سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

30‏/11‏/2023

الحب في الوقت الضائع

 

الحب في الوقت الضائع

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.........................

     قُلُوبُ السَّبايا حَبَّاتُ كَرَزٍ في مُدُنِ السَّرابِ / وأنا المُهَرِّجُ الذي يُضْحِكُ قُطَّاعَ الطُّرُقِ / وَيَبكي في الغُرفةِ وَحِيدًا / سأبكي أمامَ مَرايا الخريفِ أنهارًا بِلا ضِفَافٍ / مَاذا يَفعلُ المُهرِّجُ بَعْدَ إغلاقِ السِّيرك ؟ / أنا التَّائهُ بَيْنَ كُرَياتِ دَمي وَصَفَّاراتِ الإنذارِ /

     عِندَما يَأتي المساءُ / يَتفجَّرُ الحُزْنُ في أظافري المُضيئةِ / وأرى وُجوهَ الأمواتِ عَلى زُجاجِ نافذتي / وأرى جُثتي المُتَعَفِّنَةَ عَلى زُجاجِ القِطاراتِ / رَائحةُ البُرتقالِ عَلى حَبْلِ المِشنقةِ / وَنَصْلُ المِقصلةِ بِطَعْمِ التُّفاحِ / والسَّمكةُ ابْتَلَعَت الطُّعْمَ في خَريفِ الذِّكرياتِ الحامِضِ /

     أشلائي تَدُورُ مَعَ مِرْوَحةِ السَّقْفِ بِعَكْسِ عَقاربِ السَّاعةِ / وقُمْصَانُ النَّوْمِ على حِبَالِ الغسيلِ أوْ حِبَالِ المشانِقِ / وأكفانُ الفَراشاتِ عَلى بَلاطِ السُّجونِ الباردِ/ والزَّوابعُ تَغتصِبُ سُطُوحَ البُيوتِ أوْ سُطُوحَ الوَداعِ / انكسرَ التاريخُ في أحضانِ عَشيقاتِ مُلوكِ الطوائفِ / انكَسَرَت الجُغرافيا في آبارِ نِفْطِ شُيوخِ القَبائلِ / وبَقِيَ دَمُ الحَيْضِ عَلى دُستورِ الدَّولةِ البُوليسِيَّةِ /

     كُلَّمَا مَاتَ جَسَدِي انْبَعَثَ في جَسَدِ الرِّياحِ / حُطَامُ الرُّوحِ في أرضِ الطاعون/ شَظايا الجماجِمِ في مَملكةِ السَّرابِ/ والأطفالُ في الخنادِقِ/ وجُثَثُ الرِّجالِ في حَاوِيَةِ القُمامةِ عَلى رَصيفِ المِيناءِ / أعِيشُ في نَفْسِي مَعَ نَفْسِي ضِدَّ نَفْسِي / دَمْعُ النِّساءِ عَلى زُجاجِ القِطَاراتِ / وَمَناديلُ الوَداعِ في أزِقَّةِ المَرْفَأ اللازَوَرْدِيِّ / وتُسْحَقُ رُمُوشُ النِّساءِ تَحْتَ بَساطيرِ الجُنودِ /

     كُلَّمَا جُعْتُ رَأيتُ دِمَاءَ أُمِّي في صَحْنِ العَدَسِ في شِتَاءِ الوَداعِ الغامضِ/ أنا غُربةُ الفِضَّةِ في النُّعوشِ الذهبيةِ/ سَأقُولُ للأمواجِ النُّحَاسِيَّةِ / إنَّ أظَافِرَ القَتيلِ تَلْمَعُ كالمطرِ في الخريفِ البَعيدِ / وأظلُّ أبكي في طُرُقَاتِ المَوْجِ الأخضرِ / فِئرانُ السَّفينةِ تأكلُ جُثمانَ الرُّبَّان / والسَّفينةُ تَغْرَقُ في دِمَاءِ النَّوارسِ / والرِّيحُ تَكْسِرُ الأعشابَ حَوْلَ شَاهِدِ قَبْري / وَحَفَّارُ القُبورِ نَسِيَ استلامَ رَاتِبَهُ الشَّهْرِيَّ / وَالفَتَيَاتُ المَجروحاتُ عَاطِفِيًّا يَقِفْنَ بَيْنَ بَوَّابةِ المقبرةِ والحَاجِزِ العَسكريِّ / وَدَمُ الحَيْضِ السَّاخِنُ عَلى بَلاطِ السُّجونِ الباردِ / والضَّبابُ الأسْوَدُ يُحَاصِرُ دَمِي الأخْضَرَ في أبْجَدِيَّةِ البُكَاءِ/

     دَمِي مُوسيقى تَصويرِيَّةٌ للمُسْتَنْقَعَاتِ/ فَاصْعَدْ أيُّها البَعُوضُ الأُرْجُوَانِيُّ مِن كُحْلِ الصَّبايا وجُثَثِ الضَّحايا / سَيَظَلُّ القَمَرُ شَاهِدًا عَلى اغتيالِ الفَراشةِ في الخريفِ المَالِحِ / سَيَظَلُّ الشِّتاءُ شَاهِدًا على اغتصابِ الرَّاهباتِ في دَيْرِ الصَّقيعِ / نَسِيَت الأراملُ فَناجينَ القَهْوَةِ عَلى شُرُفَاتِ الحُرُوبِ الأهليةِ / وَذَهَبْنَ إلى المَوْتِ الرُّومانسِيِّ / والطِّفْلُ المَشلولُ يُخَبِّئُ عُكَّازَةَ أبِيهِ بَيْنَ الفَنادقِ والخَنادقِ .

29‏/11‏/2023

اتفاقية سلام بين راعي الغنم وراعي البقر

 

اتفاقية سلام بين راعي الغنم وراعي البقر

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..................

     أيُّها العَرْشُ الضائعُ بَيْنَ مُلوكِ الطوائفِ وأُمَرَاءِ الحُرُوبِ / أَيُّها التَّاجُ المكسورُ بَيْنَ مَلاقِطِ الغسيلِ ومَلاقِطِ الحواجِبِ / كُلُّ الطُّرُقَاتِ تُؤدِّي إلى المقبرةِ / لَكِنَّ الحواجِزَ العَسكرِيَّةَ تَفْصِلُ كُرَيَاتِ دَمِي عَن النَّوارِسِ / التي سَتَعُودُ إلى البَحْرِ في لَيْلِ الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ /

     أيَّتُها الذُّبابةُ الحزينةُ / سَتَأكُلُ حَبَّاتُ التُّرابِ مِكْيَاجَكِ / ويَأكُلُ دُودُ المقابرِ صَدْرَكِ كَسَرَطَانِ الثَّدْيِ / وَالقَتيلُ لا يَغارُ مِنَ القَتيلةِ / وَلا خَوْفَ عَلى الأمواتِ مِنَ الأمواتِ / سَيَظَلُّ دَمي النُّحَاسِيُّ يَحْرُسُ بَوَّابَةَ المقبرةِ الحديديةِ مِنَ الصَّدأ/ سَيَظَلُّ دَمْعِي حَاجِزًا عَسكرِيًّا بَيْنَ رَائحةِ اليَاسَمِينِ وَصَوْتِ الرَّصاصِ/سَيَظَلُّ حُزْنُ البَحْرِ جُثَّةً مَجهولةً في بُرْجِ الحَمَامِ/ وَصَفِيرُ القِطَاراتِ يَخْلَعُ أظافرَ النَّوارِسِ/

     صَباحُ الخيْرِ أيُّها الدُّودُ الذي يَأكُلُ جُثَّتي/ قَبْري المائدةُ / ولَحْمي هُوَ الطعامُ / سَلامًا يا شُموسَ بلادي الضَّائعةَ / سَلامًا يَا حَفَّارَ قَبْري / تَحْفِرُ قَبْري بِسُرْعَةٍ / ثُمَّ تَذْهَبُ لاستلامِ الرَّاتِبِ الشَّهْرِيِّ/ وأشجارُ الصَّنَوْبِرِ تُحِيطُ بأظافري النُّحَاسِيَّةِ وأحلامِ الطفولةِ الضَّائِعَةِ /

