سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

15‏/03‏/2014

اغتيال العصفور تحت نجمات الدمع / قصيدة

اغتيال العصفور تحت نجمات الدمع / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

................................

     الذي وَضَعَ أغاني أدغالِ الدَّم عَلى سَرْجِ حِصانٍ / هو النِّسْيانُ الأخضرُ / أيُّها القلبُ الذي يَتحوَّلُ وَطناً للغُرباءِ وعَابِري السَّبيلِ/ يَصيرُ خَيْمةً للغَجرياتِ / وكَهْفاً للقصائدِ الممنوعةِ / يَنامُ المطرُ على رُموشي / مَسْكونٌ أنا بالطُّوفان/ خَبِّئْني يا أَبي في أكفانكَ / وأَنْجِبني في لُغةِ احتضاركَ / تَحتلُّ دَفاترُ الريحِ وَجَناتِ الأسيراتِ /
     يا وَطناً يَتساقطُ على طَاولاتِ القِمار/ وَدِّع العُشَّاقَ الذين يَصْنعون توابيتَ عَشيقاتهم / مِن خَشبِ طَاولاتِ المطاعم / وَاحْرُسْ جُمجمتي الملقاةَ على أصابعِ العاصفة / وخُذ المشرَّدين مِن حُقولِ البَارودِ إلى سَريرِ التَّعبِ ليرتاحوا !/ لا تُسَلِّمْنِي لثرثرةِ قُضبانِ السِّجنِ / في جِهاتِ جَوْز الهِند / أَعِدْ لِي جُثثَ الأَرانبِ المتعفِّنةَ / كي أَدْفِنَها في الهِضابِ الخارجةِ / على قانونِ النَّخاسين /
     أضاعَ الضَّبابُ فُرشاةَ أسنانه / في بَراميلِ البَارودِ / وفي مدائنِ الصَّمتِ بُكاءٌ لَم يَرِثْ عَن أبيه إلا المِنجلَ / لكنَّ الصَّفْصافَ المذبوحَ في أبجديةِ قَوْسِ قُزَحَ / يُشاهدُ رَجلاً يُردِّدُ أناشيدَه في البَرِّيةِ / تَابَعُوا خُطاهُ على القَش المطعون / وَجَّهوا رِماحَهم ذات الرؤوسِ الفِضِّيةِ في عَيْنَيْه/ وأَطْلَقُوها / كانتْ زُجاجاتُ العَصيرِ الفارغةُ شَاهِدةً على اغتياله / فَكَسَرُوها ! /
     وَلَمَّا اصْطَادَت الفِضَّةُ حَبْلَ مِشْنقتي / قَالت له: (( عَلَيْكَ أن تنتميَ للوطنِ ))/ فقالَ وَالسنابلُ تَجْرحه : (( أين هو الوطنُ حتى أنتميَ إليه ؟! )) / وَطَنَ النوارسِ الذي يَضيعُ في وَرِيدي مَشانقَ ضاحكةً / ومجلاتٍ بلا عناوين / أنتَ زِنزانتي وَحُرِّيتي وطفولتي المقتربةُ مِن جَمرِ العَطَشِ / وَالشَّجرُ يَعْملُ بَعْدَ الظُّهْرِ طَبيبَ أسنان /
     كَيْفَ أَغْرسُ صَنوبرَ الجِراح في مقابر الجرادِ/ وَيَدَاي مُلطَّختان بأشلاءِ الفجر؟!/ اكْتَشِفْني في مَقبرةِ عائلتي/ وأنا أَدُورُ كالطَّيْرِ المذْبوحِ دَمْعاتٍ/ واكْتَشِفْ في الأناشيدِ الميْتةِ زَوْبعةً / عِندما تنامُ البُروقُ على بُرتقالةٍ جَاهِزةٍ للرَّحيلِ / خُذْ أشعاري لِسَقْي حُنجرةِ الصحراء/ ذِئبةٌ مُحَنَّطةٌ في عُلبةِ المِكياجِ / وَدَمِي الباردُ على الثلجِ الساخنِ / سَأَظَلُّ غَامِضاً حَتَّى يُسْقِطَ الموتُ قِناعي /
     يا كُلَّ المخبِرِين العائدين إلى أرضهم الميْتةِ / في صَباحاتِ الخريفِ الدَّمويةِ / أُطردوني مِن جُرحي / تَجِدوني في جِراحِ الآخرين / عَلَّقْنا طُفولتَنا على رُموشِ العواصف / فادْفِنوا ضَحاياكم بَعْدَ أن تُصَلُّوا عليهم / أُمَّهاتهم رَجَعْنَ إلى الصُّوَرِ الذابلةِ في بَراويزِ البُرتقال / وَسَجدتْ حُنجرتي على سَجاجيدِ الجامعِ / تِلْكَ دموعٌ خَضْراء في الغُرفِ السِّرية في الدَّيْرِ / والباستيلُ صُورةُ السُّعالِ على الفُؤوس / ألواحُ المسْلَخِ الشَّمعيِّ / والزَّيْزفونُ القتيلُ / والتلالُ الذهبيةُ بَعْدَ مَوْتِ عُمَّالِ المناجم / والأعاصيرُ لا تَرحمُ بُكاءَ قَهوةِ الأسرى / ما لَوْنُكِ يَا قَلعةَ الأحزان / عندما يُوقظُ شُعاعُ الشمسِ مِدْخنةَ البَيتِ الخالي ؟ /
