سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

30‏/06‏/2010

هبوط النوارس على أشباح مخيم جنين

هبوط النوارس على أشباح مخيم جنين
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
القبر مستقبلي السياسي المشرق سيوفاً
على رقاب الغزاة
دخلتْ في الملل الجنسي سنابلُ المعنى
أيها المنفي الأبدي
اليودُ البحري الحلمُ الصحراوي
الذي لا يعرفه غير رائحة الصابون
في مراحيض الفنادق البعيدة
إن نساء كاليفورنيا
يخطِّطْنَ لخيانة زوجية جديدة
بعد حفل سيلين ديون
وأنتَ جائع تدور من غيمة إلى غيمة
باحثاً عن ذكريات الأنبياء
لا تملك أجرةَ مستشفى الولادة
لزوجتكَ الحبلى بالبندقية
هي المجزرة أنثى تتعطر من أجلكَ
وأنتَ لم تبعْ جماجمَ الشهداء
لتشتريَ عطراً فرنسياً
يا شركسيةً تدخل في الشفق ولا تخرج
ستشرفين على مراسم جنازتي
أنتِ وحدكِ ما تبقى لي في هذه البراري
بعد إعدام عائلتي
ستوقفين سيارتكِ المرسيدس أمام ضريحي
أرجوكِ لا تَنزلي
ولا تنكِّسي أعلامكِ
فلا أحب أن تتلطخ ثيابكِ بالأتربة
حدِّقي في شاهد قبري
واقرئي الفاتحة
وارحلي إلى الثقوب السوداء
عند حافة الكون
دمكِ ينادي عليَّ
يأتيني من كل جهات السيول
وعيناكِ حوضُ أسماك
تغطس في شرايين المجرة
لكنني لن أجرحهما بأهدابي
لن نلتقيَ في الدنيا ولا في الآخرة
فاتركيني أُبلِّلْ عظامَ الصبار
في صحاري القلب بدموعي
سأعتبر حبكِ أحدَ انقلاباتي العسكرية الفاشلة
وبعد أن يشنقني الغزاةُ الكاثوليك
في سهول الريفيرا
ستبكي عليَّ شمسُ العراق
وتقرأ وصيتي أجفانُ الأمازيغيات
هكذا تصير جثتي العنيدة
مطبخاً رومانسياً
تتبادل فيه الجواري مغامراتهن الجنسية
مع الخليفة غير الشرعي
هكذا يصير لحدي مطعماً للعائلات
لكن عائلتي المشنوقة لن تَحضر
وصلتُ إلى محطة القطارات متأخراً
فلم أستطعْ أن أُودِّع قلبي المسافر
في عربات القش والبضائعِ
النهرُ الأصلع
والحكومةُ القاتلة قمامةٌ
لكنها تحتاج عاملَ نظافة محترف
لكي يكنِّسها
أرى جندياً صليبياً
يقاتل في المعركة بوحشية
لكنه لا يعلم أن زوجته تخونه
مع ابن الجيران بكل نعومة
لا أثق بحذائي الذي يحمل
جنسيةَ اليورانيوم
لكنني سأبني مفاعلاً نووياً
في مطبخ بيتنا بمساعدة أطفال الحارة
هكذا تركض الأسماكُ في الشوارع الخلفية
كشبق الزوجات الخائنات
سأخلع ما في رقبتي من بَيْعة
وأرحل من عشق بنات الخليفة غير الشرعي
وسأقاتل حتى تصبح جمجمتي
عنباً منثوراً على الشطآن
تحت أقدام أرامل قريتي
وعوانسِ حارات الكيمياء
والعشاقِ الفاشلين
اقتليني واركضي إلى أحضان زوجكِ
لتضحكا في هذا الليل الطويل
يا مسدسي
لا تعشق الغريبة
لأنها دائماً مسافرة
إذا أعدموني يا قطتي
فلا تنتحري حزناً عليَّ
اذهبي لمشاهدة مباريات كرة القدم
إنهم يريدون قتلي
كما قتلوا عماد الفايد
لكنني لم أرمِ قلبي في الملابس الداخلية
للأميرات الصليبيات
فاهربي يا كاميليا إلى الله
قبل أن يقتلكِ الغزاة مثلما قتلوا أخاك
يا بغايا لندن
ارحمنَ الزبائن قليلاً
ارحمنَ طلابَ الفيزياء
الذين سيذهبون إلى الجامعة صباحاً
لن أرفع الراية البيضاء
حتى لو تركني أصحابي
في المعركة وحيداً
وذهبوا ليناموا في أحضان نسائهم
ولن تستطيعوا رفع الراية البيضاء
على جثماني
لأن الريح ستثأر لي
وبعد ذبحي والتمثيلِ بجثتي
ستقاتلهم كل أشياء مرآتي
ما فائدة أن نبكيَ على الحب
الذي قتلناه بأيدينا ؟
أجسادُ النوارس تقاس
بذكريات الفتيات المغتصَبات
رجلٌ ذكي يخون زوجته في السر
لكنه لا يعلم أن زوجته تخونه في العَلَن
هكذا تصير منصةُ إعدامي صالةَ رقص
للمراهقين الذين يتعاطون الماريجوانا
والمراهقاتِ المتاجرات بأثدائهن
لا زوجةٌ تغار عليَّ
ولا أميرة تخون زوجها معي
وحدَها أعواد المشانق والقطط الضالة
تغار عليَّ
حذائي سيقلب نظام الحكم
في جوربي الممزق
أقلُّ المومسات وقاحةً
وحكومةُ اللصوص
والنشيدُ الوطني
لدولة الشيطان الديمقراطية
لكم ليلة الدخلة
ولي دخول الليل
عارياً تحت شمس لا تعترف بي
لأنهم تقاسَموا ثيابي بعد شنقي
حاملاً أشواك النيازك
في حقيبة سَفَري القديمة
مسافرٌ أنا إلى لمعان سيفي
وسأظل أقاتل
حتى لو شربت الزوجاتُ الخائنات
نبيذَ الإسفلت على نعشي
حتى لو تعاطتْ يهوديات جامعة هارفارد
الماريجوانا على جثماني
ونعشي يُقاتِل
وموتي يُقاتِل
ورفاتي يُقاتِل
ذهبت الكلابُ البوليسية
جاءت الكلابُ البوليسية
ذهب اللصوصُ
جاء اللصوصُ
وبقينا يا وطني محاصَرَيْن
بأعواد المشانق العاطفية
وخطواتِ البغايا على ريش الليل
حربٌ أهلية بين أعضائي الداخلية
قولي لي اذهبْ
إلى جَمال الذي خلق جَمالي
تباع أثداءُ المذيعات الوقحات في الفضائيات
كالجواري المصلوبات
على أباريق سوق النخاسة
وعلى منصة الإعدام تبتسم لي خطيبتي
وتطلب مني أن أحدِّثها
عن الانقلابات العسكرية
لا أحاديثِ الغرام والشوق
والفيضانُ يرفع نعشي رايةً
على أزمنة مناديل الوداع
اكتشفتُ أن قطتي تتعاون مع المخابرات
ضد سعالي
يا ناراً تهرول على سطوح النيازك
أرجو أن تفكِّي شيفرةَ خجل فراشاتي
كأنني أربِّي أسماكَ القِرش
في كوب اليانسون
زوجتي دسَّتْ لي السم
بأمر الخليفة الأموي وقَتَلَتْني
فصارت عظامي صفرةَ القش
في إسطبلات الخليفة
وزوجةُ مدير المخابرات
في جمهورية السرطان
تخون زوجَها معكَ
يا طفل الريح
سيقتلونكَ مثلما قتلوا عماد الفايد .

