أمام قبر النبي شعيب / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
.............
ضَمَّت خُطايَ يَنابيعُ الأرصفةِ
وَجِئْتُكَ/ سَيِّدي / الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَيْكَ / غَسِّلْنِي فأنا مَيْتٌ
وأنتَ حَيٌّ / تَرْتجفُ دُموعي شَوْقاً / امْنَحْنِي شَرَفَ مُجَاوَرَتِكَ /
وَجَسدُكَ ضَوْءٌ مُنتشرٌ في الفضاءِ / مَدَدْتَ يَدَكَ إلى قَوْمِكَ / لكنَّ
العُميانَ لم يَرَوْا غَيْرَ جُثَثِهم /
أنا ضَوْءٌ مكسورٌ في حَضْرَتِكَ الماحيةِ /
أَدْخِلْني في مَجْدِكَ / حَرِّرْني مِن أحزاني / كُلُّ نبيٍّ رَعَى الغَنمَ
وَاثِقاً مِن بَريقِ عَيْنَيْه / ونِساؤُنا يَبْحَثْنَ عن الأُمراءِ ورِجالِ
الأعمالِ / وَجُيوشُنا تَسهرُ على رَاحةِ أعدائنا / كُلَّما أَتيتُ إلى حَضْرتكَ
العُليا / خَرَجَ السُّمُّ مِن أعصابي / أُقَبِّلُ يَدَيْكَ أيها السَّيِّدُ
المتواضِعُ / امْسَحْ على رَأْسي /
في نَبَضاتِ قَلْبِكَ عِطْرُ الإيمانِ
وأزهارٌ لا تَذْبَل / لَوْ أَنِّي أَموتُ عِنْدَ قَدَمَيْكَ / وَاقِفٌ على أعتابكَ
/ لَعَلِّي أَحْظى بِنَظْرةٍ مِنْكَ / فأَطِيرُ في الحقولِ وَرْداً / أَصْنعُ مِن
خُيوطِ جِلْدي نِعالاً للأنبياء/ وأتبرَّكُ بِعَرَقِهِم في طريق هِجْرتي الأبديةِ
إلى شمسِ المعنى/
هَاجَرَ الأنبياءُ إلى خَالِقهم / وَبَقِيتُ
وَحِيداً / أُسافِرُ مِن الحُزنِ إلى الحزنِ / الأنبياءُ شُموسٌ لا تُكْسَفُ /
حَوَّلوا عَظْمَنا إلى ثَوْرةٍ على الطُّغاة / إسلامُنا ثَوْرَتُنا انقلابُنا
الكَوْنِيُّ / أَخَذونا مِن آبارِ قُلوبِنا إلى الضَّوْءِ الباهرِ / لَوْ أنِّي
أَغْسِلُ نِعالَ الأنبياءِ بِماءِ عُيوني / خُذوا بِيَدِي إلى حَضْرةِ الْمَلِكِ
القُدُّوسِ / لَفْظُ الجلالةِ مَحْفورٌ في قَلبي بِمَاءِ المطرِ /
يا إلهي العظيمَ / نُورَ السَّماواتِ
والأرضِ / تُهاجِرُ رُوحي إِلَيْكَ / وأنا في مَلَكُوتِكَ البديعِ / آتِي إِلى
بَيْتِكَ ذَلِكَ الفَضاءِ / وفي عُنُقي أغلالُ خَطِيئتي / أَتعرَّفُ على شَهِيقي
وَزَفِيري شَاهِدَيْن على خَطايايَ / أَحِبَّني أَجِد اسمي وقلبي .