يا نجمةً ترسم على صدري ألواحَ النُّحاس ، حيث الدجاج المصعوق يصير سجادةً للصقور . من دماء العصافير النيئة تولد أكثر أكواخي ضيقاً ، فأتسع رجفةً على شبابيك البرتقال . إنه الرحيل يا سراديبَ المنفى وبريدَ الحمار الوحشي . كأني زهرة متوحشة على غلاف السيول . وملاحمُ الرماد تزوَّجت نيرانَ القبائل ، وأظل راحلةً إلى وردة السم النهائية .
ألعق ضبابَ الوداع . ليت وجعي تفاحةٌ لأخدع البرتقالَ . فتجارُ المخدرات يتخذون ضريحي إسطبلاً للخشخاش . كأن ثلجاً أزرق على مدخنة رئتي ، ومساءاتُ الفراق هي اللقاء الحميم بين كريات دمي المتحجر. في أحزان ديناصورات الشوارع تبول الكلابُ البوليسية . ورؤوسُ أصابعي أسلاكٌ شائكة على سور معتقَل الذكريات. كأنني الموز بين أصابع لاعبي التنس أثناء جنازة تاريخ الشمس .
هناك ، قرب أدغال الشموع شركسيةٌ تربط حصانها عند مفترق القلوب الكسيرة في شرايين الأرض . كأنني أمارس هوايتي في تجارة الأسلحة ، وأقضي وقت فراغي في صناعة القنابل النووية . هؤلاء الأطفال المذبوحون من وريد التاريخ حتى تاريخ الدماء يقضون العطلة الصيفية في حَفْر القبور .
يا أدغال الجسد المهشَّم ، خذي قسطاً من التعب في استراحة المحارب العائد من نكاح المتعة ، حيث الجواري الفارسيات يتم بيعهن في أصفهان . ويظل النخاسُ يضع عمامةً سوداء في السوق السوداء المخصَّصة للرقيق الأبيض . وأجسادُ سيدات المجتمع المخملي نزهةُ الموتى في دمي الشَّبح .
أكثر من هاويةٍ ، وأقل من مسدس مائي. ذلك شمع حياتي المعلَّقة على جذوع النخل كالمقاصل المستورَدة. منذ نعومة حبل مشنقتي وأنا أكرهكَ يا جسدي خارج حدود تجسيدي . منقوعةٌ أنا في الخطيئة كما بابلو إسكوبار منقوع في الكوكايين . ضائعةٌ أنا ، ورموشي أعمدةُ كهرباء ساقطة في رمال متحركة . لغة خدودي تقتل حقيقةَ عيوني، فأصير مَجَازاً فوضوياً لأبجدية كل هذه المنافي .
جدائلُ معدتي سجاجيد على أرض المطار، ولا مطارٌ في أجفانِ السبايا ولا زرقة شطآن . وَرَّثَتْني انكسارَ آبارِ مجزرتها أُمِّي ، وغابتْ في حضور الورد المعدَّل وراثياً . كوني شقيقةَ جنوني يا سجوني ، فأنا أولد لأعرف أن الموجَ الذي يضع في حُلقومي بيوضَه هو موتُ أخشاب المراكب المنسية على سواحل رَحِمِي. لم أضرب موعداً مع ماري أنطوانيت عند الباب الخلفي لصالة الرقص لأن حجارة السماء تضرب أحلامي . لا تسأليني أيتها الموؤدة لماذا تخزِّن النيازكُ في قاع قلبي رمالَ المحيطات الخضراء ؟ . كأن مذكرات القائد الرمز في أعياد انتحار الوطن الرمز حقيبةٌ للبجع المخدَّر .
