سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

19‏/02‏/2014

نقد عقائد الشيعة فلسفياً / الجزء السادس والأخير

نقد عقائد الشيعة فلسفياً / الجزء السادس والأخير

من كتاب/ قضايا تهم كل مسلم 

تأليف : إبراهيم أبو عواد .

................................

    إن انتشار التشيع المسيَّس بقوة السيف والإبادة الجماعية ساهم بشكل كارثي في فرض الإقامة الجبرية على المسار النقدي العقلي . فالدولة الصفوية التي أسَّست وجودَها على دماء البشر عبر إجبارهم على اعتناق المذهب الشيعي الرافضي ، أو قتلهم وتهجيرهم ، هي نتاج سياسات غارقة في ميكانيكا النظم الرمزية المزدهرة في حفلات الإبادة الجماعية والتطهير العِرْقي . ومع غياب الدولة الصفوية الأولى ظهرت الدولة الصفوية الجديدة ( إيران ) بصورة أشد تطرفاً من ناحية العقيدة الدينية . وأيضاً ، انتشر التشيع بالمؤامرات والخيانات والخطط المرسومة خلف الأبواب المغلقة ، والتحرك تحت الطاولة . وهذا واضحٌ تماماً في تاريخ الشيعة والتَّشيع ، بحيث إنه أمرٌ بديهي لا يَحتاج إلى إعطاء أمثلة ، والتاريخُ شَاهِدٌ لا يَكذب . إذن ، لا بد من كسر الصَّنم الشيعي ، فكسرُ الصنم أهم من تحذير الناس من عبادته . ولا بد _ كذلك _ من الثورة على التشيع ، التي تُعتبَر بحق انقلاباً على نظام إقطاعي يأخذ منحى دينياً ، تماماً كما يحدث في الهند من تقسيمات طبقية ذات خلفية عَقَدية هندوسية .
     ولا مَعنى لهالة القداسة الأسطورية التي تُحيط برجال الدِّين الروافض الذين يعتمدون _ بالحق أو بالباطل _ على كَوْنهم من ذُرية الإمام الحسين _ رضي الله عنه _ لكسب تعاطف الناس ، وإضفاءِ فقاعة العِصمة والقداسة على أعمالهم التي تَظهر وكأنها تأييد مباشر لهم من الله تعالى ، وهذه النظرة النرجسية المتهاوية ساهمت في غرورهم ، وازدياد ابتزازهم للعوام الجهال . وهؤلاء ينطبق عليهم قول الإمام الشافعي _ رحمه الله _ :

دَعْ عَنْكَ الذين إِذَا أَتَوْكَ تَنَسَّكوا            وإذا خَلَوْا فَهُــمْ ذِئَابُ خِرَافِِ

     إن إيران _ باعتبارها قائدة المشروع الشيعي في العالَم _ تعمل جاهدةً على ترسيخ الوجود الشيعي في منطقة ترفضه ، وإعلانِ نجاح مشروع الهلال الشيعي على حساب رفاهية الشعب الإيراني الذي يعاني من مشكلات الفقر والبطالة والعنوسة وتعاطي المخدرات . فعلى إيران بوصفها الدولة الشيعية الرافضية الصفوية الوحيدة على سطح الأرض أن تركز جهودَها في بناء الشعب الإيراني ، وبناء دولة قوية من أجل استئصال الورم الصهيوني في جسد الأمة، والقضاء على الوجود الأمريكي في المنطقة . وعليها في نفس الوقت أن تتخلى عن قتل أهل السُّنة والتضييق عليهم في إيران والعراق وسوريا ولبنان ، وتلغيَ مشروع الهلال الشيعي الذي لن يستفيد منه سوى العدو الصهيوني والغرب عبر تمزيق الأمة أكثر وأكثر .