24‏/06‏/2010

مجزرة الفلوجة العراقية

مجزرة الفلوجة العراقية
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
جندي أمريكي يهرول
في شريعة الإبادة
كطفل يركض إلى أحضان أمه
التي تخون أباه
اقتلْ حلمَ الأطفال
واحرقْ هذه الأرض
مثلما يأمرك عهدُكَ القديم
الذي يقتل فيك النبض
أيها الغزاة الخارجون
من خشب التوابيت الكلاسيكية
ركِّزوا في التحرش الجنسي في بلادكم
ولملموا زوجاتكم الخائنات
في المسابح المختلطة
وسنركِّز في حفر القبور لكم
أسمع الأذانَ فوق أبراج الفاتيكان
فيا زجاجات النبيذ
في أحضان أميرات موناكو
انكسري كأحلام بنات مرسيليا الضائعات
لأن عنب الجزائر ظلالُ المحجَّبات
لا ظلالُ المراهقات الحوامل خارج الزواج
في مدارس باريس
زوريني يا أمي في مكتبي
على كوكب زحل
إذا أعدموني يا خطيبتي
فلا تبكي عليَّ
واستعدي للزواج من غيري !
لا تهرولْ في دمي يا قاتلي
مثلما هرول أتاتورك إلى قعر جهنم
يا مذيعةً تفتح ثدييها
وتصب حليبها على شاشة الماريجوانا
أنتِ أجمل أقنعة الكلاب البوليسية
فركِّزي في الجِماع كحبوب الهلوسة
أخشى يا قمري
أن تأتيَ بغايا بطرسبرغ
ليلقين عليَّ محاضرات
في الفقه الشافعي
إذا كان القمحُ أمريكياً
فاخلعْ معدتكَ كالمعطف الشتوي
واخلعْ أنفَ أمريكا كالجوارب النسائية
بقعُ نفط على جسد الحزن المصلوب
لو انتظرتني في المطعم خطيبتي
فسيطول انتظارها
لأني لن أعود من المعارك
قطاري لا يصل أبداً
فلا تضيِّعي وقتكِ في انتظاري
على مقاعد المحطة
زرعوا أعوادَ المشانق
في الملابس الداخلية للسجناء
لو كنتُ هنا لكنتُ هناك
لو كنتُ مرآتي لكنتُ غَيْري
مقاتِلٌ أنا حتى يوم القيامة
والنساءُ اللواتي أحببتهن وتزوجنَ غَيْري
سيعرفنَ مكان قبري بدقة
أظل أغزل جراحي رصاصاً
وأكواخاً لاستراحة المجاهِدين
أنا الأرق الصحراوي
أظل أدور في أزقة الشفق
أوزِّع الطعامَ والذخيرة على جنودنا
في خنادق الأعاصير
لم أشرح النظريةَ النسبية
لمومسات برلين
ولم أرم تاريخي في المسابح المختلطة
زوجتي البندقية
والعشبُ صِهري
لم أستفدْ من حب جارتنا
غير مضادات الاكتئاب
(( يَا رَبِّ ! قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ ،
وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ ،
وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي ،
وَهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي ))
الصليبُ المكسور عند حافة أغنيات الدم البنفسجي
اتركيني يا سناجب في المعركة وحيداً
واذهبي لمشاهدة مباريات كرة القدم
عَرَقُ راقصات الفلامنغو على المسرح الخطأ
عانق الحيوانُ المنوي البويضة
في ساعة نحس
فانبثق كتابُ غبار الحدائق الميتة
وحدَها جماجم آبائي المشنوقين
مَن ستتناول العشاء معي
في ذلك المساء الريفي
لستُ أطلب مُلكَ آبائي
لأن لا أعترف بالملوك اللصوص
ومجدي هو لحدي السحيق
أو ذكرياتُ شيشانية تقرأ الفاتحة على قبري
في ضباب غروزني .