     سَأَظَلُّ حَيًّا في قَلْبِ الفَراشةِ المَنبوذةِ / التي يَكْسِرُ ضَوْءُ القَمرِ أجْنِحَتَهَا في الخريفِ البَعيدِ / صُرَاخُ الرَّاهباتِ يَخْرُجُ مِن شُقُوقِ حِيطانِ الأديرةِ / وَحَدائقُ الأسمنتِ شَاهِدَةٌ على اغتيالِ اللبُؤَاتِ الأُرْجُوَانِيَّةِ / وَسُعَالُ أبي يَدُلُّ الحَمَامَ الزَّاجِلَ عَلى ضَرِيحِ أُمِّي /

     هُوَ لَن يَعُودَ يا أُمِّي / سَيَظَلُّ يَبكي في الغُروبِ / وتَتساقطُ جَدائلُ اليَتيماتُ على تِلالِ البَرْقِ / أَدُورُ حَوْلَ رَأْسي المقطوعِ / كَمُصَارِعِ ثِيرانٍ جَاءَتْهُ النَّطْحَةُ المُفَاجِئَةُ في قَلْبِ الذِّكرياتِ / سَقَطْتُ في قَاعِ نَفْسِي/ دَخَلْتُ إلى مَنْجَمِ أشلائي / أُنقِّبُ عَن الفَحْمِ أو الذَّهْبِ / لا فَرْقَ في مَملكة الذِّئابِ العَمْياءِ / تاريخُ رِئتي بَيْنَ قَانونِ الطوارئِ وصَفَّارةِ الإنذارِ / وجُغْرافيا دَمْعي بَيْنَ بُرتقالِ المذابِحِ ودُستورِ الدَّوْلةِ البُوليسِيَّةِ/ وَطني لِبَنَاتِ آوَى/ وأنا لِبَنَاتِ أفكاري / يَتكاثرُ حُزْني كالجُثَثِ المجهولة/ دَمعاتي تَنمو كالأشجارِ الغامضةِ في حَديقةِ الدِّيْرِ المُحَاصَرِ بالضَّبابِ الدَّمَوِيِّ / أنا الحاجِزُ العَسكريُّ بَيْنَ الرُّموشِ والحواجِبِ / لَكِنِّي سَأمُوتُ عاشِقًا/ أنا مَحطةُ قِطاراتٍ باردةٌ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعْتَرِ / لَكِنِّي سَأمُوتُ جَائِعًا / وَالحُزْنُ ضَبْعٌ أعمى يَأكُلُ جُثماني الكريستالِيَّ / أنا حَارِسُ المقبرةِ/ لَكِنِّي نَسِيتُ دِيكُورَها / هَل المقبرةُ مِنَ السِّيراميكِ أو الرُّخامِ ؟ / هَل المقبرةُ تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ أوْ أشِعَّةِ القَمَرِ ؟ / أنا شَاهِدُ القَبْرِ / لَكِنِّي نَسِيتُ مَلامِحَ المَوْتَى / هَل المَوْتَى مُلُوكٌ أوْ مُتَسَوِّلُون ؟ / هَل المَوْتَى جُنودٌ مَجْهُولُونَ أوْ قادةٌ مَهزُومُون ؟ .

28‏/11‏/2023

نهر بين الحب والكراهية

 

نهر بين الحب والكراهية

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.....................

     المَرْأةُ التي أَخَذَتْ قَلْبي لَمْ تُرْجِعْهُ / أنا جُثَّةٌ هَامدةٌ بلا قَلْبٍ/خَرَجَتْ أحزانُ القَمَرِ ولَم تَعُدْ/ دَمي يَمشي إلى البَحْرِ في لَيْلَةٍ خَريفِيَّةٍ باردةٍ غامضةٍ / فَيَا أيُّها المَنبوذُ في مَملكةِ البَارودِ / ادْرُس الرِّياضياتِ مَعَ عِظَامِ المَوْتَى / كَي تُفَرِّقَ بَيْنَ أرقامِ القُبورِ وأرقامِ الزَّنازين /

     أَرِثُ نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِي/ ولَن أسْمَحَ للنَّهْرِ أن يَرِثَنِي/ أرْثِي نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِي/ ولا تَسْتَحِقُّ الرِّمالُ المُتحرِّكةُ شَرَفَ رِثَائِي / وأبْنِي مَملكتي بَيْنَ السَّنابلِ المُضيئةِ التي تَحْرُسُ قَبْرَ أُمِّي / أنا الحَدَّادُ العاطلُ عَن العَمَلِ / وذِكْرياتي تائهةٌ بَيْنَ مَساميرِ الصُّلْبانِ ومَساميرِ النُّعوشِ /

     كَمَا تَضيعُ الحضارةُ بَيْنَ حَبْلِ الغسيلِ وحَبْلِ المِشْنقةِ / تَضِيعُ اليَتيماتُ بَيْنَ السَّائِلِ المَنَوِيِّ وَسَائِلِ الجَلْيِ / انكَسَرَتْ أُنوثةُ السَّنابلِ بَيْنَ مَلاقِطِ الغسيلِ ومَلاقِطِ الحَوَاجِبِ/ كَيْفَ سَيَهْرُبُ صَدْرُكِ أيَّتُها البُحَيرةُ العَرْجَاءُ مِن سَرَطَانِ الثَّدْيِ ؟/ طُيُورُ البَحْرِ تَزْرَعُ شَوَاهِدَ القُبورِ بَيْنَ النَّعناعِ ومَنادِيلِ أُمَّهَاتِنا / والرَّاهباتُ العَمْيَاوَاتُ يَحْفَظْنَ جَدْوَلَ الضَّرْبِ / كَي يَحْسُبْنَ عَدَدَ المساميرِ في الصُّلْبَانِ / التي يَكْسِرُهَا ضَوْءُ القَمَرِ في الشِّتاءِ الدَّامِي /

     أيُّهَا الحُلْمُ المَيْتُ في الرَّصَاصِ الحَيِّ/ مَاتَ الرِّجالُ عَلى رَصِيفِ المِيناءِ / مَاتت النِّسَاءُ في مَناديلِ الوَدَاعِ / مَاتَ الوَطَنُ في الذِّكرياتِ / مَاتت الذِّكرياتُ في الأُغْنِيَاتِ / كُلُّ شَيْءٍ مَات / وَلَمْ يَعُدْ في هَذِهِ المدينةِ الحزينةِ مَنْ يَضَعُ الزُّهُورَ عَلى القُبورِ / الجُثَثُ مُوَزَّعَةٌ بَيْنَ صَفِيرِ القِطَاراتِ في أجنحةِ الحَمَامِ الزَّاجِلِ / وَصَفَّارَاتِ الإنذارِ في مُدُنِ الطاعونِ /

     أيَّتُها القُبورُ النُّحَاسِيَّةُ في الرَّصَاصِ المَطَّاطِيِّ/ مَتى نَعُودُ إلى جَثامينِ آبائِنا تَحْتَ صَوْتِ الرَّعْدِ؟/ أحزانُ النَّخيلِ ضَائِعَةٌ بَيْنَ الكُرْسِيِّ الهَزَّازِ والكُرْسِيِّ الكَهْرَبَائِيِّ / سَتَمُوتُ الطيورُ / وَلَن تَعُودَ إلى البَحْرِ في المساءِ الخريفِيِّ / وَعَلَيَّ وَحْدِي أن أمْشِيَ خَلْفَ نَعْشِ أُمِّي في حُقولِ الغُروبِ /

     جَثامينُ اليَتيماتِ حَوَاجِزُ عَسْكَرِيَّةٌ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعْتَرِ/ وَشَظَايَا رِئَتي تُفَّاحَاتٌ/ وأجنحةُ الفَرَاشَاتِ سَكاكينُ / والرِّيحُ لا تُفَرِّقُ بَيْنَ دَمِ الجنودِ الأحمرِ وأحْمَرِ الشِّفَاهِ للسَّبايا / أنا المساءُ الحزينُ / خَانَتْنِي مَرَافِئُ الضَّبَابِ بَيْنَ الفَجْرِ الكَاذِبِ والفَجْرِ الصَّادِقِ / عِشْتُ لأعيشَ تَحْتَ الأرضِ فَأرَ تَجَارُب / لا لَمَعَانُ عُيونِ الشَّركسياتِ أحْيَا عِظَامي / ولا بَيَاضُ أسنانِ البُوسنِيَّاتِ قَتَلَ ذِكْرَياتي / التَّوابيتُ مَصنوعةٌ مِنَ الخشبِ الفاخِرِ / وَمَصْفُوفةٌ في عَرَبَاتِ القِطَارِ / كالعُطورِ النِّسائيةِ في الخريفِ الباردِ / وَلَمْ تَكُنْ طُفولتي سِوى ظِلالِ نَوْرَسٍ / دَخَلَ في جُرُوحِ البَحْرِ / وَلَمْ يَخْرُجْ .

