إدغار رايس بوروس وشخصية طرزان
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
..........
وُلد الكاتب إدغار رايس بوروس ( 1875 _ 1950
) في شيكاغو ، إلينوي . درس في عدد من المدارس المحلية ، ثم انتسب إلى أكاديمية
فيليبس في أندوفر ، ماساتشوستس . وبعدها تخرَّج في أكاديمية ميتشيغان العسكرية في
عام 1895، ثم أصبح عضوًا في فوج الخيَّالة
السابع، لكن حياته العسكرية انتهت عندما اكتشف الأطباء مشكلةً في قلبه ، فتمَّ
تسريحه من الخدمة العسكرية .
انتقلَ من مهنة لأخرى حتى عمل بائعًا
للقرطاسية.في أحد الأيام ، وعندما كان بانتظار صاحب متجر ليبيعه بعض من منتوجات
الشركة التي كان يُمثِّلها ، وقع نظره على مجلة قصص مُصوَّرة ، وبدأ يطَّلع عليها.
ويقول في مذكراته إنه بدأ يُفكِّر بصوت عالٍ قائلاً: (( إذا كان الكُتَّاب يقبضون
ثمنًا لكتابة مثل هذه الخزعبلات ، فإن بإمكاني كتابة خزعبلات احسن من هذه )) .
كانت أول قصصه بعنوان"
أميرة المريخ " ( 1912 )، وفي ذات العام في شهر تشرين الأول/ أكتوبر ، كتب
أولى قصص طرزان وحملت
عنوان " طرزان الرَّجل القرد " .
بعدها بعامين أصدر
كتابًا كاملاً من قصص طرزان ، ليتم تحويل قصة طرزان إلى السينما في عام 1918 . وقد
أدَّى دور طرزان الممثل إلمو لينكولن ، إلا أن
الممثل جوني ويزمول ، والذي أدى الدور لاحقًا ، هو الذي اشْتُهِر بدور طرزان .
تُوُفِّيَ بوروس بعد أن كتب 91 رواية ، 26
منها حول شخصية طرزان . وقد باعت كتبه ملايين النسخ ، وتُرجِمت إلى نحو 30 لغة . وقد
كتب في مذكراته : (( أنا أكتب لأهرب ...
لأهرب من الفقر )) .
بوروس هو مُبتكر شخصية " طرزان رَجل
الغابة " . ويعتبر البعض شخصية طرزان واحدة من أشهر الشخصيات الخيالية ، حيث
ظهر طرزان بعد نشر الرواية في أفلام وكتب الأطفال
وبرامج تلفزيونية وإذاعية ودعايات
للبنزين ولُعب
الأطفال والملابس الداخلية والأحذية الرياضية . وتَمَّ إنتاج 88 فيلمًا عن هذه
الشخصية ، خلال الفترة ( 1918 _ 1999 ) .
ذاع صِيت هذه الشخصية الروائية لدرجة أن
البعض كان مقتنعًا أن طرزان هو شخصية حقيقية. وحسب رواية " طرزان القردة
" ، فإن طرزان واسمه الحقيقي هو جون
كلايتون، هو ابن أحد النبلاء الإنجليز ، وكان والداه على متن سفينة بالقرب من
سواحل أفريقيا، وقد
ثار البَحَّارة على قبطان السفينة، واندلعت أعمال شغب وفوضى انتهت بانجراف
واستقرار السفينة على الساحل الأفريقي. وبعدها يموت والدا جون كلايتون وهو رضيع، ويقوم قرد ضخم الحجم
من نوع مانجاني برعايته ،
ويتم إطلاق اسم طرزان عليه ، والذي يعني ذو البشرة
البيضاء في لغة القردة . والقردة التي
تقوم برعاية طرزان هي فصيلة خيالية خاصة، لا وجود لها في التصنيفات العلمية .
وعندما يبلغ طرزان مرحلة الشباب يقع في حب فتاة أمريكية اسمها جين،
وعندما تغادر جين الجزيرة يقوم طرزان
بالبحث عنها وينتهي البحث بنهاية سعيدة بزواج طرزان من جين ، ويُرزَقان بابن اسمه
كوراك ، ويعيشان لفترة في لندن، ولكنهما يُقرِّران
العودة إلى نقاء الطبيعة، بعيدًا عن ازدواجية ونفاق المدينة ، فيعودان إلى الجزيرة ، وتنتهي الرواية
بتحولهما إلى شخصين خالدَيْن ، حيث لا يزالان على قيد الحياة، حسب رواية
" طرزان القردة "
.
تجري أحداث الرواية ، التي هي مليئة
بالمعارك التي يخوضها طرزان مع الحيوانات وسُكان الجزيرة الأصليين ، في سنوات قريبة من عام 1908 . ويُصوِّر الكاتب
بوروس طرزان بشكل إنسان يُشبه إلى حد ما تمثالاً يونانيًّا قديمًا. ولون عينيه رمادي،يقص
شعره بين حين وآخر مستعملاً سكينًا قديمة ،
تركها له والده قبل أن يموت وهو رضيع ، وشخصيته متوحشة وعنيفة .
وبالرغم من النجاح الساحق الذي حققته
الروايات الأولى والأفلام الأولى في سلسلة طرزان ، إلا أن مستوى الأعمال اللاحقة لَم
ترتقِ إلى مستوى البدايات . وفي نهاية الستينيات وبداية السبعينيات ، اعتبر البعض
قصة طرزان من الأساس قائمة على مبدأ عنصري بسبب ما
اعتبره البعض اسم طرزان الذي يعني باللغة الخيالية للقردة " ذو البشرة
البيضاء"، وتصوير
القصة حسب اعتقاد البعض لفوقية البيض على الأفريقيين الذين تم
تصويرهم كمتوحشين وبربريين ، بينما انتقد البعض من أنصار حركات حقوق المرأة شخصية طرزان
لأنها تُمثِّل فكرة تفوُّق الرَّجل
على المرأة.