     ومن الواضح للجميع أنه بعد سقوط نظام صدام حسين بسبب تواطؤ الشيعة مع أمريكا لغزو العراق ، _ وهذا غير مستغرب عنهم في كل العصور _ ، بدأ الشيعة الروافض يتحسسون شهوةَ السُّلطة والسيطرة على البلاد ، ونهبِ خيراتها ، وتأسيس نظام قمعي تماماً كنظام صدام . وهذا ساعد إيران على ابتلاع العراق ، والتغلغل في أدق تفاصيله . وبدأ المدُّ الشيعي الرافضي يتكرس بالتعاون مع أمريكا . إذ إن تقاطع المصالح الأمريكية والإيرانية في أرض العراق جعل العراقَ هو الضحية ، وكأنه صار ملعب كرة قدم يلعب عليه فريقان لا يحتويان على أي عنصر محلي . فالحلمُ الإيراني هو الوصول إلى البحر المتوسط ، من أجل استعادة أمجاد دولة فارس المنقرضة . والناظرُ إلى خارطة العالَم الإسلامي من جاكرتا حتى مراكش ، يُلاحِظ وجود كيانَيْن غريبَيْن ، الأوَّل هو العدو الصهيوني في فلسطين ، والثاني هو العدو الإيراني الفارسي .
     وقد انتبهت أمريكا إلى الخطر الشيعي أكثر من أي وقت سبق ، خصوصاً مع صعود إيران كقوة إقليمية ، وغيابِ اللاعب العربي على الخارطة العربية . والفكرة التي تخيف أمريكا هي أن الشيعة في العراق بوصفهم أتباعاً لإيران ، إذا سيطروا على العراق _ وهذا مستحيل تاريخياً وجغرافياً واقعياً وخيالياً _ فإنهم سيتحالفون مع سَيِّدتهم إيران ، ويصبحون عملاء مزدوَجين يبتزون أمريكا لصالح إيران ، ويبتزون إيران لصالح أمريكا لكي يخرجوا بفوائد مادية شخصية ، ومكاسب على الأرض،وتعميق نفوذهم على جثث أهل السُّنة في العراق أصحاب البلاد الحقيقيين .
     وبالطبع فالأمور ليست بهذه السهولة ، فالروافض الذين يسيطرون على العراق بصورة شكلية حالياً ستزول سيطرتهم الوهمية تماماً كما حدث في مصر،حيث تكرَّست الدولةُ الفاطمية الإسماعيلية واحتلت البلادَ، ثم قُضِيَ عليها تماماً. وهذا ما سيحصل في العراق . إذ إن تأسيس دولة صفوية في العراق بواسطة عملاء إيران من الأعراب أعداء آل البيت _ عليهم السلام_ ليس سهلاً بالمرة . فأهل السُّنة ( العرب والأكراد والتركمان ) متواجدون بكثافة في العراق ، وهم نصف العراق عددياً ، ويسيطرون على ثلثي العراق جغرافياً . والأنبارُ _ التي هي محافظة سُنِّية _ تُشكِّل لوَحْدها رُبْعَ مساحة العراق . أضف إلى هذا أن أمريكا لن تسمح بسيطرة شيعية على العراق، ليس حباً في أهل السُّنة، بل كرهاً لإيران . فأمريكا تعلم أن زعماء العمق الشيعي الجنوبي العراقي خَدَمٌ لإيران ، وهكذا تتكرس نظرية الحصار التي تفرض وجودَها على النمط العَقَدي الشيعي ، وأحلامِ استعادة أمجاد الدولة الصفوية .
     إن أهلَ السُّنة يؤمنون بآل البيت والصحابة كوَحدة واحدة وكيان متراص غير مفكَّك بعكس الشيعة الروافض الذين يحاولون البناء الجدلي على التفريق بين آل البيت والصحابة باعتبارهما من الأضداد التي لا تلتقي، وهذا الذي قتل الروحَ في نصوص الميثولوجيا الشيعية ، وأفقدها بريقَ الخرافة ، وضوءَ الأسطورة ، على الرغم من كل التلميع والضغط الأيديولوجي المسيَّس فارسياً.
     تُعتبَر شريعةُ الغموض داخل أنساق الفكر الديني الشيعي، نظاماً متكاملاً له إسقاطات سياسية. كما أن تاريخ كتابة النصوص الدينية الشيعية غامض ومشوَّش تماماً كتاريخ كتابة الأناجيل .       والشيعةُ _ طيلة وجودهم _ يتحركون تحت الطاولة ، ويُتقنون العملَ في الظلام ، ولا يَقْدرون على العمل تحت الشمس . وهذا ثابتٌ تاريخياً ، والتاريخُ لا يَكذب . أضف إلى هذا ، أن التشيع قد انتشر بالسيف والخيانات المتكررة ، مثل المجازر التي قامت بها الدولة الصفوية الأولى والدولة الصفوية الثانية ( إيران )، وتواطؤ ابن العلقمي مع المغول ضد بلاد المسلمين، حيث فتح لهم بغداد، ومحاولة الروافض اغتيال صلاح الدين الأيوبي ، وخيانة الدولة الصفوية بينما كانت الدولة العثمانية على أبواب فيينا ، وفي قلبِ أوروبا، وغير ذلك كثير من الخيانات الموثَّقة المنتشرة في كتب التاريخ، والتي تعكس حقداً فظيعاً ضد أهل السُّنة والجماعة يُغذِّيه المسارُ الفارسي الشُّعوبي .