     كَقَصَبِ السُّكَّر في الضُّحى / كان شَاهِدُ قَبْري / دَخلتْ نعومةُ الأمطار/ في ثيابِ حفَّارِ القُبور / رَفَضَتْني نِساءُ المزهرياتِ / لأني لا أنامُ إلا مَعَ سَيْفي / هَزمتُ الأكاسرةَ في خَريفِ الظلالِ / وخَسرتُ أمامَ صُورتي في المِرآة / أصابعي بابونجُ الثورة/ وَلْتَنْهَضْ شوارعُنا تُكَنِّس أحطابَنا / المتقمِّصةَ إناثَ الكلابِ /
     زَوْجتي لم تُولَد لكني أُحِبُّها / ولا أَعْرفُ مَن سَيَموتُ أوَّلاً أنا أَم اكتئابي/ فيا قَمَري الجريحَ / إن الياقوتَ يَحتسي مِشنقةَ العاشقِ الوَحيدِ / قَتَلوه / نَسَجوا من سُنبلاتِ كَبِده مِعطفاً سميكاً / ولم يَرَوْا وِشاحَ ابنته مُمدَّداً على القناديلِ / قالبُ شوكولاتة في يَدِها / ذَوَّبه وَهْجُ الرَّصاصِ في دَمِها / زُمردةٌ غامضةٌ في مرايا الرَّحيلِ/ تموتُ وتسألُ عَن نجمةِ الشَّتاتِ /
     شَمْسٌ تَطعنُ جَدائلَ الرِّيح/ أعلامٌ مُنكَّسةٌ في إعصارٍ / يَبْحثُ عَن عُروش دَمي/ أنا آسِفٌ لأني تألمتُ حِينَ قَتلتموني / أنا آسِفٌ لأنَّ لُعابي لَوَّثَ مَعاطفَ الملكاتِ / وَهُنَّ يَبْلَعْنَ الشَّمبانيا على جُثتي/أنا آسِفٌ لأنَّ رؤيةَ أكفاني عَكَّرَ مِزاجَ الذُّبابِ / أنا آسِفٌ لأنَّ صُداعي أَزعجَ ضُيوفَ القَيْصرِ / في رُفاتِ المجازرِ /
     المخْبِرون جَالِسون في جَوْف بِنطالي / بِئرٌ تراودني عَن نَفْسي/ أَهْربُ من المرايا/ واحتضاري مِرْآتي / ضريحي أحجارٌ غَيْرُ كَريمةٍ/ تَكْسِرُ تاجَ الرُّكامِ/ يا تاريخَ الأسماكِ المتكسِّرَ / على بَلاطِ مَعابدِ رُوما/ المعقَّمِ بالرُّؤوسِ المقْطوعةِ / ارْفُض قِناعَ السَّيافِ /
     جُمْجمتي رَايةٌ للغرباءِ / مَنْصوبةٌ في المجموعة الشَّمْسيةِ/ أَكْمِل المِشوارَ يا وَجهي إِن انتقلتْ أعصابي / مِن الصَّحاري إلى الثَّكناتِ العَسكريةِ / الزنابقُ المحترقةُ تَقفزُ على أكتافِ الغيومِ / حَضاراتٌ مُتَّشحةٌ بالمبيدات الحَشريةِ / واليمامُ نَحَتَ خَرائطَ الفحيح على أظافري / والفراشاتُ تُحاوِرُ ظِلالَها بالبُندقية /
     أَعْزِفُ على أشلائي / وخَشبُ البيانو يَحترقُ في شَهيقي / نُخبِّئُ دُموعَ أُمَّهاتنا في الأواني الفخَّارية / قُتل المغنِّي / عَقَدْنا اتفاقيةَ سَلامٍ بَيْنَ الصَّوْتِ والصَّدى / السِّهامُ تَعرفُ تضاريسَ قلوبنا / لكنَّ الضَّبابَ أضاعَ مِفتاحَ قَفَصي الصَّدْريِّ / والجسورُ الخرساءُ تَعرفُ أحذيةَ الجنودِ/ جُيوشٌ لا تَعْرِفُ غَيْرَ قَصْفِ أغشيةِ البَكارة/ أينَ القُبطانُ الذي أهدى دَفَّةَ السَّفينةِ للسَّائحات ؟ / أين العاشقُ الذي بَصَقَ في بُلعوم النَّار ؟ /
     كانت قوافلُ الغزاةِ المصلوبةُ/ تمشي عَلى رُموش الصخور/ نَحْوَ ضوءِ الإعدام / شَمْعُ الجنونِ تَحْمِلُه بَغايا بَني إِسرائيل / لإِرشادِ زَبائنِ آخِرِ الليلِ / أتى هُولاكو مِن أبراجِ المراقَبةِ في الكنائسِ / مَقاصلُ حَجريةٌ حَفَرَتْها على الأجساد الذابلة أصنامٌ بأسماء مُسْتعارة / دمُ الحيضِ للفتياتِ المغْتَصَباتِ يَختلطُ بالشوارع الوحشيةِ / شُعراءُ يَموتون على أقدامِ الإسكندرِ / والزَّوْبعةُ تُوقِّعُ على وَثيقةِ اغتيالِ الزَّيْتون /