27‏/11‏/2023

النشيد الوطني للدويلات البدوية اللقيطة

 

النشيد الوطني للدويلات البدوية اللقيطة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..........................

     أُبَايِعُ رَاعي الغَنَمِ مَلِكًا على القَطيعِ/ الذي يَسيرُ إلى الهاويةِ/ أُبَايِعُ رَاعي الغَنَمِ عَدُوًّا للغَنَمِ / وأدْعَمُ الوَحْدةَ الوَطنيةَ في الملاهي الليلِيَّةِ / مَاتت أسماءُ السُّجناءِ / وَبَقِيَتْ أرقامُهُم /

     أَخِي الإنسان/ أيُّها الذِّئْبُ الذي يَزرعُ كَبْسُولةَ السِّيَانَيْدِ في حَبَّةِ الكَرَزِ/ اتْرُكْ رَغيفَ الخُبْزِ للأرملةِ الرَّمَادِيَّةِ / أنا الضَّحِيَّةُ / لَكِنِّي قَتَلْتُ قَاتِلي/ والرِّيحُ تُخَبِّئُ البَنادقَ الآلِيَّةَ في أرغفةِ الخُبْزِ / لا جَسَدي ذِئبٌ/ ولا أظافري لَيْلَى / قَتَلْتُ الذِّئْبَ في حَنْجَرتي/ وَصِرْتُ ذِئْبًا / لا أُهَاجِمُ الأغنامَ / بَلْ أُهَاجِمُ الرَّاعي / أنا الحُزْنُ الذي يَغْسِلُ أشِعَّةَ القَمَرِ بالبَارُودِ / أنا انقلابُ السُّنبلةِ على الأرْزَةِ / أنا الانقلابُ وَحَبْلُ المِشْنقةِ / أنا السَّجينُ والسَّجَّانُ / ولا سِجْنَ إلا الذِّكريات / مَاتَ الفُرْسَان / فما فائدةُ إسطبلِ الخُيُولِ ؟ / مَشى قَطيعُ الغَنَمِ إلى الهاويةِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ الرَّصاصيةِ / وَمَشى الرَّاعي إلى قَميصِ النَّوْمِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجته /

     ضَوْءُ القَمرِ شَاهِدٌ على بُكائي في ليالي الشِّتاءِ / والرِّيحُ المشلولةُ شَاهِدةٌ على انكسارِ عُكَّازِ أبي في ليالي الانقلاباتِ العَسكريةِ / وَرَاعي الغَنَمِ بَاعَ فِلِسْطِينَ لِرَاعِي البَقَرِ / وَرَاعي الغَنَمِ سَلَّمَ مَفاتيحَ الأندلسِ لِرَاعي الخنازيرِ / تَاريخُ السَّرابِ يَكْتُبُهُ الرُّعْيان / لا زَمانٌ ولا مكان /

     مَساميرُ نَعْشِي فَريسةٌ / وجُثماني قَفَصٌ ذَهبيٌّ/ وَدُمُوعُ أُمِّي تَتساقطُ في غِرْبالِ الجُثَثِ/ وَرَائحةُ الشَّمْسِ تَكْسِرُ شَوَاهِدَ القُبورِ النُّحَاسِيَّةَ / والطحالبُ تُحاولُ الخروجُ مِنَ المُسْتَنْقَعِ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ الذي سَيَمُوتُ / وَحْدَهُ ضَوْءُ القَمرِ هُوَ سَيِّدُ المُسْتَنْقَعَاتِ في مَملكةِ السَّرابِ /

     السَّفينةُ تَغْرَقُ/ والأسماكُ أكَلَتْ جُثةَ الرُّبَّانِ / وَفِئرانُ السَّفينةِ مَشلولةٌ على الكراسي المُتحرِّكةِ/ لا وَقْتٌ للبُكاءِ / ولا فُرْصَةٌ للهَرَبِ / أنا المطرُ الأصفرُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ أحلامَ الطفولةِ أقصرُ مِن حَبْلِ البِئرِ / أنا الذاكرةُ المَنْسِيَّةُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ أحزانَ الشَّركسياتِ أكبرُ مِن غَاباتِ القُوقازِ / أنا الطِّفلُ اليتيمُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ جَدَائِلَ أُمِّي أطْوَلُ مِن حَبْلِ المِشنقةِ /  أنا الرُّومانسيُّ المَنبوذُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ فِرَاشَ الموْتِ أدْفَأُ مِن فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ /

     سَيَبْدَأُ تاريخُ أحزانِ النِّساءِ مِن قَميصِ عُثمانَ لا قَميصِ النَّوْمِ / أظافرُ السُّجَنَاءِ تُضِيءُ عَتَمَةَ المَمَرَّاتِ بَيْنَ الزَّنازين / فيا أيُّها البَحَّارُ المَشلولُ بَيْنَ فِئرانِ السَّفينةِ وفِئرانِ التَّجَارُبِ / سَوْفَ تَسقطُ النَّوارِسُ في رِئَةِ البَحْرِ عِندَ الغُروبِ / لَكِنَّ الدِّماءَ سَتُشْرِقُ مِن جَديدٍ في الزَّنازينِ الانفرادِيَّةِ / وَتَرْتدي البُحَيرةُ تَنُّورةً فَوْقَ الرُّكبةِ / وَتَتَجَوَّلُ بَيْنَ شَوَاهِدِ قُبورِ الجُنودِ .

26‏/11‏/2023

بلد الأنوثة المتوحشة

 

بلد الأنوثة المتوحشة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........................

     أَكَلَت الحَشَرَاتُ مِزْمَارَ الرَّاعي تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ / وَنَحْنُ سَائِرُونَ إلى الهاويةِ الزُّمُرُّدِيَّةِ / والأطفالُ يَسْحَبُونَ جُثَثَ أُمَّهَاتِهِم عَلى رَصيفِ المِيناءِ / وَمِيضُ البَرْقِ فَوْقَ تِلالِ الجماجِمِ / وَصَوْتُ الرَّصاصِ قُرْبَ جَدائلِ العاصفةِ/ والرَّاهبةُ العَمْيَاءُ سَقَطَ طَقْمُ أسنانِها في رَنينِ الشِّتاءِ البَعيدِ/

     أيُّها الرُّبَّانُ المحكومُ بالغَرَقِ والذِّكرياتِ / أَعْطِني البُوصَلةَ قَبْلَ أن تَموتَ/ كَي أُحَدِّدَ مَوْقِعَ قَبْري بَيْنَ غَابةِ الكَهْرَمانِ والخريفِ البَعيدِ / نَعِيشُ بَيْنَ الحواجِزِ العَسكريةِ وَفِئرانِ السَّفينةِ / نَحْنُ فِئرانُ التَّجَارُبِ / نَسألُ حَفَّارَ القُبورِ/ مَتى نَفِيقُ مِن هَذا الكابوسِ؟/ سَتُصْبِحُ غُرفةُ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْربائِيِّ مُتْحَفًا للأغرابِ/وَيُصْبِحُ الكُرْسِيُّ الكَهْرَبائِيُّ عَرْشًا للمَلِكِ المخلوعِ في أرشيفِ الكُوليرا/

