النصارى في القرآن والسنة
للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .
للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .
1_
نسيانهم الميثاق والعداوة بينهم :
قال الله
تعالى : (( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقَهم
فنسوا حَظاً مِما ذُكروا به فأغرَيْنا بينهم العداوةَ والبغضاء إلى يوم القيامة ))
[
المائدة : 14].
{
استدل بعض العلماء بقوله تعالى : [
فأغرَيْنا بينهم العداوةَ والبغضاء إلى يوم القيامة ] على عدم قبول شهادة ملة على
ملة وتقبل بعض الملة على بعضها ، وهو قول الحسن وابن أبي ليلى والليث وإسحاق. وقال
الحافظ في الفتح ( 5/ 292) بعد أن أورد هذه المسألة : (( وهذا أعدل الأقوال لبعده
عن التهمة )) . }.
وهؤلاء
الذين سَموا أنفسهم بالنصارى ( يعني أنصار الله السائرين على خطى المسيح صلى الله
عليه وسلم ) _ وهم عكس ذلك _ نقضوا العهدَ الإلهي ، وفرّطوا في تعالم الإنجيل ،
فلم يمتثلوا أوامر الله تعالى ، فتركوا الطاعات، والتزموا المعاصي . فقد سلكوا مسلك
اليهود في رفض اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وحملِ الشريعة الإلهية . وهذا
الانحراف عن الصراط المستقيم عاد عليهم بالضياع والضلال .
وقال ابن
كثير في تفسيره ( 2/ 45) : (( أي : ومن الذين ادعوا لأنفسهم أنهم نصارى متابعون المسيح
ابن مريم _ عليه السلام _ وليسوا كذلك ، أخذنا عليهم العهود والمواثيق على متابعة الرسول
صلى الله عليه وسلم ومناصرته ومؤازرته واقتفاء
آثاره ، وعلى الإيمان بكل نبي يرسله الله إلى أهل الأرض ، ففعلوا كما فعل اليهود :
خالفوا المواثيق ونقضوا العهود )) اهـ .
وفي الدر
المنثور للسيوطي ( 3/ 42) : (( عن قتادة في قوله: [
ومن الذين قالوا إنا نصارى ]
قال : كانوا بقرية يقال لها ناصرة نزلها عيسى ، وهو اسم تسموا
به ، ولم يؤمروا به )) اهـ .
وفي زاد
المسير لابن الجوزي ( 2/ 315 ) : (( قال الحسن : إنما قال : [
قالوا إنا نصارى ]
ولم يقل من النصارى
، ليدل على أنهم ليسوا على منهاج النصارى حقيقة ، وهم الذين اتبعوا المسيح )) اهـ
.
وقد عُوقبوا
بأن ضُربت قلوبهم ، فانتشرت العداوة والبغضاء بين فِرَق النصارى ، حيث تُكفر كل
طائفة الأخرى وتعاديها وتعلن الحرب عليها . وانتشر بينهم الجدال في الدين والخصومات
،
والأهواء المتضاربة .
وقال ابن
كثير في تفسيره ( 2/ 45) : (( أي فألقينا بينهم العداوة والبغضاء لبعضهم بعضاً ، ولا
يزالون كذلك إلى قيام الساعة ، وكذلك طوائف النصارى على اختلاف أجناسهم لا يزالون متباغضين
متعادين يُكفِّر بعضهم بعضاً ، ويلعن بعضهم بعضاً ، فكل فِرقة تحرم الأخرى ولا تدعها
تلج معبدها ، فالملكية تُكفِّر اليعقوبية ، وكذلك الآخرون ، وكذلك النسطورية والآريوسية
كل طائفة تكفِّر الأخرى في هذه الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد )) اهـ .
وهذه
العداوة مستمرة حتى الآن . فالنزاعات قائمة بضراوة بين الكاثوليك والبروتستنت
والأرثوذكس ، وكل يزعم أن طريقه هو الصراط المستقيم ، وغيره على الباطل ، وهذا أدى
إلى تفرقهم وتفشي الكراهية بينهم ، وانقسامهم الشديد ، فالشمال الأوروبي بروتستنتي
، والجنوب كاثوليكي ، وبريطانيا تتبع المذهب الأنكليكاني . وقد رأينا الحروب الدينية
الطاحنة بين الكاثوليك والبروتستنت التي أكلت أوروبا من عام 1545م حتى 1648م ،
وذهب ضحيتها ملايين البشر .
ويصدق فيهم
قول الشاعر :
وكل يدّعي وصلاً
بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
2_ جرأتهم على الله :
قال الله
تعالى : (( وقالت النصارى المسيحُ ابنُ الله )) [ التوبة : 30] .
وهذه
العقيدة الباطلة تعكس الجرأة على الله تعالى ونسب الولد إليه ، كما تشير إلى تغلغل
الأهواء الزائفة في نفوس النصارى الذين يتبعون الظن لا اليقين ، إذ إن عقائدهم
مبنية على الشكوك ، وسوء تأويل النصوص ، وغياب منهجية الفهم الصحيح للمعجزات . فهم
لا يملكون برهاناً على قولهم ، ويفتقدون إلى الحُجة الساطعة ، لذا فإن عقيدة
" المسيح ابن الله " لا أساس لها من الصحة ، ولا دليل عليها من ناحية
النقل أو العقل .
والدعاوى إنْ لم تُقيموا
عليها
بيِّناتٍ أبناؤُها أدعيــــاءُ
وهناك عدة أسباب جعلت النصارى يعتقدون أن
المسيح ابن الله تعالى :
_ أن المسيح
وُلد لغير أب .
_ أنه كان
يُحيي الموتى ، ويشفي الأكمه والأبرص .
_ هناك نصوص
إنجيلية تذكر أن المسيح ابن الله، وقد تم حمل هذه النصوص على البنوة المادية، مع
أن معناها يفيد التشريف لأن الإضافة تفيد علو المكانة ، أو أن هذه نصوص محرّفة قد
تم اختراعها لترويج عقائد باطلة من قبل المتلاعبين بالنصوص الدينية لتحقيق منافع
شخصية .
والخالقُ
تعالى لا يحتاج إلى ابن ، فكل ما سوى الله تعالى مخلوق ذليلٌ خاضع بإرادته ورغم
أنفه لله تعالى . فشرفٌ للمسيح صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء أن يكونوا عباداً
لخالقهم الْمُنَزّه عن الصاحبة والولد .
3_ الحواريون :
قال الله
تعالى : (( فلما أحس عيسى منهم الكفرَ قال مَن أنصاري إلى
الله قال الحوارِيون نحن أنصارُ الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون )) [ آل عمران : 52] .
فالسيد
المسيح صلى الله عليه وسلم حينما أحس أن اليهود مصمِّمون على الكفر دون وجود أية
رغبة لديهم في الإيمان ، أراد معرفة أنصاره في الدعوة إلى الله تعالى . وهؤلاء
الأنصار الصادقون هم الحواريون الذين آمنوا بالله رباً وبالمسيح نبياً ورسولاً ،
وثبتوا على الصراط المستقيم ، وحملوا الشريعة الحقة بلا غلو ولا تحريف . وهم صفوةُ
بني إسرائيل في زمن السيد المسيح صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين حملوا
مشعلَ النبوة إلى الآخرين .
وقال ابن
كثير في تفسيره ( 1/ 486) : (( وهكذا عيسى ابن مريم _ عليه السلام _ انتدب له طائفة
من بني إسرائيل ، فآمنوا به ، ووازروه _ أي أعانوه _ ، ونصروه ، واتبعوا النور الذي
أُنزل معه )) اهـ .
وقد
اخْتُلِف في سبب تسميتهم بالحواريين . فقال بعضهم : سُموا بذلك لبياض ثيابهم ،
وقال آخرون : لأنهم كانوا قصارين يُبيضون الثياب .
وقال الطبري
في تفسيره ( 3/ 282) : (( ... الحور عند العرب شدة البياض ... قيل للرجل الشديد بياض
مقلة العينين أحور، وللمرأة حوراء . وقد يجوز أن يكون حواريو عيسى كانوا سُموا بالذي
ذكرنا من تبييضهم الثياب ، وأنهم كانوا قصارين ، فعُرفوا بصحبة عيسى واختياره إياهم
لنفسه أصحاباً وأنصاراً ، فجرى ذلك الاسم لهم )) اهـ .
والمعنى
الذي نختاره لكلمة " الحواريين " هو الأنصار . فالحواري هو الناصر . فعن
جابر ابن عبد الله _ رضي الله عنهما _ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لكل نبي
حَوَارِي ، وحواري الزبير )).
{ متفق
عليه. البخاري ( 6/ 2650 ) برقم ( 6833) ، ومسلم ( 4/ 1879) برقم ( 2415). }.
والدعوة
الإسلامية لا يمكن أن يحملها نبي بمفرده ، فلا بد له من أتباع يسيرون على خطاه ،
ويُبلِّغون التعاليم الإلهية ، ويُطبِّقونها على أرض الواقع . فالشريعةُ السماوية
لا تقوم إلا على أكتاف الجميع . وهكذا نفهم قول السيد المسيح صلى الله عليه وسلم :
[ مَن أنصاري إلى الله ] . فهو يريد معرفة
أتباعه المؤمنين به المستعدين لحمل الدعوة بكل إيمان وصبر ونشاط .
