نقد عقائد الشيعة فلسفياً / الجزء الخامس
من كتاب/ قضايا تهم كل مسلم
تأليف: إبراهيم أبو عواد .
................................
من كتاب/ قضايا تهم كل مسلم
تأليف: إبراهيم أبو عواد .
................................
إن ترسيخَ قيمة الوهم كأيديولوجية نفعية قائمة
على استغلال الدِّين من قبل" آيات الله" وسرقة الناس وابتزازهم باسم
الْخُمْس ، هو ترسيخٌ لانهيارِ الماهياتِ الدينية ، والمركزياتِ ذات المنحى الشعبي
الميثولوجي . والتمحورُ حول انتكاسة الفكر الشيعي أرسى دعائمَ الفوضى الخلاقة التي
تُحال إلى نصوصٍ دِينيةٍ خياليةٍ قائمةٍ على النفي والنفي المضاد ، ومعتمدةٍ على
جمع إشكاليات النفي والنفي المضاد في صيغة إثبات شَرعية . وهذا تناقض مرعب لا يمكن
أن يستمر لأنه يَحمل في جَوْفه بذورَ نهايته .
واعتمادُ
النَّص الديني الشيعي على تكرار الأساطير ، إنما يَرمي إلى انتزاع شرعية افتراضية
من كَومة علاقات تاريخية ذهنية . وهذا الأمر قادَ إلى جعل التشيع نظاماً كهنوتياً
مغلقاً وقائماً على أُسس باطنية ، وأدى إلى اصطدام المعنى باللفظ واللفظ بالمعنى
ضمن السياق اللغوي العَقَدي ، وقَسَمَ المجتمعَ الشيعي إلى طبقتين: طبقة "
آيات الله " التي تتاجر بشرعية آل البيت لتحقيق أغراض توسعية فارسية ، وطبقة
الشعب العادي المسحوق ، وصَنَعَ مفاهيم أكثر عنصرية وحِدَّةً في التعامل مع
التاريخ الأناوي ( نسبة إلى الأنا ) ، والغَيْري ( نسبة إلى الغَيْر ) .
ومهما يكن
من أمر ، فإن الشيعة سَيَبْقون أقليةً في العالَم الإسلامي ، واقعة تحت الحكم
السُّني، لأن العالَم الإسلامي فتحه الصحابةُ العَرَب _ رضوان الله عليهم _، ولم
يفتحه الخميني وشيعته أو الفُرس . ولولا قيام عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ الذي
يُكفِّره الشيعة الروافض ويشتمونه ، بالقضاء على دولة فارس لظلت إيران متخلفة
ساجدة للنار ، كما كانت طوال الحضارة الفارسية المجوسية الرجعية البائدة . ولبقي
الشيعة عبيداً في قصور كِسرى، ونساؤهم جواري القصر، بلا ماضٍ ولا حاضر ولا مستقبل
.
ونحن هنا لا
نريد تفريق الصف الإسلامي، ولكن القيادة لا تكون إلا بيد السُّنة ، وغير ذلك يعني
حرباً ضرورية لتطهير العالَم الإسلامي من أي حكم شِيعي ، لذا علينا جاهدين قلب
نظام الحكم في إيران وتأسيس نظام سُنِّي بالتنسيق مع قوى الداخل وغيرها . وهكذا
نضمن استمرارَ مسيرة العالَم الإسلامي مع المحافظة على الأقليات دون التعدي عليها
، لأنه من العبث أن يَحكم الشيعة وهم أقلية لا يُمثِّلون سوى 10% من العالَم
الإسلامي .
إن نقض
الأيديولوجية الشيعية يستلزم الوقوف على التناقضات الجلية والخفية في سياقات غبش
السلسلة الحديثية في النقل عن أئمة آل البيت ، فالكذبُ عليهم بشكل منهجي مُبرمَج
هو دستور الشيعة المقدَّس ، لذا فالكلام المنسوب إليهم تعتريه شكوكٌ كثيرة فلا
ترتاح إليه النَّفْس . لذا فإن سند الأحاديث موغل في العتمة إلى حد كارثي مما
أدَّى إلى ظهور فوضى عارمة في أنساق الطبيعة السياقية للتسلسل . ولا يخفَى أن
انهيار سند الحديث يَسحب الشرعيةَ من المتن بشكل حاسم ونهائي . وفي سلسلة الأئمة
الاثني عشر الذين يَنسب الشيعةُ أنفسهم إليهم هناك بعض الإشكاليات المتعلقة بثلاثة
أئمة وهم :
[1] علي بن موسى الرضا ( الإمام الثامن ) : طَعن فيه
ابنُ طاهر . وقال ابنُ حبان في المجروحين
(2/ 106): (( يَروي عن أبيه العجائب. روى عنه أبو الصلت وغيره.