     قَبْلِ مَوْتِ أُمَّهَاتِنا / سَنَزْرَعُ النَّعناعَ في مَناديلِ الوَداعِ / وَبَعْدَ مَوْتِ آبائِنا / سَنَزْرَعُ الذِّكرياتِ عَلى سُطوحِ القِطاراتِ / جُثماني حَاجِزٌ عَسكريٌّ بَيْنَ الشَّركَسِيَّاتِ والبَدَوِيَّاتِ / وَعَلَيَّ أن أصنعَ تاريخَ الهاويةِ الأُرْجُوانِيَّةِ بَيْنَ الأراملِ والمُطَلَّقَاتِ / وَدَاعًا لِكُلِّ النِّساءِ/ قَتَلْنَا الذِّكرياتِ في الخريفِ/ والصَّقيعُ دَفَنَ الحُبَّ في الخنادقِ / دَمي الأخضرُ عَلى الثلجِ الأزرقِ / والأطفالُ يَلْعَبُونَ بالثلجِ بَعْدَ دَفْنِ آبائِهِم في آبارِ القُرى المَنْسِيَّةِ / ضَوْءُ القَمرِ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى اغتيالِ الضَّحايا / وحَبَّاتُ التُّفاحِ مُرَقَّمَةٌ كالزَّنازينِ الانفرادِيَّةِ / والبَحْرُ يَكتبُ قَصائدَ الرِّثاءِ للنِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ / والنَّهْرُ اليَتيمُ يَبِيعُ العِلكةَ عَلى إشاراتِ المُرورِ / ويَقِيسُ النَّخَّاسُونَ حَجْمَ صُدُورِ السَّبايا بالأحذيةِ العَسكريةِ / وَالإعصارُ اغْتَصَبَ الذِّئبةَ في بِئْرِ القَرْيةِ المنبوذةِ / وَشَاحِناتُ الخُضَارِ مُعَبَّأةٌ بالإمَاءِ والذِّكرياتِ والانقلاباتِ العَسكريةِ / والعَبيدُ يُضَاجِعُونَ المَلِكَاتِ بَعْدَ الانقلابِ العَسْكَرِيِّ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ /

     غَرِقَت السَّفينةُ / وَصَارَتْ جُلُودُ فِئرانِ السَّفينةِ أعلامًا مُنَكَّسَةً للبَدْوِ الرُّحَّلِ / يُخَزِّنُ شُيُوخُ القَبائلِ النِّفْطَ في حَناجرِ العَصافيرِ/ ويُخَبِّئُ مُلوكُ الطوائفِ الدَّمَ في مَناديل الوَداعِ/ويَختبئُ الملوكُ المخلوعونَ في الملابسِ الدَّاخِلِيَّةِ للسَّبايا / الوَاثقاتِ بِدُستورِ الوَحْدةِ الوَطنيةِ / وَتَتَسَاقَطُ أجنحةُ الجَرَادِ في صَحْنِ السَّلَطَةِ / يَا ضَوْءَ القَمرِ في الخريفِ الرَّصَاصِيِّ / لا تَحْزَنْ عَلَيَّ حِينَ يَنمو النَّعناعُ في شُقوقِ خُدُودي / وَلا تُشْفِقْ عَلَيَّ / حِينَ تَخْرُجُ الكِلابُ البُوليسِيَّةُ مِن ثُقوبِ أظافري /

     لا تَكْرَهِيني أيَّتُها الشَّمْسُ / عِشْتُ تَحْتَ الأرضِ مَعَ جُثةِ أُمِّي / لا تَكْرَهْني أيُّها القَمَرُ / مُتُّ تَحْتَ الأرضِ مَعَ عُكَّازةِ أبي / مَا فائدةُ أن تُغَنِّيَ طُيورُ البَحْرِ عِندَ نافذةِ السِّجْنِ / وَفِرَاشُ الموْتِ عَلى بَلاطِ زِنزانتي الانفرادِيَّةِ ؟ .

25‏/11‏/2023

رصاصة بين القناص ورغيف الخبز

 

رصاصة بين القناص ورغيف الخبز

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.......................

أنا طِفْلُ المدارسِ المَنْسِيَّةِ تَحْتَ قَصْفِ الطائراتِ / نَسِيتُ دَفْتَرَ الرِّياضياتِ على الحَاجِزِ العَسكريِّ / وَنَسِيتُ جَدائلَ أُمِّي في حَقيبتي المدرسيةِ / نَسِيَ الأغرابُ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ على نَوافذِ البُيوتِ / ونَوافِذُ البُيوتِ مِن عِظامِ الأطفالِ / رُبَّمَا أعُودُ إلى شَاطئِ البَحْرِ تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ / وأُمَارِسُ هِوَايَةَ الطفولةِ / أن أبْحَثَ عَن الرَّبيعِ بَيْنَ الجُثَثِ النُّحاسيةِ والرَّصاصِ المطاطِيِّ /

خَبَّأْنَا البَارُودَ في أكياسِ الطحين / طِفْلٌ يَتيمٌ يَرْكُضُ إلى النَّهْرِ في لَيْلةٍ بَاردةٍ / وفي الصَّباحِ الماطرِ / تُصْبِحُ جُثةُ الطِّفْلِ حَاجِزًا عَسكريًّا بَيْنَ الشَّركسياتِ والبُوسنياتِ / جَسَدي طَعامُ الدُّودِ / جَهِّزي الوَلائِمَ يَا رائحةَ الشَّمْسِ حَوْلَ شَواهِدِ القُبورِ / حُزني شَرَابُ الأيتامِ / وَتَنْشُرُ الأراملُ الغَسيلَ عَلى سُورِ المقبرةِ / والبَاعةُ المُتَجَوِّلُونَ يَبيعونَ الأكفانَ المُسْتَوْرَدَةَ في أزِقَّةِ المِيناءِ المهجورِ /

أَضَعُ جُثتي في حَقيبتي المدرسيةِ / وَأركضُ إلى المدرسةِ يَتيمًا حَافِيًا / يَعْشَقُ أشِعَّةَ القَمَرِ في ليالي البُكاءِ / أدْرُسُ الرِّياضيات مَعَ الجَرَادِ / وتَتساقطُ أجنحةُ الجَرَادِ في صَحْنِ السَّلَطَةِ / عَلى طَاولةِ الجِنِرَالِ في مَوَاسِمِ التَّطْهِيرِ العِرْقِيِّ / وَأُحَلِّلُ العَناصرَ الكيميائِيَّةَ في دِمَاءِ البَحْرِ / كَي أحْسُبَ عَدَدَ الجُثَثِ المَنْسِيَّةِ في طُرُقَاتِ المرفأ الغريقِ / أَسْمَعُ صُرَاخَ رَاهِبَةٍ مُغْتَصَبَةٍ في دَيْرٍ بَعيدٍ / لَكِنَّ الثلجَ يَفْصِلُ شَراييني عَن صَفَّاراتِ الإِنذارِ / في مُدُنِ الكُوليرا والانقلاباتِ العَسكريةِ /

الحكومةُ عَشيقتي الخائنةُ / وأنا أخُونُ قَلْبي مَعَ قَلْبي / كُلُّنا خَائِنُونَ في مَدينةِ الوَدَاعِ / والجُثَثُ لا تَزالُ تَحْتَ الأنقاضِ / والأيتامُ يَلْعَبُونَ بِكُرَياتِ دَمِهِم في طُرُقَاتِ الصَّقيعِ / والطريقُ إلى الدَّيْرِ مُعَبَّدٌ بأغشيةِ البَكارةِ للرَّاهباتِ المُغْتَصَبَاتِ / وَدَمُ الحَيْضِ عَلى الصُّلْبان / الجماجمُ الكريستاليةُ مُعَلَّقةٌ عَلى حَبْلِ الغسيلِ فَوْقَ سَطْحِ بَيْتِنا المهجورِ / أسْمَعُ بُكاءَ أُمِّي في لَيالي الشِّتاءِ الطويلِ / رَنِينُ دَمْعِها يَكْسِرُ مَساميرَ نَعْشي/ ولا أعْرِفُ هَل مَاتَ أبي أَمْ لَمْ يَمُتْ/ والأيتامُ يَنتظِرُونَ أمامَ الحواجِزِ العَسكريةِ / كَي يَسْتَلِمُوا جُثَثَ آبَائِهِم/ تقاعدَ حَفَّارُ القُبورِ/ والرُّفَاتُ يُهَنِّئُ الأمواتَ /

