غزة مملكة البارود والانتصار/ ممنوعة
للشاعر/ ابراهيم ابو عواد
خانكَ أخوكَ فاقلبْ نظامَ الحكم في رئته
خانتكَ بلادُ الراقصات في القُبلة الأولى
فافرشْ عظامكَ سجاداً لخيول فتوحاتكَ نحو القِبلة الأولى
افرشْ سواحلَ فلسطين بجثث الغزاة
ولتكن مملكةُ السبايا من رمال غضب أظافركَ حتى هدوءِ أسماك القِرْش
أتى إليكَ الغزاةُ لتذبحهم
فاشكرْ حواجبَ شطآن النار وحاصرهم
وعَلِّق جماجمهم مصابيح في شوارع مجد المسدَّسات
وسامحهم بثمن توابيتهم التي صنعها جبينكَ المنصور
كُلُّنا مُقاتِلون حتى يومِ القيامة الآنَ تبدأ القيامةُ
كُلُّ أَشْجَارِ حَدِيقتي فلسفةُ البنادقِ
كُلُّ أظافري تعاليمُ الكفاح المسلَّح
كُلُّ تَوَاريخِ أجفاني زهرةُ اللهيب
كُلُّ ممالكِ حُنجرتي رومانسيةُ الأعاصير
كُلُّ جدرانِ شراييني ممالكُ القتال
كُلُّ أنهارِ ماء عيوني رصاصُ الرِّئتين
دمي يحمل فصيلةَ الدَّم الانقلابي
غَزَّةُ مملكةُ الرَّبِّ على الأرض
منصورون تحتَ الأرض فوقَ الأرض
منصورون في الأرض في السماء
منصورون في الدنيا في الآخرة
أيها الأُسُودُ المرابِطُون على حدود كوكب زُحَلَ
كيف عَلَّمْتُمْ أَسماكَ القِرْش في البحر المتوسط
أساليبَ القتال الجديدة ؟
خُذُوني معكم إلى أقواس النصر لأمسحَ بساطيرَكم مِنْ دماء الجنود
الرِّجالُ في زمن الجواري ودمُ الشُّموسِ في زمن براميل النفط
فَاعْبُرُوا قُرْبَ ضَرِيحِ الجيوش النائمة في قُرْصِ العَسَل
نَسِيَ قبورَنا قُرْصُ الشَّمسِ نَسِيَها وَجْهُ الشَّفَقِ الصَّاعِق
وَكُلُّ مَوْتٍ على أظافرِ النِّعاج يَصْعَدُ
يَا كَتَائبَ الوهجِ الحارقِ
أَعْطُوا جُيُوشَ العَارِ دَوْراتٍ تدريبيةً في الرُّجولة
نَخْرُجُ مِنْ دموع الأرامل الواقفاتِ كالخنادق أَمامَ عِصَاباتِ الإِبَادة
نَخْرُجُ مِنْ حُفَرِ المجاري نزرعها بالعُبُوَّاتِ النَّاسفةِ
نخرج من أوحالِ المخيَّمات نَرْصُفُها بجثامينِ الغزاة السَّادِيِّين
نخرج من بكاء الحمَام الزَّاجل نَحْقِنُه بالثَّورة
نخرج من مذابحنا نسوراً أكثرَ أجنحة لنثأرَ
نخرج من خيوط خيام اللاجئين قنابلَ حارقةً
نخرج من عُكَّازةِ جَدَّةِ النَّهر ألغاماً بَحْرِيَّةً
نخرج من رمال البحر نخلع أسنانَ التماسيح بأسناننا
نخرج من أناشيد النصر في الطريق إلى القدسِ مملكةِ الله
نخرج من جنازير الدَّباباتِ نَنْسِفُها بأطرافِ أصابعنا
نخرج من فُوَّهاتِ المدافع نَبْصُقُ فيها
فتسقط راياتُ الطُّغاةِ كالضفادع المقلِيَّة
نخرج من ثيابِ الطوفان أحزمةً نَاسِفةً
تأكل المطرَ الحمضيَّ وتحرق ذاكرةَ التُّلمود
نخرج من المفاعلات النووية
نضعها في جواربنا المغسولة بدمائكم
ولا طاولةُ مفاوضاتٍ بيننا سوى توابيتِ جنودكم
ولا خيمةٌ للعشب اللاجئِ سوى نعوشكم
نأكل اليورانيومَ في ديمونة بأنيابنا نَشْطُبُها من الخارطة
سَنَحْرِقُ مُفَاعِلَ ديمونةَ بصواريخ القَسَّام
زَمَنُ الحجارةِ وَلَّى إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ
نحن في زمن الأحزمةِ الناسفة والأجسادِ المتفجرة
والمساميرِ والزَّلازلِ والانقلابِ الكَوْنِيِّ الشَّامل
أزرعُ العَلَمَ الفلسطينيَّ في الشَّفَقِ
سَأُعْلِنُ الدِمَاءَ المسفوحةَ على شُطْآنِ تَلِّ الرَّبيع
عاصمةَ المجدِ في شمال الصَّهيل
نَصْعَدُ مِنْ أناشيدِ النَّصْرِ عِنْدَ بَوَّابةِ النَّصر
لنأكلَ حَدِيدَ الدَّبَّاباتِ
وتَنْهَشُ جُلُودَكُم أجسادُنا خَنَادِقُ المعنى
ورُمُوشُنا عُبُوَّاتٌ نَاسِفَةٌ حَارِقَةٌ
أنا الانقلابُ فكيف تنقلبون عليَّ ؟
لا تَرْفَع الرايةَ البيضاءَ في كاميرات عُرْيِ العشب
سأُقيمُ صلاةَ الفجر في البيت الأبيض
فَانْقُلْ معركةَ رُموشِكَ في عَوَاصمِ الكَوْنِ
فَإِمَّا أنْ تكونَ أو لا تكون .