انتحار الإمبراطورية الأمريكية

انتحار الإمبراطورية الأمريكية
إبراهيم أبو عواد
جريدة القدس العربي
لندن ، 22/6/2010م .
إن الأداء السياسي الأمريكي مرتبك للغاية . فمفهوم الأنساق السياسية قد تحول من القيمة الفكرية السامية إلى قيم انكسار المعنى . وهذا المبدأ الانسحابي الخطير إنما يهدف إلى إعادة تشكيل عقلية الوعي الذاتي للأنساق الإنسانية بما يكفل استمرار تأزيم العلاقة بين الإنسان وذاته، والإنسانِ وبيئته، والإنسانِ والآخر. وكما أن عقلانية الانتكاسات الفوضوية هي اللب الفلسفي الأولي لتعريف السياسة العالمية المعاصر ، فإن الخدع البصرية التي تتقمص الأشكالَ الإنسانية هي التجريد التطبيقي على أرض الواقع النابع من الصورة المتخيَّلة للعالَم في ذهن صناع القرار على الصعيد العالمي . فاللعبة المتكونة من الفعل ورد الفعل ، أو من النتيجة الحتمية للمعنى وأرضيةِ الواقع المصنوع الحاضن لحزمة النتائج بصورة غير تلقائية ، إنما هي لعبة ترمي إلى إعادة صناعة الكائنات الحية وفق منظور التدجين . ووفق اندلاع الغبش الفكري في نخاع الأنظمة المعرفية تبزغ طبيعة الانهيارات التي تشكِّل الصورةَ النمطية للإمبراطورية الأمريكية الخارجة على قانون الإنسان ، والمضادة لإشارة المعاني الحاسمة . فالوهم في تداخلات الغبش الأيديولوجي الأمريكي يغدو تياراً نسقياً تحطيمياً لهالة المعنى الوجودي في الذات الكيانية الإنسانية . والمؤسف أن مسار الإنسان المضاد لكينونة إنسانيته صار هو المسار الفاعل لعلاقات الترابط بين بؤر المعرفة السياسية ، وتطبيقاتِها على أرض الواقع في أُطر الاستغلال ، والتبعيةِ ، واضطهادِ الحلم الإنساني ، وطردِ المعنى من الطبيعة الفكرية إلى التشكيل العسكري الأمريكي المتَّجه نحو ديمقراطية الدبابة ، وحريةِ صوت الرصاص . ولا يخفى أن المضمون المأزوم لتقاطعات الانكسار المجتمعي الذي تكرَّس على شكل كتل سياسية متنافرة هو في الحقيقة بؤرة التفكك الاستقطابي المبعثر في اختلال وجوديات حلم الإمبراطورية الأمريكية المتبخر . ومن خلال التجريد المعنوي للتداعي في تشوهات صورة النظام الرأسمالي الأمريكي، تتجذر هالة الانقسام الشرسة في إفرازات أزمة المنطق . فالاعتماد على عسكرة السياسة عبر تأصيل منطق القوة يُعرِّي المعنى من حركات الحوار البشري المتناغم ، ويؤدي _ في نفس الوقت _ إلى تعميق التفتيت المتواصل في البيئة الأمريكية المتأثرة بضعف البنية الأخلاقية الداخلية . فأمريكا تتألف من ولايات متضادة في مبادئ المعنى الفكري لحقوق الإنسان . وهذا يعكس إشكالية التلاقي القسري ضمن أطر جغرافية مُحالة إلى تيارات سياسية . فالمبدأ الظاهري يوهم بوجود وحدة مجتمعية ما ، إلا أن التأصيل الدينامي لحالة الحراك الاجتماعي في المجتمعات الأمريكية المتناحرة التي تُصوَّر على أنها وحدة مجتمعية واحدة يعكس بدقة صورة القشة الرابطة بين تقاطعات الولايات المختلفة ، وطبيعةَ الصمغ الضعيف المتآكل الذي يربط بين غضاريف الوحدات المتباعدة في تداخلات قيم الخريطة المعنوية للإمبراطورية الأمريكية التي تعاني من تبعثر مستويات الطاقة ، والضغطِ بين المركز والأطراف . أي تشتت طاقة الانبعاث الحضاري الخارج من النواة المركزية باتجاه أنوية جانبية ضحلة . كما أن الشطط الطبقي بين الولايات الغنية التي تعتمد على التكنولوجيا والصناعات المتطورة ، والولاياتِ الفقيرة العائشة على زراعة القطن وبعض المحاصيل ، يعيد إلى الأذهان شبحَ الحرب الأهلية الدامية بين الشمال والجنوب ، وهذه الحرب قد تتخذ أشكالاً متعددة ، بما فيها الشكل العسكري القتالي . فالنارُ الكامنة تحت الرماد في مجتمع يفتقد إلى الترابط الفكري الواضح تلغي مفهومَ الأمة المتماسكة، وتُبرِز وحداتٍ مجتمعية مخادِعة. كما أن نواة طبائع النماذج الرأسمالية تتمحور حول تحويل الفرد إلى كيان استهلاكي مادي عبر تفريغ العقلانية من المحتوى العاطفي للوجود الآدمي ، ثم إحالتها إلى كينونة سِلَعِيَّة محضة تمتص قدرةَ الفرد على التواصل مع ذاته والآخر ، لتجعل منه مجتمعاً شخصانياً مكبوتاً طارداً للعاطفة ، متقوقعاً حول العمود الفقري للاستهلاك المتوحش المناوئ للإنتاج النافع . فأمريكا هي بيئة ناتجة عن استئصال السكان الأصليين ( الهنود الحمر )، والعمل بشكل منهجي على مصادرة ثقافتهم، وتقديم صورتهم في كل وسائل الإعلام كهمج وبدائيين وبشر من الدرجة الثانية ، حتى يتم إعادة صناعة التاريخ فوق ميثولوجيا الرَّجل الأبيض المنتصر والمتحضر ظاهرياً . وهذا المنهج التكريسي يستند إلى آلة إعلامية جبارة قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة وفق أحدث الأساليب الدعائية المدعومة برؤية التخطيط الإستراتيجي بعيد المدى . والمشكلةُ الأساسية هي غياب الصوت الآخر الذي يُعارِض ويَدْحَض ويكشف عن نفسه ، لذلك يتكرس الصوتُ الأوحد كصوت الحق والحقيقة دون معارضة . وحتى لو وُجدت المعارضة فستكون ذات تأثير ضعيف منكمش ، لأنها يتم إقصاؤها ضمن خطة منهجية شرسة . ومن العوامل الهامة التي ساهمت في تجذير هذا المنطق اللامنطقي ، ضعفُ البنية الثقافية في البيئة الأمريكية الشعبية ، مما ينعكس سلباً على مجتمع الحصيلة السياسية، والحصيلةِ المعرفية العامة القادرة على غربلة الأفكار، وانتهاجِ متوالية النقد والنقض. فعلى الرغم من أن الشعب الأمريكي تكاد تكون نسبة الأمية ( عدم القدرة على القراءة أو الكتابة ) فيه معدومة ، إلا أنه يعاني من الأمية الثقافية المعرفية . فهو ضعيف إلى حد الغثيان في السياسة الخارجية . وكل تفكيره محصور في محيطاته ذات التماس المباشر بحياته الشخصانية ، مثل الضرائب المفروضة عليه ، والراتبِ الشهري ، والمسكن والسيارة ، والعلاقاتِ العاطفية . وهذا نتاج متوقع للقيمة الاستهلاكية الصادمة في مجتمع يملك معدلاً عالياً في استهلاك الطاقة . وكل هذه التحديات ساهمت في إخراج القطار الأمريكي عن السكة ، فلم يعد المراقبون لهذه الفوضى الإمبراطورية العارمة يملكون إلا أن يتوقعوا لحظة الاصطدام ، وانتهاء الحلم الأمريكي ، فأمريكا تأكل نفسها ، وهذه نقطة النهاية .

