سجنٌ . وداخلَ السجن جسدُ بحيرةٍ نَقَرَتْهُ العصافيرُ . وفي معدة الصحراء مَلِكٌ اسمه الحزن لا يمكن خلعه لأن عرشَه الفشلُ العاطفي . إنني ملكةُ الفشل ، وتاريخي بطيخةٌ تزوَّجها سيفُ الشطآن المكسورة . إن بلادي امرأةٌ باعت غشاءَ بكارتها في السوق السوداء . يا آبار الهلوسة ، يا أخواتي في الاكتئاب . زميلاتي في الكفاح المسلَّح داخل عروق أنوثة البراكين ، حيث الحطام يبلع حطامَ القلوب في شتاء اليانسون الذابل . اكْتَشَفْنا لونَ المطر في دموع الياسمين . هاتوا حزنَ الشوارع نرصف به جُلودَ المسحوقات في ضجيج الحكايات . يا وطناً تزوَّج المنفى ولم يُرشِد العميانَ إلى مناديل المرفأ المكسور في أعراس اليمام الوحيد . أنتَ الوحيد يا قلبي النائم على قَش البنادق . وبلادي تفاحةُ الجثث الحاسمة . كلما سَجَّلْتُ نبضي باسم البارود انتشرت القُرحةُ في معدة المسدَّسات . يا ضوءَ ذاكرة الإبادة ، هذه خيامُنا في النسيان المرصوف بالأحكام العُرفية . وأمعائي قانونُ طوارئ . والغرباءُ يكتبون دستورَ مذبحتي . بنى ذبابُ الزنزانة من مضادات اكتئابي أهراماً أمام ملابس السباحة للسائحات المثقفات كالضفادع. أيتها التوابيت السابحة في رياح السَّحَر ، إن كنتِ رفيقةَ دربي فأرشدي الشفقَ إلى رومانسية حفار قبري . أَنْجَبَتْني للدُّودِ زهرةُ المطر. مُقتنعةٌ بموهبة الغبار في تفصيل توابيت الماء على مقاس زيتون الحِبر . حربٌ أهلية في صدري لأن رئتي اليمنى نظامٌ ملكي، واليسرى نظامٌ جمهوري. اعتبرْ كرياتِ دمي قطيعاً ومَارِسْ هوايتكَ المفضَّلة في رعي الغنم . قد تُوقف الشركسياتُ سياراتِ المرسيدس أمام قبري في أعياد الرمل ، وتلقي الراهباتُ مناديلَ الزنجبيل على تابوت سمكة قِرش يتيمة . قد أتعلم الرومانسية من ضباط المخابرات ، وربما أُصادق عماد الفايد في الطريق إلى جزر الفوكلاند. وقد أُدرِّس لاعباتِ التنس الصربيات علمَ الإحصاء لحساب عدد ضحايا مجازر البوسنة لكنَّ نجمةَ القوقاز تَنْصب في الشفق أوتادَها . في صدري سرطانُ الثدي، وفي لحمي مزرعةُ الذبحات الصدرية . مطرٌ يغسل جثثَ الغرباء في خريف اليانسون. هذه أوردتي زنازين من نحاس الأضرحة ، وعيوني سجنٌ بلا سجَّان من الباستيل حتى سيبيريا . أُلقي تحياتِ البابونج على باعة البصل أمام المحاكم العسكرية . أَسْبحُ في دمي فأَغرق. يرمي لي لحمُ الشفق طوقَ النجاة. لكنَّ أمواجَ سُعالي تقتلع جذورَ حُمرة دمي أو أحمرِ الشفاه . فرشتُ بنعوش خدودي بلاطَ صالة الرقص . في شوارع قلبي حربٌ أهلية. تَشَرَّدْتُ في عَرَق البحر وجلستُ أمام انتحاري ألعب الشطرنجَ مع الخادمة . هذه حُفرتي . تتسوَّل عُروقي في المقابر الجماعية أو قصصِ العشق تحت الأرض. لم أجد تابوتاً ذهبياً يليق بالجرذان الملكية. زَوَّجْتُ وِحدةَ حُفر المجاري للوحل المثقَّف . كُنْ صديقاً للملوك المخلوعين أو عاملاً