الرد على ابن عثيمين
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
............
للكاتب/ إبراهيم أبو عواد
............
قال
الله تعالى : (( وَلَوْ
أَنهم إِذ ظَلموا أَنفُسَهم جاؤوك فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ
الرسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَواباً رحيماً )) [ النساء : 64] .
قد عَلّق اللهُ تعالى قبولَ استغفارهم باستغفاره عليه الصلاة والسلام .
وذلك صريح في الدلالة على جواز التوسل به كما يُفهم من قوله تعالى : (( لَوَجَدُوا
اللهَ تَواباً رحيماً )) .
والآية واضحة وقاطعة في طلب المجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ إن (
جاؤوك ) واقعة في حيز الشرط مما يدل على العموم .
قال الشوكاني في إرشاد الفحول ( 1/ 175 ): (( قال إمام الحرمين الجويني
وابن القشيري إن أعلى صيغ العموم أسماء الشرط والنكرة في النفي )) اهـ .
وتخصيص الآية بحاجة إلى دليل ولا دليل .
قال الإمام الغزالي في المستصفى ( 1/ 201 ) : (( واللفظ عام في صيغته فلا
يزول ظهوره بمجرد الوهم ، لكن يكفي في التخصيص أدنى دليل ، لكنه لو لم يرد إلا
بهذا اللفظ ولم يرد دليل مخصص لوجب التعميم في الطرفين على مذهب من يرى صيغ العموم
حُجّة )) اهـ .
وقد اعترض ابن عثيمين على الاستدلال بالآية، فقال في كتابه فتاوي مهمة
لعموم الأمة ( 1 / 101و102): (( ( إذ ) هذه ظرف لما مضى وليست ظرفاً للمستقبل. لم
يقل الله : ولو أنهم إذا ظلموا ، بل قال: إذ ظلموا. فالآية تتحدث عن أمر وقع في
حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ))اهـ .
وهذا الكلام مردود ويحتوي على أخطاء لغوية
واضحة ، ومثل هذا الكلام يدل على عدم إلمام بقواعد اللغة العربية ودلالات الألفاظ
ومستلزماتها. وإليك تفنيده بالآتي : إن ( إذ ) تُستعمل في الماضي كما تُستعمل في
المستقبل أيضاً. والأدلة على استعمالها في المستقبل كثيرة ، منها قوله تعالى : ((
وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبهم )) [ الأنعام : 30] ، وقوله تعالى : ((
وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا )) [ سبأ: 51] .