     جِراحُنا عانقتْ صَوتَ الرُّعودِ عِندَ كُهوفِ الرُّعاة / هياكلُ عَظْميةٌ لكلابِ الخليفةِ/ حَطبُ الغروب في سِيناريو المذبحة / والوحلُ النحاسيُّ / والدُّودُ الخارجُ مِن أمعائنا / باحَ المرفأُ بأسراره للسرابِ المتوحش / وجوائزُ الأدب تُمنَح لمهرِّبي البضائع في السوقِ السوداء / يا وَطناً يَفرشُ حَدَقاتِ العُمْيانِ على السِّجادِ الأحمرِ/ لاستقبال القاتِلين / اخْرُجْ مِنكَ كي تلمحَني رَسَّامَ أنهارٍ في عُنفوانكَ / يا وطناً يُخفي مجاعةَ خيوله في فناجين عذاباتي / عِشْ خارجَ مِصفاة النفط / كي نلتقيَ في عِشقِ خِيامكَ / قلبي يَنْصبُ فَخَّاً لناقةِ جَدِّي / عِندَ أطلالِ قلوبِ بَناتِ آوى / الدلافينُ تنامُ في قميصي الدَّامي / واليانسونُ الغريبُ مَشْرحتي / قَرفتُ مِن الرُّومانسيةِ / فاكرهيني أيتها العانِسُ /