23‏/06‏/2010

أمي تأخذني معها لزيارة قبر جدي

أمي تأخذني معها لزيارة قبر جَدِّي
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
جسدي مداراتٌ يركض فيها ليمون القتال
تجولتُ في رموز الصاعقة
ورميتُ رموشي في رئة خطيبتي الشهيدة
صاعداً من الجوافة
ارتدى سيفي أمعاءَ المعركة الحارقة
إن نار الموقدة تنخر عظامَ القصيدة
أمشي إلى معركتي منقوعاً
في عَرَق السنابل
ناسجةَ أكفاني
اقرئي الفاتحة على رفاتي
وارحلي إلى أبجديتي المتمردة
دخلتُ في احتضار الأنهار
تاريخاً للبارود
كلُّ أجفاني معارك واغتيالات وانقلابات عسكرية
وسادتي دبابيس
والسيوفُ تتكسر على خنصري
أموت وأقاتِل
ثم أموت وأقاتِل
لأستحق الحياة
لم أفترسْ بناتِ الجيران
في صالة السينما
أنا الذي انتشل النساءَ
من المسابح المختلطة
وعلَّم الزوجاتِ الخائنات
إخلاصَ الشجرات الصاعدة إلى حلمي
أنا قبر راكض بين القبور الراكضة
فيا كل أتربة المعارك
احرقي رئتي
لا امرأة ستنتظر قدومَ نعشي آخر الليل
ولا الحكومة ستقرضني ثمن خاتم الخطوبة
كلُّ غاباتِ خدودي ظلال المنجنيق
فلتركِّز الطائراتُ على قصف ظلالي
إنني أصعد إلى البوارج
من رمال البحر
باروداً وقنابل
لو يقبل الأنبياءُ عظامي
منابرَ لمجدهم الأبدي
عانقْني يا باب حجرة النبي
واشربي دمي يا شجرة بَيْعة الرضوان
في أشلاء موسكو أمٌّ وابنتها
تتدارسان الخيانةَ الزوجية
ولي إخلاص البنادق الآلية ساعة الغروب
همُ الغزاة يهنئون النارَ
بزواجها من كوخي
وأنا أهنِّئ البئرَ
بطلاقها من الفيضان
وحيداً أركض في الصحاري الجليدية
لا زوجة تحقنني بالدفء
لكن الصواريخ النووية
تحقنني بالدفء
كنتَ تأخذني معكَ إلى صلاة الجمعة
سلامٌ عليكَ يا جدِّي
نسيتَ محركَ السيارة يعمل
وذهبتَ إلى اللاعودة
قبركَ وقبري متجاوران
كعينين في رأس محكوم بالإعدام
على سطح بيتنا استسلمتُ للمجرات
وهي تقبِّلني
تحت لساني أدغالُ اليورانيوم
ومقابرُ الطيور المهاجرة
اعتزلتُ ظلي السادس
وفتحتُ مرزعةَ أظافري للنيازك
كنتُ على رصيف الميناء واقفاً
أنتظر قدومَ جثتي في سفن القراصنة
أرجوكِ يا وردة روحي
التي بزغتْ في ليلة القَدْر
ادفنيني في قاع البحر
ولا تبكي عليَّ أمام الناس
والعصافيرِ النحيلة
خذي دموعي حبلَ غسيل
على سطح الفراق
ناشدتُكِ الله
أن لا تمسحي الترابَ الخشن
عن سطح قبري المائي بيديكِ الناعمتين
قَتَلْتِني خمسين ألف مرة
وما زلتِ تصلِّين عليَّ
إنْ كنتِ مكتبئةً فخذي رموشي
ثلجاً على سطح كوخكِ
أو ساعةَ حائط في غرفتك الدافئة
أو مطراً ناعماً
على زجاج سيارتكِ المرسيدس
أنتِ غنيةٌ
لكنني مضاد اكتئاب للفقراء
(( يا لائمي في الهوى العذري معذرةً
مني إليكَ ولو أنصفتَ لم تَلُمِ ))
اتركي الفهود تقرأ أشعاري
في مستودعات الميناء
ربما تصلِّي عليَّ الأسماكُ
وأبجديةُ الشطآن
على أرنبة أنفي أرنبٌ يتشمس
ويشرب قهوةَ المساء
شللٌ نصفي في جسد الشاطئ
يا مَلِكَ المنافي الرومانسية
الذي يدخل في الضباب ولا يعود
راحلٌ أنتَ إلى الضوء الفسفوري
في أقاصي جسد الكوليرا
لم أسرقْ أحلامَ الفقراء
ولم ألعبْ بعواطف بنات الأغنياء
لا تطردي أسماكَ القرش
وهي تستمع إلى محاضراتي
لم أجدْ من يواسيني
في ليالي الشتاء الباكية
سوى حزامي الناسف
إلى اللقاء يا أشباحنا المولودة
يوم قَتلنا الحبَّ
ذهب الرجالُ مع نسائهم
إلى مطعم العائلات
وبقيتُ في الشارع وحيداً
والسلامُ على نفسي
كأنني أطلقتُ الألعابَ النارية في عرسكِ
وأنتِ تتزوجين غَيْري
كم مرةً ينبغي أن أُشنَق
لتخلع الأميراتُ الاكتئابَ
في صالة التزلج الموبوءة ؟!
أنجبني الضوءُ
وقذفني على صدر رائحة البارود لترضعني
إن لسيفي أمومةَ نخيل الصاعقة نقيةً
كالعمليات الاستشهادية
طموحي أن أبكيَ
في شوارع كوكب المريخ
لأغسل خطايا العشب
وأهتف باسمكَ يا إلهي
في أعماق المحيط الأطلسي كنتُ أرعى أغنام جدِّي المشنوق
وتحت أعمدة الكهرباء اليتيمة الطالعة
من مثلث برمودا
أحلق ذقنَ الرمل
وأنتظر أسماكَ القرش
لأعلِّمها نظرياتِ الكيمياء
وأودِّع القطارَ
وهو يحمل أثاثَ بيتنا
الذي بيع في المزاد العلني .

