ظَهَرَ كالشمس ولم يَغِب
( إلى بطل معركة الكرامة مشهور حديثة )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
من مجموعة " القرميد والإعصار "
دار اليازوري ، عَمان 2009م .
قُل لي يا لون المطر
كيف أرجعتَ للصحراء لونَ دمها ؟
للنهار ضوء عظام الفهود
فاعبرْ كما كنتَ
تاريخاً من الأحجار الكريمة
ليتذكر الليلُ ظله في حناجر البط
كُنْ للذاكرة كياناً
لأنكَ رئة النسر
حينما بسط عينيه مدافع
فاقصفهم من جرش
لترى جرشُ حروفَ اسمها
خارج ملاقط الغسيل
أيها الرعد الملثَّم
باحمرار تواريخ كل النوارس
التي تمص حليبَ الرمال
في دمي كل شيء سوى دمي
فكنْ دمي لأعرف حدودَ جنازير الدبابات
وهي تدخل في خرافة التلمود
مشيتَ لكي تمشيَ
فاتركْ للغزاة سعال ذكريات قتلاهم
وامشِ
لا تنتظر أوسمةً لا تحمل لونَ جِلدكَ
لم يبق من بزتكَ العسكرية
سوى بزتكَ العسكرية
وأقواسِ النصر
وأعاصيرِ القلب المصبوغ
بنشيد الرصاص الحي
وأنتَ حي
ولقطاع الطريق الموت
يا فجراً صاعقاً ثورياً
عارياً من الضباب المر
فلتكن الكرامةُ محرقتهم الحقيقية
لكي ينسوا خرافةَ الهولوكوست
فاحرقهم مثلما تحرق حنجرةَ خنزير بري
يعتنق أساطيرَ زوجته العمياء
ضَع الهلالَ في كل الأماكن
التي تحتلها النجمة
واذهبْ إلى النجوم
أعلى من رتبكَ العسكرية
وصافِحْ كواكبَ البارود
خارج نفوذ المجرات
ولا تنسَ أن تنصب راية الجهاد
على الشِّعرى اليمانية
يا مَن كتبتَ اسمكَ
بذكريات أُسود الله
كيف نصل إلى اسمكَ
الذي تجاوز حدودَ كوكب زحل ؟
أعلى من نظريات آينشتاين
أعلى من خطابات الأمم المفكَّكة
أعلى من رايات الغزاة
أعلى من الأغنيات الرومانسية
أعلى من القصص الغرامية
في المدارس الأجنبية
أعلى من دمنا المتحجر
في بطاطا مطاعم الوجبات السريعة
فلتولَدْ دماؤنا من شجرة مبارَكة
لا شرقية ولا غربية .