كأنه كان يهم ويُخطِئ )).
لكن الذهبي دافع عنه ، وقال إنما الشأن في ثبوت السند
إليه، وإلا فالرَّجل قد كُذِب عليه . [ ميزان الاعتدال ( 3/ 158) ] .
[2] محمد بن علي الجواد ( الإمام التاسع ): توفي وهو في
الخامسة والعشرين، ولم يُعرَف عنه طلب العِلم أو تدريسه [ انظر كشف الجاني ، ص
173] .
[3]الحسن بن علي العسكري( الإمام الحادي عشر ):قال ابن
حجر في لسان الميزان( 2/ 240): (( ضعَّفه ابن الجوزي في الموضوعات )) اهـ. وقال
ابن تيمية في منهاج السُّنة النبوية( 4/ 87 ) : (( قَد ذَكر محمد بن جرير
الطبري وعبد الباقي بن قانع ، وغيرهما من أهل العلم بالأنساب والتواريخ أن الحسن بن
علي العسكري لم يكن له نسل ، ولا عقب . والإمامية الذين يزعمون أنه كان له ولد ، يَدَّعون
أنه دخل السرداب بسامرا وهو صغير
)) اهـ .
وهكذا يتضح مدى الإشكاليات التي رافقت متأخري
أئمة آل البيت كما يُسمِّيهم الشيعة ، ونحن لا نُسَلِّم أنهم كانوا جميعاً أئمة ،
فينبغي التفريق بين المتقدمين منهم والمتأخرين ، فالسلسلة إلى الإمام موسى الكاظم
_ رضي الله عنه_ تشتمل على أئمة عِظَام من أهم علماء المسلمين في كل العصور ، وهم
سادات بني هاشم في العِلْم في زمانهم ، أما بعد الإمام موسى الكاظم فَضَعُفَ
المستوى العلمي " للأئمة " وضَعُفت الشخصيةُ الاعتبارية التي كانت
للأئمة المتقدِّمين ، على الرغم من أن الإمام علي بن محمد الهادي كان فقيهاً
إماماً متعبداً وهو من المتأخرين .
لقد تمَّ
حقنُ النصوص الدينية الشيعية بفِكر التبعية لسُلطة الكهنوت الفارسي المتركِّزة في
قبضة شخص واحد معصوم _ حَسْب أيديولوجية التشيع الانتكاسي _ ، وهو المرشد الأعلى
للثورة الإيرانية التي لم تكن سوى انقلاب مصلحي لتحقيق نفوذ شخصي ومكاسب مادية
ذاتية ، في حين أن الشعب لا أحد يَعبأ به ، فالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من
سيء إلى أسوأ ، وهذا يدل على أن ما قام به الخميني عبارة عن انقلاب عسكري لتحقيق
مكاسب مادية له ولأتباعه .
وفي هذه
الحالة من الانهيار الهادم ، لا مفر من تعرية النَّص الديني المؤدلَج ، وذلك عن
طريق تجريد سُلطة الكهنوت الشيعي المسلَّط على العوام من غبش الألفاظ وغموضِ
المعاني . وهذا الأمر شديد الصعوبة ، لأن العقيدةَ الشيعية الفارسية الضاغطة هي
كَومة تراكمات روتينية مُقنَّعة لتجذير الخنوع في نفوس الناس ، مما يضمن استغلالاً
أوسع وأكثر ديمومة وأكثر شراسة . أمَّا عباءة التقوى التي يرتديها " آيات
الله " فتهدف إلى خداع الرأي العام ، ومحاولة انتزاع رأي عام مساند لهم على
أساس أنهم أنقياء يُمثِّلون الدِّين الصحيح ، ويُطبِّقون شرعَ الله تعالى ،
ويَسيرون على خُطى أئمة آل البَيْت ، وهذا مخالف تماماً للحقيقة .
ولأن تعميم الغموض الكهنوتي يهدف بالأساس
إلى إقامة قطيعة فعلية مع المقوِّماتِ الرئيسية للإسلام، ظهرت لدينا نصوصٌ دينية
شيعية تُشَرْعِن هذه القطيعةَ، وتَلْوي أعناقَ النصوص الشَّرعية، وتخرجها من
سِياقها الحقيقي، وتصنع بُنى شكلية موغلة في تقديس اللامقدَّس.ومثل هذا الاضطراب يؤدي إلى تفريغ النَّص اللغوي الخاضع لفلسفة
التشيع الوهمية من معاني الفكر المنهجي الحاسم. وهنا تبزغ إشكالية صارمة، وهي أن الأنساق
التاريخية المتخيَّلة ، والإفرازات الفكرية البشرية ، تتم إحالتها إلى تيار دِيني
وهمي ( مذهب الإمامية الاثني عشرية ) الذي يَحمل في أنساقه المتشعبة بذورَ انهياره
، بسبب التشويش الهائل في طبيعة بناء إشكاليات النص الديني .