يُولَدُ الأطفالُ تَحْتَ أنقاضِ البُيوتِ / وألعابُهُم تَتَكَسَّرُ تَحْتَ حَوَافِرِ الخُيولِ الضَّوئيةِ / كَيْفَ يُفَرِّقُ الفُقراءُ بَيْنَ رَغوةِ الدِّماءِ وَرَغوةِ القَهوةِ ؟/كَيْفَ تُفَرِّقُ الطِّفلةُ العَمياءُ التي تَبِيعُ العِلكةَ على إشاراتِ المرورِ بَيْنَ السَّياراتِ الحكوميةِ وَعَرَبَاتِ نَقْلِ الموتى ؟ / أَشُمُّ عِطْرَ ابْنَةِ حَفَّارِ قَبْرِي / وَيَنْمُو التُّفَّاحُ بَيْنَ أصابعي / وَتَبكي نَوارسُ البَحْرِ على أشجارِ المقبرةِ / وتأتي أُمِّي مِن أرشيفِ الضَّحايا / كَي تَبْحَثَ عَن قَبْري أوْ قَبْرِ أبي / وَغَابَتْ شَمْسُ الذِّكرياتِ وَراءَ التِّلالِ الحزينةِ .

24‏/11‏/2023

وطن ميت يليق بفئران التجارب

 

وطن ميت يليق بفئران التجارب

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........................

     نَحيا ونَموتُ / أوْ نَموتُ ونَموتُ / حَيَاتُنا الوَهميةُ كَانت مَوْتًا غَامضًا / وُجُودُنا المُؤَقَّتُ كَانَ مَوْتًا يُفْضِي إلى الموتِ / لَكِنَّنا نَخْجَلُ مِنَ النَّظَرِ في المرايا / كُنَّا مِثْلَ الفُقَرَاءِ الذينَ لا يَمْلِكُونَ ثَمَنَ إِعلانِ النَّعْيِ في الجريدةِ / تَرَكُوا إعلاناتِ النَّعْيِ لِمُلوكِ الطوائفِ وشُيوخِ القَبائلِ /

     رَاعي الغَنَمِ يُكَرِّمُ الفَيْلَسُوفَ/وَيَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ بِوِسَامِ الثقافةِ/ وَيُشَجِّعُهُ عَلى المُضِيِّ نَحْوَ الهاويةِ/ يَسيرُ القَطيعُ إلى حَافَةِ الجَبَلِ / ويَسْقُطُ في الهاويةِ / بَعيدًا عَن صَوْتِ مِزْمَارِ الرَّاعي / بَعيدًا عَن الرُّومانسيةِ التائهةِ بَيْنَ النِّعاجِ والحواجِزِ العَسكريةِ / رَمْلُ الصَّحْراءِ يُكَوِّنُ جَيْشًا مِنَ البَدْوِ الرُّحَّلِ لِتَحريرِ الأندلسِ / وَالبَدَوِيَّاتُ والغَجَرِيَّاتُ يَتَقَاسَمْنَ خِيَامَ اللاجئين / والأراملُ يَكْتُبْنَ قَصَائِدَ الحُبِّ عَلى عِظامِ الغَرْقى / وقَهْوَةُ العُشَّاقِ تُولَدُ عَلى طَاولاتِ المطاعِمِ الرَّخيصةِ / والشَّايُ الأخضرُ يَكتبُ تاريخَ الدَّورةِ الدَّمويةِ / لا تاريخٌ لِحُزْني إلا المرايا / ولا جُغرافيا لِدُموعي إلا التِّلال /

     في قَلْبي مَقبرةٌ مُحَاصَرَةٌ بَيْنَ الرُّخامِ والسِّيراميك / رَجُلٌ يَغارُ على امرأةٍ مِن زَوْجِها / وَالحُبُّ وَهْمٌ في أرشيفِ الضَّحايا / في مَقاهي العَاطِلِينَ عَن الوَطَنِ / تُرَبِّي الأرملةُ الكريستالِيَّةُ أبناءَها / لِيَصيروا بَراويزَ عَلى الحِيطان / كَأنَّني سَائِقُ حَافِلَةٍ جَميعُ رُكَّابِهَا مِنَ العَبيدِ والسَّبايا / كأنَّ غِشَاءَ البَكَارَةِ حَاجِزٌ عَسكريٌّ بَيْنَ مَساميرِ النَّعْشِ وفِرَاشِ الموْتِ/ هَل أنا القائدُ الرَّمْزُ في مَملكةِ السَّرابِ أَم الضَّحيةُ الغامضةُ في غَاباتِ الكَهْرَمان ؟ /

     في آخِرِ لَيالي الخريفِ / تَغْسِلُ الأمطارُ الحواجزَ العسكريةَ / وتَظَلُّ الجُثَثُ مَجْهُولَةَ الهُوِيَّة / الفُقَراءُ يَنتظِرُونَ أمامَ الحواجزِ العَسكريةِ لاستلامِ جُثَثِ أقارِبِهِم / خَرَجُوا مِنَ الزَّمانِ لِيَعيشوا في الذِّكرياتِ/ والذِّكرياتُ انقلابٌ عَسكريٌّ ضِد الزَّمانِ والمكانِ/ والشُّعَراءُ يَبْحَثُونَ عَن الإيقاعِ بَيْنَ الجثامين / فيا أيُّها الغريبُ / إنَّ الذينَ حَمَلُوا نَعْشَكَ ذَهَبُوا ولَم يَعُودوا / وأنا الطِّفْلُ الضائعُ بَيْنَ شَواهدِ القُبورِ البلاستيكِيَّةِ / مَا فَائدةُ أن أكُونَ زَهْرَةً بَيْنَ أضرحةِ الحَمَامِ الزَّاجِلِ ؟ / مَا فَائدةُ أن يَنْبُتَ النَّعناعُ في قَلْبي بَعْدَ مَوْتِ قَلْبي ؟ /

     أبْحَثُ في حُطامِ قَلْبي عَن مِنديلِ أُمِّي / أنا مُؤَرِّخُ الأنقاضِ في مَملكةِ الزَّبَدِ / أنا المُهَرِّجُ الذي يَنتظِرُ الرَّاتبَ الشَّهْرِيَّ / لَكِنَّ السِّيركَ مُغْلَقٌ أمامَ جُثمانِ أبي / وَلَمْ أجِدْ مِرْآةً في بَيْتِنا كَي أبكيَ أمَامَهَا / وَلَمْ أجِدْ امرأةً كَي أبكيَ عَلى صَدْرِها / حَياتي انتظارٌ في مَحطةِ القِطَاراتِ / وَجْهُ امرأةٍ يَتَكَسَّرُ وَرَاءَ زُجَاجِ القِطَارِ / الذي تُحَطِّمُهُ أمطارُ الخريفِ .

23‏/11‏/2023

حياتي على فراش الموت

 

حياتي على فراش الموت

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.........................

