مكياج خفيف لمجرمة الحرب
إبراهيم أبو عواد / شاعر من الأردن
نشرت في مجلة صوت العروبة ، أمريكا ، 12/1/2010م .
خذ دمي وردةَ الطوفان
يا حفارَ قلبي في الشتاء الفضي
ولا تَعْبر الذكرياتِ الجافة
كأعشاب الرئة الثالثة
هذا أنا جسدٌ من الأسلاك الشائكة
فاشكر عمالَ النظافة
الذين ينتشلون جثتي
من حفر المجاري
يا كل البنادق التي يرضع منها النسرُ الجريح
ما لونُ الدم المنثور
في براميل النفط ؟
لم يعرفني مرفأ المطر المعلَّب
في الشرايين العسكرية
عدتُ من المعركة منتصراً
لكني لم أجد تفاحةً تضمني إلى صدرها
إنني عزلة رياح الخماسين
فلا تجرح مشاعرَ صحرائي
خارج هوية السيول
يا امرأةً توقف سيارةَ المرسيدس
أمام ضحكة بندقيتي
وتقرأ الفاتحة أمام شاهد قبري
إن الفيضان هو المتحدث الرسمي باسم جفوني
فلا تحزن على حزنِ الإسفلت الوحيد
إن برتقال يافا هو الجناح العسكري للبحر
والغرباء يحتفلون بالغرباء
في بنكرياس الليمون
كأن نزيفَ النهر حمرةُ مكياج سيدة الغبار
دبلوماسيةُ صانعة التوابيت من خشب الصندل
والبارودُ غرفة نوم اليمام
فامنح أرقَ الشطآن رصاصاتِ الذكريات
وحدها الألغام الشاهدة على قصة حبنا مع المرايا
أنا تاريخُ ثورة الياسمين
وآخر رجل تعشقني البحيرة اليتيمة
فإن باعوا جمجمتي في السوق السوداء
فقل لنجمة القوقاز إنني لم أرفع الراية البيضاء .