     المرفأُ القُرمزيُّ مَسقطُ رأسِ البُكاء / كُلَّما قُتلتُ في أرضِ المعركةِ / وُلِدْتُ في قلبِ امرأةٍ غامضةٍ / فيا أجفاني الموزَّعةَ بين زَيْتونِ المذابح وأبجديةِ المجرَّات / لَسْتُ المتنبي أَرْصف جِلْدي على أعتابِ الخُلفاءِ / لستُ قُبَّعةَ المهرِّجِ في الجهاز التناسليِّ للخوْخِ / البرقُ يَحصدُ كلامَ الضفادع في صَمتِ الفلاحين / عِندَ الساعةِ التي تبكي فيها الخُلجانُ اليتيمةُ / يَخْتفون في حُروفنا / لكنهم يَتَحَدَّثون لغةَ النارِ / وُلدوا في أظافرنا / لكنهم يُدافعون عن رُوما / يَنامون على أوسمةِ القائدِ المهزومِ / في انحناءاتِ السِّنديان / عَرَضوا سَوائلهم المنويةَ وأعينَ أُمهاتهم في المتاحفِ / لا تَلعبوا بِكُرياتِ الدَّمِ على سُطوحِ المرايا / عُودوا إلى رُموشكم / خُذوا أسماءكم مِن الشمس /
     يا ذُباباً يَثْقبُ رِئةَ الفَيضانِ في شَمالِ الجِيَفِ / لا تَنكسرْ أمامَ دُموعِ ماري أنطوانيت / لا تنخدعْ إذا تَنَزَّهَ الأباطرةُ في اكتئابِ الحقول / تَغفو إسطبلاتُ الكَهرمانِ في لُغةِ المساميرِ / فاذْكُرْ صُورتي على حائطِ المنفى / وعانِقْ صَوْتي على أثاثِ المجزرةِ / خِيامُ اللاجئين على مِقَصِّ الأظافرِ / والزَّعفرانُ يَمتصُّ رائحةَ الجثثِ في ضَبَابِ المقابرِ / وَكُلَّما رَأيتُ دُموعَ أُمِّي / مَشَيْتُ في طُرقاتِ قُرْطبة /

     يَزرعون في أعصابِ المرجانِ مَاءَ الثَّورةِ / عِندما يَتَّحدُ الاكتئابُ مَعَ الوَسْواسِ القَهْري / جَاؤوا مِن بَنكرياسِ الرِّيح / يَحملون دَمَهم في ضفائرِ أُمَّهاتهم / كَسَروا صَمْتَ أثاثِ المنافي / صَعَدوا إلى لحمهم كَي يَقْذفوه على الطُّغاةِ / رِئتي سَرْوةٌ لا يَقْطفها الشَّيطانُ ولا سَبايا الرُّومانِ/ فيا أنهارَ بلادي/ أَطْلقي النارَ على سَقْفِ المعْبَدِ/ سَارَ الشَّجرُ مَطَراً يَهزُّنا / يُخرِجُ النيرانَ مِن بَطْنِ أُمِّها / لَم يَعُدْ في حقائبي غَيْرُ الدِّيناميتِ وجُمْجمتي/ نَهْرٌ يُضْرِبُ عَن الطعامِ/وَيَعْملُ سائقَ تاكسي في أزقةِ المجزرة /