في مطبخ المذبحة لكي تمشيَ الأنهارُ في جنازة النار ، ويُؤَبِّن الغبارُ ذاكرةَ الرمال. النارُ مُرْضعتي، والحطبُ ابن عَمِّي . قبيلتي الرمادُ ، ومستقبلي العاطفي انتحر على كتف مستقبلي السياسي . إن تجار الأسلحة يُخزِّنون ذكرياتِ الموانئ في عمودي الفقري . أغسلُ نخاعي الشوكي بزيت السيارات . لم يعد ليلُ النساء المسحوقات يُميِّز بين حبل الغسيل وغسيلِ الأموال . كأنني أُعطي ظَهْري لنابليون ، وأتزوَّج بائعَ العلكة على إشارات المرور . حزنٌ يحترم رجولةَ الغبار. شجرٌ يُعطي ظَهْرَه لأميرات أوروبا ويتزوَّج الخادماتِ . هكذا يصير انتحاري مؤتمراً للوحدة الوطنية . سَقطتْ رومانسيةُ الزبد كسقوط نمور التاميل في ريح الشمال وانتصرت الخادماتُ السريلانكيات على صحون المطبخ . شلالٌ من الصدمات العاطفية ينحت في كبد العاصفة سَدَّاً ضد الصدمات العاطفية . كأنني أتعاون مع خَفَر السواحل في كتابة دستور الوحدة الوطنية . في لعابي تسبح الحيتانُ الزرقاء والطيورُ الجارحة وغاباتُ الدمع . وبين أسناني تكتب الديدانُ منشوراتِ الثورة السِّرية . إخواني ضباطَ المخابرات، اعْتَنُوا بحديقتي بعد إعدامي. إخواني ضباطَ الاستخبارات العسكرية، وَاصِلوا مسيرةَ الرومانسية بعد مقتل الأخت المناضلة كريستينا أوناسيس . دفنتُ عائلتي في المقابر الجماعية وتَزوَّجتُ الرملَ اليتيم . إن الصحراء مثل براكين صدري ، كلاهما يُروِّض زلزالَ نبضي . اكتشف الغسقُ أبجديةً تطلع من دماء المجرات ، لغةً تتفجر في ياسمين النيازك. وفوق تجاعيد الشفق حروفُ الشمسِ تتزوج حِبرَ الشوارع . إن قصص عشقي وذكرياتي كالبطيخة لن تُعطيكَ مذاقَها إلا إذا غَرَسْتَ في أحشائها السكين . أَسيرُ مُحاصَرةً بالطعنات . على جِلدي أنهارُ الخناجر . وقيعانُ أوردتي بُقعُ جماجم. هذا أسطول النعوش قد أَعلن انتصارَ الديدان على لحمي . رموشي أغاني التراب . كأن القبر مطعمٌ للوجبات السريعة. أنا الطعام القرمزي ، والدودُ جائعٌ ضيفي الدائم . فقدتُ حياتي بعد تناولي جرعة زائدة من الذكريات . أَفتح شرايينَ دماغي لتاريخ الأقمار المكسورة . وعلى سطوح عروق المطر الحمضي هجرةُ الأنوثة من الكنيسة إلى العنوسة . أنا العَروس في العُرس الخطأ . أنا الدمية المحترقة بمكياج مسرح العرائس . ونزيفُ الرمالِ ظلالٌ للكنائس . أمام ديدان ضريحي تعترف بنات آوى بقصص الحب الفاشلة . يا عُزلةَ النجمات في جسد المطر. يا وحشةَ معدة الريح في حقيبة المهاجِر داخل الجهاز العصبي للزيتون . أَفتح بَوَّاباتِ شراييني في حُفر المجاري لكي تشرب الطحالبُ ، ويُودِّع سوءَ التغذية ضفدعُ الذاكرة . هؤلاء الراقصاتُ في موكب الملوك المخلوعين براويزُ المقبرة على حيطان القفص الصدري. مسجونةٌ أنتِ يا دماء الشمس في عنفوان رياح الخماسين . والليلُ يمارس هوايته في زراعة الليمون فوق ضفائري المجروحة . بلا