     مَن الذي ابْتَلَعَ الطُّعْمَ / الصَّيادُ أَم السَّمكةُ ؟ / دَمُ الحَيْضِ على زُجاجِ القِطاراتِ / وأشلاءُ اليَمامِ المذبوحِ تتناثرُ على سُطوحِ القِطاراتِ / يَصْعَدُ النَّعناعُ مِن بَلاطِ الزَّنازين / أيَّتُها الرَّاهبةُ المشلولةُ / تَلْمَعُ جَدَائِلُكِ تَحْتَ وَميضِ البَرْقِ البَعيدِ / والأطفالُ يَرْكُضُونَ إلى جُثَثِ أُمَّهَاتِهِم وَقُبورِ آبَائِهِم في الخريفِ الباردِ / أظافرُ القَتلى النُّحَاسِيَّةُ في غَابةٍ غَامضةٍ مِن أجنحةِ الفَراشاتِ/ جُثَّتانِ وَعَشَاءٌ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ/مَن المَيْتُ فِينا وَمَن الحَيُّ ؟/ ذَهَبَ الأطفالُ إلى المَوْتِ / وَبَقِيَتْ ألعابُهم على سُورِ البَيتِ المهجورِ/أنا النَّسْرُ المنبوذُ في مَدينةِ الكُوليرا/والنُّسورُ تَحُومُ حَوْلَ جُثتي/

     أيُّها الوَطَنُ الضَّائعُ بَيْنَ حَبْلِ الغسيلِ وَحَبْلِ المِشنقةِ / هَل مُسْتَقْبَلُ النِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ سَيَأتي مِن مَلاقِطِ الغَسِيلِ أوْ مَلاقِطِ الحَوَاجِبِ ؟ / الدَّمُ يَكْسِرُ نَبَضَاتِ قَلْبي/ والمطرُ يَغْسِلُ نَوَافِذَ السِّجْنِ الحديديةَ مِنَ الصَّدأ / والحَمَامُ الزَّاجِلُ يَبيضُ عَلى سَقْفِ سِجْني / والرَّسائلُ ضَاعَتْ بَيْنَ الحواجزِ العسكريةِ والبَحْرِ المُحَاصَرِ بالذِّكرياتِ البلاستيكيةِ والنُّعوشِ النُّحَاسِيَّةِ /

     أيُّها المنبوذُ في الضَّبابِ الأزرقِ/ أنتَ وَحْدَكَ الخارجُ عَلى قَانونِ المطرِ/الأكفانُ البَيضاءُ تُغطِّي الأثاثَ المُسْتَعْمَلَ في بَيْتِنا المهجورِ/ والتُّفاحُ يَنمو في رَائحةِ الكاوتشوكِ المُحترِقِ/وأجنحةُ الذُّبابِ تُغطِّي جُثَثَ النِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ/أجلسُ على رَمْلِ الشاطئِ/لكنَّ دَمي يَركضُ إلى حَنجرةِ البَحْرِ /

     صَاعِدًا إلى ظِلالِ القَتْلى / أنا العاري تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ/ وَلَم ألْبَسْ قَميصَ عُثمان / جَماجمُ النِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ هِيَ مَصابيحُ مُضيئةٌ / عَلى حَبْلِ الغسيلِ في الخريفِ الباردِ / ضَفائرُ اليَتيماتِ تَرتعشُ عَلى زُجاجِ النَّوافذِ المغسولِ بِصَفيرِ القِطاراتِ البَعيدِ/ حَمَلْتُ جُثتي على ظَهْري / وَمَشَيْتُ إلى ضَريحِ أبي تَحْتَ المطرِ النُّحَاسِيِّ/ ولَم تَكُن أشلاءُ البَحْرِ سِوى شُوكولاتةٍ بِطَعْمِ دِماءِ الضَّحايا /

     أيُّها الوَطَنُ التَّائِهُ بَيْنَ المَجَازِرِ القَديمةِ والمَجَازِرِ الجديدةِ / ماذا استفادَ الأيتامُ مِنَ التاريخِ ؟ / ماذا استفادت اليَتيماتُ مِنَ الجُغرافيا ؟ / حَبَّاتُ الكَرَزِ مَلْفُوفةٌ بِثِيابِ الحِدَادِ / وجَدائلُ البَناتِ مَعروضةٌ عَلى حِبالِ الغسيلِ / النِّساءُ مُعَلَّقَاتٌ مِن أثدائِهِنَّ على بَابِ المدينةِ / والفُقَراءُ يَكْتُبُونَ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ لِبَناتِ آوَى / ذَهَبَ الأطفالُ إلى الموْتِ / وسَقَطَ دَمْعُهم السَّاخنُ في فُوَّهاتِ المَدَافِعِ / وَبَقِيَتْ ألعابُهُم البلاستيكيةُ عَلى سِكَكِ الحديدِ المهجورةِ/ لا أرى قِطاراتٍ في هَذِهِ المدينةِ الحزينةِ / لَكِنِّي أسْمَعُ صَفيرَ القِطاراتِ يَخْرُجُ مِن ثُقوبِ جِلْدِي / الجماجمُ على حَبْلِ الغسيلِ / والأيتامُ يَبْحَثُونَ عَن مَلاقِطِ الغسيلِ / بَيْنَ الجُثَثِ الخضراءِ والبَحْرِ الدَّمَوِيِّ .

22‏/11‏/2023

سيناميس

 

سيناميس

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

........................

     أيَّتُها الشَّركسيةُ السَّاكنةُ في عُيوني / أنا مَيْتٌ / وأنتظرُكِ كَي تُحْيِيني / لَوْ تَعْرِفِينَ كَم أتعذَّبُ في ليالي الشِّتاءِ / أركضُ في طُرُقَاتِ الرَّحيلِ / وَحيدًا كالبَحْرِ المذبوحِ / خَائِفًا كَرَصَاصَةِ القَنَّاصِ / تائهًا كالقِطَطِ الضَّالَّةِ / مَنْبُوذًا كَنَافِذَةِ السِّجْنِ / وأبكي بين أوراقِ الخريفِ وقَطَرَاتِ المطرِ /  ليالي الصَّيْفِ تُنَقِّبُ عَن الذِّكرياتِ في ثُقُوبِ جِلْدِي / بَعْدَكِ تَسَاقَطَت الذِّكرياتُ في كُرَيَاتِ دَمِي / فَكَيْفَ تَصْعَدُ أجنحةُ الفَرَاشَاتِ مِن أظافري ؟ / سَقَطَتْ شُمُوسُ الذِّكرى في دَمِي / وَلَيْسَ لي تاريخٌ سِوَى البُكَاءِ / تَحْتَ أشجارِ الصَّنوبرِ في المقابرِ القديمةِ / فَكُونِي زَوْجَتِي/ لأنَّ المِقْصَلَةَ عَشِيقتي /

     أنا الرُّبَّانُ الغريقُ في بَحْرِ الدُّموعِ/ وَلَمَعَانُ عُيُونِ الشَّركسياتِ هُوَ طَوْقُ النَّجَاةِ / صَوْتُ اللبُؤةِ مَبْحُوحٌ كَصَوْتِ النَّاي / وأنا الرَّاعي المقتولُ / أرْعَى قَطِيعَ الدُّموعِ في مَملكةِ الجثامين / وأرْعَى الأغنامَ في حِصَارِ ستالينغراد / وأُهَاجِرُ إلى شَمْسِ القُلوبِ التي لا تَغِيبُ / صَارَ الصَّيادُ فَريسةً في الغاباتِ الشَّمْعِيَّةِ / وَضَوْءُ القَمَرِ يَغسِلُ جَدَائِلَ النِّسَاءِ بِعَرَقِ الفَرَاشَاتِ ودَمِ البُحَيراتِ /

     أيَّتُها الشَّركسيةُ التي تَسِيرُ في غَاباتِ القُوقازِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ / فَلْيَكُنْ جُثماني حَارِسًا شَخْصِيًّا لأجفانِكِ/ سَوْفَ تَرْتَدي البُحَيرةُ المُتَجَمِّدَةُ قَمِيصًا / أزْرَارُهُ مِن جَماجمِ العُشَّاقِ / رَاياتُ القَبَائِلِ مُنَكَّسَةٌ / وقَمِيصُ عُثمانَ ضَاعَ بَيْنَ شُيوخِ القَبائلِ ومُلوكِ الطوائفِ / سَوْفَ نُتاجرُ بِدَمِ الأنهارِ/ كَمَا تَاجَرَ الفَجْرُ الكاذبُ بِدَمِ عُثمان/ فلا تَقُصِّي جَدَائِلَكِ عَلى ضِفَّةِ دَمِي/ انتظِري مَوْتي / كَي تَكُونَ كُرَيَاتُ دَمِي كُحْلًا لِعَيْنَيْكِ/فَرَاشَةٌ نَسِيَتْ جُثْمَانَهَا في صَوْتِ البيانو/ ورَحَلَتْ إلى بُكائي/