وعن جابر بن
عبد الله الأنصاري _ رضي الله عنهما _ أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع
الناس في منازلهم في الموسم ومجنة وعكاظ ومنازلهم من منى : (( مَن يُؤْويني ؟ ، مَن
ينصرني حتى أُبلغ رسالاتِ ربي فله الجنة ؟ )).
{ رواه الحاكم في المستدرك ( 2/ 681) برقم ( 4251) وصححه
، ووافقه الذهبي .}.
وهكذا نرى
حرص الأنبياء على معرفة أتباعهم في وسط هذا الجو المظلم الكئيب الذي يغص بالكفر
والضلال ، فصحابة كل نبي هم حملة الرسالة بكل طهارة ، القائمون على أمر الدعوة
ونشرها وتطبيقها .
4_ الرهبان
والقِسِّيسون :
قال الله
تعالى : (( ولتجدن أقربهم مَوَدةً للذين آمنوا الذين
قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قِسيسين ورُهباناً وأنهم لا يستكبرون )) [ المائدة : 82] .
فالنصارى _
عكس اليهود _ أصحابُ قلوب رقيقة تميل إلى الإيمان، فهم قليلو الحرص على الدنيا ،
ويهتمون بالعلم والعمل . ففيهم القِسِّيسون ( علماؤهم ) والرهبان ( عُبّادهم ) ،
وهم يمتازون بالتواضع ولين الجانب وعدم الاستكبار . وهذا يشير إلى أن التواضع
خصلةٌ محمودة ولو كانت من كافر .
وقال ابن
كثير في تفسيره ( 2/ 117) : (( أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج
إنجيله، فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة ، وما ذاك إلا لما في قلوبهم ، إذ كانوا
على دين المسيح من الرقة والرأفة )) اهـ .
وفي لباب
النقول للسيوطي ( 1/ 86 ) : (( أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب وأبي بكر بن عبد
الرحمن وعروة بن الزبير قالوا : " بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن
أمية الضمري، وكتب معه كتاباً إلى النجاشي ، فقدم على النجاشي ، فقرأ كتابَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه ، وأرسل إلى الرهبان
والقِسِّيسين ، ثم أمر جعفر بن أبي طالب ، فقرأ عليهم سورة مريم ، فآمنوا بالقرآن ،
وفاضت أعينهم من الدمع ، فهم الذين أنزل اللهُ فيهم : [
ولتجدن أقربهم مَوَدةً ] _ الآية _" )) .
وقال الله
تعالى : ((
وَرَهْبَانِيةً ابْتَدَعُوهَا مَا
كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَق
رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ منهم
فَاسِقُونَ )) [ الحديد: 27] .
فهؤلاء
ابتدعوا الرهبانية ( الانقطاع عن النساء وشهواتِ الدنيا ) ، وهم لم يُؤمروا بذلك .
لكنهم سَنوا هذه الطريقة تقرباً لله تعالى وابتغاء رضوانه ، فما قاموا بأداء حقها
، فبدلوا وغيّروا ، وظلموا أنفسهم بانحرافهم عن الصراط المستقيم .
وقد اختلف
أهل التأويل في هوية الذين لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها . فقال ابن الجوزي في
زاد المسير ( 8/ 176) : (( قوله تعالى :[ فَمَا رَعَوْهَا حَق رِعَايَتِهَا ] ، في المشار إليهم قولان
:
أحدهما _ أنهم الذين ابتدعوا الرهبانية ، قاله الجمهور .
ثم في معنى الكلام ثلاثة أقوال : أحدها أنهم ما رعوها لتبديل دَيْدنهم وتغييرهم له
، قاله عطية العوفي. والثاني : لتقصيرهم فيما ألزموا أنفسهم ، والثالث : لكفرهم برسول
الله صلى الله عليه وسلم لَما بُعث ، ذكر القَوْلَيْن الزّجاج . والثاني : أنهم الذين
اتبعوا مبتدعي الرهبانية في رهبانيتهم ما رعوها بسلوك طريق أوليهم ، روى هذا المعنى
سعيد بن جبير عن ابن عباس )) اهـ .
وقال الطبري في تفسيره ( 11/ 689 ) : (( وأولى الأقوال في ذلك بالصحة
أن يقال : إن الذين وصفهم الله بأنهم لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها بعض الطوائف التي
ابتدعتها ، وذلك أن الله _ جل ثناؤه _ أخبر أنه آتى الذين آمنوا منهم أجرهم ، .. فدل
بذلك على أن منهم من قد رعاها حق رعايتها ، فلو لم يكن منهم من كان كذلك لم يكن مستحق
الأجر الذي قال _ جل ثناؤه _ : [ فَآتَيْنَا الذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ] )) اهـ .
