كتبها : إبراهيم أبو عواد
ينبغي الانتباه إلى أن العدو الصهيوني لم يحقق أي انتصار على الأرض منذ عام 1982م ، وكل مجازره وحروبه الإعلامية التي يتم تقديمها لتعزيز خرافة " الجيش الصهيوني الذي لا يُهزَم " زوبعة في فنجان. فقد توقفت انتصاراته على الأمة العربية التي قادها رجال لا يصلحون للقيادة ، فنقلوها من هزيمة إلى أخرى ، فأمة مترامية الأطراف من الخليج إلى المحيط حينما يكون قائدها زعيماً ميتاً وتاجر شعارات مثل المجرم جمال عبد الناصر فهي أمة متخلفة مهزومة ، فشيء طبيعي أن تُهزَم ، وتصبح في ذيل الأمم ، لأن هذا الزعيم الوهمي مؤسس الدولة البوليسية المخابراتية في الوطن العربي لا يمتلك مؤهلات القيادة، لذلك فهو عاجز تماماً عن صنع الانتصار،وتحقيق الفتوحات العسكرية . وقد كان وجوده وبالاً على الأمة العربية ، وحجر عثرة أمام نهضتها . فقد وجد نفسَه رئيساً لأكبر دولة عربية وهو الضابط الصغير الذي لا يملك سجلاً تاريخياً حافلاً في القيادة ، وهذا دمَّر العالَمَ العربي رغم بعض إنجازاته الصغيرة كالسد العالي وغيرها، والتي لا تُعتبَر شيئاً كبيراً في تاريخ الأمم العظيمة .
والشيء المقلق في العالَم العربي هو رمزية الرئيس لا إنجازات الرئيس ، فجمال عبد الناصر لا يملك إنجازاتٍ حقيقية عظمى ، لكن رمزية شخصه عالية جداً بين أفراد الشعب ، لدرجة أن الشعب المصري تمسَّك به بعد خطاب التنحي بعد هزيمة 1967م ، فشيء عجيب أن يهتف الشعب لقائد مهزوم ضيَّع البلادَ والشعبَ في مغامرة صبيانية طائشة ، وهذا يدل على خطورة رمزية الرئيس والهالة المحيطة به التي تغدو فلكاً يدور فيه الشعب، ويدل كذلك على أن الشعب عاطفي لا يمتلك الوعي السياسي، وإنما يركض وراء الشعارات بغض النظر عن التفكير في معناها وأبعادها ، وهكذا فإن الشعب صار قطيع غنم يسير وراء الراعي سواءٌ قاده إلى القمة أو الهاوية . وكأن الشعب الخائف بحاجة إلى صنم بشري لكي يطوف حوله ، ويحتمي بظله في كل المناسبات .