21‏/06‏/2010

غبار لأضرحة الأباطرة

غبار لأضرحة الأباطرة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م.
أيها الحاكم الذي يُقتَل
بين أفخاذ عشيقته
فيوضع اسمه في بداية لائحة الشهداء الحكومية
امرأةٌ تدخل في كهنوت الرمل
وتخرج من محارة الأسف
والصِّربُ يلعبون كرة القدم
في المقابر الجماعية
لا ترفع الرايةَ البيضاء
لأن دمكَ أخضر
وبناتُ الجيران يخرجنَ من الشفق
ويذهبنَ إلى مدرسة الطوفان
فإذا كانت النسور تغنِّي
في فتحة أنفي
فخذْ عظامي محطة كهرباء جنوب المذبحة
مغرداً خارج كل الأسراب
هي الغزلان علَّقتْ مفتاحَ قفصي الصدري
في رقبة الضوء
ودخلتُ في تعاليم الغروب
دموعي جدائل البحيرة وسيوفُ العشق
لكن نعشي استراحة
على الطريق الصحراوي
تتسع لنا عاصمةُ القتل
وتظل البنادقُ طوابعَ بريدنا
أنا مَن انقلب على الحلم
رئيسُ دولة الشِّعْر
لا زوجةٌ تجلس معي في المطعم
لكنني أتناول العَشاء مع جثتي
في مطعم الوجبات السريعة
وصفيرُ القطارات يخطب زجاجَ النافذة
إن البطة التي يربِّيها حماري
تنفق راتبَها على التدخين
انكسرْ أيها الحزن اللولبي
انكسرْ كمناديل الملكات
فالنارُ تمنح الدكتوراة الفخرية في الإبادة
لسفير أمريكي شاذ جنسياً
لا أطفال لي أوصلهم إلى المدرسة
لكن الرعود وأصواتَ الرصاص
توصلني إلى جامعة الغيم
في فتحة قميصي نمرٌ يحن إلى قاتلته
فليشتعلْ جسدُ الريح بالبرقوق البلدي
إنني غَيْري
ولو يقبلني الله قرباناً
لقدمتُ نفسي على خشبة المذبح
كسرتُ صورتي في مرايا الريح
وتقمصتُ المطرَ
قلبي نال استقلالَه
بعد احتلال الشجر له
وأمعائي كوَّنتْ دولةً مستقلة
تبرعتُ بدمي للسحاب المقاتِل
وتبرعت لي الصاعقةُ بعَرَقها
احتلم العشبُ
نامت السيوفُ في أنف الينبوع
إن يبكِ المساءُ أجد اسمَ حديقتي
على مسلات الفيضان
خرجتُ من ظلي البرتقالي
ودخلتُ في عزلة الرياح
دعني أبكِ وأقاتِلْ
اتركْني أبتسمْ وأقاتِلْ
في عيون الغروب كرديةٌ
تغار من شاهد قبري
لأن الرياح تنسج أكفانَ النهر
والموتى يحدقون في الموتى .

20‏/06‏/2010

جنازة خالتي أم مروان

جنازة خالتي أم مروان
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م.
امتص طيوري قلبُ المساء
يا قناديل الشارع الخلفي
تنشرين الغسيلَ على حبل مشنقتي
في منتصف الليل
وتقطفين دمي عن شجرة الغضب
والرياحُ تقرأ وجهَ النار
نيابةً عن المذنَّبات المملحة
بعَرَق الشهداء
جماجمُ البشر أحجار شطرنج
على طاولة الصليل
لو كانت زوجتي الموجةَ
لاختبأتُ في قفصها الصدري
وكسرتُ المفتاحَ بأجساد الورد
مثلما تختبئ البوسنيات الناعمات في قصائدي
هرباً من المجازر المعتادة
لو كانت زائرةُ قبري شركسيةً
لركضت الأشجارُ وراء ثوبها
تتكاثر قطعان السيارات في شوارع حُلمي
كأعواد المشانق
كيف أنسى يا خالتي طعامَ الغداء
في بيتكِ الهادئ قرب الطوفان
واليانسونَ الذي يسكبه الشفق في سعالي ؟
آلهةٌ من تمر فلتأكلها نارُ لغتي
بالطول والعَرْض
ولأصعدْ إلى أبجدية الرياح
نقياً تحت شمس الله
أنا خليفة الله في الأرض
يا اكتئاب الأزقة السحيقة
والمصابيحِ المتوحشة
ألم تشبعْ من قلب أنظمة الحكم
في أدغال رئة الحمامة
جَمَلٌ يدخل في أمعاء الشتاء
فتنهمر من جفوني الخناجر
لن تجدني عند أراجيح الشفق
لأني رحلتُ إلى تكبيرة الإحرام
أنا السجادة التي تصلِّي عليها
الغاباتُ والشطآن
وعروقي تتشمس
في أطياف الثلج الوردي
مخنوقٌ أنا لأن حيطان سجني
تدخِّن السيجارَ
جمجمتي عكازةُ العاصفة
والشاطئُ يتوكأ على جسدي النحيل
على أجنحة الرعد قيلولةُ الشجر
وللتوت البري نسيان الحجارة
ما أجمل أن تكون أميرات أوروبا
جارياتٍ في بيتي
وعلى الضفة المقابلة للهديل
كلبُ صيد أحول
يقيم في حذائي المهجور
نظاماً علمانياً
لستُ أنا المسيح
ليرفعني الله إليه
ولم أعملْ ماسحَ أحذية أسماك القرش
في قاع المحيط
السلامُ عليكِ يا خالتي
السريعة كدموع الغيم
السلامُ عليكِ يا خالتي
البطيئة كأرجوحة الغروب .