وهكذا يتبين
أن الله تعالى لم يعب على أولئك الذين ابتدعوا الرهبانية من أجل ابتداعها ، بل
لأنهم لم يتمسكوا بهذه البدعة الحسنة ولم يرعوها حق رعايتها . ولو كانت هذه البدعة
مذمومة لما آتى الله تعالى الذين آمنوا منهم أجرهم ، كما يتضح من الآية الشريفة .
وهذه الآية دليل قاطع على جواز الابتداع بشرط عدم مخالفة هذه البدعة لأصول الدين
وفروعه ، كما أن هذه الآية دليل واضح كالشمس على وجود بدعة حسنة يؤجر صاحبها إذا
قام بها حق القيام .
وقال الحافظ
في الفتح ( 4/ 253 ) : (( والبدعة أصلها ما أُحْدِث دون مثال سابق ، وتطلق في
الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة ، والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن
في الشرع فهي حسنة ، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي
من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة )) اهـ .
وقال النووي
في شرحه على صحيح مسلم ( 6/ 154 ) : (( قال العلماء : البدعة خمسة أقسام : واجبة
ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة )) اهـ .
وبما أنهم
قد التزموا بالرهبانية وألزموا أنفسهم بها فعليهم أن يقوموا بأداء حقها وتنفيذها
على أرض الواقع بمثابرة . وإذا كانوا عاجزين عن رعايتها حق الرعاية فلماذا ألزموا
أنفسهم بها ؟ . فاللهُ تعالى لم يفرضها عليهم . وهذا يقودنا إلى خطورة أن يُشدِّد
الإنسانُ على نفسه ، ويُحمِّل نفسه فوق طاقتها. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( لا تُشددوا على أنفسكم فيُشدد اللهُ عليكم ، فإن قوماً شَددوا على أنفسهم فَشُدد
عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات [ رَهْبَانِيةً
ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ] )).
{ رواه أبو
يعلى ( 6 / 365 ) برقم ( 3694 ) بسند حسن. قال الهيثمي في المجمع ( 6/ 390 ): (( ورجاله
رجال الصحيح غير سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء وهو ثقة )) .}.
5_ التثليث :
قال الله
تعالى : (( فآمنوا بالله ورُسُلِه ولا تقولوا ثلاثة ))[ النساء : 171] .
فاللهُ
تعالى يأمر بالإيمان به _ سبحانه _ إلهاً واحداً لا شريك له ، وتصديق رُسله الكرام
الذين بلّغوا دعوة التوحيد ، وعدم التثليث في العقيدة لأنه ضد النقل والعقل .
فالتثليث هو اعتقاد تعدد الآلهة( الله ، عيسى ، مريم )، أو القول بالآب والابن وروح
القُدُس. فاللهُ تعالى إله واحد لا يتعدد، وهو الخالق ، فكل ما سواه مخلوق . فلا
يُعقَل أن يكون الإلهُ مُرَكّباً ، أو تضاف إليه التراكيب المخلوقة . فهو _ سبحانه
_ قديمٌ ، وما سواه حوادث وُجدوا بعد إذ لم يكونوا . فأساسُ الدين هو العقيدة ،
فإن سقطت سقط الدينُ كله .
وقال ابن
كثير في تفسيره ( 1/ 784) : (( لا تجعلوا عيسى وأُمه مع الله شريكَيْن ، تعالى الله
عن ذلك علواً كبيراً ... _ فالنصارى عليهم لعائن الله _ من جهلهم ليس لهم ضابط ولا
لكفرهم حد ، بل أقوالهم وضلالهم منتشر ، فمنهم من يعتقده _ أي المسيح _ إلهاً ، ومنهم
من يعتقده شريكاً ، ومنهم من يعتقده ولداً . وهم طوائف كثيرة لهم آراء مختلفة ، وأقوال
غير مؤتلفة ، ولقد أحسن بعض المتكلمين حيث قال: لو اجتمع عشرة من النصارى لافترقوا
على أحد عشر قولاً )) .
وقال الله
تعالى : [ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثُ ثلاثة ] [ المائدة : 73] .
وقال
القرطبي في تفسيره ( 6/ 234) : (( وهذا قول فرق النصارى من الملكية والنسطورية واليعقوبية
، لأنهم يقولون : أب وابن وروح القدس إله واحد ، ولا يقولون ثلاثة آلهة ، وهو معنى
مذهبهم . وإنما يمتنعون من العبارة وهي لازمة لهم ، وما كان هكذا صَح أن يُحكى بالعبارة
اللازمة وذلك أنهم يقولون : إن الابن إله ، والأب إله ، وروح القدس إله )) اهـ .
https://www.facebook.com/abuawwad1982