     ومصادرُ التشريع الشيعية مضطرِبة للغاية ، حيث التأويل المتطرف لآيات القرآن الكريم والبعيد كل البعد عن السياق الطبيعي للآيات القرآنية سواءٌ من حيث أسباب النزول أو قواعد اللغة العربية ، وأيضاً عبثية البناء الحديثي في التشيع سواءٌ من ناحية السند أو المتن ، لأن التشويش في مصادر الحديث الشيعية مثل كتب الكافي أو بحار الأنوار وغيرهما مرجعه إلى أدلجة الكذب المحوري، وبناءِ أسانيد مُركَّبة تنتهي إلى أئمة آل البيت مع أن أئمة آل البيت لا يعلمون عنها شيئاً . وهذه الأدلجة نابعة من الكره الفارسي الأعمى لكل ما هو عربي، ومعلومٌ أن أئمة آل البيت كلهم عَرَبٌ، وبالتالي اعتمد الفُرْسُ في منهجهم الشعوبي على تنفير الناس من الإسلام الذي قام بالأساس على أكتاف العرب وتضحياتهم ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم عربي ، والصحابة عَرَب ، مع تقديرنا للصحابة من غير العرب وعددهم ضئيل للغاية ، وهذا لا يُنقص من قَدْرهم الشريف . فكان المنهج الشيعي الرافضي مستنداً إلى الطعن في آل البيت وقتلهم ثم البكاء عليهم والمتاجرة بثوراتهم، والكذب عليهم،ونسبة الصفات الإلهية إليهم،والطعنِ في الصحابة ورميهم بالكفر والنفاق دون دليل معتمَد.
     ومن الأهمية بمكان التنبيه على أن التشيع يعتمد _ لترويج نفْسه وزيادة أتباعه _ على التعاون مع قوى خارجية معادية لأهل السُّنة والجماعة على أساس أهل السُّنة يَضطهدون الشيعةَ ويقمعونهم ويُضيِّقون عليهم ، ويُعاملونهم كأقلية منبوذة . وهذه هي " المظلومية " التي يُوظِّفها الشيعةُ لاكتساح العالَم الإسلامي ، وبسطِ نفوذ سَيِّدتهم ( إيران ) على المنطقة . وهذه المظلومية الوهمية يُرَدُّ عليها من خلال أمرَيْن . الأول _ مِن واجب النظام السُّني المجتمعي أن يمنع كافةَ الانحرافات الشيعية ، خصوصاً وأن الشيعة يعتمدون منهجيةَ استغلال حب الناس لآل البيت ، والمتاجرة بدمائهم وتضحياتهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية فارسية ذات نزعة شعوبية . والثاني _ أن العقيدة الشيعية الرافضية هي تيار إقصائي يقيم قطيعةً مع التاريخ بشكل كامل ونهائي ، وهذه القطيعة الوسواسية من شأنها تفتيت المجتمع ، ونقله من حالة التكتل البنائي المتين إلى التشظي والتمزق وتفتيت المكوِّنات الاجتماعية على أساس مذهبي وعِرْقي وإثني . ومن هنا كان لزاماً منع امتداد التشيع لأنه قنبلة موقوتة داخل المجتمع ، مزروعة في القراءة المتطرفة للسياقات الدينية ، والأنساقِ التاريخية .