ومن الواضح أن دِينَ الشيعة قائم على قاعدة تفوق
العِرْق الفارسي . والشيعةُ العرب ليس لهم أي وزن مُطْلقاً لأنهم خاضعون لأسطورة
ولاية الفقيه الفارسية التي وُضِعَت لتجذير سيادة الفُرْس على العرب عبر احتكار
التشيع بصورة دراماتيكية ، واستخدامِ العملاء من الشيعة العرب المعادين للعروبة
والموالين للفُرْس كورقة رابحة لخيانة أمتهم في سبيل تحقيق رِفعة المشروع الفارسي
الصَّفوي على أنقاض العروبة السُّنية .
ومن الجدير بالذِّكر أن هناك علماء من
الشيعة لا ينتهي نسبُهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا يضع الواحدُ منهم
على رأسه عِمامة سوداء ليخدع العوام بأنه من أئمة آل البيت _ عليهم السَّلام _
ليكتسب شرعيةً واهمة ، ويُسَوِّق نفْسه من أجل تحقيق مزيد من الأرباح والمكاسب
المادية على حساب الشعب المسحوق الباحث عن رغيف الخبز . ونحن عندما نقول " آل
البيت " فإنما نعني الثقلَ الأكبر الملتزم بالكتاب والسُّنة الصحيحة ، أمَّا
الفَسَقة من آل البيت فلا وزن لهم ، وليس لهم أية قيمة . وكذلك بالنسبة للصحابة _
رضوان الله عليهم _ فإننا نعني الثقل الأكبر الملتزم بالكتاب والسُّنة الصحيحة ،
أمَّا إن كان صحابياً وغير ملتزم بالشَّرع ، فلا وزن له ، وليس له أية قيمة . وقد
رأينا أشخاصاً لا قيمة لهم من آل البيت ومن الصحابة. وهؤلاء حُجَّة على أنفسهم ولا
يُمثِّلون المدرسة الفكرية المستقيمة لآل البيت والصحابة .
لقد قامت " الاثنا عشرية " بتشييد فرضيات دينية استغلالية ، وتحويلها إلى نظريات عَقَدية ذات
امتداد فكري في الواقع العملي ، مع أنها في الحقيقة تفتقد إلى معنى النظريات، فهي
لَيْست بأكثر من فرضيات رمزية مُؤطَّرة ضمن أُطر المتاجرة بثورات أئمة آل البيت
الذين ضحوا بحياتهم لكي يَكذب عليهم الشِّيعةُ في كل المحافل . وبالإضافة إلى هذا
، فإن البُنية الشيعية الفارسية مضادة للعروبة والإسلام ، وهذه ردة فِعل ناتجة عن
انكسار دولة فارس في معركة القادسية .
والنَّصُّ الديني الشيعي الحكائي يمثِّل
حتميةً متشعبة لا ديناميكية . وأيضاً ، يقوم النَّصُّ بنفي نفْسه رغماً عنه ، لأنه
يَحمل فكراً ميكانيكياً مضطرِباً يقضي على مصداقية العقيدة ، ويكرِّس التآكلَ
الاجتماعي في بيئة الفرد والجماعة ، ويؤسِّس أركان سُلطة
اللامقدَّس التي تُقدَّم على أنها مركزية المقدَّس . وهذه القضايا مجتمعة تُفرِز
علمَ كهنوت شيعياً قائماً على استغلال الثغرات التاريخية. ويقومُ النَّصُّ
الدِّيني المسيَّس بتوظيف هذه الثغرات من أجل صناعة هولوكوست شخصاني وافتراضي خاص بآل البيت لأنهم آل البيت،
والمتاجرة بدمائهم الثورية ، وتوظيفها سياسياً لإخراج الناس من الإسلام ، وإدخالهم
في مذهب مشوَّش تنخره الشكوك والشبهات والنقد والنقض ، وهو المذهب الجعفري الوهمي
.