17‏/06‏/2010

القتال حتى يوم القيامة

القتال حتى يوم القيامة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
جمجمة النهر جالسة
على عقارب الساعة
وظلالُ العنكبوت تقضم خواتمَ القمر
تقيأ العشبُ ذهباً
أرصف به طريقَ الرعشة
وفضةً أخزِّنها في خبز المطر
إن نسبة الكوكايين
في دم سور المقبرة عالية
كأحزان قوارب الصيد الفارغة
ملوكُ الوحل أشباحٌ
وملكاتُ انقطاع الحيض سبايا
يا مَن تبني أكواخَ البط
في شمال الاكتئاب
وتنتظر امرأةً تقتلكَ
في محطة القطارات الفارغة
كأني أربِّي النمورَ تحت أظافري
وخلف قضبان الريح
أسوأُ نوبات جنون حارس الكاتدرائية
ودودةُ القز تدَّخر الاكتئاب في جوربي
صَلَّيْتُ بالأشجار إماماً
وألغيتُ شيكاغو من خريطة القلوب
قطتي هربتْ من أضواء السيارات
وتشردت في أدغال عروقي
بعثتُ للرياح قلبي في طرد بريدي
والله يبعث من في القبور
ليت دمعي اختصار اسمكِ
أيتها المنفية داخل الشرايين الضيقة
سيفُ النبي وخيولُ الملائكة وأقواسُ النصر
ومساجدُ الأندلس التي حوَّلها الغزاة
إلى كنائس سنحررها
لا أُذني رعشة العروس
التي باعها أهلها
ولا جِلدي سجاد لأميرات أوروبا
النارُ ماء الرجفة
ازرعني في الصليل لأكسر انكساري
خطيبتي الرياحُ
وصليلُ أحزاني توتٌ بري
فلتقطفني الرعود
أنا حمامة في الحرم المكي
لكن الصهيل يصطادني رماحاً
بين حذائي وجوربي علم أمريكا
وبغايا شيكاغو يُشجعنَ الجنودَ القتلى
في فيتنام
وينشرنَ نبيذَ الديمقراطية
في دماء الأسطورة
في غرفة التحقيق مروحةٌ حجرية
من مخلفات الديناصور الرومانسي
إن صلاة العيد في زنزانتي
خذوا رقمَها من طفولة النهر
انتظرتُ قروناً لكن أحداً لم يزرني
لا أطفال لي يختارون مقصلةَ أبيهم
وأختار لهم ملابس العيد
يا أيها النمر الذي يرضع من شمس السجن
كالشبح الأرمل
هارباً من أضواء السيارات
والعوانسُ على الشرفات
ينتظرن صوتَ القطار
يا من تحملين دكتوراة
في الهندسة النووية من أكسفورد
وتذهبين لرعي قطعان الأسود في أنيني
كوني قناعاً للحنين لأرسم على نعشي
وطنَ البجع المنبوذ
محاكمةُ الهديل
ودموعٌ يتيمة على الوسادة الوحيدة
مثلما ينطفئ لاعب كرة القدم تدريجياً
لصوصُ الآثار في نشيد الصدى صدى
وعمالُ محطة القطارات
ينزفون لبناً لمراعي الطاعون
وحدَها البحيرة من ستحمل اسمي
وتسير إلى أعشاب كلام الزوبعة
يا كوخي الراكض
في شرايين الضوء السحيق
غابةٌ من الدماء الفضية
والأوردةِ المقطوعة عند أطراف الضباب
وحصاني يجدِّف في أمواج الشفق
سمعتُ أنين البطيخ
بينما كان القمح يحصدني
يا أيها البرتقال
الذي يكتشف في منصة إعدامي بئرَ نفط
وفي حبل مشنقتي حقلَ غاز
وفي عقل ذبابة براري السل
خزَّنتُ في نخاع المطر صحاري البارود
لأن دمي خريطة الرمل الأخضر
وبندقيتي ترفرف في كبد الحوت
قطاراً سريعاً
أشجارُ اليود ومراعي المستحيل
أمشي إلى ضوء المشنقة
منقوعاً في السيانيد
أنا من أذَّن لصلاة الجمعة في الفاتيكان
ولحمي مسجدٌ للأنهار تصلِّي فيه
لو كنتُ مَلِكَ الرفات
لكان الحزنُ ولي العهد
بين فراشاتي وعينيكِ
تبني النيازكُ مجدي
للجسد الأعزل فضةُ الملح وذهبُ الدموع
ولقبي السجين عبورُ أصدقائي القتلى
إلى ضفة الشفق الشمعية
فرشاةُ أسناني قناع حبل مشنقتي
وزجاجةُ عطري مصفاةُ نفط للسنونو
دخلتْ شراييني في عزلة الريح النهائية
وتاريخُ عيوني أعواد المشانق
واندلاعُ السوسن الجبلي
لا تأمرني يا بلاط السجن أن أُغنِّيَ
هل يستطيع الجائع أن يُغنِّيَ ؟
هل يقدر المشنوق أن يتسوق
في أعماق البحر ؟
كنْ شاشةَ اليورانيوم يوم يذهب العشاق
إلى صالة السينما في قاع المحيط
قَاوِمْ يا اسم الورود المائية
لا وجهكَ مرقص للأميرات
ولا عمودكَ الفقري مصعد
في القصر الجمهوري
كبدي مخزنٌ للديناميت
لا الألعابِ النارية
فليأتِ الغزاة إلى عتمة توابيتهم
في المساء المشتعل .

16‏/06‏/2010

يوميات أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير

يوميات أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
انقلَبوا عليَّ
لكن أصابعي انقلابات عسكرية
وأظافري نسور
فليأتِ الموتى إلى رأسي المقطوعة
ليحترقوا بالحياة
لستُ أنا عماد الفايد
ليتفرق دمي بين قبائل الفرنجة
وتجارِ الأسلحة
الموتُ أقرب إلي من جِلدي
وأنا أبعد ما أكون عن جِلدي
مطرٌ يحفر أشكالَ الغياب
على ظهور الكلاب البوليسية
أسيادي أنبياءَ الله
متُّ بعدكم
أسيادي ملائكةَ الرحمن
متُّ قبلكم
غربةُ الدم في شرايين النيازك
لستُ أنا يوسُف لتعشقني امرأة العزيز
يا أيها الإعصار الخارج
من سطور كتب الريح
خذني إعصاراً ليتذكر المجاهدون
وجوهَ نسائهم المتدثرات بالسيوف
لا شَعري برقية ولاء للنار
ولا دروبي شعلة الزوبعة المعدنية
أدركتُ اسمي صارخاً في وجه المذنَّبات
فارتديتُ غضبَ الرمال
كلُّ شريان في شفتي قُبلةٌ
على خد الطوفان
اخلعْ جِلدكَ برميل بارود
ولتنمْ خدودكَ على سطوح القطارات
جاهِدْ أيها اللهب العنيف
المغطى بأصابع المطر
طائفاً حول كعبة الله
وكلُّ أجزاء الصهيل
تطوف حول جمجمتي
إن دمع البارود رمالٌ
تحت إبط خنجري
حاصَرَتْني الصحاري
فمزقتُ ظلي نشيداً لشعاب مكة
اعصرني تجدْ صليلَ الكواكب
ينهمر من جِلدي كابتسامة الصاعقة
ما هو اسمكِ الغامض
يا نار الوادي ؟
سأفكُّ شيفرةَ غموض الخناجر
لأتحد بحجارة مآذن قرطبة
لم أرمِ ذاكرتي في حَساء الأظافر
لستُ أنا عثمان
لتحبني ابنة نبي
ولم أُطْلِق عصافيري
في موسم هجرة طالبات هارفارد
من الماريجوانا إلى الكوكايين
إن إبهامي مختصر عبقرية الرياح
وعروقي موجز تاريخ البجع
وجهي يقاس بالسيوف البرية
ووجوهُ الفرنجة تقاس
بذكريات الكاثوليكيات المغتصبات في رواندا
نقاوةُ عَرَق العاصفة
تتزلج على رموشي
جئتُ من أشجار اسم الصاعقة
وأدغالِ النشيد
لا أبي من فقهاء الحيض
ولا أمي دميةٌ في مسرح للعرائس
هي الزنزانة الانفرادية
مشطُ السحابة المحاصَرة
شكراً لكم يا إخوتي
لأنكم خنتم وجهي الذي لا يتكرر
مساميرُ غامضةٌ لصليب مجهول
يصير اسماً للشجر
الدخانُ الصافي
والنملُ الأحمر
والفطرُ السام
بطيخةٌ تركض على سطح قطار بخاري
تنزف فخاراً للمساء
من سيسرق الشعبَ
بعد انتحار الحكومة ؟
عشاقَ جمجمتي
فلتعودوا إلى بيوتكم
على أجنحة الريح
لا أحتاج صلاة الجنازة
يا أيتها الأنهار السماوية
الطالعة في عِمامتي
عودي إلى صليل عيوني
لا أحتاج صلاة الجنازة .