     وإذا انتقلنا إلى دور الطبيعة الإقطاعية " للإمامية الاثني عشرية " ، سنجد أن هناك منظومةً متكاملة لترسيخ المجتمع الطبقي ، حيث إن الشيعة المتاجرين بالدِّين ، سواءٌ انتسبوا للنبي صلى الله عليه وسلم ( أصحاب العمائم السوداء ) أم لم يَنتسبوا ( أصحاب العمائم البيضاء ) ، هُم يؤسسون مشروعاً استثمارياً يتلاعب بعواطف العوام الدينية، ويُوجِّهها إلى وجهة مؤدلَجة بُغية فصل اللفظ عن المعنى، أي تأسيس مكانة اجتماعية راقية ومعصومة لرجال الدِّين على حساب جُوع العوام ولهاثهم وراء رغيف الخبز ، ووعدهم بصكوك غفران شيعية مثل ظهور المهدي الإمام الثاني عشر بعد أن دخل في السرداب ( في منطقة سامراء ) ، وهذه العقيدة الشيعية المرفوضة متماهية تماماً مع أسطورة صكوك الغفران حيث كانت الكنيسة تمنح الجنةَ للقادر على الدفع ، أمَّا الفقراء فَيُكْتَفَى بتخديرهم ليسهل ذبحهم والمتاجرة بدمائهم ، أو سوقهم كالأغنام إلى الهدف المنشود ، وهذا هو لب المناخ الفلسفي للعقيدة الشيعية، ونشأةِ ظهورها كتيار إقصائي فارسي مضاد للإسلام والعروبة.
     إن انتشار التشيع بالسيف ، خصوصاً ما قامت به الدول الفاطمية والصفوية والإيرانية من استخدام العنف العبثي تجاه المخالِفين ما هو إلا نتاجٌ طبيعي للأدلجة المستعرة في صياغات التأسيس الرمزي للعاطفة الروحية في نفوس الأتباع الجهال، حيث تتجذر البيئة المضطربة فلسفياً في تقاطعات الهرم الاجتماعي ، بدءاً الخرافة النسقية حتى الفصل العناصري بين ألفاظ الذاكرة ومعاني الصيغ الدينية الخاضعة لِسَطْوة إفرازات المجتمع البشري الإقطاعي ، خصوصاً مع وجود عائلات شيعية تنسب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم زوراً، أو هي تنتسب للنبي صلى الله عليه وسلم حقاً ، ولكن من ناحية النَّسَب لا الاتباع، وهذا النسب بلا اتباع لا ينفعها مُطْلقاً، وهو حُجَّةٌ عليها لا لها ، وهذه الزعامات الوهمية قائمة على أساس المتاجرة بدماء آل البيت ، واستغلالِ هذا النَّسب الصحيح أو غير الصحيح لابتزاز العوام ، ومحاولة تحصيل أكبر فوائد مادية منهم ، وتكريس النفوذ على حساب المسحوقين .
     والتمثيلُ السياسي في ذاتية الدِّين الشيعي يفضي إلى التماهي القاتل بين ولاية الفقيه الذي هو رأس الدولة المعصوم كما يُرَوَّج له ، وبين النظام الكهنوتي الصليبي لدولة مثل بريطانيا ، حيث الملكة التي هي رأس الدولة سياسياً ، هي أيضاً رأس الكنيسة الأنكليكانية . ومن هنا فإن لعبة المتاجرة بالدِّين من أجل أهداف سياسية ما زالت السمة المميِّزة للفوضى الخلاقة في ميثولوجيا المجتمع الشيعي. وهذا المجتمع الإقطاعي صار فيه الدِّينُ عبئاً على الفرد ، وجزءاً من المشكلة لا الحل ، وهذا راجع إلى ما محتويات الدين الشيعي العنصرية ، والتي تشتمل على تياراتٍ ماديةٍ تقيم التجمعاتِ البشرية على أساس احترام مَن يَمْلك ، ونبذ مَن لا يَمْلك . ومن هنا ، تتم صناعة فئة محدودة مُتنفِّذة تعيش عالةً على ظُهور الشعب المهمَّش . فالفرد يَصنع آلهته ، أو بالأحرى ، يتحول الفردُ إلى ماكينة لتفريخ الآلهة ، ثم يُقدِّسها ظناً منه أن في عبادتها خلاصَه ، وعندما يجوع سوفَ يأكل تلك الآلهة الخرافية _ عاجلاً أو آجلاً _ .