عَلِّمْ هذه الأجساد المرمية في شوارع الإيدز تعاليمَ الديمقراطية وفق فلسفة سيلين ديون . ربما تتجرد دماءُ ياقوت الدروب من مراعي الكوليرا لأن وجوه الأطفال في بلادي تصير جنازير دبابات. ودمائي في محركات سيارات المرسيدس . واسمي شكل حزن أمي في مرافئ الوأد ومقاصلِ الشوكولاتة . عرشٌ يقتل مَلِكاً يصير حجراً على رقعة شطرنج بين تاجر المخدرات وتاجر السلاح لدعم الوحدة الوطنية .
أغنياتي تُحتضر، ترابٌ يقتل حبي الأول، ويتزوج احتضاري الثاني . كلما تجولت الحشراتُ في أزقة دماغي قطعتْ ضفائرَ البناتِ نيازكُ الجمجمة المفصولة عن جسد الغابة. أُعطي للحزن عمودي الفقري فأساً أشج به رأسَ الموج المتواطئ مع الرمال المتحركة لاغتصاب ذاكرة رموشي . مَلِكٌ يبحث عن عرشٍ يقتله .
يا عُشَّاقي القاتلين ، سأهديكم جثتي الوطنية في عيد ميلادي . أترك أظافري على الرصيف ليجتاحها الزلزالُ عندما يأتي ولا آتي من مسائي . أحطاباً تصير ضلوعي يا دمعاً بطعم الشوكولاتة السويسرية حينما تبكي فتياتُ زيوريخ في بدايات الخريف المر . وكلُّ سفن الصيد تعود إلى رصيف الميناء ، وجماجمُ أبناء الرماد على أرصفة شراييني فابحثْ عن أدغال السيليكون في أضرحة الذباب الرخامي ، ولا تساعدني حينما أسقط على رخام صالة الرقص .
البحارةُ يرقصون في زوارق الجرح ، وجرحي برتقالةٌ يقطفها العمال أثناء سقوطهم وهم يحفرون قناة السويس . والنوارسُ في لحمي تحفر قنواتِ ري الذكريات هي الممات . اترك الألغامَ البحرية في شرياني الأبهر . صاعدون يا شموع المنفى إلى منفى الشموع . وفِّروا الدموعَ لحين هجرة حدائق الصدى إلى استراحة البحَّارة الإغريق . وقلبي الحريقُ الطازجُ الظلامُ الناصعُ مسحوقُ الغسيلِ الأسودُ في مخازن الرقيق الأبيض . معدتي غواصةٌ تؤخذ قسراً إلى أسطول القيصر في نشيد الدماء .
في جهات الحِبر والضفدعُ جالسٌ على مكتبه في قاع المحيط ، أشرب مع أسماك القرش الشاي البارد كدموعي الساخنة . وفي أضرحة آبائي صرخاتُ القش الضائعة . وفي أوردة المطر نخاعي الشوكي، لكن حياتي شوكُ الجنون . وجسدي علبةُ سردين يفتحها البحرُ لضيوفه ، ثم يرميها على الشاطئ الخجول من عمال النظافة .
شيء غريبٌ أن حزني المصلوب على إشارات المرور في طوكيو أعلى من رؤوس العائلة الإمبراطورية الحاكمة على ذكريات ياسوناري كواباتا . أين خارطة عشق غرف الفنادق على بلاط محطة القطارات لأعتنق شكلَ الصابون المخصَّص لأمراء الحرب . اترك المكياجَ للنعاج . وجهِّز للمشنوقات طعامَ الغداء برفقة أزواجهن المصلوبين على علكة انتحار المعنى . على رأس المشنوق تبني محاكمُ التفتيش أسفارها المقدَّسة ، هكذا يصير جثماني جرساً يقرعُ أدمغةَ خيول الضباب .
ألتهمُ عشقي في مجازر قلبي . ويلتهم الوثنيون آلههتهم بعد أن يجوعوا . دفنتُ حبي الأول في قبري الثاني ، وألقيتُ التحية على كل العشاق الفاشلين العاطلين عن العمل. ورأيتُ نوعيةَ قماش أكفاني في زجاج المجرة . دائماً أصل إلى محطة القطارات متأخرة . لم أتدارس سِفْرَ الرؤيا مع كهنة المعبد في جبال الأورال . وطني يُغمى عليه يُجري له الرعدُ تنفساً اصطناعياً .
كنتُ طوال حياتي رومانسيةً ، لكن هذا العالم المجنون الذي صلبني على كل شطآن الإسكندرية صار يهوذا الإسخريوطي ، وعَلَّمَني أن أَلُفَّ حول رومانسية أعضائي حبالَ المشانق المحلية والمستورَدة . يا حصاناً خشبياً يقلي في رأس دودة القز كرياتِ دمي المطاطية . وطني علبة سجائر في جيب القرصان العاشق . وحكومتي عَرَقُ حشرة عرجاء تحط على جدائل امرأة مغتصَبة ابتلع خدودَها نيزكٌ قديم غامض .
يا مَوْجاً ينحت في عكازة حفار القبور عدساتٍ لاصقة لعيون الصراخ ، أنتَ مَلِكُ حبي، وأنا ملكة حطامي. دعنا نتزوج لنهب هذه الكوكب المتخلف أطفالَ الملل الجنسي وانتحارِ الرومانسية وفشلِ مشاريع الآلهة الكاذبين . لم أستفد من دولة سماسرة الوحدة الوطنية غير الذبحة الصدرية . يكون الجنونُ دولتي ، والاكتئاب عرشي الذي لا يُخلَع . ضائعةٌ في الوطن ، وضائعةٌ في المنفى . هكذا تصير متاهاتي دستوراً مُجْمَعاً عليه بين قبائل الصدى. وَحْدَه الضياع من سيدل النوارسَ على أزمتي القلبية . وَوَحْدَه الألم من يعمل دليلاً سياحياً في فيضانات الظهيرة .
رومانسيةُ الأعمى ، فالتقطْ لي صورةً وأنا أنتظر احتضاراتِ أحصنة النزيف في محطة القطارات الباردة. والمطرُ العنيف يشرب الشاي في خيوط معطفي الذي يرفع الرايةَ البيضاء مرغماً أمام زرقة دماء الأرستقراطيات . لم أتذكر في ساعة انكسار البحيرات سوى وجهكَ ونباتاتِ الطوفان . اكتشفتُ صليباً لا يؤمن به الكرادلة . شبقُ انتظار الحافلة يحرقها ركوبُ الحافلة .
مقبرةٌ لا نهائية . فيا وردةَ الفيضان ، امنحيني شرفَ البكاء تحت شموس الصنوبر. صارت ألوانُ الشوارع التي تبلعها صورُ الحاكمة مثل دم الحيض لأميرات القمامة . نساءٌ مصهوراتٌ في شهواتهن الجنسية ، وأوطانٌ يحكمها فخامة الشيطان المعظم . أيها الوطنُ القاتِلُ الحلمُ المقتولُ، ذَبحتَ نبضاتي، قَتلتَ ذكرياتي، ولم تترك لي سوى مواكب الأكاسرة اللصوص . حكومتي قَتلت الرومانسيةَ في عظامي الحبيسة . قتلتُ المعنى في كلمات عمودي الفقري فلم أعد غير دماري .
بشر كالأحذية تُبَدَّل على مقاس تجار المخدرات الذين يحكمون البلاد . ليست بلاداً ، هذه أضرحة شعوب الأغنام . وطنٌ لكل المرتزقة . فيا شعباً يتعاطى المخدرات السياسية على أجنحة الحشرات الإمبراطورية . يا وطنَ اللصوص ، شكراً لأنكَ قتلتَ أحلامي ، فَخَدِّر الضفادعَ بحقن الوحدة الوطنية في الوطن المخصَّص لبنات الإقطاعيين الذين يبيعون الأندلس ليشتروا ملابس داخلية للكلاب البوليسية .
ملكٌ محترمٌ خسر زوجته في القمار فباع الوطن لكي يسترجعها . في الدمار قطيعٌ من الإسطبلات الراكضة في ذكريات عاهرة خجولة. راقصةُ الباليه تلقي محاضرةً في الشرف على قرود الغابة . جنوني وسادتي . أنا وماما الفاتيكان نعاني من قصص الحب الفاشلة . يتيمتان في هذا المدى المدمَّر . كالخرافة التي تَسرق البشرَ وتُطْعِم القططَ الضالة . ناجحةٌ في الفشل ، فاشلة في الحب. تائهة في السياسة ، أنيقة على منصة الإعدام . قلقةٌ أمام خطيبي الذي لا يأتي ، واثقة من حطام روحي . جاهلةٌ أمام فلسفة زنزانتي ، مثقفةٌ أمام زوجة سَجَّاني .
في كوب يانسون حامض دولةُ الساسة المهرِّجين حيث بناتُ القياصرةِ لاعباتُ سيركٍ عاملاتُ نظافةٍ في معسكرات الغزاة . كُنْ تواريخَ عابرة على زنزانة الضحية في هذا الوطن الدُّمية . وطنُ الإسطبلات التي تدوسها النيازكُ . الرمالُ تحقِّق أحلامَها ، وأنا أقتل أحلامي . كلابُ الإمبراطور المحترفةُ في ذكريات العاهرات المبتدئات . أيها الوطن المحمول على ظهور الكلاب البوليسية ، أنا وأنتَ قضينا العمرَ أمام الحواجز الأمنية ننتظر الصدقات .
هذا الدمارُ اسم عمودي الفقري . لم ينبتْ في جوارب الغُزاة سوى السلاطين . كونوا أجملَ الضائعين في بلاد الطوفان . لم أتعرض للتحرش الجنسي في حافلات القلوب الكسيرة لأن شواهد قبور الزرنيخ تتحرش بي . وحينما يتزوج الفشلُ العاطفي الفشلَ السياسي ستجد نهاياتُ الخريف لونَ الكستناء الذبيحة في رموش عرائس الكنيسة الغريقة .
اذكرْ جِسْرَ الجثامين المعلَّقة نسراً مغموساً في كوب شاي لا يطعنه كسرى وقيصر في شوارع القمامة المصعوقة حيث كرادلة محاكم التفتيش يتجولون كالباعة المتجولين يبيعون صكوك الغفران في توابيت الضحايا. كنائسُ الضجر سِفْرُ رؤيا أعمى كما الأم تيريزا تعيش وتموت ضائعةً في أرشيف هذا الضياع الرخامي الأنيق .
أكفاني تقطع الإشارةَ حمراء . والحافلاتُ تمر من أمامي ، وأنا كالنار الثلجية في زُرقة الطاعون الصافي . أعطني عنوانَ حفرة المجاري التي سيرمي فيها البطيخُ نعوشَ جبهتي. قطةٌ عرجاء في عَرَقِها أمراضٌ تصبح إشاراتِ مرورٍ تمنع أسماكَ القِرش من الاتحاد مع ضجري . وَحْدَها دروب الطاعون تصير كوليرا الذكريات المدهشة كضابط مخابراتٍ اكتشف أن زوجته تخونه مع شرطي سَيْر بصق على إشارة المرور . هي الأرضُ كرة ثلجٍ تتدحرج على جبهة ضباب قديم ، وأنا كُنيةُ الإسفلت زوَّجني أبي للعارِ فأنجبتُ الخديعة وأنا الصريعة . كما يذهب الذهابُ إلى ذهاب ضوء عيوني ، فلا تتركني يا جنوني في المرفأ الخشن عمياء أتوكأ على عكازة الشاطئ ، فكيف سيعود الشاطئ إلى زوجته نهاية الأسبوع وفي يده بطيخةُ الرحيل ؟ .