15‏/06‏/2010

تلك الدمية في السوبر ماركت

تلك الدمية في السوبر ماركت
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
أنتِ احتضار خشب الحانات
وخدودكِ قناعٌ خشبي لراهبة
تشتهي الرجال وتخجل من الاعتراف
زجاجاتُ الخمر في الخزانة البعيدة
قرب قميص النوم الشفاف
إلى درج المذبح تركض رموشكِ الحجرية
فاكسري حزنكِ المصلوب
على ديدان صدركِ الملوث بالسيانيد
وانظري إلى المرآة
لتشاهدي أراملَ الضجر الترابي
جرذان مشلولةٌ تدخل في أُذنيكِ
وتقضم خلايا انتفاضة شرايين الذبحة الصدرية
أنتِ شاهد قبر سمينٌ
يحلبه الغبارُ السكران
ابتعدي عني
لأني ذاهب لملاقاة مَلَك الموت
هكذا يقيس الغرابُ الدبلوماسي
منسوبَ النفط في قلبكِ الصحراوي
كأن عشبة الخيانة رائحة جوارب الكهرباء
في منام السوسن
في كتب البارود فيلٌ
يقوم مدير أعماله بإبعاد الصحفيين
يا مَن تملكين تنانير قصيرةً وكلابَ حراسة
أكثر من عمليات التجميل لعشيقة الخليفة
لستِ المطرَ الشفقَ اللوزَ
لكن عارضات الأزياء عنبٌ مسموم
في أجفان رجال المافيا
لا أحدٌ يهتم بمرآتي غير ضباط المخابرات
تنفَّسْتُ ظلالَ النوارس
أسطوانةً لموسيقار مجهول
لي حبل مشنقة على سطح القمر
وجِلدٌ لم تزره شهقةُ المطر
شعبٌ مثقف ينتخب المرأة
صاحبة أضخم ثديين
شعبٌ يتسول
ووزارةُ الأخلاق منهمكة
في ترخيص بيوت الدعارة
بعد أن تخونوني
اذهبوا وضاجعوا نساءكم لكي تنسوني
غامضةٌ جفونكِ
كموعد لقاء عماد مع ديانا
فرحي بالبندقية الجديدة
ليس كفرح المومس عندما تقبض أجرتها
الضفادعُ المقلية
والقنفذُ الذي يعمل في إذاعة الغابة
محللاً سياسياً
ودموعُ العوانس المكبوتات جنسياً
تسيل على الصلبان البلاستيكية
شكراً لراقصات الباليه السمينات
اللواتي لا يميِّزْنَ بين مقابر الملوك اللصوص
ومقابرِ اللصوص الملوك
من خيمة اللاجئ حتى سور المقبرة
تسير تلميذاتٌ فلسطينيات
ويسقطنَ في دفتر الرياضيات القديم
وحقيبةِ الليل المدرسية
كي ينتزعنَ الحياةَ من نخاع الرصاصة
لم أبعث لماري أنطوانيت رسالةً غرامية
بالبريد الإلكتروني
ولم أتزوج الصدى على صفيح الفراق
هو المساء عمري الذي ابتدأ
عندما تزوجتُ مقصلة الندى
ورائحةُ البصل في فم الغيمة الكحلية
في كل دم البجع
محاولةٌ لاغتيال ذاكرة إسطبلات القيصر
إن شركات التبغ صفدعٌ مخنوق
يبول على تمثال الحرية الأَمَة
والفطرُ السام يغتسل بذكريات الكاثوليكيات
المغتصَبات في رواندا
الصابونُ المسموم
والشامبو الملوث بجنون الأسلاك الشائكة
هما أذنان في رأس النار
والملابسُ الداخلية للبغايا المثقفات
متوافقةٌ مع الدستور
يا مَن تغسلين سيارتكِ المرسيدس بدم الحيض
إن قطتي متهمة بمحاولة قلب نظام الحكم
لكن الكلاب تعرف لونَ عيونها
ليت نعشَ البطيخ نظريةُ الفلافل
في علبة السردين
وعلى سطوح رفاتي نملتان تمارسان الملاكمة
أُمِّي
يا وجهاً يسافر
خلف زجاج القطارات الحزين
أنا المؤذن الرائي في أعالي الشوق
جيشٌ يحتسي القهوةَ
في معسكرات مسامير نعشي
ويصنع اليمامُ من لعابي تابوتاً
لذكريات المطر
وداعاً يا أشياء تهاجر في زوارق الشفق
حكومةُ شرعية الوهم
وأجسادُ الشحاذين على الأرصفة
والوزيراتُ العاريات
والضرائبُ المتكاثرة كجوارب الإمبراطور
يا حزنَ الوادي وزنزانةَ العشب
أنتما زميلان في الاكتئاب
لم أُضيِّعْ وقتي
تحت شرفة ابنة الجيران
أنا زهرةُ الانقلابات العسكرية
وآخرُ دموع الشركسية
لستُ حارساً شخصياً لمكياج الملكة كاترين
ولا أنتمي إلى أسرة حاكمة متسولة
أنا حارس ظلال البجع
تراودني الأحزان عن نفسي
أنا مَن أهدر دمَ الحزن وعَرَقَ الرمال
ويغفو الورد في صوت نعال الأنبياء
يا كل الأجساد المهاجرة
في البراويز الضيقة
خَزَّنْتُ جمجمتي في قزحية الصاعقة
وابتعدتُ عن أناشيد البغايا المعلقات
كالإعلانات في أزقة موسكو
وهنَّ يخترعنَ لونَ خيام المنفيين في سيبيريا
وكلُّ الصحاري في أذني ليست لي
وكلُّ الوديان في ركبتي ليست لي
إن نسبة اليورانيوم في بول الشجر
عاليةٌ كأبراج الاكتئاب
مثلما ترحل الإمبراطورة إلى المرحاض
وعدتُ من المعركة منتصراً
لكنني لم أجد امرأةً تضمني إلى صدرها
يا قمح النيازك
صلِّ عليَّ صلاةَ الجنازة
واركضْ إلى نباتات أناشيدي
يا شعير المعنى
أرشدِ المخبِرين إلى كهفي
وهاجِرْ باتجاه النوم مع زوجتكَ
مائدتي القسريةُ من عظام عائلتي المنفية
وصحوني خاليةٌ
إلا من جماجم آبائي المشنوقين
أنا الصحاري التي لا تشرب دمَ أجدادها
يا أيها الحزن
الذي يشرب الخمرَ في جمجمتي
تناثَرْ في محرك سيارتها المرسيدس
بلادَ المرتزقة
والانتخابات المزورة
والنساء العاريات
كم صنماً يستلقي تحت ظله المتسولون
في الميادين العامة ؟
زوجتي المقصلةُ وأحفادي السنابل
عشيقَ انتفاضة أمعائي
أنا الفارس الذي تنبت في أنفه غاباتُ الأمازون
يا أيها الأعرابي
الذي يبيع حليبَ زوجته
ليشتريَ جائزةَ نوبل
أنا الإعصار يبلع جيوشَ الصليب
في وسط المحيط
الْهَثْ أيها الحاكم
في تفاحات الألمنيوم
يا كبيرَ المهرجين
في السيرك المحترق
اكتُبْ دستورَ شرعية البغايا
بجثث المتسولين
زيِّنْ صدرَ زوجتكَ بجنون مستشاريك
مارِسْ هوايتكَ في الحج
إلى أمريكا قناعِ الأعور الدجال
أرى مرتداً يقرأ الفاتحةَ
على قبر المرتد
جنودٌ يحملون توابيتَ رفاقهم
ويتزوجون صهيلَ الخشب
لا أنا يوسُف
ولا امرأة العزيز ستُعجَب بثيابي الرثة
إن دم الفئران الأثري
يطوف حول مسمار النسيان
فَعِشْ تعاليمَ جرحكَ
لئلا تعيش جراحَ المطر اليابس
فلم يبق في الليل غير النهار
سنبيع الوطن لنشتريَ
فساتين السهرة لنسائنا
سامِحْني أيها الموت الشقيق
لأنكَ عرفتَ شخصاً مِثلي .

