للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
في صباحِ الأربعاء التي تَسبق إعداماتي ، تُلَوِّثُ أجراسُ صالات الرقص ذَرَّاتِ الأكسجين . يُصاب الرُّكام بالقرفِ من خرافات الأعشاب الخائنة . وتُصاب الزوجاتُ الخائناتُ بالغثيان من الحفلات الموسيقية . والفتيانُ يُردِّدون ما تقوله عِصابةُ الأوحال فرحين بالتعرف على فتيات جديدات كمسامير المقاعد . تَرى كومةً من الموتى ينشدون في المعبدِ نَخْبَ ضياعهم . تتجمع الفتياتُ العاريات اللواتي يَصْلُبْنَ الحزنَ على صُدورهنَّ المصلوبة أمام عيون تجار الرَّقيق الأبيض . وفي الجانب الآخر من الكفن الجوال يفتتحون المزاد العلني لبيع "صكوك الغفران". هناكَ أسعارٌ تناسب جميعَ الخفافيش ، وهناكَ قِسْمٌ للعائلات الغارقة في الخطايا ! .
هنا أو هناك . روما إلى الهلاك . سقط كُرْسِيُّ الجليد على ذَوَبان المستنقعات في القلوب الضَّحلة . كلابٌ بوليسيةٌ تقودُ كلاباً بوليسية . يحمل الشيطانُ على كتفيه قطيعاً من المسدَّسات لتسويقها بين الرماد . والمقاعدُ الخشبية عليها مقاعد خشبية أخرى تدعى زبائن الحرب .
حضارةُ الإبادة هي كُشْكُ سجائر مصنوع من خشب الإبادة الفاخر ! . تهريبُ ما هو أخطر من الأفيون في خاصرة السُّيول . احتمالٌ قوي أن يَغتصبَ الظلُّ الخشبيُّ لَوْنَ صَمْتِنا . صَمْتٌ رماديٌّ أَعني موزةً مُحترقةً بالثَّرى . دَخَلَتْ في الدهاليز إناثُ الطين هُنَّ آنساتُ العمى اللواتي تنخرُ أَيامَهنَّ الإعلاناتُ الكاذبة . والبرقوقُ مُخرجٌ سينمائيٌّ للأفلامِ الخياليةِ . إمبراطوريةُ السُّل على هامشِ يومياتِ المساجين . يُسعفُ نَابُ العاصفةِ المجروحين . من أرضنا نبتوا سُمَّاً صارخاً في تضاريسِ العُواءِ .