مجزرة الفلوجة العراقية
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
جندي أمريكي يهرول
في شريعة الإبادة
كطفل يركض إلى أحضان أمه
التي تخون أباه
اقتلْ حلمَ الأطفال
واحرقْ هذه الأرض
مثلما يأمرك عهدُكَ القديم
الذي يقتل فيك النبض
أيها الغزاة الخارجون
من خشب التوابيت الكلاسيكية
ركِّزوا في التحرش الجنسي في بلادكم
ولملموا زوجاتكم الخائنات
في المسابح المختلطة
وسنركِّز في حفر القبور لكم
أسمع الأذانَ فوق أبراج الفاتيكان
فيا زجاجات النبيذ
في أحضان أميرات موناكو
انكسري كأحلام بنات مرسيليا الضائعات
لأن عنب الجزائر ظلالُ المحجَّبات
لا ظلالُ المراهقات الحوامل خارج الزواج
في مدارس باريس
زوريني يا أمي في مكتبي
على كوكب زحل
إذا أعدموني يا خطيبتي
فلا تبكي عليَّ
واستعدي للزواج من غيري !
لا تهرولْ في دمي يا قاتلي
مثلما هرول أتاتورك إلى قعر جهنم
يا مذيعةً تفتح ثدييها
وتصب حليبها على شاشة الماريجوانا
أنتِ أجمل أقنعة الكلاب البوليسية
فركِّزي في الجِماع كحبوب الهلوسة
أخشى يا قمري
أن تأتيَ بغايا بطرسبرغ
ليلقين عليَّ محاضرات
في الفقه الشافعي
إذا كان القمحُ أمريكياً
فاخلعْ معدتكَ كالمعطف الشتوي
واخلعْ أنفَ أمريكا كالجوارب النسائية
بقعُ نفط على جسد الحزن المصلوب
لو انتظرتني في المطعم خطيبتي
فسيطول انتظارها
لأني لن أعود من المعارك
قطاري لا يصل أبداً
فلا تضيِّعي وقتكِ في انتظاري
على مقاعد المحطة
زرعوا أعوادَ المشانق
في الملابس الداخلية للسجناء
لو كنتُ هنا لكنتُ هناك
لو كنتُ مرآتي لكنتُ غَيْري
مقاتِلٌ أنا حتى يوم القيامة
والنساءُ اللواتي أحببتهن وتزوجنَ غَيْري
سيعرفنَ مكان قبري بدقة
أظل أغزل جراحي رصاصاً
وأكواخاً لاستراحة المجاهِدين
أنا الأرق الصحراوي
أظل أدور في أزقة الشفق
أوزِّع الطعامَ والذخيرة على جنودنا
في خنادق الأعاصير
لم أشرح النظريةَ النسبية
لمومسات برلين
ولم أرم تاريخي في المسابح المختلطة
زوجتي البندقية
والعشبُ صِهري
لم أستفدْ من حب جارتنا
غير مضادات الاكتئاب
(( يَا رَبِّ ! قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ ،
وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ ،
وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي ،
وَهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي ))
الصليبُ المكسور عند حافة أغنيات الدم البنفسجي
اتركيني يا سناجب في المعركة وحيداً
واذهبي لمشاهدة مباريات كرة القدم
عَرَقُ راقصات الفلامنغو على المسرح الخطأ
عانق الحيوانُ المنوي البويضة
في ساعة نحس
فانبثق كتابُ غبار الحدائق الميتة
وحدَها جماجم آبائي المشنوقين
مَن ستتناول العشاء معي
في ذلك المساء الريفي
لستُ أطلب مُلكَ آبائي
لأن لا أعترف بالملوك اللصوص
ومجدي هو لحدي السحيق
أو ذكرياتُ شيشانية تقرأ الفاتحة على قبري
في ضباب غروزني .