     لا تَقْتُلْني يا ضَوْءَ القَمَرِ في الشِّتاءِ البَعيدِ / أزُورُ ضَرِيحَ أُمِّي تَحْتَ شَجَرَةِ التُّوت / وتَتساقطُ شَظَايَا قَلْبي في كُوبِ الشَّايِ الباردِ / والزَّوابعُ لا تَعْرِفُ هَل تَعِيشُ الذِّكرياتُ أَمْ تَمُوت / ماذا قَالَ شَجَرُ المقابرِ لابنةِ حَفَّارِ القُبورِ ؟ / تَعَالَوْا أيُّها القَتْلى نَكْتَشِفْ أسرارَ أعشابِ المقابرِ في الخريفِ المُضِيء/ مَاتَ حَفَّارُ القُبورِ/ لَكِنَّ أرْمَلَتَهُ تَقِفُ في طَابُورِ السَّبايا/ لاستلامِ رَاتِبِهِ التَّقَاعُدِيِّ / والأيتامُ يُنَظِّفُونَ شَوَاهِدَ القُبورِ مِنَ الغُبارِ والذِّكرياتِ / ويَجْمَعُونَ رُفَاتَ الموتى في الحقائبِ المدرسيةِ /

     الشَّركَسِيَّاتُ شَامِخَاتٌ كَجِبَالِ القُوقَازِ / وَطَاهِرَاتٌ كَالمِلْحِ في دُمُوعِ السُّنونو / وكُلَّمَا سَكَنَ الثَّلْجُ الأحْمَرُ بَيْنَ شَهِيقِي وَزَفِيرِي / شَعَرْتُ بِعُزْلَةِ الزَّنَابِقِ في قَفَصِي الصَّدْرِيِّ / وكُلَّمَا انتَشَرَ ضَبَابُ الفَجْرِ في عِظَامي شَعَرْتُ أنَّ نِهَايَتِي اقْتَرَبَتْ / والنَّهْرُ الشَّمْعِيُّ اختارَ حَيَاتَهُ بَيْنَ الوَرْدِ الأصْفَرِ وَالمِشْنَقَةِ الوَرْدِيَّةِ / وَيَركُضُ الأيْتَامُ وَرَاءَ الطَّائِرَاتِ الوَرَقِيَّةِ / التي مَزَّقَتْهَا طُيورُ المُسْتَحِيلِ الأزْرَقِ .

فهرس كتاب / خواطر في زمن السراب

 

فهرس كتاب / خواطر في زمن السراب

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد

دار الأيام للنشر والتوزيع ، عمان _ الأردن

الطبعة الأولى 2024 ، عدد الصفحات 432

................................

مُقَدِّمَة......................................................................................5

