أغنية سريعة لثوار جنوب تايلند
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار"
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
نحن نقاتِل لكي يظل الآخرون
نائمين مع نسائهم في غرف النوم
كلُّ الحملات الصليبية
لن تهز خيوطَ جواربنا
نؤذِّن في سجون الوهج
ونصلِّي على البلاط البارد
وكلُّ أشياء الزنازين
تصلِّي وتقاتِل
وتقاتِل وتصلِّي
سجوننا أحزمةٌ ناسفة
وكرياتُ دمنا ذاكرة المنجنيق
نخلع دودَ المنافي من جِلد الضباب
خطِّ الاستواء صفيحِ الطوفان
ونخرج من جلودنا أسراباً
من الفيضانات الحارقة
كُنْ دمي المتفجر
أو جوازَ سفر للصاعقة
سنعلن استقلالنا على أرضنا وحُلمنا
وذكرياتِ أمهاتنا
ونوزِّع الحلوى على الطيور
في هجرتها إلى أقفاصنا الصدرية
مآذننا إعلانُ استقلالنا
وقرآنُنا دستور دولتنا
وعيدُ استقلالنا جثث الغزاة
التي جرفتها سيولُ دمنا الماحقة
في المساء نعمل عشاقاً للألغام
لا عشاقاً للملكات التافهات
لا تنتظر مَلَكَ الموت كي يأتيَكَ
اذهبْ إليه واثقاً
بالذي سيَنزع حياتَه
قال الوردُ البري
الذي يقدِّم لنا الدعمَ اللوجستي :
(( عندما أمسكتُ الرَّشاشَ لأول مرة
تذكرتُ أول امرأةٍ أحببتُها وأحبَّتني ))
لا فرق بين خناجر العشق
والقنابلِ الهيدروجينية
لأن الذهاب إلى المعركة فلسفة ليلة الدخلة
يا مَن وُلدتم في المعارك
وَوَلدتم المعاركَ
ادَّخروا الرومانسيةَ
حتى تغازلوا الحورَ العين
لا وطنٌ ولا حاكم ولا حكومة ولا شعب
نحن الوطن والحاكم والحكومة والشعب
إن المجتمع الدولي ذبابةٌ
نَبصق عليها وندوسها
ادفنْ هذه الأرض العرجاء
واصنعْ أرضاً حالمة بلا أمريكا
ادفنْ هلوسةَ الشرعية الدولية
وازرعْ شرعيةَ وجودكَ الدولية
خاليةً من كلاب الفيتو
لكن الملكة فكتوريا كبيرة الدمى
في مسرح العرائس المحروق
لن تقتنع بغير شهوتها الجنسية المهووسة
خُذْها سبيةً وتاجَها غنيمة
واتركْ لها ذكريات عشاقها
العاطلين عن العمل
بين عيوننا يسهر الثوار
على حراسة قطعان الانقلابات العسكرية
ودودةُ القز تحمل على ظهرها
مصفاةَ نفطٍ عمياء
وتلعب الشطرنج مع صديقاتها العوانس
حاوِلْ يا صوتَ الرعد
أن تصمِّم عَلماً لدولتنا الجديدة .