أَكَلَت الحَشَرَاتُ
مِزْمَارَ الرَّاعي تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ / وَنَحْنُ سَائِرُونَ إلى الهاويةِ
الزُّمُرُّدِيَّةِ / والأطفالُ يَسْحَبُونَ جُثَثَ أُمَّهَاتِهِم عَلى رَصيفِ
المِيناءِ / وَمِيضُ البَرْقِ فَوْقَ تِلالِ الجماجِمِ / وَصَوْتُ الرَّصاصِ قُرْبَ
جَدائلِ العاصفةِ/ والرَّاهبةُ العَمْيَاءُ سَقَطَ طَقْمُ أسنانِها في رَنينِ
الشِّتاءِ البَعيدِ/
أيُّها الرُّبَّانُ المحكومُ بالغَرَقِ
والذِّكرياتِ / أَعْطِني البُوصَلةَ قَبْلَ أن تَموتَ/ كَي أُحَدِّدَ مَوْقِعَ
قَبْري بَيْنَ غَابةِ الكَهْرَمانِ والخريفِ البَعيدِ / نَعِيشُ بَيْنَ الحواجِزِ
العَسكريةِ وَفِئرانِ السَّفينةِ / نَحْنُ فِئرانُ التَّجَارُبِ / نَسألُ حَفَّارَ
القُبورِ/ مَتى نَفِيقُ مِن هَذا الكابوسِ؟/ سَتُصْبِحُ غُرفةُ الإعدامِ
بالكُرْسِيِّ الكَهْربائِيِّ مُتْحَفًا للأغرابِ/وَيُصْبِحُ الكُرْسِيُّ
الكَهْرَبائِيُّ عَرْشًا للمَلِكِ المخلوعِ في أرشيفِ الكُوليرا/
قَبْلِ مَوْتِ أُمَّهَاتِنا / سَنَزْرَعُ
النَّعناعَ في مَناديلِ الوَداعِ / وَبَعْدَ مَوْتِ آبائِنا / سَنَزْرَعُ
الذِّكرياتِ عَلى سُطوحِ القِطاراتِ / جُثماني حَاجِزٌ عَسكريٌّ بَيْنَ الشَّركَسِيَّاتِ
والبَدَوِيَّاتِ / وَعَلَيَّ أن أصنعَ تاريخَ الهاويةِ الأُرْجُوانِيَّةِ بَيْنَ
الأراملِ والمُطَلَّقَاتِ / وَدَاعًا لِكُلِّ النِّساءِ/ قَتَلْنَا الذِّكرياتِ في
الخريفِ/ والصَّقيعُ دَفَنَ الحُبَّ في الخنادقِ / دَمي الأخضرُ عَلى الثلجِ
الأزرقِ / والأطفالُ يَلْعَبُونَ بالثلجِ بَعْدَ دَفْنِ آبائِهِم في آبارِ القُرى
المَنْسِيَّةِ / ضَوْءُ القَمرِ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى اغتيالِ الضَّحايا /
وحَبَّاتُ التُّفاحِ مُرَقَّمَةٌ كالزَّنازينِ الانفرادِيَّةِ / والبَحْرُ يَكتبُ
قَصائدَ الرِّثاءِ للنِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ / والنَّهْرُ اليَتيمُ يَبِيعُ
العِلكةَ عَلى إشاراتِ المُرورِ / ويَقِيسُ النَّخَّاسُونَ حَجْمَ صُدُورِ
السَّبايا بالأحذيةِ العَسكريةِ / وَالإعصارُ اغْتَصَبَ الذِّئبةَ في بِئْرِ
القَرْيةِ المنبوذةِ / وَشَاحِناتُ الخُضَارِ مُعَبَّأةٌ بالإمَاءِ والذِّكرياتِ
والانقلاباتِ العَسكريةِ / والعَبيدُ يُضَاجِعُونَ المَلِكَاتِ بَعْدَ الانقلابِ
العَسْكَرِيِّ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ /
غَرِقَت السَّفينةُ / وَصَارَتْ جُلُودُ
فِئرانِ السَّفينةِ أعلامًا مُنَكَّسَةً للبَدْوِ الرُّحَّلِ / يُخَزِّنُ شُيُوخُ
القَبائلِ النِّفْطَ في حَناجرِ العَصافيرِ/ ويُخَبِّئُ مُلوكُ الطوائفِ الدَّمَ
في مَناديل الوَداعِ/ويَختبئُ الملوكُ المخلوعونَ في الملابسِ الدَّاخِلِيَّةِ
للسَّبايا / الوَاثقاتِ بِدُستورِ الوَحْدةِ الوَطنيةِ / وَتَتَسَاقَطُ أجنحةُ
الجَرَادِ في صَحْنِ السَّلَطَةِ / يَا ضَوْءَ القَمرِ في الخريفِ الرَّصَاصِيِّ /
لا تَحْزَنْ عَلَيَّ حِينَ يَنمو النَّعناعُ في شُقوقِ خُدُودي / وَلا تُشْفِقْ
عَلَيَّ / حِينَ تَخْرُجُ الكِلابُ البُوليسِيَّةُ مِن ثُقوبِ أظافري /