     إن إيران _ وريثة الدولة الصفوية _ تحاول جاهدةً استرجاع أمجاد الإمبراطورية الفارسية ، وها هي تتمدد بواسطة الشيعة الأعراب العملاء لها مثل " حزب الله " ، وهو منظمة شيعية خاضعة بشكل مباشر لسُلطة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ، وتتلقى التمويلَ من طَهران . ومن الواضح للجميع أن " حزب الله " يحاول الهيمنةَ على لبنان ، وإحالته إلى دولة صفوية . ونحن بالطبع نساند المقاومة ضد العدو الصهيوني ، ولكن ينبغي أن نعلم أن " حزب الله " لا يقاوم العدو الصهيوني من أجل سواد عيون المسلمين ، أو من أجل الدفاع عن أهل السُّنة ، فهو قد قَتل أهلَ السُّنةِ في بيروت الغربية بكل دم بارد بالتعاون مع ميليشيا " حركة أمل " الشيعية التي سَبق أن حاصرت المخيماتِ الفلسطينية في ثمانينات القرن العشرين بالتنسيق مع النظام النُّصيري في سوريا . إذن ، فما يُسمَّى بحزب الله يُقاتِل من أجل تحقيق مصالحه ، وتأسيس دولة صفوية في جنوب لبنان ، وإدخال لبنان في الفلك الشيعي الفارسي الإيراني المعادي للعروبة والإسلام . وعلى أية حال فإن إيران والكيان الصهيوني وجهان لعُملة واحدة فكلاهما يحتلان بلادَنا. فإيران هي مشروع صَهْينة السياسة الصفوية الشيعية من وجهة نظر فارسية ، كما أن الكيان الصهيوني هو صهينة أكاذيب الصفات التوراتية اليهودية . وعلينا معرفة كيفية التعامل مع هذه الفكرة، ومسكِ خيوط هذه المرحلة الحساسة بما يضمن الدفاع عن الإسلام ومصالح المسلمين .
     إننا نساند المقاومةَ ضد العدو الصهيوني، وضد الغرب الإسخريوطي ، وفي نفس الوقت ينبغي الانتباه إلى التوسع الشيعي الفارسي من أجل نشر الضلال في بلاد أهل السُّنة ، وإخراجهم من الإسلام بحجَّة حُب آل البيت ومظلوميتهم . فلنتذكر على الدوام الاحتلال الشيعي لإيران والعراق وجنوب لبنان ، وأن لا ننخدع بالدعاوى المخدِّرة الصادرة من الشيعة الروافض، والتي تنادي بالوحدة الإسلامية في حين أنهم يقتلون أهلَ السُّنة في إيران والعراق ولبنان. ونحن في هذا المقام لا نريد أن نزيد الأُمَّة تمزقاً فوق تمزقها،ولكن وللأسف فالشيعة يلعبون لعبتهم القذرة القديمة الجديدة في التعاون مع الأجنبي ضد أبناء جِلْدتهم لكي يسيطروا على الحُكم كما فعلوا في العراق، وقيامهم بإبادة أهل السُّنة ، وتفريغ كل المناصب الحساسة في الدولة منهم، ثم بعد ذلك ينادون بالوَحدة الإسلامية،وعدم الانجرار إلى الفتنة الطائفية، وكل هذه الدعاوى المخدِّرة تهدف إلى كسب مزيد من الوقت لتحقيق سيطرة سياسية شيعية على المنطقة أكثر شمولية ، وأكثر إرهاباً باستخدام أساليب التعاون مع الأجنبي الغازي . وهذه اللعبة المرفوضة تعتمد على تحويل كل شيعي إلى عميل مزدوَج: عميل لإيران بوصفها الأم الحاضنة للإمامية الاثني عشرية ، ولأمريكا بوصفها القوة الخارجية العظمى التي تقدم الحمايةَ للوجود الشيعي الحاكم في الدَّاخل . 