مشاعر تتقدم أمهاتُ القتلى في نهر الفولغا ، بلا عَشاء على ضوء الشموع . جثثُ الرجال هي العَشاء ، وجثثُ النساء هي الشموع . أنا وماما الفاتيكان لا نتقن فنَّ الطبخ . هذه العواصفُ تَطْبخ في النهر المرصَّع بأوسمة الهزيمة دماغَ الشفق . عُزلةُ الصراصير تحت أحذية الجنود المهزومين هي جواز سَفر الزبد. وفي بئر الدمع ، ولا دمع في عيون الطوفان ، أصبُّ ماءَ دماغي . وقطيعُ السنونو دفن الرومانسيةَ في جثة دودي الفايد . لا أَملكُ في إمبراطوريات دمائي سوى مراكب الصيد الفارغة . كأن طحالي المنثور في جبين المرفأ يدافع عن شرف الغبار . لم أَقطع تأملاتِ القطط في ذكريات القمامة . بَيْننا الدمعُ رسولٌ بلا رسالة . أضع رأسي على صدر ثلوج أسطنبول وأبكي . كان الشتاءُ يُزوِّجُ الموقدةَ لقماش المطر في حفل الجماجم . أنا قادمةٌ لتغيير جِلْد الحطب ، فَخُذْ بقايا وجهي في مساء الوهم . إنني تاريخٌ لكل الأوهام . ما زلتُ أدرس كتاباتِ الصاعقة على حنجرة الشفق رغم أن دمائي لا تَقرأ ولا تَكتب. في مدرسةِ الطوفان تعرفتُ على عشيقي الزبد. كلانا يغرق، ورصيفُ الميناء وَعَدَنا بطوق النجاة . أنا وعودُ السيول الخائنة، وصديقاتي المقابر تركنَ وجهي على مرايا المجزرة ، وذهبنَ لهندسة المكياج في نبض الأنهار الراحلة . كلنا راحلون يا أُمَّنا الأرض التي وَلَدَتْنا للديدان. وَحْدَه الدودُ من سيعزف لحنَ رجوع الأشجار إلى رحم المنفى . إن الطحالبَ مكياجي في عرس الغابات الأخير. مرآتي مصابةٌ بانفصام الشخصية ، وأنا شخصيةُ الرمل في أحاسيس قضبان الزنزانة . هذا هو الدمع يركض إلى جاهلية أثاث المنافي . قبرنا الرومانسيةَ في المقابر الجماعية، وصار شهريار عاطلاً عن العمل ، وانتظرنا مَلَكَ الموت ليصنع عالمنا الجديد. تزرع سجاجيدُ المذبح أرصفةَ العار في انتحار القائد الرمز دودي الفايد . لا حزن في الحزن ، فافرح يا حزني . أَعلنْ يا وهمي انتصارَ الغبار على توابيت اليمام . في رئة ضوء القناديل على أبواب معدة الفيضان تتجمع شاحناتُ الجسد . قُتِلت فراشاتي في الطريق إلى سراييفو . يا وجوه البوسنيات الصاعدات من هضاب الجنازة السائرات في شرايين البحر ، إن حواجبي مزيلُ عَرَقِ لاعبات التنس الصربيات. وَرِثْتُ عن أُمِّي دهشةَ الموؤدة ، ولم أستفد من أبي سوى العُقد النفسية . المنسياتُ تحت الشمع المذاب في عَرَق الشفق عروقِ الشمس المهاجِرة . يا توابيت القنافذ المحتارة بين رومانسية ضباط المخابرات ورومانسيةِ الخادمات السريلانكيات ، ها هو الغبار يسأل نفسَه : أين ذهب نمور التاميل ؟ . مَن المنتصِر في ضوء أكفاننا : الصابونُ أم المكياج ؟ . غداً سيذوب المكياج ، وتحتل لمعانَ الشفق تجاعيدُ المطر . طريقٌ للغيوم تلك السناجب التي تتعلم رقصَ الباليه على أكوام الجثث . مشنقتي مُعدَّلةٌ وراثياً لأن مقصلتي من الشوكولاتة ، ومذبحتي هي الفانيلا . إنني طفلةُ الزواج العُرفي بين الاكتئاب والوسواسِ القهري . يا أصدقاء ضريحي، إن رومانسية الانقلابات العسكرية هي قصص حُبِّنا الفاشلة تحت جسور المشنوقين التي أَنكرتْ وجوهَنا . ومن كثرة الصدمات العاطفية النائمة على رموشي أُصبت بالمناعة ضد الحب والذكريات. لم أستفد من الرومانسية غير مهزلة حكومة الوحدة الوطنية. أيتها الشوارع المرصوفة بالجثث الطازجة ، إنني الشارعُ الذي مَرَّتْ عليه عرباتُ نقل الجنود المهزومين . هذا أنا برتقالة من حبال الغسيل على سطوح المجزرة ، فاشكرْ عمالَ المناجم الذين يكتشفون في أكفاني الفحمَ الحجري. لم أجد برتقالاً يتزوجُ خصلاتِ شَعري . إنني عُزلة الأمواج . يا وهماً يوقف عربات نقل الجنود أمام سعال قلم الرصاص . والفقراء يتزوجون الفقيرات في بنكرياس الليمون . أنا تاريخُ انكسار انقلاب الصنوبر، وآخرُ امرأة يحبها الشفقُ اللاجئ . فإن خسرنا نعومةَ أميراتِ موناكو ، فقد ربحنا إخلاصَ الخادمات السريلانكيات . فيا إخواني خفر السواحل ، ادْفَعُوا رواتبَ حُرَّاسي الشخصيين بعد تصفيتي جسدياً . مررتُ أمام صليب ابن الزبير تاريخاً من زجاج المذابح المكسور . يا وحشة العُروق في الدم الملوث بالهديل الاصطناعي . يا كل الزنازين التي تُطْلِقُ الرصاصَ على قطط الشوارع . اختيارُ المذيعة حسب حجم ثدييها . حكومةُ القصيدة ، والشاعرُ في سجون الرئتين . أنا زهرة الأوحال في ضباب المدينة . وبسقوطِ قلبي في حفرة العشق خسرتُ آخرَ معاقلي . منطقيةُ المذبح طريقُ رموشي الاصطناعية . إن العشقَ هو الوداع ، وهذا الحزنُ في عَرَق الإسفلت ضوءٌ في طرقات نحيبي. قلبي الذي يضخ الزئبقَ في شراييني هو زَوْجي وعشيقي. أنام في دماء الصنوبر تاريخاً مصلوباً على برتقالة . سأضع نظريةً فلسفية لاكتشاف دور الخادمات في تعزيز الوحدة الوطنية . نقابةُ حفاري القبور، وبطاقةُ العضوية في جمعية الاكتئاب، والحبُّ من الرصاصة الأولى . إنني هنا، في تاريخ العمود الفقري للغيم ، أُسَجِّلُ أحزانَ البحر باسم شطآن النحيب . اقرأْ على الحطب تعاليمَ الغبار . يا ملكاتِ الحيض في جسد الصنوبر المشنوق . لم يتكاثر الزيتونُ في حناجر بنات آوى ، ورئتي اليتيمةُ بين شجرتَيْن. فَكُنْ في ساعة احتضاري قرب دفاتر الشجر الطالع من أعصاب الغيوم دماً يرتطم بالحيطان . هذا عشبُ حضارة الإبادة ألوانُ طباشير اليتامى في مدرسة المذبحة . اغتصبني رملُ السواحل فلم يبكِ البحرُ عليَّ فبكيتُ على ضحكة دموعي . يا وطناً يُبَدِّلُ سياراتِ المرسيدس في معدتي تفاحاً للمجازر المعتادة . كأن بنكرياسي مستودعُ ذخيرة ، وكبدي حقيبةُ سَفر بعد اغتيال المسافر في ضوء بلاط المطارات . سلاماً أيها الواقفون بين البحر وجثته تاريخاً مكسوراً من طباشير اليتيمات . سلاماً أيها القادمون من جنازة الكواكب لعقد هدنة بين النهر وقبيلته . سلاماً