ليالي المايسترو المشلول ( قصيدة )
للشاعر / إبراهيم أبو عواد
جريدة البناء اللبنانية 21/5/2016
facebook.com/abuawwad1982
twitter.com/abuawwad1982
.......................
للشاعر / إبراهيم أبو عواد
جريدة البناء اللبنانية 21/5/2016
facebook.com/abuawwad1982
twitter.com/abuawwad1982
.......................
عِندما يَتفجَّرُ المسَاءُ في جَبيني
يَرْكُضُ الأمواتُ في غُرْفتي
فَاقْتُلني يا صَلِيلَ أَعمدةِ الكَهْرباءِ
لأُصبحَ شَاهِدَ قَبْرٍ في غَيْمةٍ مَنْسِيَّةٍ
للحجارةِ زَفيرٌ
وَجُلُودُ العَبيدِ سَجَّادٌ أَحْمرُ للفَراشاتِ
كُلُّ شَهْقةٍ سَيْفٌ
وَكُلُّ تَابوتٍ مَدينةٌ
أيُّها الغَرِيبُ
سَتُصْبِحُ جَدائِلُ أُمِّكَ أكفاناً لَكَ
تَرتدي الهِضابُ وَاقياً ضِدَّ الرصاصِ
وتَسيرُ إِلى الخريفِ الدَّمويِّ
العُشَّاقُ أَمَامَ الموْقَدَةِ الأُرجوانيةِ
وَدَمْعُ الأمواتِ يَصُبُّ في حَوْضِ السَّمكِ
وَخَلْفَ النافذةِ الطوفانُ
التاريخُ فَراغٌ يَمتلئُ بالعُشبِ والدِّماءِ
وَفي بَيْتي أَلْفُ مَدينةٍ فِيها أَلْفُ أَميرِ حَرْبٍ
كُلُّهم يَشْربون دَمْعي الأزْرقَ على مَائدتي الخضراءِ
تَتركُ الصَّحراءُ جُثمانها عَلى طَاوِلةِ المطعمِ
وأَتركُ جُثتي على مَكْتبِ النَّهْرِ
وَأَرْحَلُ مِن جِلْدي
الطحالبُ عَلى جُدْرانِ شَراييني
لِلْجُثثِ رائحةُ التُّفاحِ
والثَّعالبُ النَّازِفةُ تَجُرُّ الضَّبابَ الصَّخْرِيَّ
لا طِلاءُ أظافرِ النَّاقَةِ قَلْعةٌ لِلمُشَرَّدِين
وَلا ضَوْضاءُ الرِّئةِ الأسيرةِ وَتَرُ رَبابةٍ
تَنامُ الشَّوارعُ في بِنْطالي
حَنْجرتي تَطْحَنُها البَيَادرُ
عِشْتُ تَحْتَ الأرضِ
وَمِتُّ تَحْتَ الأرضِ
البَشَرُ المرقَّمون
وَالزَّنازِينُ المرقَّمةُ
يُولَدُ المطرُ في جُلودِنا مَيْتاً
وَالإِوَزُّ يَقرأُ اسْمي على شَاهِدِ القَبْرِ
أَنا مَن بَكَى
وانتظرَ الأنهارَ النَّائِمةَ
فَاعْشَقي صُداعي أيَّتها اللبؤاتُ
كَي أُشاهِدَ مَصْرَعَ الثلوجِ التي تَشْتهيني
كُلما حَدَّقْتُ في المرايا رَأيتُ تَضاريسَ قَبْري
كِتاباتُ القَمَرِ تَضِيعُ
والنَّهرُ يَجْتَثُّ مِن سُعالي تَاريخَ الصَّواعِقِ
بِئْرُ قَرْيتي في غَيْبوبةٍ
والطرقاتُ الحزينةُ مُغْمَىً عَلَيْها
فَاقْرأْ حُكْمَ إِعْدامي
لِكَي يَرْمِيَ البُكاءُ شَرايينَ اللوْزِ على المرْمَرِ .