وتبرز فكرةُ الخطيئة في الميثولوجيا الشيعية
بشكل يتماهى مع فكرة الخطيئة عند النصارى ( أسطورة الإله المصلوب الذي ضحَّى بحياته من
أجل أتباعه لكي يضمن لهم الخلاصَ الأبدي ). والشيعة يلعبون نفسَ اللعبة، فهم ينظرون
إلى تضحيات أئمة آل البيت_عليهم السلام_ على أنها خلاص وتخليص لهم . ففي الكافي (
1/ 260) كتاب الحجة : (( إن أبا الحسن موسى الكاظم _ وهو الإمام السابع من أئمة الإمامية الاثني
عشرية_ قال : الله عز وجل غضب على الشيعة ، فخيَّرني نَفْسي أو هُم ، فوقيتهم بنفْسي
)) اهـ .
وعِبْءُ الخطيئة التي يحملونها في ذكرياتهم
_ وهُم أكثر أُناس خانوا آلَ البيت_ يجعلهم يدخلون في حفلة اللطم والضرب والنحيب
في كل مناسبة مثل عاشوراء وغيرها كثير، وهذه المراهَقَة الدينية نابعة من فكرة
الخطيئة ، وحُلمِ التطهير والخلاص . وبشكل عام ، إن النَّص الديني الشيعي نتاجٌ
أيديولوجي غامض لفكرة الخطيئة المتماهية مع الميثولوجيا النصرانية، فكما أن
النصارى يعتقدون أن المسيح ابن الله صُلِبَ لِيُخَلِّص البشريةَ من ثقل الخطيئة ،
يعتقد الشيعةُ بشكل أو بآخر بأن الحسين قُتِلَ لِيُخَلِّصهم ، مع أنهم هم الذين
قتلوه وخانوه وطلبوا منه المجيء لإنقاذهم ثم باعوه مقابل الدينار والدرهم ، وهذه
هي فلسفة التشيع في كل الأطوار التاريخية.
ومن أبرز العقائد الخيالية عند الشيعة ،
النظرُ إلى أهل السُّنة على أنهم قَتَلة آل البيت _ عليهم السلام _ . وهذه العقيدة
الخرافية منتشرة بصورة مرعبة في أوساط الشيعة ، فمعاوية يُقدَّم على أنه إمام أهل
السُّنة الذي جعل شتمَ علي بن أبي طالب على المنابر . وبالطبع فالشيعة يُقدِّمون عَلِيَّاً
على أنه إمام الشيعة . ويزيد السُّني قتل الحسينَ الشيعي ، والدولتان الأموية
والعباسية ( السُّنة ) قتلتْ وأبادت أئمة
الشيعة ( أئمة آل البيت ) ، وأبادت الشيعةَ . وهذه العقائد المغلوطة هي نتاج
لسياسة المراهَقة الدينية السائدة في الفكر الشيعي المؤدلَج فارسياً .
إن القاتل لا يُمثِّل إلا نَفْسَه . والدولتان
الأموية والعباسية تمثِّلان نَفْسَيْهما ، ولا تتحدَّثان باسم الإسلام ، لأن
الإسلام معصوم ، أمَّا المسلمون فغير معصومين . فإن رأيتَ مُسلِماً قاتلاً ، فهذا
لا يعني أن الإسلام قاتِلٌ . وإن رأيتَ مُسلِماً يزني ، فهذا لا يعني أن الإسلام
يحض على الزنا والفواحش . فالسلوكيات التي تَصدر عن أي شخص تعكس شخصيته الذاتية ،
وهو يتحمل أعمالَه . وكل مُسلِم هو حُجَّةٌ على نفْسه ، وليس حُجَّةً على الإسلام
، فالإسلام هو الحُجَّة على الناس ، وليس العكس .
ومن المشكلات الأساسية في الفكر الديني
الشيعي ، افتراضُ حتميةً تاريخية مرتبكة ، ومحدَّدة المسار والمصير مُسْبقاً ،
تنتهي بظهور الإمام المهدي المخلِّص حسب أدلجة الوهم الشيعي ، وهذا مرجعه إلى
التماهي غير المنطقي مع انهيارات فكر اللامنهجية الدينية. ونحن نقول إن المهدي
سيظهر لا محالة ، وظهوره العلني مسألة وقت ، وهو إمام أهل السُّنة والجماعة. وسوف
يعود كل الشيعة الروافض إلى الإسلام الصحيح ( منهجية أهل السُّنة والجماعة ) في
حال ظهوره الصاعق ، حيث سَيُسْقَط في أيديهم. فمن اتبع الحقَّ وخالف هواه اتبع
المنهجَ السليم ، ومن أخذته العزة بالإثم فقد باء بالخسران في الدارَيْن .
facebook.com/abuawwad1982