أيها الواثقون من حفاري قبورهم في لمعان برتقال الخريف ، الذاهبون لعقد مصالحة تاريخية بين السكين وقطعة الجبن . أيها الوهمُ المتوَّج على عرش الجماجم ، هذا التابوتُ ولي العهد . عِدْني يا جَفْنَ الشفق أن تمشيَ في جنازة البنفسج . خُذ جثامينَ السنونو تذكاراً للغرباء وساماً للجندي المهزوم لكي أُحِبَّ رومانسيةَ الزبد في المجرات . بين أصابع الشفق جثثٌ مُتحلِّلة . أنا دائرةُ مخابرات متنقلة . أطلقتُ على النهر رصاصةَ الرحمة . إنني الخاسرة في الحب والكراهية . في الخريف الذي ينام في موانئ شراييني يذوب مكياجُ الأنهار ، وتظهر تجاعيدُ ابنة البحر . يا مَوْجاً يضع لي السمَّ في طعام الغداء ، انتظرْ دموعي في صالة الرقص ذات التدفئة المركزية ، وَضَعِ السُّمَّ في طعام العَشاء . أَمْهِلْني بعضَ الوقت لأزفَّ زوجةَ الحطام إلى عشيقها الصدى . كُلُّنا صدى عيون النهر الذي يضحك علينا فيقتلنا ، ونضحك عليه فيقتلنا . عَلِّمْني جدولَ الضرب لأحسبَ عددَ الجثث التي تشرب الزنجبيلَ على إشارات المرور الملقاة على الأرض . لا أُحِبُّ أن أستثمر في جسد الرَّجل لأن راعية الغنم التي تضع على رأسها التاجَ هي بورصة السبايا، حيث أسطول الحريم ينام في الأرق. هذه فياغرا الوحدة الوطنية بعد انتحار الوطن. كأن في عَرَقِ النيازك ضابطَ مخابرات يحب الخادمةَ السريلانكية . لا تخدع البحرَ يا حزن الزوارق الحربية ، إن الرمل يدافع عن شرف الغبار . وقلبي مثل الشاطئ، كلاهما رفع الرايةَ البيضاء. كأنني اشتريتُ الملكةَ فكتوريا من سوق النخاسة. أهرب من الرجل إلى الفلسفة، إنني فيلسوفة الحضيض. (( لكل ساقطة لاقطة، وكاسدة الحي لا بد لها من سوق )) . (( خدعوها بقولهم حسناء ، والغواني يغرهن الثناء )) . (( يا بنتُ أهلوكِ قد جعلوا جمالكِ سِلعةً ، وباع بنو أبي أوطاني )) . هل يذكر الحمَامُ المذبوحُ عناوينَ جثتي أمام قلعة الاحتضار ؟ . أنا أولُ الغريبات اللواتي يعبرنَ على جسر الهديل مشنوقاتٍ . كأن النساءَ المعطَّرات بالمبيدات الحشرية رموشٌ للصاعقة . في انتفاضةِ دموعِ البحيرةِ الأرملةِ تكونُ شرايينُ رمال الشفق مُعبَّدةً بالجثامين الطازجة . إن حِبالَ الغسيل مثل دفاتر اليتيمات ، كُلُّها مُعَلَّقةٌ على سطوح جنازتي . عَلِّمْني الرومانسيةَ على طريقة غرف الإعدام بالغاز أو طريقةِ المقاصل بِطَعْمِ الموز لأُفرِّق بين رومانسية ضباط المخابرات وبائعاتِ البطاطا . كأن أحزان الشاطئ تجعل درجَ البار تحت رصيف الاحتضار لدعم البنية التحتية للغبار . سواحلُ الخطأ رمالُ الخطيئة . فأين كرسي الإعدام الكهربائي ليجلس عليه مَن ليس له عَرْشٌ يضمُّ رفاتَ الملوك المخلوعين ؟ . هذه شرايينُ الغسق حبلُ غسيل يُعَلِّقُ عليه الرعدُ أظافري . حزني مشروعٌ اقتصادي خاسر ، فكيف أستثمر ضوءَ عيون القتلى في بورصة الحريم ؟ . حينما يذوب المكياجُ يختفي الفرقُ بين الملكة فكتوريا وعاملةِ النظافة ، وضابطِ المخابرات وراقصةِ الباليه ، والقيصرِ اللص واللصِّ القيصر ، وليلةِ الدُّخلة ودائرةِ المخابراتِ ، وغرفةِ الإعدام بالغاز ومطعمِ الوجباتِ السريعة . وعندما ينتحرُ الحاكمُ في مراعي الكوليرا سيقول الرعدُ كلمة السِّر : (( إن الأباطرةَ جواربُ الذئاب )) . فتح الشفقُ صدرَه لاستقبال ثلوج الخريف . يا عابرين في أجساد موتانا لَوْزاً وذكرياتٍ ، سأصفُّ طريقَ الجرحى . والليلُ يَشْرح نظرياتِ صمت الأسرى . يا وهماً يمشي على أسلاك رموشي ، ولا يرى في دموعي أمطارَ الحِبر. خُذْني إلى بكاء الشموس النازفة، كأن جثماني شاطئُ السنونو ، فَكُنْ قربَ احتضاري حين تتساقط عصافيرُ كوخي على أصابع الفيضان . هذا أسطولُ الجواري فلا تبكِ على وطنٍ لا يرانا أو منفى لا يستقبل موتانا . غداً سيأتي الغرباءُ مع رائحة الفجر يَحْمِلون على أكتافهم مشانقَ آبائهم . مَلِكٌ مخلوع يطالب بِمُلْكِ أبيه . احتفل الضيوفُ بالضيوف ، واحتفل الغرباءُ بالغرباء ، وبَقِينا يا اسم ضريحي في الشارع نُزوِّج الإسفلتَ للقطط التي تقفز فوق حُفر المجاري . تهاجر أعيادُ الصنوبر باتجاه الحب القديم . هذه الشموعُ قبيلتي ، لكنَّ النورَ يَكْرهني . انتحرت الأنثى ، وصارتْ عُلبةُ المكياج هي الأنثى . دموعي شمسٌ زائفة تُجفِّف غسيلَ الجيران . سائحةٌ في بلادي ، أحتاج تأشيرةَ سَفرٍ لأُلقيَ التحيةَ على أطلال معدتي . يا رماحاً في قلب الشفق ، أَشفقي على الفقيرات اللواتي يشربنَ الهديلَ على طاولات الجماجم الطازجة . عشيقَ انكسار النوارس في خريف الدماء، سينبت دمُ الشجرات على سطوح القطارات الضائعة زعتراً وبطيخاً . كأنني أَقْلِبُ نظامَ الحكم في دمعي، وأقودُ الانقلابات العسكرية ضد تاريخ أجفاني . وهذه كرياتُ دمي صارت حكومةً مستقلة بعد تقاعد الوزراء . سَأَحْرِمُ رمالَ قفصي الصدري من ميراثِ البحر . وَرِثَ حزنَ الشطآن نهرُ الدموع . فَابْكِ على الواقفين في طابور الإعدام ينتظرون خبزَ الصاعقة . كسرتُ المرايا في بيتي . أخجل أن أرى عيوني . أهربُ من احتضار ذاتي إلى انتحار حياتي . أخافُ أن أجد نَفْسي . إن جنازتي عيوني ، وجبيني مرايا مكسورةٌ . كالضوء البنفسجي في جسدي ، هذا الدمارُ يشرب في الغيوم اليانسونَ . يا وطناً يَخرج من خيانات الياسمين إلى مذابح الورد . عَلِّمْ حضاراتِ الإبادة زراعةَ أعضاء السجناء في الشفق . كم عددُ الرصاصات في جسم البحيرة ؟ . بلادي لمعانُ عيون القتلى ، فلا تَحزن إذا مَرَّت القطاراتُ على مناديل الأرامل . سيأتي من ضحكات الفجر مَن يبكي على نشيد أضرحة اللوز. أَحْقِنُ غُددي العَرَقية بِعُشْبِ قَرْيتي . يا حُلْماً يَفْتح لحمي للعاصفة ، إن جدائلي رايةٌ بيضاء على الحواجز الأمنية ، وعِظامي سِجَّادٌ أحمر في مطارات المجاعة . ولا يركض الليلُ إلى أظافري إلا ليكتشف زفيري ، فاحملْ شهيقي في حقائب السَّفر أمام الشجر المجرَّد من جنسية المطر . صَادَقْنا الوحلَ المثقَّف في عيد ميلاد الإسطبلات ، واحتفل الشياطين بأعياد ميلاد الشياطين . يَقْتلنا غباءُ المرايا في عنفوان الصهيل ، والقائدُ المهزوم يلعب الشطرنجَ مع الأسرى . أنا الانقلابيةُ الأولى في أناشيد الغبار ، غَسَلْتُ دمائي بهديل المقاصل ، فصار صدري الباستيلَ ، وحواجبي مواكبَ الملكات السبايا . كأن الأعراب يبيعون بناتهم على إشارات المرور ، ويَنْصُبُ البَدْو الرُّحَّلُ في نزيف الشفق خيامَهم . كَبِدي منجمُ فَحْم ، اكْتَشِفْني أَكتشفْ نَاراً خضراء في رئة البحر . هذا شجرُ الوهمِ اكتئابٌ يَرعى في الشفق أغنامَ الذاكرة. صباح الخير يا عروس المذابح. هذا البحرُ خيمتنا العارية ، وجِلْدي تينةٌ مرمية في الشارع . أَطلقتُ الرصاصَ على الرصاص . ارتفعتْ في عَرَق العواصف نسبةُ الرصاص . وانتحر في دفاتر الأيتام قلمُ الرصاص . أنامُ في الأرق، والأرقُ يجلس على كرسي المكتب . أنا البدويةُ الراحلة أَنْصبُ خِيامي في قلب الزئبق السام، وأُسَجِّلُ بنكرياسي باسم الثلوج القادمة من الدماء الساخنة . زنزانتي أُصيبت بأزمة قلبية . وقطتي تُرَتِّبُ الذبحاتِ الصدرية على رقعة الشطرنج . لا أُمِّي التي تبحث لي عن نَخَّاس سوف تبكي عليَّ ، ولا زَوْجٌ ينتظرني في سنديانة الشفق. سقط المنفى من دفتر الفيزياء ، وسقط الوطنُ المعلَّب عن سطوح قلبي . أحرقتُ معسكراتِ قزحيتي لأني أخجل أن أنظر في المرآة . لا أُحِبُّ أن أستثمر في جسد الرَّجل لأني أستثمر في جسد المشنقة . المطر تفاحةُ الأسرى ، فاقتلْ ياقوتَ المجازر على كِتَّان حبال المشانق. يا وطناً يأتي ويذهب دون مواعيد في محطة القطارات ، كيف صارتْ عروقي سكةَ حديد تمرُّ على صنوبر قبور الحدَّادين ؟ . دخلتُ في عُزلة النباتات . ودماءُ الراهبات تقرع أجراسَ الكنائس . هذا الاكتئابُ عريسٌ بلا عُرس . والقتلى يرقصون في عيد انتحار الوطن . هناك ، في قبور من اللوز المشنوق ، جارتي المحتارةُ بين نشر الغسيل على حبال المشانق ، أو نشرِ الإشاعات على حبالي الصوتية . هذا العشبُ ضابطُ مخابراتٍ ، فشكراً للذين يؤدون للشمسِ التحيةَ العسكرية . أَركض في شوارع دمي ، وأَصرخُ في إسفلت لحمي ، وأَسقط في الرحيل إلى الضوء القُرمزي . تَزَوَّجْني أيها الشمعُ الرصاصي . سيكونُ لَكَ جسدي ، ولا أَضمنُ أن يكون قلبي لَكَ . حضنتُ أنوثةَ النار . ارتعشتُ في حَضرة ذكورة العشب . كأن الأنوثة تستمدُّ بريقَها من لمعان سيارة المرسيدس . وأمام قبري ضِباعٌ تُعَلِّمُ النملَ لعبةَ الشطرنج . هذا جسدي في قَارَّةٍ ، وقلبي في قارة أخرى . تلك الشرايينُ تحت جِلْدِ الشَّفقِ قَشٌّ يحترق في إسطبل ذكرياتي . يا غاباتِ السُّعال ادْفِني نَفْسَكِ في قلوب من أَحَبُّوكِ وَرَحَلوا . المطرُ الحمضي حُفرتي .