14‏/06‏/2010

مراحيض مجلس الأمن الدولي

مراحيض مجلس الأمن الدولي
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
علمٌ أمريكي من قماش ذكريات البنات المغتصَبات
يرفرف في المرحاض الملمَّع
بدماء الشجر الصخرية
رائحةُ الغائط تمثال حرية مستورَد
وبولُ السيدات الأنيقات
كالأوحال البرونزية يتلو تعاليمَ الغبار
لكن الفلاسفة المبتدئين
يأكلون الديمقراطية
في مطاعم الوجبات السريعة
صارت الديناصوراتُ
التي تربِّيها خالة الليمون في قلادتها
متهمةً بمحاولة قلب نظام الحكم
مدينةٌ لكل الكلاب البوليسية
توسَّدت أغصانُ المطر
رياحَ المرايا المشروخة
أحزانٌ رملية تصبها الأبقار
على رأس تاجر المخدرات المكبوت جنسياً
كان على رمشه بطيخةٌ
تشرب الصراخَ المنتشر كالسبايا
كموت ضحكة لاعبة جمباز
حاصلة على الذهبية اغتصبها مدرِّبها
اضمحلالُ اليورانيوم
في جدائل وردة حبلى بالصحراء
مثلما يجرِّد خشبُ الزوارق
أسرى البحر من ثيابهم
تلتصق سياسةُ الديدان بالرمد البرتقالي
كما تلتصق نظراتُ الجمهور
بعجيزة لاعبة التنس الأرضي
وزبائنُ البار يصفِّقون
في عرس ضابط المخابرات
ذئبةٌ لا تعرف أحكامَ الحيض
لكنها تنظِّر في علم الاجتماع السياسي
آثارُ أقدام تجار الرقيق الأبيض
بين أثداء فقيرات أوروبا الشرقية
حكومةُ العاهرات اللواتي يكتبنَ
بالحليب المشاع الدستورَ المفترس
أميرةٌ لا تجد من يراقصها
ومصلوبٌ لا يجد من يدفنه
كأن ألغاز الطين ذئبةٌ حبلى بالنسيان
تجر نكاحَ المتعة خلف ظهرها
كالصحراء الأسمنتية
وتحج إلى خيانات كربلاء
كالأموات العراة
وراقصاتُ التانغو يطالعنَ مؤلفات آينشتاين
في فترة الاستراحة
لا تكن مكسوراً كخدود الكاثوليكيات
اللواتي اغتصبهن النازيون
في مسامات جِلدي عربيان يتفاهمان بالفرنسية
استنشقَ عظامَ تاريخ الصقور
بشرٌ يغرقون في كوب نسكافيه
مددتُ لهم حبالي الصوتية
لأنتشل صرخةَ المكان
سقط تاريخُ النمور في حلقومي
إمبراطورةٌ تركِّز في الرقص
لكنها لا تعرف أن دولتها منهارة
ممالكُ النيكوتين
ودمُ الحيض يسيل
على أثداء راقصات حضارة الإبادة
كلبةٌ برمائية تنظِّف عجيزتها
أمام كاميرات العالم الحر
سيغرِّد دمي خارج كل أسراب الشموس
جيشٌ من العاهرات يعسكر في مخ هرة
إنها مجزرة الجماجم
المطعمُ المفضل للملوك المستورَدين
خشخاشٌ يبحث عن فتاة أحلامه
وأفيونُ الأحصنة المرهقة مبتل
بمفكرة امرأة تسعى بفَرْجها
لستُ أنتِ
فأنا لم أختر لونَ جورب سجاني
والمراهقاتُ يمشين في جنازتي
ويناقشنَ الواجباتِ المدرسية
أعتذر عن حضور حفل تأبيني
لأن قطتي الوحيدة انتحرتْ احتجاجاً
على تزوير الانتخابات
باحثاً عن الصراصير الأنيقة
في معدة الشمعة
لحمي الرائي والرؤية
على أثاث سطوح القطارات
وكان تابوتي سَلَطةَ فواكه
يتناولها الصراخ مع ضابط مخابرات متقاعد
إنهم يقتلون العشبَ
ويسألون : أين العشب ؟
والحوتُ الأزرق صار أحمر
لما رأى دمي يغطِّي البحورَ
لستُ أنا آدم لتسجد لي الملائكة
إنني صدى نعال الأنبياء
وهم يطوفون حول البيت
ولم أجد من تتزوجني
فتزوجتُ نفسي وأنجبتُ العاصفة
دستورُ دولة اللصوص
يتغير حسب ألوان الملابس الداخلية للحاكمة
ها أنا أتبختر في معركة البنفسج وحيداً
شاهراً حزني الفضي
وأعوادَ المشانق الرخامية
على رأس دبوس ثلاثة تماسيح تشرب الزنجبيلَ
لم أشاركْ في مؤتمر الجماجم
لأني كنتُ مشغولاً في تجميع جماجم عائلتي
على الأرصفة القذرة
قُتلتُ وأنا صائم
فيا إلهي أدخِلْني الجنةَ لأشرب .