     فلتكنْ أحلامُكَ لُغماً يَخْمِشُ حَوَاسَّ الوثنِ / أنشأَ الصُّبْحُ مَصْنعاً للسياراتِ المفخَّخةِ في بُؤْبُؤ القُرصانِ / قَزَحِيَّتِي كُرةُ ثلجٍ تتدحرجُ على جِباهِ أُمراءِ الحروب / اغْتَصَبَتْني سَمكةٌ غَازَلَتْني حَشرةٌ / فَتَّشُوا أجندةَ الثَّلْجِ لكي يُنقذوني مِن دِمائي الملوَّثةِ بالتِّيجانِ / طُوفانٌ أعزبُ يَموتُ على المسرحِ وحيداً / فَاقْطُف الرَّصيفَ قَبْلَ مَوْعدِ حَصادِ الجماجمِ / إنَّ النَّخاسين يُطفئون سَجائرَهم في حَلَماتِ زوجاتهم الضائعاتِ في حَنينِ المسافِرين / يُخفون بَراميلَ البارود في أجنحةِ دِيكٍ رُوميٍّ / حُلْمٌ يابسٌ مِثْلُ بُكاءِ التُّوتِ وحيداً / في فُنْدُقٍ مملوءٍ بالنَّملِ ورجالِ الأعمالِ / كيف نأكلُ تَمْرَنا وَهُم يُحاكِمون النخلَ في المحاكمِ العسكرية ؟! / مُلوكُ الحطبِ أجسادُهم خارجَ أجسادهم / أينَ نحاكِمُهم ؟ / فيا ثائرُ / مُدَّ أهدابَكَ أمامَ العواصفِ / خُذْني إِلَيْكَ / خُذ استراحةً في قلب حَمامةٍ / واقْتُل الصدى في أرشيفِ المذابحِ / ولا تَعْشَق أحصنةَ المستحيلِ الدائرةَ مَعَ طَواحينِ البُكاء /

