يوميات أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة "القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
انقلَبوا عليَّ
لكن أصابعي انقلابات عسكرية
وأظافري نسور
فليأتِ الموتى إلى رأسي المقطوعة
ليحترقوا بالحياة
لستُ أنا عماد الفايد
ليتفرق دمي بين قبائل الفرنجة
وتجارِ الأسلحة
الموتُ أقرب إلي من جِلدي
وأنا أبعد ما أكون عن جِلدي
مطرٌ يحفر أشكالَ الغياب
على ظهور الكلاب البوليسية
أسيادي أنبياءَ الله
متُّ بعدكم
أسيادي ملائكةَ الرحمن
متُّ قبلكم
غربةُ الدم في شرايين النيازك
لستُ أنا يوسُف لتعشقني امرأة العزيز
يا أيها الإعصار الخارج
من سطور كتب الريح
خذني إعصاراً ليتذكر المجاهدون
وجوهَ نسائهم المتدثرات بالسيوف
لا شَعري برقية ولاء للنار
ولا دروبي شعلة الزوبعة المعدنية
أدركتُ اسمي صارخاً في وجه المذنَّبات
فارتديتُ غضبَ الرمال
كلُّ شريان في شفتي قُبلةٌ
على خد الطوفان
اخلعْ جِلدكَ برميل بارود
ولتنمْ خدودكَ على سطوح القطارات
جاهِدْ أيها اللهب العنيف
المغطى بأصابع المطر
طائفاً حول كعبة الله
وكلُّ أجزاء الصهيل
تطوف حول جمجمتي
إن دمع البارود رمالٌ
تحت إبط خنجري
حاصَرَتْني الصحاري
فمزقتُ ظلي نشيداً لشعاب مكة
اعصرني تجدْ صليلَ الكواكب
ينهمر من جِلدي كابتسامة الصاعقة
ما هو اسمكِ الغامض
يا نار الوادي ؟
سأفكُّ شيفرةَ غموض الخناجر
لأتحد بحجارة مآذن قرطبة
لم أرمِ ذاكرتي في حَساء الأظافر
لستُ أنا عثمان
لتحبني ابنة نبي
ولم أُطْلِق عصافيري
في موسم هجرة طالبات هارفارد
من الماريجوانا إلى الكوكايين
إن إبهامي مختصر عبقرية الرياح
وعروقي موجز تاريخ البجع
وجهي يقاس بالسيوف البرية
ووجوهُ الفرنجة تقاس
بذكريات الكاثوليكيات المغتصبات في رواندا
نقاوةُ عَرَق العاصفة
تتزلج على رموشي
جئتُ من أشجار اسم الصاعقة
وأدغالِ النشيد
لا أبي من فقهاء الحيض
ولا أمي دميةٌ في مسرح للعرائس
هي الزنزانة الانفرادية
مشطُ السحابة المحاصَرة
شكراً لكم يا إخوتي
لأنكم خنتم وجهي الذي لا يتكرر
مساميرُ غامضةٌ لصليب مجهول
يصير اسماً للشجر
الدخانُ الصافي
والنملُ الأحمر
والفطرُ السام
بطيخةٌ تركض على سطح قطار بخاري
تنزف فخاراً للمساء
من سيسرق الشعبَ
بعد انتحار الحكومة ؟
عشاقَ جمجمتي
فلتعودوا إلى بيوتكم
على أجنحة الريح
لا أحتاج صلاة الجنازة
يا أيتها الأنهار السماوية
الطالعة في عِمامتي
عودي إلى صليل عيوني
لا أحتاج صلاة الجنازة .