أُبَايِعُ رَاعي الغَنَمِ مَلِكًا على
القَطيعِ/ الذي يَسيرُ إلى الهاويةِ/ أُبَايِعُ رَاعي الغَنَمِ عَدُوًّا
للغَنَمِ / وأدْعَمُ الوَحْدةَ الوَطنيةَ في الملاهي الليلِيَّةِ / مَاتت أسماءُ
السُّجناءِ / وَبَقِيَتْ أرقامُهُم /
أَخِي الإنسان/ أيُّها الذِّئْبُ الذي
يَزرعُ كَبْسُولةَ السِّيَانَيْدِ في حَبَّةِ الكَرَزِ/ اتْرُكْ رَغيفَ الخُبْزِ
للأرملةِ الرَّمَادِيَّةِ / أنا الضَّحِيَّةُ / لَكِنِّي قَتَلْتُ قَاتِلي/
والرِّيحُ تُخَبِّئُ البَنادقَ الآلِيَّةَ في أرغفةِ الخُبْزِ / لا جَسَدي ذِئبٌ/
ولا أظافري لَيْلَى / قَتَلْتُ الذِّئْبَ في حَنْجَرتي/ وَصِرْتُ ذِئْبًا / لا
أُهَاجِمُ الأغنامَ / بَلْ أُهَاجِمُ الرَّاعي / أنا الحُزْنُ الذي يَغْسِلُ
أشِعَّةَ القَمَرِ بالبَارُودِ / أنا انقلابُ السُّنبلةِ على الأرْزَةِ / أنا
الانقلابُ وَحَبْلُ المِشْنقةِ / أنا السَّجينُ والسَّجَّانُ / ولا سِجْنَ إلا
الذِّكريات / مَاتَ الفُرْسَان / فما فائدةُ إسطبلِ الخُيُولِ ؟ / مَشى قَطيعُ
الغَنَمِ إلى الهاويةِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ الرَّصاصيةِ / وَمَشى الرَّاعي
إلى قَميصِ النَّوْمِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجته /
ضَوْءُ القَمرِ شَاهِدٌ على بُكائي في ليالي
الشِّتاءِ / والرِّيحُ المشلولةُ شَاهِدةٌ على انكسارِ عُكَّازِ أبي في ليالي
الانقلاباتِ العَسكريةِ / وَرَاعي الغَنَمِ بَاعَ فِلِسْطِينَ لِرَاعِي البَقَرِ /
وَرَاعي الغَنَمِ سَلَّمَ مَفاتيحَ الأندلسِ لِرَاعي الخنازيرِ / تَاريخُ
السَّرابِ يَكْتُبُهُ الرُّعْيان / لا زَمانٌ ولا مكان /
مَساميرُ نَعْشِي فَريسةٌ / وجُثماني قَفَصٌ
ذَهبيٌّ/ وَدُمُوعُ أُمِّي تَتساقطُ في غِرْبالِ الجُثَثِ/ وَرَائحةُ الشَّمْسِ
تَكْسِرُ شَوَاهِدَ القُبورِ النُّحَاسِيَّةَ / والطحالبُ تُحاولُ الخروجُ مِنَ
المُسْتَنْقَعِ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ الذي سَيَمُوتُ / وَحْدَهُ ضَوْءُ القَمرِ
هُوَ سَيِّدُ المُسْتَنْقَعَاتِ في مَملكةِ السَّرابِ /
السَّفينةُ تَغْرَقُ/ والأسماكُ أكَلَتْ
جُثةَ الرُّبَّانِ / وَفِئرانُ السَّفينةِ مَشلولةٌ على الكراسي المُتحرِّكةِ/ لا
وَقْتٌ للبُكاءِ / ولا فُرْصَةٌ للهَرَبِ / أنا المطرُ الأصفرُ / كانَ عَلَيَّ أن
أعْرِفَ أنَّ أحلامَ الطفولةِ أقصرُ مِن حَبْلِ البِئرِ / أنا الذاكرةُ
المَنْسِيَّةُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ أحزانَ الشَّركسياتِ أكبرُ مِن
غَاباتِ القُوقازِ / أنا الطِّفلُ اليتيمُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ
جَدَائِلَ أُمِّي أطْوَلُ مِن حَبْلِ المِشنقةِ /
أنا الرُّومانسيُّ المَنبوذُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ فِرَاشَ
الموْتِ أدْفَأُ مِن فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ /