بين حواجبي سكةُ حديد تستعملها الديدانُ لتهريب عَرَق السلاحف إلى الخارج ، وتهريبِ الأسلحة إلى جمجمة الغَسَق . كأن جنون خدودي سمفونيةٌ نسي بتهوفن أن يؤلفها . كلما أردتُ الذهاب إلى بيتي ذهبتُ إلى قبري ، أخاف من مرآتي لأن فرشاة أسناني مكنسةُ الضجر .
لم أذق طعمَ النوم منذ ولادتي . فالنسور تتعارك في وسادتي ، والخناجرُ هي جواربي . وفي خدودي يتناول النملُ طعامَ العشاء ويتذكر ليلةَ عُرس النار . أحتاج إلى كلمة السر لدخول جِلْدي. لا أتعاطى حقنَ المخدَّرات لكن جِلدي كالغربال من أثر الرصاص الذي يطلقه عليَّ الشجرُ الميت. انطقي أيتها الجثة ، قولي من مؤلف نشيدكِ الوطني . كلما ذهب الطاغيةُ جاء الطغاةُ .
أنا المنبوذةُ رمالاً ، الضائعةُ غُباراً ، المسحوقةُ بلاطاً ، المحترقةُ فِطراً ساماً ، المتلاشيةُ نُحاساً . أظل أركض في دوائر حواجبي بلا جنسيةٍ بلا نشيد وطني بلا تاريخ شخصي . أدخل في سِفْر خروجي باكية ليدخل الآخرون في ليلة الدُّخلة ضاحكين .
أنهارٌ تأكل على سورِ مقبرةٍ مندثرةٍ قطعةَ بيتزا إيطالية من جلود أطفال بنغازي . ما حيلة البحَّار اليتيم إذا كان رُبَّانُ السفينة يخطط لإغراقها ؟! . فلتخونوني يا أصدقائي لأتأكد أنكم أصدقائي. إنني بحاجة إلى دليل سياحي لأستدل على أصابعي. سأفتح في رئتي حديقةَ حيواناتٍ لتسلية أطفال اللهب . أنثى تفتِّش عن شرفها في أنحاء رائحة الظربان .
أيها الموتى الذين يدرسون العربيةَ باللغة الإنجليزية ، إلى متى ستظلون تنحنون أمام الصنم ؟ . آخيتُ الإحباطَ وتزوجتُ الألم ، وتأقلمتُ مع الجنون ، فصرتُ أشعر أن الضحكة هي زوجة أبي .
ستموتين أيتها المطعونة في مملكة الشيطان غريبةً، ولن تتعرف على بصمة نزيفكِ سوى جرذان كاليفورنيا . وعلماءُ الكيمياء يبحثون في عَرَق الراقصات عن اليورانيوم . سأعمل على تأميم قلبي لأنسى أحبائي القاتِلين . الطاغيةُ أخذ الشعبَ رهينةً فأين معاهدة جنيف يا سماسرة الأمم المتحدة ؟. أكتب شقوقَ عمودي الفقري لأُجَمِّد الظلَّ عندما تموت الشمسُ . آن لي أن أَسقط بعد مليون سنةٍ من الاحتضار وقوفاً .
لا أنام لأن حناجر الحيتان الزرقاء ترتطم بساعة المنبِّه مثلما ترتطم جماجمُ شعبي بحُفر الغولف . افتحي ثَدْيَيْكِ أكثر لنحتفل معاً بيوم المرأة العالمي. مشاعرُ رائد الفضاء قبل تحطم مركبته . سأذهب إلى النجار لعلاج أسناني . والشوارعُ التي أسير عليها مرغمةً هي موجزُ تاريخ جثث الصبايا . ملكةُ جَمَالٍ لكنَّ زوجها أعمى . تبيع النارُ أعضاءها الزرقاء في السوق السوداء . أُقَدِّر دَوْرَ العاهرات في الكفاح المسلَّح . وأحترمُ دَوْرَ المرتزقة في تعزيز الوحدة الوطنية .
رجاءً يا ضبابَ النخيل ، ضَعْ نعشي في حسابي البنكي . في بلادي كلُّ شيء يموتُ إلا اللصوص يعيشون . يحقنون النهرَ بإبر الاكتئاب ثم يرسلونه إلى الطبيب النفسي . إذاعة المجزرة تظل تبث أغاني كفني . إن ضريحي أجمل قصة حب عِشْتُها . هكذا تصير ثيابُ الإنسان أهم منه .
العيد الوطني لتكريم الراقصات المنتميات إلى الوطن. أنا وشواهد القبور نملك نفس الجينات. قلبي صار مكتبةً عامة بلا رفوف ، حيث يستعير الناسُ كرياتِ دمي ولا يرجعونها ، فلم أعد أعرف أين قلبي. أنتظر قدومَ جمجمتي في باص روضة الأطفال . أعصاب باردة غاطسة في زئبق متجمد في قارورة الظهيرة .
النساءُ يتشابهن إذا ذاب المكياج ، فلا فرق في لغة الأنوثة إذا كانت الأنوثةُ صحناً قذراً في مطبخ مليء بالجرذان والمكياج . لا أقدر أن أعيش بدون مشنقتي التي أضعها كساعة يدي ، إنني ضائعة بدون حفاري قبور خريجي كامبردج . إنني أتلاشى إذا لم أنظر في مرايا جنازتي . إن حزني قاتلي إذا نسيتُ موقعَ مقصلتي .
مستوى الرصاص في دمي يقاس بمنسوب دموع النساء في السدود . إن وَجْنتي اليمنى قاموس ألفاظ انطفاءات النساء . كنتُ أبكي قبل أن أكتشف عيوني . مشرحتي بطعم النعنع البري ، وأعضائي ثلاجة موتى للبوظة بالفانيلا . صُبِّي يا شمسُ دموعكِ في عيوني لكي تبدوَ حواجبي سَلَطَةَ فواكه أقل لمعاناً من جماجم السجناء . لم أعد أعرف هل مضخةُ ماء عيوني ثلاجةُ مطبخٍ أم ثلاجةُ مَوْتى . امرأةٌ تضحك في عُرسها لكنها لا تعرف أنه مأتم الشموسِ . أيتها المثقفة التي تتعاطى الأفيون ثم تذهب إلى محاضرة الكيمياء في أكسفورد ، ارفعي التنورةَ أكثر لكي يزداد سِعْرُكِ في سوق النخاسة .
رومانسيةُ حفار القبور . وحينما قُتِل المطرُ في شوارعنا فقد الوطنُ معناه ، فقد المنفى معناه ، فقد المعنى معناه . أخاف يا اسمي أن نرجع إلى بيتنا . لا داعي أن أنتحر ، لأني في كل ثانية أنتحر. لا مظاهراتٌ في شراييني ولا أعراسٌ ، فشعبُ كريات دمي مات مثلَ شخص تَرَكَ في عربة القطار قلبَه الراحل أبداً .
اطمئن ، فعندما يقتلونكَ كما قتلوا عماد الفايد سأدافع عنكَ أمام محاكم التفتيش . جسدي موغلٌ في التفكيك بدون هذيان جاك دريدا . سَلطةُ فواكه بالجثامين الطازجة كما يترسب في رئة شجر حديقتي الإسفلتُ المقلي بأنين الأرامل . والإمبراطور يُعيِّن عشيقته قائدةً للكفاح المسلح. لا بد أن أُشنق كل يوم في بلدي لأطمئن على مصير الروتين الوظيفي . ستجدني في نهايات المطر أزرع جماجمَ آبائي في عربات الطوفان . الحزنُ البرتقالي له كثافة الرصاصة ، ونزيفٌ بطعم الشوكولاتة بحجم حليب الشجر. وجثثُ أعمدة الكهرباء في خِيام سعالي تكمل دائرةَ الروتين. إنني ابنة العلاقة غير الشرعية بين الصدمات العاطفية وإسفلت الهلوسة .
إن الإمبراطورَ مُهَرِّجٌ ، والإمبراطوريةَ سيركٌ . والراقصون يقفزون على حبال الغسيل . من سيسقط هذه الليلة في أرشيف الضحايا يا دماءَ القطط التي تأكل أضواءَ السيارات ؟ .
نحيا في الفراغ على كوكب مَيِّت مُزدَحم بالاحتضار . موظفون يعودون إلى غرفة التشريح كل مساءٍ حاملين جثثهم المملَّحة بالأوسمة الملكية في أكياس النحاس . والزوجاتُ في قمصان النوم الشفافة يُوَجِّهْنَ بوصلةَ موتهنَّ نحو الرصيد البنكي ، ويُطَبِّقْنَ نظرياتِ آينشتاين على الملوخية . ما نوع المبيد الحشري الذي تسكبه مراهقات الماريجوانا على خدودهن ؟ . نسوةٌ كالوجبات السريعة لكن المطعم مغلق .
قال كفنُ السنديانة لجثة الأغنية : (( سوف أمنحكِ جسدي ، لكني لا أعدكِ أن أمنحكِ قلبي)) . طفلٌ ميت في حنجرة أُمِّه الميتة يَعْبران ضوءَ المنجنيق ، والسكارى يحصدون الأوسمة . في الشفقِ أغنيةٌ تَدْرس لغةَ الخيول الخشبية . أتعجب لأني حتى الآن لم يتم اغتيالي .
تاريخُ جفوني تناقضاتُ بابلو إسكوبار. نسيتُ قلبي في مصعد ، لأن أفضل سكين لقطع الروتين هي أن أُقدِّم استقالتي من خدودي . تفاحةُ حزني اكتشفها آينشتاين لا نيوتن . لا أملك مَهراً غير اكتئابي . في نشيد عِظامي ماتت ليلى ومات قيس ومات الذئب ، وفي أجفان مملكة سعالي مات قيس ، وفاز الذئب بليلى ، وماتت الحكاية ، ولم يبق غير حكايات جثتي في ثلاجة البوظة .
أرملةٌ قد تلجأ إلى زواج المتعة لتغطيَ نفقاتِ جنازة زوجها . يتقاتل الفقراءُ على كرسي في الباص ، ويتقاتل الحكام على الكرسي ، وتتقاتل السكرتيرات على الكرسي ، ويتقاتل البابوات على كرسي الباباوية ، وأظل بلا بابا أو ماما .
للحطب قدرةٌ على اختراق عظمي أكبر من قدرة بابلو إسكوبار على اختراق أجهزة الأمن . تقاعد العاهرة المبتدئة في دولةٍ تبصق على أبنائها . كيف تنظرين يا شجرة الكرز في عيون زوجٍ عاجز جنسياً ؟ . احمل جثتكَ أيها الوطنُ وادفنها بعيداً عنا ، سنصنع وطناً جديداً من دماء الشمس التي لا تسرق الشعبَ . عصيرُ بطيخ في جنازة المعنى. سيزداد الدخلُ القومي بعد أن يموت الشعبُ جوعاً . في وطني أنا ضائعةٌ ، وفي المنفى أنا ضائعةٌ ، اختلفت جغرافيةُ الجسد ، وبقي تاريخُ الضياع جسداً لي .
هي الضفادع تقضم عيوني، والنعاماتُ تغرق في قروح حواجبي . أنا الملكة المتوَّجة على الكرسي الكهربائي . طموحي أن أستيقظ ، سأضع ساعة المنبِّه في كوب شاي ، وأشربه مع سَلطة الجثامين المغسولة ، فأنا نائمة منذ ملايين السنين ، وأَرَقي هو نوم السناجب النهائي .
كلما أمسكتُ قلماً استهلك حِبرَ الغيوم نزيفي فأكتب بدمي تاريخَ الماء . شكراً أيها الوطن الذي يَنْصب مواطنيه أعمدةَ كهرباء أمام قصور الطغاة . شكراً لكِ يا بلادي التي تُقدِّس اللصوصَ الأنيقين وتبصق على العلماء . إن جمجمةَ الرمل سِفْرٌ منسيٌّ في إنجيل النفط . وكان العشاقُ يتناولون عصير المانجا على خشبة المذبح ، ويقضون شهرَ العسل في جنازات آخر الصيف .
جيناتُ المشنقة . أحتاج لكل النظريات الفيزيائية لأستطيع التمييز بين السجان والسجين . أيتها النساء الدمى في قمصان النوم ، وأنتنَّ تخضنَ الكفاحَ المسلح ، سَلِّموا على المارة أمام شاهد قبري . إن الضباب يجلس خلف مكتبه البلاستيكي ، وأنا السكرتيرة الأنيقة في مؤسسة المجزرة . عندما يخسر الرصيفُ زوجته في القمار تنهار دولةُ شراييني وأعلن الأحكامَ العُرفية وحالةَ الطوارئ في أشجار أظافري وديدانِ جفوني .
حزنٌ منزوع الدسم . أصابتني لعنةُ النفط فأفقتُ أُهَرْوِل في مدارات الهوس . العالَمُ يُحتضر ، وكوكبُ الأرض مستودعُ الجثث الطازجة . هل يقدر الشجرُ على ممارسة الجنس مع جثة ؟ . هل تقدر حكومةُ العار أن تفرض الضرائب على شعب ميت ؟ . هل تقدر العاهرة أن تبيع جسدها مجاناً ؟ . القطاراتُ التي تَسقط من الغيوم على رأسي تخدش أكسجينَ شَعري، حيث تصبح شرايينُ وجهي سككَ حديد يستريح عليها عمالُ المناجم الزنوج . بين مشنقتَيْن أَنْصب مِقصلةً كَسْراً للروتين .
أرجوكِ ، اكشفي مستنقعاتٍ أكبر من صدركِ لتتعزز الوحدةُ الوطنية . تختلط رائحةُ الكلور بدموع إناث البطيخ في مسابح القات . إن حكومة العار تشجع الشعب على تعاطي الكوكايين حفاظاً على الكفاح المسلح للعائشين في جوارب نسائهم . سمك يسبح في حِبر الفضاء . جائزة الموظف المثالي تمنح لسياف الخليفة . يا ذاكرة الرعود ، حطمي مجتمعَ الآلهة . الفئران المرقَّمة ، والنخاعُ الشوكي للقرود يلعب الشطرنج في حنجرة بطيخة تظل تدور حول حبل مشنقتي بعكس أفاعي الساعة . توغَّلت أعضائي الجارحة في أعضاء الطيور الجارحة ، وجبيني اكتشف بوصلةَ الانقلابات العسكرية . للدود قصةُ حُبِّنا يا رئيس مجلس قيادة ثورة جنازتي . وهذه مجزرتي مصابة بانفصام الشخصية .
عندما يختلط عَرَقُ الراقصات بأكاسيد النيتروجين في أزقة الميناء يُولَد احتضارُ الإوز نظيفاً كالانقلابات العسكرية . وطن يصنع آلهته من الوحل الإمبراطوري ويعبدهم رافعاً شعارات الوحدة الوطنية ثم يأكلهم في قرون المجاعات التي لا تنتهي .