     والوجودُ الديني الشيعي محصور في خدمة الطواغيت ( آيات الله العُظمى وغير العُظمى ) ، وتقديم الدعم للميليشيات الشيعية الطائفية ، والمدعومة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الذي نصَّب نفسَه إماماً مَعصوماً فوق المستوى البشري ، وحامياً للكهنوت الشيعي ، وراعياً لمصالح الشيعة في أنحاء العالَم. ولا أحد يسأله عن أرصدته البنكية، ولا أحد يحاسبه أو ينقد أفعالَه المنحرِفة، فهو الدولة والدولة هو ، وهذا التخلف الذي قَسَمَ المجتمع إلى قِسْمَيْن : السادة والعبيد ، لا بد أن ينهار عاجلاً أو آجلاً لأنه مجتمع مبني على وجود الآلهة البشرية والكراهية والشطط الطبقي وانعدام العدالة الاجتماعية وسوء توزيع الثروة ، وازدياد الأغنياء غنىً وهم الفئة الضئيلة على حساب الشريحة الساحقة في المجتمع وهم الفقراء المغلوب على أمرهم. وللأسف فإن الدول الكافرة تتمتع بالعدالة الاجتماعية ومحاسبة المسؤولين بدءاً من رئيس الدولة حتى عامل النظافة ، في حين أن الدول في العالم العربي والإسلامي مبنية على عِصمةِ الحاكم الذي نصَّب نفسَه إلهاً برفقة حاشيته، وسوءِ توزيع الثروة ، وسرقةِ الشعب في وضح النهار من قبل المتنفِّذين دون حسيب أو رقيب . وهذا ما جعل دُوَلَنا في مؤخرة القافلة العالمية .
     ومن الأهمية بمكان ، إظهار سعي المؤسسة الشيعية الدينية إلى احتكار الأسطورة من أجل إيجاد مَوْطِئ قدم لها في الذاكرة الشعبية . وللأسف ، فإن المجتمع الشيعي يتاجر بكل شيء ، بدءاً من الدِّين ، والكذبِ المنهجي على أئمة آل البيت ، ومروراً بالشعائر العبثية في عاشوراء ، وطقوسِ اللطم والضرب وغير ذلك من سيناريو هذه المسرحية ( الكوميديا السوداء ) التي يقوم بها أحفاد قتلة الحسين حزناً على الحسين !. وانتهاءً بِفُروج النساء ضمن شرعية الزِّنا المقنَّع ( نكاح المتعة ) ، حيث تصير المرأة ضحيةً لمجتمع أيديولوجي متخلِّف يُفسِّر النصوصَ الدينية تفسيراً ذكورياً لكي يُهيمن على الذاكرة الجزئية والكلية للأفراد الموعودين بصكوك غفران جديدة .
     وفي هذا السياق ، لا بد من ذِكر مراكز التشريع الشيعي ( كربلاء وقُم والنجف ) التي يتم فيها تكديس مبادئ سيادة الأساطير الهلامية على عقول البسطاء باسم الدِّين وآلِ البيت . وهذا الانحرافُ العَقَدي نتاج طبيعي للجاهلية المعاصرة المتماهية مع الجاهلية الأولى للأعراب البدائيين الذين كانوا يصنعون آلهتهم بأيديهم، ثم يأكلونها حينما يجوعون . وبالإضافة إلى هذا ، نجد أن الصراع على اقتسام الغنائم بين الأُسر الشيعية ذات الشرعية الدينية الشكلية، يَظهر بشكل واضح في الحالة العراقية . وهذه السلالات العائلية التي تتاجر بدماء آل البيت ، قد أسَّست مشروعها التجاري الاستثماري على الدِّين ، حيث صار مجالاً نفعياً لزيادة الأرصدة البنكية ، مع التركيز على العلاقات مع إيران التي تشتري هذه الأُسر بأموالها، وتُوجِّههم عن بُعد لِيَظلوا موظفين مطيعين تحت ظِل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ضمن أسطورة " ولاية الفقيه " . وهكذا تحوَّل الإنسانُ الشيعي إلى دجاجة لا تَمْلك إلا التصفيق لذابحها سعيدةً بمستقبلها المفروض عليها بحد سيف النصوص العَقَدية المحمول على فكرة النفعية الإقطاعية ، حيث تصير القيم الروحية مجالاً خصباً لقتل الرُّوح تحت غطاء شرعية وصاية النظام السياسي الفقهي الهلامي على شعب لا يملك إرادةً للتغيير الروحي أو المادي ، لأنه تحوَّل إلى كيانات استهلاكية تتلقى الأوامرَ وتنفِّذها دون أدنى تفكير .

     والاحتلالُ الشيعي الصفوي لإيران والعراق وجنوب لبنان هو صورة الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، أي إن المنظور الشيعي السياسي المنحرِف _ مهما اختلفت أقنعته _ يظل انعكاساً طبيعياً للسياسة الصهيونية في فلسطين ، وهذا راجع إلى التماهي المرعب بين العقيدتَيْن الشيعية واليهودية كما سبق أن وضَّحنا .
facebook.com/abuawwad1982