الفلسفة الرُّوحية هي الحياة الحقيقية [7] متى تنتهي غُربة الرُّوح ؟ [9] البحث عن اللمعان في زمن الانطفاء [11] الحُزن ومَعنى الحياة [13] فلسفة الحُزْن [15]الانتحار التدريجي في ممالك الخديعة [18]البحث عن منبع نهر الحياة[20]احذر أن تموت قبل الموت [22]قانون الذاكرة وذاكرة القانون [24]رحلة الإنسان إلى أعماقه السحيقة [26]طبيعة الحُلْم الإنساني في المجتمع المادي [27]الإحساس بالذكريات والموت والزمن[29]الرُّوح في الجسد والذكريات [31]الأركان الثلاثة لتحقيق حُلْم الإنسان [33]الزمن والفكر والتاريخ [34]علاقة الزمن الفلسفي باللغة[36]تأويل الفِعل الاجتماعي لغويًّا وزمنيًّا [38]فلسفة التاريخ الاجتماعية [40] الحتمية الاجتماعية والاحتمالية الثقافية[41]اقتحم الخَوْفَ كرُبَّان السفينة[43]الوجود والشعور في حياة الفرد والمجتمع [44]الفرق بين المغامرة والمقامرة في الفكر الاجتماعي [46] البُنى الاجتماعية والسيطرة على عُنصر المفاجأة [49]النظام الاجتماعي بين الفردية والإنسانية [51] رحلة البحث عن الخلاص الجماعي [54]تحقيق الحُلْم الإنساني في المجتمع الاستهلاكي [56]السلوك الاجتماعي والفكر الإنساني [58]فشل السياسة المحصورة بين الرهائن والغنائم [61]الظواهر العقلية الإنسانية وتحليل التراث [64]وظيفة النظريات الاجتماعية في الحياة [66]قدرة الشعور على توليد الزمان وصناعة المكان [69]الحضارة الباحثة عن المجد الوهمي [72]الحرية سلاح ذو حدين [76]صناعة التاريخ بين الجذور والأغصان [79] الشخصية الإنسانية وإعادة تدوير المشاعر[81]الفرق الجوهري بين اللغة والإنسان[83]البحث عن التاريخ السِّري للأحداث [85]البحث عن الجندي المجهول في العلاقات الاجتماعية[87] الجرثومة الصغيرة والجرثومة الكبيرة [89]تاريخ الأمم والشعوب ومِصيدة الحضارة[92]الصياد الحقيقي لا يصبح فريسةً [94]الحتمية والاحتمالية في فلسفة المجتمع الإنساني [96]متى تكتشف الحضارةُ سِرَّ الإنسان ؟ [98] الضوء الاجتماعي والمصير المشترك [101] السُّلوك والوجود والنظام [103] العلاقة بين الإنسان العادي والفيلسوف [105] اللاعب والملعوب به [107] فلسفة التنازلات في العلاقات الاجتماعية [109] الإنسان والفِكْر والأخلاق [111] خطورة الموت في الحياة [113] دَور الحُب في بناء الأنظمة السياسية [115] الرموز في تاريخ المجتمع وطبيعة اللغة [117] إنقاذ الفرد والمجتمع من الفراغ الموحش [119] الفرد والمجتمع في مُواجهة التناقضات والصراعات [121] رحلة الإنسان المصيرية بين الحُلْم والمَوْت [123] الكَون والكائن والكِيان والكَينونة [125] خطورة تحوُّل الإنسان إلى مقبرة مُتنقلة [127] التزامن والتعاقب في حياة الإنسان والمجتمع [129] التاريخ المنسي في أعماق الإنسان [131] التحدِّي المصيري أمام السلوك الاجتماعي[133] الفرق بين الرُّبان وفئران السفينة [134] الفِعل والمعنى والوَعْي [136] الانتقال من الأوهام اللذيذة إلى الحياة الحقيقية [138] حماية الإنسان من السقوط خارج التاريخ [140] علاقة الحاضر بالماضي في فلسفة التاريخ [142] الأدوات الفلسفية في اللغة [144] أهمية الخيال في التفاعل الاجتماعي[146] التوفيق والتلفيق والهُوية الاجتماعية [148] الموضوع الاجتماعي والذات الإنسانية [150] الاختراع والاكتشاف في حياة الإنسان الاجتماعية [152] الحرب الأهلية داخل الإنسان [154] الأنساق والمعنى والمجتمع الجديد [156] المعنى المعرفي والرمز الفكري [158] الواقعية والمجتمع الكامل [160] التاريخ والجغرافيا في التفاعل الرمزي الاجتماعي [162] التناقضات الاجتماعية والمراحل الزمنية [164] السيطرة على التحولات الاجتماعية [166] دور القوة الناعمة في بناء المجتمع[168]تحويل التاريخ إلى ظاهرة ثقافية[170]الثقافة والمثقف وتغيير المجتمع [172] الأخلاق والأفكار والتفاعلات الاجتماعية الرمزية [174] الضغط الحياتي والجوهر الاجتماعي [176] لغة المجتمع الرمزية [178] الغربة والاغتراب والزمان والمكان [180] سيادة الإنسان على الأشياء والعناصر [182] السُّلطة المعرفية والعلاقات الاجتماعية [184] المنظور العقلاني في الثقافة والمجتمع واللغة [186] الثقافة والتاريخ والبناء الاجتماعي [188] الوعي المعرفي والقوة الذاتية [191] العلاقات الاجتماعية والتحديات الوجودية [193] مركزية السؤال في حياة الإنسان [195] جسد المجتمع وروح الإنسان [197] التجانس الاجتماعي والتكامل الإنساني[199]الكينونة اللغوية والكِيان الإنساني[201]معالم طريق الإنسان في الحياة [203] المعنى الإنساني وسُلطة المعرفة [205] التفسير الاجتماعي والتأويل اللغوي [207] الاستعارة والاستعادة في البناء الاجتماعي [209] المبادئ الأخلاقية في التاريخ والمجتمع [212] الخيال واللغة وأنساق المجتمع [214] الزمن المفتوح وفلسفة الوعي بالتاريخ [216]المعنى الاجتماعي بين التوليد والتجريد [218] رحلة المجتمع من الثقافة إلى التاريخ [220] التحديات الزمنية أمام وجود الإنسان [222] الإنسان الضائع في متاهة الحضارة [224] اللغة بين النظام الرمزي والمنظومة الاجتماعية [226] تفسير التاريخ والمعنى الوجودي للحياة [228] عناصر المجتمع الفلسفية [230] تاريخ المعنى في داخل الإنسان [232] الأثر الاجتماعي والمؤثر الإنساني [234]خطورة انفصال الوعي عن الإرادة[236]الحقيقة والمعاني المعرفية في المجتمع [238] دور الظواهر الثقافية في المجتمع [240] الفكر والعاطفة في التاريخ والمجتمع [242] ضرورة إعادة تفسير التاريخ [244] حماية مسار التاريخ من القطيعة المعرفية [247] مصادر المعرفة في العلاقات الاجتماعية[249] السلوك الاجتماعي والبناء الثقافي[251]بُنية المجتمع الإنساني والنظام الاجتماعي [253] البُنى الثقافية والتجارب الإنسانية [255] التحولات الاجتماعية والنُّظُم الثقافية في ضوء التاريخ [257] فلسفة الوعي والتاريخ الفكري [259] الزمان والمكان والتعبير عن الوعي [261] المنظور الاجتماعي الثقافي وسُلطة المعرفة [263] الروابط الاجتماعية والمعنى الوجودي للأشياء [265] الدافعية والفاعلية والتفاعلات الاجتماعية [267] السلوك الاجتماعي وثقافة الحياة اليومية [269] اللغة في سياق الفعل الاجتماعي [271] العلاقات الإنسانية وقوانين البناء الاجتماعي [273] الظاهرة الثقافية والجوهر اللغوي [275] التفاعل اللغوي والهوية الإنسانية [277] العلاقات الاجتماعية والجوهر الإنساني والنظام المعرفي [279] التجارب العقلانية والفلسفة الاجتماعية النقدية [281] النشاط الفكري في بنية العلاقات الاجتماعية [283] تحول الأنماط الثقافية في المجتمع [285] التفاعل الرمزي وتصوُّر الفرد عن ذاته ومُحيطه [287] الطاقة الرمزية في اللغة وتغيير المجتمع [289] التحليل الفلسفي للروابط الإنسانية في المجتمع [291] المجتمع والثقافة والهوية الإبداعية [293] فلسفة جديدة للبنية الزمنية المعرفية [295] الكينونة الإنسانية وسُلطة المجتمع والرموز اللغوية [297] الثقافة في تجلياتها الزمنية والمكانية[299]تحول التجارب الاجتماعية إلى ظواهر ثقافية [301] فلسفة المعرفة في المجتمع والثقافة واللغة [303] سُلطة المجتمع وفلسفتها الحياتية [305] الوعي باللغة وإدراك الرموز الثقافية [307] العلاقات الاجتماعية على الصعيدين اللغوي والوجودي [309] تأثير السلطة المعرفية على الفرد والمجتمع [311] اللغة والفعل الاجتماعي والنظام الأخلاقي [313] العلاقات الاجتماعية بين النظام الحياتي والمنظومة الحضارية [316] التحولات التاريخية في البنى الاجتماعية [318] نظام التاريخ في الوجود والثقافة [320] الأنساق الثقافية ومعالم التراث الفكري [322] البناء الاجتماعي والبحث عن الحقيقة [324] إنسانية الفرد والفعل الاجتماعي [326] الظواهر الثقافية وسُلطة المجتمع في التاريخ واللغة [328] وظيفة الفلسفة في الروابط الإنسانية والحراك الاجتماعي [330] الخصائص الفلسفية للبناء الاجتماعي [332] العوامل الحضارية ومركزية الفعل الاجتماعي [334] فلسفة التاريخ وهُوية الزمن [336] المنهج النقدي في الروابط الإنسانية [338] التنوع الثقافي في بُنية العلاقات الاجتماعية [341] فلسفة الظواهر الثقافية والهُوِيَّة الوجودية للإنسان [344] البناء الاجتماعي وفلسفة التاريخ[347] الجوهر الأساسي للأنساق الثقافية [349] المجتمع واللغة والتاريخ من منظور فلسفي [351] المنهج الاجتماعي وتاريخ الأفكار الكامنة [353] مركزية الوعي الوجودي في البناء الاجتماعي [355] فلسفة التاريخ في التفاعلات الرمزية للعلاقات الاجتماعية [357] الوعي الثقافي والفعل الاجتماعي والعقل الجمعي [359] الفعل الاجتماعي والتجانس المركزي والمناهج اللغوية [361] رمزية اللغة وسيطرة الإنسان على الطبيعة [363] التاريخ والأشكال الثقافية وسلطة المعرفة [365] تحولات المعنى الوجودي في أنساق الحياة [367] الوجود والثقافة والمعرفة [369] اللغة والعقل الجمعي في فلسفة حركة التاريخ [371] فلسفة اللغة وتحرير الفعل الاجتماعي [373] البناء الاجتماعي والعقل الجمعي وتحرير الإنسان [375] البناء الاجتماعي والبنى الوظيفية والوعي الحقيقي [377] الجوهر التاريخي للفرد والكينونة الحضارية للمجتمع [379] التفكير والسلوك والتأويل اللغوي لأحداث التاريخ [381] الحراك الاجتماعي والوجود والوعي والتاريخ [383] صناعة الثقافة وفلسفة البناء الاجتماعي [385] تاريخ العلاقات الاجتماعية والواقع والعقلانية [387] الأساس الفلسفي لمنهج التحليل الاجتماعي [389] الخَيَال الإبداعي وإرادة المعرفة والجوهر الوجودي [391] طبيعة الإنسان والواقع الاجتماعي والمنهج الفلسفي [393] مركزية الثقافة وسلطة الفكر الإنساني [395] الحقيقة الإنسانية والواقع اليومي والرمزية اللغوية [397] الفعل الاجتماعي والفكر النقدي والحداثة والتراث [399] الزمن المعرفي والمناهج الاجتماعية الإبداعية [401] أركان جوهر الوجود الإنساني [403] التحولات الفكرية في العلاقات الاجتماعية [405] أبعاد البناء الاجتماعي كفضاءات معرفية [407] المنهج الاجتماعي والثقافة والزمن واللغة [409] الأدوار الحياتية للنظام الوجودي في اللغة [411] الجذور الفلسفية للأنظمة الاجتماعية [413] الحضور الفكري والوجود العملي والذاكرة الجمعية [415] فلسفة الظواهر الاجتماعية وتاريخ الأفكار [417] اللغة والفرد والمجتمع والوعي الثقافي [419] التنوع الثقافي والنزعة الإنسانية والتأويل اللغوي [421] أهمية الترابط بين الفكر التاريخي والرمزية اللغوية [423] تحولات الفعل الاجتماعي في المسار الحياتي [425]

فِهْرِس...................................................................................427

صَدَرَ للمُؤلِّف...........................................................................432