     ضَاعَ الوطنُ وَهُوَ يَبْحَثُ عَنَّا/ هَل نَشكرُ المخبِرِين في مطاعم الوجبات السريعة/ أَم المراهِقاتِ العاشقاتِ في مملكةِ الجماجمِ كافتيريا العُنوسةِ ؟! / الوطنُ ضَاع / أيُّ الموتى أحقُّ بالرِّثاء مَلِكٌ لِصٌّ أَم لِصٌّ مَلِك ؟!/ لَم يَضِع الوطنُ / وَمَا زِلْتَ تُكابِرُ يا نَبْضي ! / تَزرعُ الفَتياتُ أحمرَ الشِّفاهِ / عَلى إِشارةِ المرورِ الحمراءِ في طريقِ المذبحة /  
ورائحةُ الموْجِ تُعطِّرُ صَنوبرَ المقابر / الأشجارُ البَرمائيةُ تَطفو على عَرَقي / ورِجالُ الأمنِ يُخبِّئون الرواتبَ الشَّهريةَ في دُموعهم القُرمزيةِ /
     تتفجَّرُ أجنحةُ الفراشاتِ في ليالي الخريفِ/والغرباءُ يُعانِقون الغرباءَ في الكُهوفِ/ وأسمنتُ عَمودي الفَقريِّ / يُعِدُّ رِسالةَ دُكتوراة في تاريخ المجاعاتِ / وكُلما لَمستُ إمضاءَ اليمامِ على طُفولةِ التِّلالِ/ نَبعت مِن خُدودي غَيْمةٌ / رُموشي انقلابُ الأُنوثةِ على الأُنوثة / والقَمحُ يَخون رِئتي اليُمنى مَعَ رِئتي اليُسرى /
     أَكتبُ دَمي بالألوانِ الزَّيتية / كَي أَكسرَ زُجاجَ قِطاراتِ أَوْردتي / في صَيْف الإبادةِ الجماعيةِ/ كي تتحوَّلَ أكبادُ شَعْبي إلى جِسْرٍ / تَعْبرُ عَلَيْه شَمسُ اللهِ / أصابعي مكتبةٌ للأحكامِ العُرفيةِ / وأهدابي مَحْكمةُ أمْنِ الدَّوْلةِ بَعْدَ انقراضِ الدَّوْلةِ / غَزَلَ الطِّينُ دَوْلةً مِن الصَّرخاتِ والأجسادِ المحروقةِ / أسواقُ الجماجمِ في أوطانٍ تتَّسعُ للمُرابين / وفأرةُ الصَّدى الخشبيِّ تُجَهِّزُ للأسرى وَليمةً /
     قَبيلةُ الخاسرين / وضَوْءُ الصنوبر في أقاصي التَّطهيرِ العِرْقيِّ / فَمُدَّ يَدَيْكَ يا نهرَ التوابيتِ / خُذْني إِلَيْكَ طِفلاً يتهجَّى أبجديةَ القَتلِ / الذِّكرياتُ المحروقةُ تَسقطُ في عَصيرِ الليمون / والنوارسُ الجريحةُ تَجرحُ تاريخَ الهديلِ / فَشُكْراً للرَّصاصِ الحَيِّ الذي يُولَدُ في قِرميدِ الأكواخِ المهجورةِ / وَيَموتُ على أجنحةِ الجرادِ /
     اعْشَقْ أجفاني لكي نَقتلَ العِشقَ في بِلادنا / التي لا تَعترفُ إلا بالمومياوات / كُلما بَحثتُ عَنِّي في زِنزانتي وَجدتُ سَجَّاني/ خُدودُ البُحيرةِ حُجْرةٌ للبعوض/ تصبُّ الحيواناتُ بياتها الشَّتويَّ في أوعيتي الدَّمويةِ / وترسمُ الطيورُ هِجرتها على براويز شراييني / خَائفٌ أنا مِن أزهار الدُّموعِ / لكنَّ السنابلَ تركضُ إلى غابات الحِبر / نَقلي البطاطا بِدَمْعِ الصَّبايا السَّاخنِ / والفراشاتُ الملوَّنةُ تَصعدُ مِن بَراميل النفط / اليَمامُ المنقوعُ في الوَحلِ الأزرقِ/ ماتَ وَجْهُكِ يا زَوْجةَ الصقيع / فاكسري عُلبةَ المِكياج/ هذه التلالُ تَخيطُ سُيوفَ القبائلِ فَساتينَ للعرائس / فاكسرْ سَيْفَكَ يا ضَوْءَ الأمواجِ/ خَسِرَ البرتقالُ معركته في رمال القلب/واليَتيماتُ يَمْسَحْنَ بَساطيرَ الجنود/ فَكُنْ يَا شَبَحي شَاعِراً / لِتُنَقِّبَ عَن السنابلِ في قُلوبِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / وَاعْشَقْ نَباتاتِ مَقْبرتي / ولا تَنْظُرْ إِلى كُحْلِ النِّساءِ السَّائراتِ في جَنازتي /

     لَو مَعِي عَرَقي لَمَا أبصرتُ شظايايَ تشعُّ في أكواخِ الأراملِ / لَو مَعي سِحْنتي لَمَا ارتقيتُ على دَرجاتِ السلالم في الشَّفق البنفسجيِّ / لَو مَعي قصيدتي الأُولى لَمَا بَكَتْني الشموسُ / وَحَضَنَتْني أقفالُ المحالِّ التجاريةِ / لَو مَعي مَسقطُ رأسي لَمَا نَهبتْ مزهريةُ الجيرانِ لَوْني / لَو مَعي تَرنيمةُ النخلاتِ لَمَا انتظرني الباصُ في صباحِ مَقتلي / لَو مَعي سَطْحُ دَارِي لَمَا استهزأتْ بِي عَذْراواتُ الغِيابِ/ لَو مَعي عِقْدُ أُمِّي الشَّهيدةِ لَمَا أنكرني جَرسُ مَنْزلنا في الصَّهيلِ / 
facebook.com/abuawwad1982