غرباء في قطارات الشفق الجريح / قصيدة
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 20/12/2013
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
................................
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 20/12/2013
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
................................
سلامٌ للصبايا اللواتي ينشرنَ ثيابَ الحِداد
على حبل الغسيل
يَخبطُ ضوءُ الشمعة
في أشجار الخروب
والزيتوناتُ تحبلُ بأكفانِ النهر
ستمشي الفراشاتُ العمياءُ إلى ستالينغراد
ونؤنسُ وحشةَ هذا الغبار
نرمي دموعَنا الساخنة
على البلاط البارد
وكلما حرس الغروبُ جدائلَ أمهاتنا
ذوَّب المطرُ أجفاننا في الضباب
يُصبح الموتُ أحدَ أفراد العائلة
وكلُّ الشاحناتِ محمَّلة
بأكياس الذكريات
انثرني أيها القمرُ في الأناناسِ
تابوتاً لليتامى
واجمعني في نشيدِ الرُّعاةِ
مملكةً للفراغِ العاطفي
احملْ أكفاني لأحملَ أكفانكَ
ستدخلُ أمنياتُ المشنوقين في المقايَضة
ويقامرُ التوتُ بأضرحة السنونو
فكن فيلسوفاً كاللوزِ
لندرسَ فلسفةَ المحكومين بالإعدام
والحزانى يُذوِّبون ضفائرَ البحيرة في المومياوات
فاخترْ حِماراً وحشياً
لِيَحْملَ على ظَهره حضارةَ الأحزانِ
ولا تُنكِّس رايةَ قلبي
نزيفي أثاثُ قلوبِ اليتامى
ثِقْ بضوءِ الهاوية في أجنحة الحمَام
سأحرقُ كوخي بدموعي
لا طِفلٌ يُولد بلا دماء
ولا حُزنٌ يأتي من السنابلِ بلا أشلاء
كُوني صديقتي يا قارورةَ الحِبر
يومَ تقفين وحدكِ أمام ضريحي
هَذا الرَّعدُ يَبْحثُ عَن وَطَنٍ
خَرَجَ وَلَم يَعُدْ
وأنا أبحثُ عَن وَجْهي
في مَرَايا الأسْمنت
وحزنُ الصبايا يَسقط
بين أنيابِ الضباب الجائع .