الطاعون تحت قمر الخريف ( قصيدة )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
جريدة البناء اللبنانية ، 24/9/2016
.........................
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
جريدة البناء اللبنانية ، 24/9/2016
.........................
لا تَشْمَتْ بِي أيُّها البَحْرُ
نَحْنُ غَرْقَى في دِماءِ آبائِنا
أَرْسُمُ أحزانَ قلبي عَلى غِمْدِ سَيْفي
أنا سُنبلةٌ غَامضةٌ مُنْطَفِئَةٌ
سَأَتَوَهَّجُ عِندَما تَمْشي في جِنازتي
الواضحةِ امرأةٌ غامضةٌ
فَيَا أصدقائي القَتْلَى
ادْفِنُوني لَيْلاً لِكَيْلا تَنْبُشَ
الفَراشاتُ قَبْري
إِنَّ نَعْشي مِثْلُ مَطْبَخِ بَيْتِنَا
كِلاهُمَا مِن خَشَبِ أشجارِ المقابرِ
أنا اللغزُ الْمُتَجَسِّدُ في السَّنابلِ
وامتدادُ الموْتِ في ذَاكرةِ الكَرَزِ
مَوْتِي سَيَقُولُ كَلِمَةَ السِّرِّ
وَيَفُكُّ الشِّيفرةَ
فَلْيَكُنْ دَمي بُرتقالةً
مَن الآكِلُ ؟
مَن المأكُولُ ؟
لا تُدَافِعْ عَن نَفْسِكَ أيُّها النَّهْرُ
صَدَرَ حُكْمُ إِعْدَامِكَ قَبْلَ
الْمُحَاكَمَةِ
أنا المحكومُ بالحنينِ
سَيَغْرَقُ البَحَّارةُ
وَتَظَلُّ أصْوَاتُهُم مَزْرُوعةً في
حَنجرةِ الأمواجِ
وَتَظَلُّ مَناديلُ الوَداعِ عَلى رَصيفِ
المِيناءِ
تَدُوسُهَا أقدامُ عُمَّالِ الْمَنَاجِمِ
الذينَ عَاشُوا تَحْتَ الأرضِ
وماتوا تَحْتَ الأرضِ
كُلَّمَا جَاءَ المساءُ تَذَكَّرْتُ
الأمواتَ
الذين يَرْحَلُونَ مِنَ القُبورِ إلى
القُلوبِ
وَيَعِيشُونَ في خُيوطِ قَميصي
مَاتَ العُمَّالُ
لَكِنِّي أُنَقِّبُ عَن الرَّسائلِ
الغرامِيَّةِ
في مَنَاجِمِ الفَحْمِ
والبَقُّ يَأكُلُ أخشابَ نَعْشي
وشُمُوسُ الأندلسِ تَغْرَقُ في الشِّتاءِ
الدَّامي
وَأَقْدَامُ النَّوارسِ تَسْحَقُ جُثمانَ
البَحْرِ
ويَتكاثرُ الْمَوْتَى بَيْنَ أزرارِ قَميصي
وأرشيفِ البُرتقالِ .