المنارة والرمال / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
................
إِنَّهُ يَوْمُ الأَحد / طارق بن زياد يُحوِّل المتوسِّطَ إلى بغداد / كي
تُحرِّر الشمسُ الأندلسَ/ حَرْبٌ بَيْنَ الهلالِ والصَّليبِ / تاجُ الأخطبوطِ
أُحفورةُ زَبد / يجيءُ القَوَّادون كالفِطْر السَّامِ المحنَّطِ في الشَّفق /
ويموتون / فَلْتَعْرِف الحملاتُ الصليبيةُ أن رِتشارد قَلْبَ الفأرِ هُزِمَ/
سَيَّاراتٌ كلاسيكيةٌ تَستبدلُ إطاراتِها سَاخرةً بألفِ جَسَد / والعائدون إلى
انتحارهم / لم يَجدوا على صفائح مَوْتهم إلا أرواحهم والطينَ / وبِلالٌ شَقَّ
الفضاءَ صَوْتُهُ : (( أَحَدٌ أَحَدٌ )) / حَديدُ الأقفاصِ أعمى / وابتسامةُ
الرِّيح لا تقتني العُميانَ / يا محاكمَ التفتيشِ / إِنَّ رُوحي تَحيا حِينَ تقرأُ سُورةَ الصَّمَدِ / مَدَدٌ مَددٌ /
يا رَسولَ اللهِ مَددٌ /
إنهُ يَوْمُ الأحد / جاك
نيكلسون يُزيح عن جوائزِ الأوسكارِ عُرْيَ وَجْهه / يُحيلُ خَشبةَ المسرحِ
الجارحةَ إلى قُبورٍ كثيرةِ العَدَد / يَضَعُ أرشيفَ العارِ في السرير / لكي
يستيقظَ في الصباحِ قتيلاً / ويَذهبَ إلى التصوير كَامِلَ الغبارِ/ مُفعماً بخرائط
الرَّمد / وأطفالُنا يَسْتخرجون البارودَ مِن حناجر السَّمك / مَدَدٌ مَددٌ / يا
رَسولَ الله مَددٌ /
إنهُ يَوْمُ الأحد / أشباهُ رِجالٍ يَضعون
زَوْجاتهم على عقارب السَّاعة / ويُقَبِّلون يَدَ الصنم / لَن يَحْمِيَهم القَبْو
من الصاعقةِ / لَن يَضْحكوا إلى الأبد / يَذُوبون كالمكانسِ الكهربائيةِ /
كالأشباحِ المعدَّلةِ وِراثياً / ماتَ التاريخُ / واحترقُ الأرشيفُ/ وتَبخَّرت
غاباتُ البارود / مَدَدٌ مَددٌ / يا رَسولَ الله مَددٌ /
إنهُ يَوْمُ الأحد/ للانهيارِ أفئدتُهم
للبكاءِ عندما لا يَنفعُ البكاءُ / يَحْملون تِيجانهم وجِيَفَهم / وَيَتزوجون
الرصاصَ المطاطيَّ / سَأُقاتِلُهم في المقابرِ / في المذابحِ / في المسالخِ / في
المسارحِ / على شَاشاتِ التلفازِ / وَفَوْقَ القَمر/ طَيْفُهُم حُطَامُ الصحراء/
جُرُوحِي سَنَابِلُ اللهبِ/ وَبِلالٌ مَلأَ الكَوْنَ
صَوْتُه حتى سَمِعه زُحَل: (( أَحَدٌ أَحَدٌ )) / مَدَدٌ مَدَدٌ / يا رَسولَ اللهِ
مَددٌ .