قصيدة / دمي ليس شاطئاً للعشاق
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
أنا وأحلامُ الصُّقور على قَشِّ الإسطبلات الواقف سَهْماً في جباه القراصنة . تَدَثَّرتْ أغنامي بجلود الفراشات . عاشت البريةُ في قناديل حياتي الثائرة ، وعاشت المراعي جزءاً من أحلامها في فمي نباتاتٍ مليئة بالندى والهدوء والقتل .
قلبي يُصافح الأنهارَ التي تخترق أزهارَ معدتي . في هَدْأةِ لحم الليل تنزف سُحُبُ الأحزان من أصوات الغرباء . ويبدأ البكاءُ يقتلعني . لا أبكي لأن خيمتي مَرَّت في زيوت شَعْر الأرصفة . لا أبكي لأن زوال بريق أعلام الحلم فقد وظيفته في طُحالي .
رُوما إحدى أقنعة ميلانو المهشَّمة . زيتُ الزيتون الأندلسي يدل على فأسِ جَدِّي . هذا الوهمُ الذي حَوَّلَ الإنسانَ إلى مِقْصلة لذبح الإنسان . حَوَّلَ زُرقةَ الشطآن إلى مشروع استثماري لتفريخ القتل . حَوَّلَ الشعبَ إلى آلة لإنتاج الحقد .
لن أنتظر القطبَ المتجمد حتى ينشر اعترافاتِه في الصَّحافة المكتوبة بدماء الضحايا . سأقول ما لم تستطع البحيراتُ المنبوذةُ قَوْلَه .
أَذْكُرُ أني أسقطتُ بمساعدة الشواطئ أربعَ إمبراطورياتٍ في نصف ساعة ! . طَعْمُ الجوافة يُحَلِّق فوق البراري جنوب ذكاء يعاسيب النحل . أَسَدٌ يَفْرض حظراً على حركة ظلاله على هياكل السفن الغارقة في جسد شمعة .
تتزاوج الثديياتُ بعيداً عن كيس الرِّماح الذي أَحْمِله على ظَهْري . غَديرٌ يزرع مِنقارَه في سِكَكِ حَديدٍ مهجورةٍ أَنشأها غِمْدُ سَيْفٍ يَقْطرُ مِنْه رَوائحُ النَّفي ، وملاحقةُ أنصاف رجال الأمن . كَهْفي مَطبعةٌ لمؤلفات الزَّوْبعة . رأيتُ نباتاتٍ تحيا بين القبور . ضَوْءُ البَرْقِ في أعالي حُنْجرتي .
يَنْشرُ عبيرُ الوِدْيان الهادرُ مصيدةً للأمواج . لا معدتي برقيةُ ولاءٍ للقاتِلين ، ولا كَبِدي مَخْبأ لأموال الملوك المهرَّبة إلى الخارج .