قصيدة/ الرحيل إلى ضوء المئذنة
( اعترافاتُ قِس اعتنق الإسلام )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
كُنتُ حَجَراً لا أكثر . أَخلعُ قلبي وأُلقي به على حافة الهاوية ثم أدخل مختالاً إلى المقبرة الملوَّنة في ثيابي . لم أكن أعلم ماذا أفعل في حياتي . أُنشد التَّراتيلَ التي لا أفهمها ، والحضورُ يرددون ورائي ولا يَفهمون ما أقول . كُنَّا نضعُ عقولَنا في أحضان السراب سرابِ أهوائنا .
كانت الوجوهُ أمامي في عُنفوان الظلام . عيون تدور في دوائر الشك والريبة. رأيتُ العتمةَ تقفز على جباههم. خرجتُ من محيطٍ مُوحلٍ موغل في الأساطير. حقنوني في الدَّير الموحش بالخرافة، وهي أن إلهنا قد صُلب . وكان السؤال الذي أرَّقني في ليالي السهاد كيف سيدافع الإلهُ المصلوب _ حَسْبَ زعمهم _ عني وهو لم يستطع أن يدافع عن نفسه ؟! .
عِشْتُ جُزْءاً من حياتي في الحيرة والدمار ، ولستُ الوحيدَ . بل إِنَّ كُلَّ الذين يضعون رؤوسهم في أحضان اللامعنى هم موتى يمشون هائمين على أرواحهم بلا ضَوْءٍ آخر النَّفق . وهذا الظلامُ الذي نشأتُ فيه دفعني إلى البحث عن النُّور ، النور الذي لا تبدده الغيومُ . أُهاجِر إلى الضوء حاملاً جمجمتي في أكياس الشَّفق ، راكضاً إلى الأكسجين لكي تتنفس أعضائي مثل كل الغيوم . تذوب روحي في حروف القرآن ، ويتداخل قلبي مع خيوط حِجاب الفراشة . لأول مرة أكتشف أن وجهي ليس خيوطَ عناكب الأساطير . أنا العَتْمةُ المهاجِرةُ إلى نوركَ يا قُدُّوس .